تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فقرة من كتاب : أسياد العالم الجدد



ابو شجاع
04-07-2007, 01:13 PM
من كتاب:
أسياد العالم الجدد



أحببت أن أنقل لكم أيها الأعزة بعض الفقرات. لعلها تفيد من يتابع التضليلات الإعلامية، ولعلها تفيد من يريد التوثيق الكتابي، أما التوثيق الحي فمشاهد ومحسوس.

قاتل الله الكفار المجرمين المضللين الكذابين وإعلامهم المزيف. “إعلام العقلية النقدية”!!!...هو فعلا نقدي، ولكن أي نقد؟ النقد العقلي أم النقد المالي؟!!
على أية حال، نقرأ معا…


ما يدهش في حرب الخليج قلة الصحفيين الذين شككوا بحقيقة هذه الصور، أو استعلموا عن كيفية تحرير الأشرطة. وهم، على غرار المعلقين في الوطن، كانوا واقعين في أسر “ الدقة الشديدة للأسلحة الجديدة"، كما قال مراسل هيئة الإذاعة البريطانية ديفيد ديملبي. في الواقع، كان أقل من 7 بالمئة من الأسلحة المستخدمة في عاصفة الصحراء “ذكية"، كما أقر البنتاغون بعد وقت طويل على انتهاء الحرب. وقد أخطأت 70 بالمئة من 88500 قنبلة أسقطت على العراق والكويت – ما يعادل سبع قنابل هيروشيما – أهدافها بشكل تام، وكثير منها سقط في مناطق آهلة بالسكان. قيل ان مواقع إطلاق صواريخ سكود العراقية قد دمرت، لكن لم يدمر أي منها. (54). ولم يفد عن أي من ذلك في حينه. لقد كذب على الصحافيين، وقبلوا هم الكذبات ونقلوها إلى الجمهور.


لقد كان طريق البصرة الذي صوره كن جارك واحداً من الكثير من المجازر. ولم يفد من المجازر الأخرى. ولم يعرف الصحافيون أنه في اليومين الأخيرين قبل وقف اطلاق النار، نشرت الجرافات المدرعة الأميركية ليلاً لدفن العراقيين أحياء في خنادقهم، بمن فيهم الجرحى. وبعد ستة أشهر كشفت “ نيويورك نيوزداي” عن أن ثلاثة ألوية من فرقة المشاة الميكانيكية الأولى الأميركية “ استخدمت محاريث ثلج ركبت على الدبابات وناقلات التراب لدفن آلاف من الجنود العراقيين – وبعضهم لا زال حيا – في خنادق يزيد طولها على 70 ميلاً”. وقال قائد أحد الألوية العقيد أنطوني مورينو : “ كل ما أعرفه أنه كان بإمكاننا قتل الآلاف”.


...
كانت سياسة الجنرال شوارتزكوف تقضي بعدم عد القتلى العراقيين. “ هذه أول حرب في الأزمنة الحديثة يقدم فيها حساب عن كل مفك براغ وكل مسمار"، قال أحد كبار الضبط متفاخراً. أما بالنسبة للبشر فقال : “ لا أعتقد أن هناك من سيخرج برقم دقيق عن القتلى العراقيين” ( 58 ) . غير أن شوارتزكوف قدم أرقاماً إلى الكونغرس تشير إلى أن 100000 جندي عراقي قتلوا على الأقل. ولم يقدّم أي تقدير للإصابات بين المدنيين. (59).


قبل عيد الميلاد سنة 1991 بقليل، أصدرت مؤسسة التعليم الطبي في لندن دراسة شاملة عن الإصابات. قتل أو مات ما يصل إلى ربع مليون رجل وامرأة وطفل كنتيجة مباشرة للهجوم الذي قادته أميركا على العراق. وذلك يؤكد تقديرات الاستخبارات الفرنسية والأميركية بسقوط “ ما يزيد على 200000 قتيل” (61( ولم يدخل قط الحجم الخالص لهذه المقتلة الإدراك العام في الغرب.


