تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يخاف السوريون من السوريين؟



FreeMuslim
04-11-2007, 08:13 AM
لماذا يخاف السوريون من السوريين؟

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج

لو عاد إيلي كوهين إلى الحياة مرة أخرى، وتَلَقّى نفس العرض من الموساد بالتعاون، والتجسس لحساب إسرائيل داخل الأراضي السورية، فأغلب الظن أن الجاسوس الأشهر سيعتذر قائلا: بأن أجهزة الاستخبارات والقمع والتعذيب في سوريا تقوم بأكثر مما يمكن أن تقوم به كتيبة من الجواسيس التي تغلغلت في الكيان السوري كله.
لماذا دخلت القوات الأمريكية بغداد ولم تجد مقاومة تُذكر، بل حكايات الصحاف التي يقصها على البلهاء فيصدقها حفنة من أكثرهم بلاهة؟
لأن العراقيين كانوا يبحثون عن أي جحيم آخر يكون أهون قسوة، وأرحم عليهم من استخبارات صدام حسين وأجهزة قمعه.
واكتشف العراقيون بعد فترة أن الاحتلال الخارجي لا يختلف كثيرا عن الاحتلال الوطني الذي يمارسه أبناء البلد أنفسهم.
هل صحيح أن لكل إنسان وطنين، الأول وطنه الأم والثاني .. سوريا؟
إذا لم تكن سوريّاً وأحببت هذا البلد الطيب فلن تستطيع أن تُخلص فؤادك من هذا العشق حتى لو صبغت مشاعرك كلها باللون الأسود.
كيف تحول هذا الشعب العظيم إلى حالة من الخوف والهلع حتى لتشعر أن دقات قلب السوري تصيبك بالصمم لو طرق بابَ داره رجلُ أمن من أجهزة الاستخبارات المنتشرة من لواء الاسكندرونة المحتل إلى الجولان المحتل؟
هل يصنع الخوف حضارة؟
هل يمكن أن ينتصر ذكاء رجل استخبارات منشغل في تعذيب مواطنيه على خصوم الوطن وأعدائه؟
أتوقع أن ينفجر الحاضرون في اجتماعات الموساد ضحكا ومزاحا وتهكما عندما يأتي الحديث عن اختراقات موسادية لأجهزة القمع السورية، لأن انتهاك كرامة المواطن هو في حد ذاته صورة من صور التعاون مع العدو!
لو أطال الله في عمري وعشت لأرى قوات احتلال صهيونية أو أمريكية تجوس في شوارع قلب العروبة النابض فلن أتحمل يوما أو بعض يوم، خاصة عندما تنشر إسرائيل قائمة بأسماء الذين تعاونوا معها وسنكتشف ( كأننا لم نكن نعرف من قبل ) أنهم فقط المتورطون في تعذيب المواطنين، ورفع درجة الظلم إلى التنكيل بكل سوري يظن أن أمه ولدته ومعه كرامته.
لا يزال أبناء البلد مكرهين على ابتلاع كرامتهم، وعلى حمل جبال من الخوف فوق رؤوسهم فهي الطريق الآمن للانخراط في لعبة السيد والعبيد.
في سوريا شعب يستطيع أن يصنع معجزات في شتى المجالات، لكن الخوف يُفَرّغ قوى الابداع من طاقتها، فهو يصنع العبيد فقط.
عندما يلتقي سوريان في الغربة حتى لو تصادف أنْ جلسا في القطار من باريس إلى جنيف، أو في باخرة بين جونية وقبرص، أو في طائرة متوجهة من كاراكاس إلى ليما فإن الشك يفصح عن نفسه في نظرات مذعورة، ويمكن الحديث عن أي شيء إلا هموم الوطن.
ولا تزال أقبية السجون والمعتقلات تضم أعدادا هائلة من معتقلي الرأي والضمير ومن الاخوان المسلمين والشيوعيين والعائدين من الغربة وبعض اللبنانيين والفلسطينيين والكثير .. الكثير ممن أمضوا فترة العقوبة الظالمة فأضاف إليها جهاز الاستخبارات عدة أعوام أخرى.
كلما شاهدت تلك المسلسلات السورية الجميلة باللهجة المحببة أكاد أسمع خلفها أنينا ونحيبا ودقات قلوب يقترب أصحابها من قسم للشرطة أو ترتعش اليدان لدى سماع كلمة استخبارات والأمن العام .
طرحت سؤالي مرات كثيرة ولن أتوقف عن القائه في وجه كل من يصمت أمام اعتقال شعب: لماذا لا يفرج الرئيس الشاب بشار الأسد عن شعبه؟
لقد انتهت اللعبة، والمسرح مكشوف، وأنياب سيد البيت الأبيض كسكين بيضاء حامية حتى لو خرج مهزوما من العراق، فإن الجمهورية الاسلامية هي الهدف القادم قبل أن يسلط على سوريا الاسرائيليين أو يتولى معهم القضاء على آخر معاقل العروبة من دول المواجهة.
لا فائدة من الفنون والآداب والفلسفة والعلوم والتطور الاقتصادي والسياحة والاعلام وكل ما يظن الرئيس بشار الأسد أنه يحقق لشعبه الرفاهية والرخاء، فما دام الخوف مسيطرا على قلوب السوريين فلن ينتصر أبناء هذا البلد في أي معركة حتى لو كانت ضد أصغر ميليشيا لبنانية أو تركية أو اسرائيلية أو عراقية مدعومة من قوات الاحتلال.
الأحرار فقط هم القادرون على صناعة مقاومة مشروعة، وهم الأقدر على الدفاع عن الوطن، أما المرتعشة أجسادهم، والمصطكة أسنانهم، والمنفصلة ركبهم، فسيحلمون بالتخلص من مذليهم ومهينيهم ومعذبيهم ولو في أحضان عدو خارجي.
السوريون يخافون السوريين ، ويظن كل سوري أن رفيقه أو صديقه أو جاره سيوشي به لدى النظام، وأن خروجه من الوطن ولو في زيارة قصيرة يحتاج لصك براءة، ودخوله إلى وطنه بعد غربة يعني غربلة تاريخه للتأكد من أنه لا يحمل في صدره أحلاما لا تروق لأجهزة الاستخبارات.
لم تعد رسائلي ومقالاتي الموجهة للرئيس الدكتور بشار الأسد مجدية فقد تم اعتقال سيد القصر حتى لو أقسم بأغلظ الايمانات أنه صاحب الأمر والنهي والقرار الأول في سوريا.
كانت الفرصة أمام الرئيس الشاب أكثر سطوعا من شمس دمشق الدافئة، وكان يملك الكلمة الأكثر التصاقا بالارادة الشعبية، وانتظر شعبه العظيم بصبر يعجز عنه أيوب أن يقرر تحرير سوريا من أكلة لحوم البشر، وأن يُسَرّح جنرالات التعذيب والقمع، وأن ينضم لشعبه في عهد من الكرامة، لكنه آثر الانضمام للزعماء المعتقلين في قصورهم وهم يظنون أنهم أحرار. هل يتحمل القلب أحزان السوريين في الخوف من اكتشاف مقابر جماعية؟
قل لي كم عدد السجون والمعتقلات لأحصي لك الطابور الخامس من أجهزة القمع والأمن، إنهم سوريون وقلوبهم مع إسرائيل!

