تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من الأرشيف :خطاب من حزب التحرير الى نصارى لبنــان



ابو شجاع
04-15-2007, 12:08 PM
خطاب من حزب التحرير الى نصارى لبنــان

بعد ان وصل الحال بلبنان واهله الى حافة الدمار و اصبح لابد من التفكير الجدى والجذرى الذى يؤدى الى الانقاذ. واننا لوضوح الرؤية عندنا، وصدق الطوية لدينا، وادراكنا الحقيقي لما ينقذ، والذى لا يوجد منقذ سواه، نتوجه الى نصارى لبنان بالعلاج المعافي والبلسم الشافي، فنبدأ بما وجه الله اليهم من خطاب على لسان نبيه الكريم، ورسوله الامين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال تعالى: “ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون. “ فانا ندعوكم الى اللقاء على كلمة الاسلام، كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله، لنعبد الله وحده، ولا نشرك بعبادته شيئا من خلقه، وان لا نتخذ ربا سواه، لانه لا رب سواه، وكل ما عداه عبد ومخلوق.‎
وهو قد انزل كتبه على رسله، وجعل القران اخر رسالة. وانزله على خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وارسله للناس كافة، سواء اكانوا اهل كتاب، ام ليسوا باهل كتاب: “ وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا “. وقد اختار الله محمد صلى الله عليه واله وسلم ليكون رسولا للبشرية جمعاء، قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا “ وجعل الله دينه هو الاسلام “ ان الدين عند الله الاسلام “ وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب “‎وقد طلب الله من البشرية جمعاء ان تؤمن بدين الاسلام، وان تترك ما عداه من الاديان، وان تتمسك به وحده وان تترك كل ما سواه “ ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين “ وقد بين الله ان الاديان السابقة قد حرفت وبدلت وغيرت “ فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم “ “ يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به “ وقد وعد الله بحفظ دين الاسلام من التبديل والتغيير والتحريف “ انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون “ ولذلك فان القران وحده من دون الكتب هو الكتاب الذى بقي كما انزل دون ان يلحقه اى تبديل او تغيير او تحريف وهذا مجمع عليه من الدنيا قاصيها ودانيها كافرها ومؤمنها.

