FreeMuslim
04-08-2007, 01:41 PM
'الجمهورية الإسلامية' بين العلامتين 6 و17: حقيقة ما تم نشره في إيران عن ظهور السيد حسن نصرالله
08-4-2007
عدنان غنّام/ كاتب لبناني
http://www.alasr.ws/images/asr-spacer.gif
http://www.alasr.ws/myfiles/news/aaalahdi.jpg
تعيش إيران اليوم، ما يمكن تسميته حسب المنظور الشيعي للمجرى التاريخي الديني للأمور "زمن الظهور"، أي أن الأمة الفارسية تعيش الفترة الفاصلة الآن، حيث سيشهد أبناء الجيل الثاني للثورة الإسلامية في إيران ظهور الإمام المهدي المنتظر، والذي بدأت علامات ظهوره تتحقق الواحدة تلو الأخرى، من اجتماع اليهود في أرض فلسطين، مروراً بإنشاء الجمهورية الإسلامية في إيران، حتى الوصول لتكوين قوة عسكرية وإعلامية للإمام المهدي، وتتمثل بالحرس الثوري في إيران وبجيش المهدي في العراق وبحزب الله في لبنان، والتي يقودها أصحاب العمائم السود من الخميني سابقاً والخامنئي وآل الصدر والحكيم إلى السيد عباس الموسوي وحسن نصرالله. وسيتركز حديثنا عن الأحاديث التي نشرت في إيران حول "تنبؤ" الرسول صلى الله عليه وسلم، بظهور السيد حسن نصر الله كزعيم وقائد لتحرير بيت المقدس.
إن إيران الآن تكتب القصة، والتي تتلخص بإسقاط بعض الأحاديث على أوضاع وظروف تعيشها إيران والمنطقة، لما يوحي أننا نعيش في "زمن الظهور"، فالخلاف والانقسام حصل بين رجال الدين في إيران منذ بداية الثورة، حيث رأى البعض أن قيام جمهورية إسلامية في إيران يؤخر ظهور الإمام المهدي حسب تفسيراته لعلامات الظهور، بينما رأى البعض الآخر أن الثورة الإسلامية في إيران، هي من علامات اقتراب ظهور الإمام المهدي.
وقد كانت الغلبة من نصيب هذه المجموعة الأخيرة في معركتها الداخلية، ومن ثم تم تقييد حركة العديد من رجال الدين هناك، هذا النصر لفريق على آخر جعل السياسة والممارسة الفعلية لمؤسسات الدولة في إيران تتوجه نحو التحضير للظهور القريب جداً للإمام المهدي المنتظر، ومن هذا المنطلق تم التسويق للجوانب الكاريزمية لجميع الأشخاص الذين يمثلون السياسة الإيرانية في المنطقة، فلمع نجم السيد حسن نصر الله منذ استلامه الأمانة العامة لـ"حزب الله"، وخاصة بعد عدواني نيسان 1996م وتموز 2006م، حيث بلغ التأثير الشخصي للسيد حسن نصر الله ذروته، وبات كلامه عند الغالبية العظمى من شعوبنا صدقا لا يقبل التشكيك به.
ولكن ما إن وضعت حرب تموز أوزارها، والتي دمرت لبنان، حتى خرج للعلن الحديث في إيران عن وجود أحاديث نبوية، تروي تنبؤ الرسول الأكرم بظهور أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، حيث سيكون القائد الذي يحرر الله على يديه القدس الشريف من الصهاينة.
وبداية لا بد من التذكير بتفاصيل ما تم نشره، حيث إن صحيفة "كيهان" (والتي تعتبر الناطق الرسمي والفعلي باسم مرشد النظام الولي الفقيه آية الله علي خامنئي والتيار الراديكالي في إيران)، كانت قد نشرت في مستهل الأسبوع الثالث من شهر آب 2006م، أي بعد يوم فقط من انتهاء حرب تموز، حديثا زعمت أنه منقول عن النبي في كتاب "بحار الأنوار"، وهو أحد أمهات كتب الشيعة في المجلد التاسع بالصفحة 283، بحيث نقل ابن عساكر عن الرسول، أنه "سيظهر على بوابة القدس رجل من ذريتي يحظى بشجاعة وحنكة وعلم وبصيرة غير عادية، وإن الله عز وجل سيهزم اليهود بيديه، أنا منه وإنه مني، واسمه هو "نصر"، ووجه تسميته أن الله سينصره على أعدائه".