نور1
04-11-2007, 10:41 AM
السبب هو يا اخي Freemuslim ربما يتعلق بعدم وجود دعم عربي سني تحديدا" لمواجهة النظام النصيري, بل للأسف متواطئين مع هذا النظام الطائفي البغيض من اجل مصالحهم , و كلنا نعلم أن من مصالح العدو الصهيوني بقاء هذا النظام لابعاد المسلمين عن تسلم الحكم, مما يساهم في صعوبة زحزحة هذا النظام المتربص بكم. ربما الأجدر هو الاتكال على النفس كما فعل الشيشانيون في الشيشان , و المسلمين في اقليم كوسوفو و العمل بقول الله تعالى الذي تذكره دائما" في توقيعك:
" إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بانفسهم "

فـاروق
04-11-2007, 10:48 AM
فلم لا تعملين انت على ان يستلم المسلمين الحكم في لبنان!!!

يعني لماذا التنظير فيما يختص دولا اخرى وفي بلدنا نبدأ بالتماس الاعذار....

اليس هذا دليلا ان كلام الحق الذي قد يقال لا يراد به الحق؟

الأسدي
04-11-2007, 10:53 AM
نعـــــــــــــــــم أختي نور

فنحن نجـــــــد أن سبب بلاء الشام هو غباء وربما عمالة المحسوبين على السنة...للشيعة

فهؤلاء المحسوبين على السنة من العلماء العملاء (سواء سوريين او غيرهم)...والزعماء الأغبياء في الخليج....والذين يضنون أنهم يثبتون نظام عربي شقيق بدعمهم لطاغية دمشق...وهم لايعلمون أنهم يسلمون سوريا على طبق من ذهب....لأعداءهم الفرس المـــــــــجوس....

وليذوقو وبال امرهم ويدفعو ثمن دعمهم للضباع النصيرية

نور1
04-11-2007, 11:51 AM
فلم لا تعملين انت على ان يستلم المسلمين الحكم في لبنان!!!