ان عقيدة الاسلام وحدها في العقيدة الصحيحة فهي العقيدة العقلية التي تتفق مع الفطرة الانسانية وقد انبثق عنها نظام الاسلام، وقد جعل الله دين الاسلام اتم دين وجعله نظاما عالميا ينظم جميع علاقات البشر سواء اكانت العلاقة مع خالقهم، او مع انفسهم، او مع غيرهم، ولذلك فانه انزله نظاما متكاملا يعالج جميع مشاكل الحياة. منذ نزوله حتى تقوم الساعة، لان الله وضعه على الاساس الانساني الذى يعالج الانسان من حيث هو انسان، وبحيث يتفق مع الفطرة التي فطر عليها الانسان، ولذلك كانت عقيدته هي قاعدته الفكرية، وقيادته الفكرية، وهي عقيدة سياسية، عنها انبثقت جميع معالجات الوقائع والاحداث، ومنها انبثقت حضارة الاسلام، ووجهة نظرة في الحياة، وهي وحدها وجهة النظر الصحيحة، وحضارته هي وحدها الحضارة الصحيحة، وما عداها من الحضارات فانها حضارات فاسدة وزائفة، لانها من وضع عقل ناقص غير محيط، اما حضارة الاسلام فهي من وضع خالق الكون وخالق الحياة، وخالق الانسان، الذى هو مدرك لواقعها ولما جبلت عليه ولما يصلحها، ولذلك فان الحضارة الغربية التي بها تتمسكون، ولها تكبرون، انما هي حضارة فاسدة لانها مبنية على عقيدة فاسدة، عقيدة الميوعة والحل الوسط، فهي عقيدة فصلت الدين عن الحياة وهي عقيدة خالية من القيم الرفيعة، وحتى خالية من القيم النصرانية، لانها فصلت الدين عن الحياة وجعلت دين النصرانية، والقيم النصرانية فردية، وفي الكنيسة، ولا علاقة لها بشؤون الانسان، ولا بشؤون الحياة ، ولذلك فقد انعدمت من الحضارة الغربية القيمة الروحية، والقيمة الخلقية، والقيمة الانسانية، ولا يوجد فيها الا القيمة المادية التي تقوم على الاساس النفعي، وهي القيمة الوحيدة التي تسير الحضارة الغربية، والدول الاوروبية، ولذلك فاننا عندما نشاهدهم يبيدون الشعوب ليستولوا على ثرواتها وخيراتها وبلدانها، فان ذلك تطبيق لحضارتهم التي يؤمنون بها، وتنفيذ للقيمة المادية التي يتمسكون بها، وتحقيق للنفعية التي يسيرون جميع اعمالهم بمقتضاها.
فما عمله الامريكان من ابادة للهنود الحمر في امريكا، وما عملته اوروبا في افريقيا واسيا، من نهب لثرواتها وسرقة لخيراتها، وسفك لدماء اهلها، وتسخيرهم واستعبادهم، وجعلهم ادنى مرتبه، كمعاملة الزنوج في امريكا، ورعايا الكومنولث في بريطانيا، وشعوب المستعمرات في فرنسا، ما هو الا التطبيق العملي للقيمة الحضارية التي يؤمنون بها . فحضارتهم ما هي الا التطبيق الفعلي لشريعه الغاب، والتجسيد العملي للبربرية والهمجية، وما مجزرة اهدن، وما برز فيها من تعطش لسفك الدماء حتى دماء الاطفال الا مظهر من مظاهر تلك الحضارة الغربية التي تؤمنون بها، والتي تترنمون بقيمها الحضارية التي تصفونها بانها قيم حضارية متمدنة، مع انها في واقعها ما هي الا الهمجية والانانية والبربرية. بينما الحضارة الاسلامية، هي الحضارة الوحيدة التي بنيت على العقيدة التي تتفق مع فطرة الانسان، والتي اخذت بالعقل، وكانت عقيدة سياسية انبثقت عنها انظمة الحياة، وحددت بمقتضاها وجهة النظر في الحياة بانها مخلوقة لخالق، وانها يجب ان تسير وتنظم باوامر هذا الخالق، ولذلك كانت حضارة الاسلام التي هي مجموعة المفاهيم عن الحياه مبنيه على هذه العقيده، ومنبثقه عنها، وكانت الحضاره الاسلاميه وحدها هي الحضاره الصحيحة، وهي وحدها الحضارة التي جاءت بالقيم الرفيعة التي توجد المجتمع الراقي، وتبني المجتمع الفاضل، فجاءت بالقيمة الروحية، والقيمة الخلقية والقيمة الانسانية، والقيمة المادية،وجعلت هذه القيم الاربعة بما فيها القيمة المادية مسيرة باوامر الله سبحانه ونواهيه، ولذلك فان السير فيها يجب ان يكون وفق الحكم الشرعي. وقد اوجب الاسلام على المسلمين تحقيق هذه القيم ونشرها، وجعل الجهاد طريقة لنشرها، ولنشر الاسلام، واعلاء كلمة الله، ولم يجعل الجهاد للاستعباد، ولا للاستعمار، ولا للسيطرة على الشعوب واذلالها او لنهب ثرواتها، وانما لتكون كلمة الله هي العليا “ انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون “ وقال عليه السلام “ من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فذلك في سبيله” وقد منع الاسلام المجاهدين من قتل الاطفال والنساء والشيوخ والمتعبدين في الصوامع والبيع، ومن هم ليسوا من ميادين القتال. وهذا الذى جعل الاسلام ينتشر هذا الانتشار.