وفور نشر الحديث في "كيهان"، بدأت حرب الكترونية على صفحات الانترنت بين رجال الدين المثقفين، ممن اعتبروا الحديث ملفقاً، وبعض رجال الدين المحسوبين على أنصار "حزب الله" الراديكاليين، الذين ذهبوا في مديح زعيم "حزب الله"، إلى حد اعتباره معصوماً كأئمة الشيعة الاثني عشر، علماً أن هؤلاء يعتبرون آيتي الله العظميين الخميني وخامنئي ضمن المعصومين أيضاً.
وعقب تدخل بعض المراجع الكبار في الأمر وتنديدهم بنشر أحاديث ملفقة تسيء إلى المذهب الجعفري وتتسبب في الفرقة والخلاف، اضطرت حكومة الرئيس محمود احمدي نجاد إلى التدخل، وذلك بنشرها أيضا في موقع "نوسازي" الالكتروني، الذي يعكس آراء احمدي نجاد ومواقفه تنديداً بما تم نشره، باعتباره يسيء إلى المذهب وإلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ومما جاء في إيضاح الحكومة: "بالتزامن مع انتصارات "حزب الله"، وتحول أمين عام الحزب إلى شخصية ذات شعبية كبيرة، بحيث يعتبر اليوم أحد أبرز الشخصيات المحبوبة والمحببة، قام بعض أعداء الإسلام والشيعة بنشر أحاديث ملفقة للنيل من شخصية نصر الله وتشويه وجهه المشرق، حيث جرى أخيراً نشر حديث مختلق وإرساله عبر الهواتف الجوالة sms إلى الآلاف من مستخدميها". وقد تساءل الصحفي الإصلاحي حسين باستاني في مقال بصحيفة "روز" الالكترونية، كيف أن الحديث الذي يتهم موقع الحكومة في الانترنت أعداء الشيعة بنشره وتلفيقه، منشور في صحيفة "كيهان"، أكثر الصحف حماساً لأحمدي نجاد و"حزب الله".
تساؤلات:
ـ ما الغرض من نشر هذا الحديث في صحيفة "كيهان"، التي يترأسها ممثل خامنئي آية الله حسين شريعة مداري، ثم إعلان مؤسسات الدولة الرسمية بأنها لم تكن على علم بما تم نشره وبأنها تندد بذلك باعتباره يسيء للمذهب وللدولة.
ففي دولة تعتبر أولى الدول في تقييد حرية الصحافة والرقابة المسبقة على كل ما ينشر يفترض بأن تكون الجهات المختصة في الدولة قد أخذت علماً بما يدور على مستوى رجال الدين في مدينة قم والذي خرج للعلن من خلال صحيفة "كيهان" فلماذا لم تمنع الصحيفة من نشر خبر هذه الروايات؟
ـ ما الهدف من نشر هذه الأحاديث، بعد انتهاء حرب تموز مباشرة، وذلك إثر تحول السيد حسن نصرالله إلى شخصية ذات تأثير كبير على الشارع العربي، فهل هي محاولة للاستغلال، وبالتالي الربط بين ما جرى في لبنان في تموز 26م وبين وحقيقة الموقف الديني الشرعي للسيد حسن نصرالله، باعتبار "أن الرسول تنبأ بظهوره"، وذلك للترويج لمبادئ وقناعات فريق معين في مكان ما من العالم.
ـ لماذا الربط بين ما يذكر عن علامات ظهور الإمام المهدي مثل العلامتين 6 و17 والمتعلقتين بـ"حزب الله" وبأمينه العام السيد حسن نصرالله وبين هذا الحديث المختلق والمكذوب عن لسان الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم؟ ويذكر الشيخ علي كوراني "الخبير في علامات الظهور" نص العلامتين، فالعلامة 6 تتحدث عن " حزب يقاتل على أبواب بيت المقدس يلقون عناية الإمام الحجة قبل الظهور..."، والمقصود هنا "حزب الله"، أما العلامة 17، فتتحدث عن "من القادة الممهدون: اليماني سيد واسمه حسن وصاحب راية..." والمقصود هنا السيد حسن نصرالله.
ختاماً: إن لعب البعض (وقد يكون المرجع آية الله الشيخ محمد تقي بهجت أحدهم) على الوتر الديني للشعوب والطوائف، باعتبار أن ذلك قد يساعد على تحقيق سياسة معينة "آنية"، لن يمر دون مخاطر، سيكون أولها تخبط الشعوب في دائرة الحيرة من المعتقد، فما حصل في أوغندا خير دليل على ذلك، حيث لم ينته العالم في ديسمبر 1999م، كما تنبأت الجماعة التي كانت تطلق على نفسها "استعادة الوصايا العشر"، وبعد ذلك الموعد المقرر بأربعة أشهر، تم العثور على جثث المئات من أتباع الطائفة قتلى. ولن يعلم أحد ماذا سيكون آخرها وكيف ستنتهي، باعتبار أن الاصطدام الطائفي في دولنا لن يكون آخرها.