أبلغ منسق الأخبار التلفزيونية الأميركي الشهير دان راذر جمهوره الوطني قائلاً : “ ثمة أمر واحد يمكننا الاتفاق عليه جميعاً، وهو بطولة الـ148 أميركياً الذين ضحوا بحياتهم لكي تحيا الحرية”. والواقع أن ربعهم قتلوا، على غرار رفاقهم البريطانيين، بأيدي أميركيين آخرين. كما أن الروايات الرسمية التي تصف كيفية مقتل الأميركيين ببطولة كانت مزورة (62(


عندما تغفل الحقائق الكبرى، تحل الأساطير محلها، ولا تفسر طبيعة القوة العظمى وشكلها أمام الجمهور قط. وبدلاً من ذلك يقدّم المذهب العسكري بمثابة لعبة أخلاقية. ومرة أخرى يطبّق بلير وسيلته لستر العيوب الأخلاقية، فيقول : “ أياً تكن أخطاؤنا، بريطانيا أمة أخلاقية جداً ولديها إحساس قوية بالخطأ والصواب. وسوف يهزم النسيج الأخلاقي تعصب أولئك الإرهابيين ومسانديهم” (63)
...


اتبعت بريطانيا بيع ثلثي أسلحتها الفتاكة ومعداتها العسكرية إلى حكومات ذات سجل مخيف في حقوق الإنسان، حيث تحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في حجم مبيعات الأسلحة. وتعتبر بريطانيا من الموردين الرئيسيين للسلاح إلى خمسة بلدان يسودها صراع داخلي، حيث بلت أرقام القتلى الإجمالية فيها نحو مليون نسمة. كما أن من زبائنها بلدان على شفير الحرب بعضها مع بعض، مثل الهند وباكستان. وقد زودت بريطانيا القتلة الأندونيسيين في تيمور الشرقية بالسلاح لمدة عشرين سنة.


عندما تسلمت حكومة بلير السلطة، وأذاع كوك بيانه الوزاري، التقى بالفائزين بجائزة نوبل للسلام عام 1997، المطران كارلوس بيلو وخوسيه راموس – هورتا، من تيمور الشرقية. وقد طمأنهما بأن بريطانيا لن تجيز بيع السلاح الذي قد يستخدم في القمع الداخلي في بلدهما. وفي اجتماع عام في لندن بعد ذلك بقليل، استمعت إلى المطران بيلو يوجه مناشدة عاطفية إلى الحكومة قائلاً: “ أرجوكم، وأتوسل إليكم ألا تساعدوا على استمرار الصراع الذي لولا هذه المبيعات لكان يمكن ألا يندلع في المقام الأول، ولا أن يستمر طويلا”. ولعله كان يتحدث بلسان قسم كبير من البشر.


كان رد الحكومة زيادة شحنات الأسلحة إلى أندونيسيا تحت غطاء قانون الأسرار الرسمية. .. وفيما 11 أيلول\سبتمبر 2001، فيما كانت أميركا تتعرض للهجوم،كانت حكومة بلير تستضيف “معرضاَ للأسلحة” في دوكلندر بلندن حضره العديد من منتهكي حقوق الإنسان. احتراماً لضحايا الاعتداء على برجي مركز التجارة العالمي، اختصر مؤتمر الاتحاد العمالي العام إلى جانب مواعيد المباريات الرياضية والأحداث العامة. لكن معرض الأسلحة استمر. وبعد مرور وقت قليل على ذلك، في مقابلة مع ديفيد فروست، أعلن بلير أن الطريق إلى إلحاق الهزيمة بالإرهابيين هي إيقاف “ الأشخاص الذين قدموا لهم السلاح”. ولم يقل فروست شيئا (65).


...
عندما فتحت أسواق الأوراق المالية ثانية بعد الهجمات، كانت الشركات القليلة التي أظهرت زيادة في قيمتها شركات التعهدات العسكرية رايثيون وألاينت تك سيستمز ونورثروب غرومان، ولوكهيد مارتن. وقد ارتفعت قيمة سهم لوكهيد مارتن 30 بالمئة باعتبارها أكبر مورد للجيش الأميركي.