اما ماجاءت به الحضارة الغربية من الديمقراطيات والحريات فقد بان فسادها، وظهر عوارها، واصبحت رائحه نتنها تزكم الانوف، والوقائع اليومية الجارية خير دليل على ذلك. اما الحريات التي جاءت بها الحضارة الغربية، فيكفي فسادا لها، انها جردت الانسان من ادميته، وجعلته هو والحيوان سواء، ان في الحرية الشخصية، او في حرية التملك، وليس الا الاسلام وحده هو الذى ضبط جميع هذه الامور، وحلها حلا جذريا على الاساس الانساني، وعلى اساس فطرة الانسان، ما يتلاءم مع هذه الفطرة، وجعل كل ذلك مسيرا وفق الحكم الشرعي، فشرع للانسان ما يشبع غرائزه وحاجاته العضوية، بما يحفظ عليه ادميته، وانسانيته وفرديته، على اساس انه جزء من المجتمع غير منفصل عنه، وجعل سلوكه الشخصي وسلوكه مع الاخرين ـ سواء كانوا دولة او افرادا ـ مسيرا وفق الحكم الشرعي، وبذلك اوجد الاسلام مجتمعا مستقرا متناسقا، لا تحكمه الاهواء، ولا تتحكم فيه النزوات، وجعل لكل شيء حده. ولذلك دعوناكم الى الاسلام لتنقذوا انفسكم في الدنيا والاخرة، ولتخلصوا انفسكم مما يحيق بكم من النكبات والصدمات، وانتم تعيشون بين المسلمين، حتى تكونوا جزءا منهم، وقد اختلطت دماؤكم بدماء المسلمين، واصبح منكم رحم. فان ابيتم وتمسكتم بما انتم عليه، فانتم وشأنكم، لان الاسلام لا يكره احدا على الدخول فيه “ لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم “ الا اننا نطلب منكم مع ذلك ان تحفظوا العهد الذى بيننا. وجميع الكوارث التي حلت بكم انما كانت من عدم حفظكم للعهد مع انكم مطالبون بالوفاء به، حتى تكونوا في امان المسلمين ورعايتهم. غير انكم كثيرا ما كنتم تركبون رؤوسكم، وتخلون بعهدكم، وتظاهرون عدو الله على المسلمين،‎فعندها لا يسع المسلمين الا ان يصطدموا بكم، وهذا هو وحده ـ اى عدم وفائكم بالعهد ـ هو الذى كان سببا لجميع الكوارث والمحن التي المت بكم، سواء ايام الدولة العباسية، ام ايام الصليبيين، ام ايام الدولة العثمانية، ومع نقضكم للعهد، كان المسلمون يتجاوزون عنكم. فقد شفع لكم الامام الاوزاعي، مما ارغم ( والى العباسيين ) على ان يترككم، بالرغم من ان من نقض العهد انما نقضه بمؤازرتكم. وايام الصليبيين ترككم صلاح الدين، مع انكم ظاهرتم الصليبين على المسلين، مع انكم تعلمون حق العلم ان الصليبيين انما جاؤا باسم الصليب زورا، وانهم انما جاؤا طمعا في بلاد المشرق الساحرة، بلاد المسلمين المليئة بالخيرات والثروات، جاءوا لينهبوا الثروات، وليقيموا الممالك، استمروا مئتي عام حتى طردناهم على اعقابهم، ولحقناهم الى عقر دارهم، واقمنا فيهم حكم الله وحكم الاسلام اربعمائة عام. فنحن امه عريقة، صاحبه قيم رفيعه، ذات حضارة عظيمة، حضارتنا وحدها هي الحضارة الصحيحة ، ولذلك لا ننام على ضيم، وان نالنا نعاس فاننا سريعا ما نعود الى صحوتنا. وكذلك فعلتم ايام الدولة العثمانية، وضعتم انفسكم في يد الدول الغربية لتكونوا ادوات مسخرة لهدم دولة الاسلام، وحضارة الاسلام ، وقد استطاعت الدول الغربية ان تدخل بواسطتكم كثيرا من الافكار والمفاهيم التي اتخذوها وسيلة للتأثير على حضارة الاسلام، ومفاهيم الاسلام، ليبعدوا بذلك المسلمين عن دينهم وحضارتهم ومفاهيمهم، وعن وجهة نظرهم في الحياة فقبلتم بعملكم هذا ان تكونوا خولا وعبيدا وادوات مسخرة في يد الدول الغربية، حتى اقاموا لكم الكيان اللبناني، وجعلوه رأس جسر لهم ليعبروا منه لضرب المسلمين ولضرب دولة الاسلام، وحضارة الاسلام، واوهموكم ان عملكم هذا هو قيمة حضارية فريدة، وانكم لكم رسالة حضارية يجب ان تحافظوا عليها، وان تحافظوا على لبنان متميزا لتحافظوا عليها. غير ان الواقع الحقيقي لهذه القيمة الحضارية اللبنانية لا يعني الا ان يكون لبنان مطية ومسخرا لمصلحة الغرب ونفعيته ، وان يكون نصارى لبنان جواسيس وادوات هدم بيد الدول الغربية لهدم الاسلام و حضارته، وتحطيم المسلمين ودولتهم، والحيلولة دون عودة دولة الخلافة، ودون عودة تطبيق احكام الاسلام وحضارته، حتى تبقى الدول الغربية متحكمة في بلاد المسلمين، هذا هو المعنى الحقيقي للبنان المتميز ولقيمته الحضارية.