يعني لماذا التنظير فيما يختص دولا اخرى وفي بلدنا نبدأ بالتماس الاعذار....

اليس هذا دليلا ان كلام الحق الذي قد يقال لا يراد به الحق؟


هنا في لبنان الوضع مختلف تماما" يا اخي فاروق.
أولا" من انتخب هذه السلطة هو الشعب و ليس مخابرات تجبر الشعب على انتخاب الأسد بنسبة 99,99% .
ثانيا" أنا و الكثيرين ننظر على ان النظام في لبنان هو متعدد بسبب وجود تعدد شبه متساوي بين أطياف الشعب اللبناني , اذ هناك الكثر من السنة و الشيعة و المسيحيين و عدد لا بأس به من الدروز اي لا يوجد اكثرية عددية طاغية كما هي في سوريا ( 70% سنة) تستوجب ان يكون لبنان ذو حكم اسلامي, ربما المسألة تتطلب اتحاد مع باقي الدول العربية المسلمة ليحصل حكم اسلامي سني في لبنان و هناك اسباب اقليمية طبعا" تحول لتمنع حصول ذلك و الكل يعرفها اولها وجود العدو الصهيوني الذي يساهم في تقسيم العالم الاسلامي بالاضافة الى النظام الايراني الصفوي الذي يزيد هذا التشرذم ايضا"
ثالثا" نحن ننظر على ان الحريري و السنيورة كما كان الشهيد الحريري يعّبرون عن رأي الكثيرين من اهل السنة و الا لما انتخبوهم و هم مسلمين سنة بدون شك.
لذا ان مقارنة وضعنا مع النظام السوري ليس متساو ابدا" خاصة في موضوع حرية الرأي و التعددية السياسية, و هذه التعددية السياسية تلعب دور ايجابي و دور سلبي و ربما يتطلب الأمر فتح موضوع آخر لمناقشة هذه التعددية و اثارها السلبية الايجابية.

ابو شجاع
04-11-2007, 12:50 PM
الوضع في سوريا لا يطاق

وتتميز الناحية الأمنية لدى الاجهزة الأمنية السورية بأن كل جهاز امني يعمل بشكل مستقل

ومن يحكم حقيقة في سوريا هو النظام البعثي أي : القيادات في الجيش (( سنة ونصيرية )) والمخابرات والمخابرات العسكرية ومن ورائهم امريكا

عند موت حافظ لعنه الله انقسم البيت النصيري ( كبار الضباط ) حول الأرث

وكان الاتجاه هو تنحية بشار الحقه الله بأبيه عما قريب

ومن تصدى لهم مصطفى طلاس السني حيث ضرب بيده على طاولة الاجتماعات وتوعدهم بالقتل ان فكروا بالخروج عن تسليم السلطة لبشار

وأيده في ذلك خدام والشرع وهم سنة

وكلنا نذكر ان من حافظ على النظام سابقا لحافظ أسد عندما فكر شقيقه رفعت بأخذ السلطة هو طلاس

نور1
04-11-2007, 01:20 PM
لماذا لا يستلم طلاس الحكم اذا" , طالما هو بمقدوره ذلك؟

ابو شجاع
04-11-2007, 02:01 PM
لأن طلاس يعلم ان امريكا هي السيد الحقيقي في سوريا والسفارة الأمريكية في دمشق هي من يملي على العبيد امثال بشار وطلاس رغباتها

ابن خلدون
04-11-2007, 04:13 PM
لعل اكثر عبارة اهمية في المقالة هوفي فكرة في ان لو عاد ايلي كوهين الصهيوني الى سوريا ليقوم بمهمة جديدة ليخدم بها الصهاينة فأن الامر سيكون غير مجدي لان عائلة الاسد قامت بالواجب واكثر فهي جعلت من عنفوان وقوة وابداع الشعب السوري جعلته في خبر كان واوصلت البلاد الى حالة من الانهيار العصبي والتقييد النفسي وحالة من الخوف والاذلال والحيرة... اي ان النظام السوري سبب الضرر والخراب الاجتماعي والاقتصادي على الوطن اكثر مما لو قام كوهين جديد أخر بعملية تجسس وتخريب داخل سوريا
النظام السوري يحتقر شعبه ولا يعامله بكرامة ويخونه ويجعل منه عبرة وامثولة في الخوف والرهبة الدائمة من عصا المخابرات التي ينتشر اسمها في الاحياء والزقاق ناشرة الرعب والرهبة والجمود الفكري
الى متى سيظل القمع ومظلة التخويف فوق رأس كل مواطن سوري؟