08-4-2007
عدنان غنّام/ كاتب لبناني
http://www.alasr.ws/images/asr-spacer.gif
http://www.alasr.ws/myfiles/news/aaalahdi.jpg
تعيش إيران اليوم، ما يمكن تسميته حسب المنظور الشيعي للمجرى التاريخي الديني للأمور "زمن الظهور"، أي أن الأمة الفارسية تعيش الفترة الفاصلة الآن، حيث سيشهد أبناء الجيل الثاني للثورة الإسلامية في إيران ظهور الإمام المهدي المنتظر، والذي بدأت علامات ظهوره تتحقق الواحدة تلو الأخرى، من اجتماع اليهود في أرض فلسطين، مروراً بإنشاء الجمهورية الإسلامية في إيران، حتى الوصول لتكوين قوة عسكرية وإعلامية للإمام المهدي، وتتمثل بالحرس الثوري في إيران وبجيش المهدي في العراق وبحزب الله في لبنان، والتي يقودها أصحاب العمائم السود من الخميني سابقاً والخامنئي وآل الصدر والحكيم إلى السيد عباس الموسوي وحسن نصرالله. وسيتركز حديثنا عن الأحاديث التي نشرت في إيران حول "تنبؤ" الرسول صلى الله عليه وسلم، بظهور السيد حسن نصر الله كزعيم وقائد لتحرير بيت المقدس.
إن إيران الآن تكتب القصة، والتي تتلخص بإسقاط بعض الأحاديث على أوضاع وظروف تعيشها إيران والمنطقة، لما يوحي أننا نعيش في "زمن الظهور"، فالخلاف والانقسام حصل بين رجال الدين في إيران منذ بداية الثورة، حيث رأى البعض أن قيام جمهورية إسلامية في إيران يؤخر ظهور الإمام المهدي حسب تفسيراته لعلامات الظهور، بينما رأى البعض الآخر أن الثورة الإسلامية في إيران، هي من علامات اقتراب ظهور الإمام المهدي.
وقد كانت الغلبة من نصيب هذه المجموعة الأخيرة في معركتها الداخلية، ومن ثم تم تقييد حركة العديد من رجال الدين هناك، هذا النصر لفريق على آخر جعل السياسة والممارسة الفعلية لمؤسسات الدولة في إيران تتوجه نحو التحضير للظهور القريب جداً للإمام المهدي المنتظر، ومن هذا المنطلق تم التسويق للجوانب الكاريزمية لجميع الأشخاص الذين يمثلون السياسة الإيرانية في المنطقة، فلمع نجم السيد حسن نصر الله منذ استلامه الأمانة العامة لـ"حزب الله"، وخاصة بعد عدواني نيسان 1996م وتموز 2006م، حيث بلغ التأثير الشخصي للسيد حسن نصر الله ذروته، وبات كلامه عند الغالبية العظمى من شعوبنا صدقا لا يقبل التشكيك به.
ولكن ما إن وضعت حرب تموز أوزارها، والتي دمرت لبنان، حتى خرج للعلن الحديث في إيران عن وجود أحاديث نبوية، تروي تنبؤ الرسول الأكرم بظهور أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، حيث سيكون القائد الذي يحرر الله على يديه القدس الشريف من الصهاينة.
وبداية لا بد من التذكير بتفاصيل ما تم نشره، حيث إن صحيفة "كيهان" (والتي تعتبر الناطق الرسمي والفعلي باسم مرشد النظام الولي الفقيه آية الله علي خامنئي والتيار الراديكالي في إيران)، كانت قد نشرت في مستهل الأسبوع الثالث من شهر آب 2006م، أي بعد يوم فقط من انتهاء حرب تموز، حديثا زعمت أنه منقول عن النبي في كتاب "بحار الأنوار"، وهو أحد أمهات كتب الشيعة في المجلد التاسع بالصفحة 283، بحيث نقل ابن عساكر عن الرسول، أنه "سيظهر على بوابة القدس رجل من ذريتي يحظى بشجاعة وحنكة وعلم وبصيرة غير عادية، وإن الله عز وجل سيهزم اليهود بيديه، أنا منه وإنه مني، واسمه هو "نصر"، ووجه تسميته أن الله سينصره على أعدائه".
وفور نشر الحديث في "كيهان"، بدأت حرب الكترونية على صفحات الانترنت بين رجال الدين المثقفين، ممن اعتبروا الحديث ملفقاً، وبعض رجال الدين المحسوبين على أنصار "حزب الله" الراديكاليين، الذين ذهبوا في مديح زعيم "حزب الله"، إلى حد اعتباره معصوماً كأئمة الشيعة الاثني عشر، علماً أن هؤلاء يعتبرون آيتي الله العظميين الخميني وخامنئي ضمن المعصومين أيضاً.