وهذا يعني فصل لبنان عن اصله، وقطعه عن محيطه، وابعاده عن ان يكون جزءا من بلاد المسلمين مع ان لبنان جزء من بلاد الشام، وبلاد الشام جزء من بلاد المسلمين، فلبنان جزء من بلاد المسلمين. وجعله كيانا متميزا له قيمة حضارية معينه يتناقص مع اصله ومع طبيعته وتناقضه مع اصله ومع طبيعته وابقاؤه كيانا متميزا له صفه خاصة، انما هو استمرار لجعله جسرا للغرب، وابقائه اداة بيد الدول الغربية لضرب الاسلام والمسلمين، ولضرب الحضارة الاسلامية، والثقافه الاسلامية، وللحيلولة “ دون عودة الاسلام الى واقع الحياه، ودون عودة دولة الاسلام الى الوجود، وهذا لا يعني الا اعلان العداء للاسلام والمسلمين، وهذا ما جلب عليكم الكوارث، وسبب لكم النكبات، ولذلك فانه يجب عليكم وعلى المسلمين العمل لاعادة لبنان الى اصله، وارجاعه جزءا من بلاد الشام، كما يجب ابعاده عن ان يكون رأس جسر دائم للغرب، واداة هدم بيد الدول الغربية، حتى يحال بين دول الغرب، وبين استخدام لبنان ضد المسلمين، وضد الاسلام، وذلك بعودته الى حظيرة الاسلام وحكم المسلمين، حتى تزول هذه الصفة المميزة التي هي سبب الكوارث والبلاء للمسلمين وللنصارى على السواء.

وها انتم اليوم لم تكتفوا بذلك، بل سعيتم الى ما يزيد الطين بله، والامور تعقيدا، والحقد تأريثا على يد الطغمة المنحرفه من حزبي الكتائب والاحرار، بقيادة شمعون والجميل، فبعد ان تصديتم لمقاتله الفلسطينيين لطردهم ــ بينما الواجب يحتم ان تكونوا عونا لهم وسندا ـ جاءكم حافظ الاسد بالجيش السورى لمؤازرتكم وحمايتكم، وهو وان جاء وفق مخطط امريكي، لكنه تحمل مسؤولية ذلك، واستعد لتحمل ما يترتب عليه، من نقمة عارمة من المسلمين، ومع ذلك فان الكتائب والشمعونيين يتصدرون اليوم لمقاتله الجيش السورى الذى جاء لحمايتهم. فكان جزاؤهم له جزاء سنمار، فبدلا عن الولاء والعرفان بالجميل ورد المعروف، اخذتم في مقاتله الجيش السورى، وليت الامر اقتصر على ذلك، بل اخذتم تتأمرون مع يهود، مع اسرائيل، وفق مخطط بريطاني ضد المسلمين ولضرب سوريا للقضاء عليها وعلى جيشها صاحب الفضل عليكم، لتحتل اسرائيل سوريا، وليعود النفوذ البريطاني الى سوريا، ولتبقى اسرائيل دولة ابدية في المنطقة، فاى غدر واى عقوق يكون اكثر من هذا. لقد ضاع عنكم رشدكم، وقد ضللكم شمعون والجميل، لقد فقد شمعون وضوح الرؤية، ولقد لحقه خرف التقدم في العمر، وكأنه رجع الى ارذل العمر، فلم يعد يتمتع بالرؤية السياسية بعيدة النظر، فعمله هذا ليس فيه مصلحة للنصارى لا على المدى القصير ولا على المدى الطويل، بل بالعكس هو ضرب لمصلحة النصارى القريبه والبعيدة، فعمله هذا سيسبب الحقد على النصارى لتأمره مع اسرائيل اعداء جميع المسلمين. واسرائيل لن تتدخل لسواد عينيه وانما لمصلحتها وسيكون امره معها وبالا عليه وعلى حزبه وعلى حزب الكتائب وعلى النصارى عامة وعلى جميع لبنان.

ثم الا يعلم شمعون ان اسرائيل لا زالت تجربه فاشله، وانها ستبقى تجربه فاشله، وانه سيقضي عليها مهما طال بها الزمن، وان الخونه من حكام العرب لن يستطيعوا ان يكتبوا لها البقاء، فهي محتوم عليها بالموت القطعي، فلن يكون حظها باوفر من حظ الصليبيين. والصليبيون رجعوا الى عقر دارهم، ولكنها لن تجد لها عقر دار تلجأ اليه. ولا تغرنكم قوتها، وترسانتها العسكرية. فانها لو اصبح عندها سلاح العالم لن ينزع الرعب من نفسها، فالرعب مسيطر عليها، وهو مستقر في اعماقها. وهي تعلم انها لا تتحمل هزيمة واحدة، لان الهزيمة الواحدة تعني الزوال الابدى. ونحن نثق ان سلاحها لن يحميها، وسبق للقران ان بين ان حصون اليهود لن تحميهم، وانهم سيخربونها بايديهم وايدى المؤمنين، يوم ان تحيق بهم الهزيمة التي هي اتية قطعا “ هو الذى اخرج الذين كفروا من اهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر ما ظننتم ان يخرجوا وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بايديهم وايدى المؤمنين فاعتبروا يا اولى الابصار “ هذا مصيرهم الحتمي الذى ليس لهم مصير سواه، وقد اخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كما ورد في صحيح البخارى ومسلم “ اننا سنقاتل اليهود واننا سننتصر عليهم حتى يختبيء اليهودى خلف الحجر فيقول الحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودى خلفي تعال فاقتله الا الغرقد فانه من شجر يهود “‎

ولذلك لن تحميكم اسرائيل، ولن تنقذكم، كما ان الدول الاوروبية الغربية لن تنقذكم، وقد استغثتم بها، لان دول اوروبا مربوطه بمصالحها ، ومصالحها تتحقق بغيركم، ولذلك لم تقدم لكم سوى معسول الكلام المصحوب بالحسرة والتألم، وسوى بعض فتات من الصدقات يقدمونها اليكم لتكون ذخيرة لهم اذا ما احتاجوا الى استخدامكم، وعليه فلن تنفعكم اسرائيل، ولا الدول الغربية، ولن ينقذكم الا الاستجابه لما وجهناه اليكم في خطابنا هذا من الاسلام، او الالتزام بالوفاء بالعهد، وبالعمل لاعادة لبنان لاصله، وارجاعه لطبيعته وابعاده عن ان يكون كيانا منفصلا له صفه مميزة، اى ابعاده عن ان يكون ادة بيد الغرب يستخدمه ضد المسلمين، وارجاعه لحكم المسلمين، ابعاده عن تحكم طائفه صغيره في جميع اهله، فذلك مناقض لطبيعة الاشياء. ولهذا كله نأمل ان تدرسوا خطابنا هذا بكل جدية، وان توله حق العناية، وان تثوبوا الى رشدكم، وان تحولوا بين شمعون والجميل و جركم الى ما فيه دماركم وبذلك تخلصون انفسكم مما انتم في غنى عنه، وهذا وحده هو الذى ينهى مشكلة لبنان، وينهي مشكلتكم، ويخلصكم من النكبات والكوارث، ويحفظ لكم امنكم وراحتكم، “ والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون “.

7 شعبان 1398
12/7/1978
حـــزب التحـــريــر

بيان لحزب التحرير صدر في 12/7/1978

FreeMuslim
04-15-2007, 03:42 PM
بارك الله بك أخي أبو شجاع

يتضح من تاريخ هذا الخطاب أنه وجه لنصارى لبنان خلال الحرب الأهلية لذا فإنني اتوق لمعرفة ماذا كان صداه حينها وما كانت طبيعة ردات الفعل تجاهه ؟؟؟

ابو شجاع
04-16-2007, 12:58 PM
بارك الله بك أخي أبو شجاع

يتضح من تاريخ هذا الخطاب أنه وجه لنصارى لبنان خلال الحرب الأهلية لذا فإنني اتوق لمعرفة ماذا كان صداه حينها وما كانت طبيعة ردات الفعل تجاهه ؟؟؟


اهلا بالحبيب

السؤال صعب هل من الممكن الاستعانة بصديق :)

كنت رضيعا عندما نشر البيان ووزع

ولاجيب على سؤالك علي ان اعود الى الشباب الأكبر سنا الذين وزعوا البيان

ولحين ذلك

هل لديك طرح متعلق بمحتوى البيان