وعقب تدخل بعض المراجع الكبار في الأمر وتنديدهم بنشر أحاديث ملفقة تسيء إلى المذهب الجعفري وتتسبب في الفرقة والخلاف، اضطرت حكومة الرئيس محمود احمدي نجاد إلى التدخل، وذلك بنشرها أيضا في موقع "نوسازي" الالكتروني، الذي يعكس آراء احمدي نجاد ومواقفه تنديداً بما تم نشره، باعتباره يسيء إلى المذهب وإلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ومما جاء في إيضاح الحكومة: "بالتزامن مع انتصارات "حزب الله"، وتحول أمين عام الحزب إلى شخصية ذات شعبية كبيرة، بحيث يعتبر اليوم أحد أبرز الشخصيات المحبوبة والمحببة، قام بعض أعداء الإسلام والشيعة بنشر أحاديث ملفقة للنيل من شخصية نصر الله وتشويه وجهه المشرق، حيث جرى أخيراً نشر حديث مختلق وإرساله عبر الهواتف الجوالة sms إلى الآلاف من مستخدميها". وقد تساءل الصحفي الإصلاحي حسين باستاني في مقال بصحيفة "روز" الالكترونية، كيف أن الحديث الذي يتهم موقع الحكومة في الانترنت أعداء الشيعة بنشره وتلفيقه، منشور في صحيفة "كيهان"، أكثر الصحف حماساً لأحمدي نجاد و"حزب الله".
تساؤلات:
ـ ما الغرض من نشر هذا الحديث في صحيفة "كيهان"، التي يترأسها ممثل خامنئي آية الله حسين شريعة مداري، ثم إعلان مؤسسات الدولة الرسمية بأنها لم تكن على علم بما تم نشره وبأنها تندد بذلك باعتباره يسيء للمذهب وللدولة.
ففي دولة تعتبر أولى الدول في تقييد حرية الصحافة والرقابة المسبقة على كل ما ينشر يفترض بأن تكون الجهات المختصة في الدولة قد أخذت علماً بما يدور على مستوى رجال الدين في مدينة قم والذي خرج للعلن من خلال صحيفة "كيهان" فلماذا لم تمنع الصحيفة من نشر خبر هذه الروايات؟
ـ ما الهدف من نشر هذه الأحاديث، بعد انتهاء حرب تموز مباشرة، وذلك إثر تحول السيد حسن نصرالله إلى شخصية ذات تأثير كبير على الشارع العربي، فهل هي محاولة للاستغلال، وبالتالي الربط بين ما جرى في لبنان في تموز 26م وبين وحقيقة الموقف الديني الشرعي للسيد حسن نصرالله، باعتبار "أن الرسول تنبأ بظهوره"، وذلك للترويج لمبادئ وقناعات فريق معين في مكان ما من العالم.
ـ لماذا الربط بين ما يذكر عن علامات ظهور الإمام المهدي مثل العلامتين 6 و17 والمتعلقتين بـ"حزب الله" وبأمينه العام السيد حسن نصرالله وبين هذا الحديث المختلق والمكذوب عن لسان الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم؟ ويذكر الشيخ علي كوراني "الخبير في علامات الظهور" نص العلامتين، فالعلامة 6 تتحدث عن " حزب يقاتل على أبواب بيت المقدس يلقون عناية الإمام الحجة قبل الظهور..."، والمقصود هنا "حزب الله"، أما العلامة 17، فتتحدث عن "من القادة الممهدون: اليماني سيد واسمه حسن وصاحب راية..." والمقصود هنا السيد حسن نصرالله.
ختاماً: إن لعب البعض (وقد يكون المرجع آية الله الشيخ محمد تقي بهجت أحدهم) على الوتر الديني للشعوب والطوائف، باعتبار أن ذلك قد يساعد على تحقيق سياسة معينة "آنية"، لن يمر دون مخاطر، سيكون أولها تخبط الشعوب في دائرة الحيرة من المعتقد، فما حصل في أوغندا خير دليل على ذلك، حيث لم ينته العالم في ديسمبر 1999م، كما تنبأت الجماعة التي كانت تطلق على نفسها "استعادة الوصايا العشر"، وبعد ذلك الموعد المقرر بأربعة أشهر، تم العثور على جثث المئات من أتباع الطائفة قتلى. ولن يعلم أحد ماذا سيكون آخرها وكيف ستنتهي، باعتبار أن الاصطدام الطائفي في دولنا لن يكون آخرها.