...
وفي غضون ستة أسابيع من الهجمات على برجي مركز التجارة العالمي، أمنت لوكهيد مارتن أكبر طلبية عسكرية في التاريخ : عقد بقيمة 200 مليار دولار لتطوير طائرة مقاتلة...وقال أحد المدراء التنفيذيين في الشركة : “ إن ما يحدث لاستثماراتنا في أميركا أخبار طيبة وسط كل الأخبار السيئة في هذه الأيام” (66(


وازدهرت صناعة الأسلحة البريطانية منذ 11 أيلول\سبتمبر. ففي أثناء كتابة هذه السطور، باعت شركة بي أ إي سيستمز نظام دفاع جوي بقيمة 40 مليون دولار إلى تنزانيا، وهي واحدة من أفقر دول العالم حيث يبلغ الدخل الفردي 250 دولاراً في السنة، ولا يحصل نصف السكان على مياه جارية نظيفة، ويموت طفل من بين كل أربعة أطفال قبل السنة الخامسة من عمره. ومن أن البنك الدولي عارض البيع، فقد دعمه طوني بلير، ولا شك أن ذلك تم بروح خطابه الإنجيلي أمام مؤتمر حزب العمال الذي وصف فيه الفقر في إفريقيا بأنه “ ندبة في ضمير العالم” (67).
بوجود وسائل الإعلام الأنكلو أميركية في أيدي حراس الحقائق الموافقة عليها، تتم الإفادة عن الإمبريالية الجديدة ومصير الشعوب البعيدة ومناقشتها بناء على المقدمة المنطقية بأن حكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا تعارضان العنف، والإرهاب بالطبع، كوسيلة لحل النزاعات الدولية. والمسألة هي دائماً: ما أفضل السبل التي نتعامل بها “ نحن” مع مشكلة “الهم”.


تبقى الحقائق الأكثر بروزاً من المحرمات في بريطانيا، المحظور الأول هو أن الإمبريالية البريطانية لم تكن رقيقة. وهكذا فإن مطالبة بلير في إقامة حجاب أمام الأعمال الإمبريالية الحاضرة تقدم تبريراً بمفعول رجعي للماضي. وتقوم الصحافة ومناهج البحث باتباع ذلك عامة. فعلى سبيل المثال، قلما ذكرت التقارير عن الفصل العنصري. وفي خمسينات القرن العشرين، لم يكن التصرف البريطاني في الملايو يختلف كثيراً عن السجل الأميركي في فيتنام، بل تبين أنه كان ملهماً له: منع وصول الطعام وتحويل القرى إلى معسكرات اعتقال وتجريد أكثر من نصف مليون نسمة من ملكياتهم بالقوة.

ابو شجاع
04-07-2007, 01:20 PM
الطائرات الأميركية التي تقصف الأوسط ووسط آسيا اليوم تتزود بالوقود من جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي. وغالباً ما يشير إليها مذيعو الأخبار بأنها “غير مأهولة"، لكنهم لا يذكرون السبب قط. ففي سنة 1966 طردت حكومة هارولد ويلسون السكان بأكملهم، بسرية تامة وبتحد للأمم المتحدة، من أجل تسليم الجزيرة للأميركيين بشكل دائم كمستودع للأسلحة النووية وقاعدة عسكرية. ولم يظهر شيء تقريباً في وسائل الإعلام البريطانية عن نزع ملكية السكان بالقوة ومعاناتهم اللاحقة في المنفى، إلا بعدما كسب سكان الجزيرة حكماً من المحكمة العليا في سنة 2000.

المحظور الثاني موقف الولايات المتحدة منذ زمن طويل كدولة إرهابية وملاذ للإرهابيين. فلا أحد يذكر أن الولايات المتحدة هي البلد الوحيد في العالم الذي أدانته المحكمة العالمية World Court نظير الإرهاب الدولي (في نيكارغوا)، وهي التي استخدمت حق النقض ضد قرار لمجلس الأمن يدعو الحكومات إلى احترام القانون الدولي. ليس هناك مؤامرة لإبعاد تلك المعلومات عن الرأي العام. لكن الإذعان إلى المتطلبات المؤسسية يغرس في وقت مبكر من مهنة الصحافي. والاختلاف في الأنظمة السلطوية هو أن الدولة هي التي تتوجه بهذه المطالب مباشرة. ونادراً ما تذكر الرقابة الذاتية والرقابة بالإغفال للصحافيين الممارسين والطلاب في كليات وسائل الإعلام. فكثير منها يتم دون عتبة الشعور ما يجعل تأثيرها متغلغلاً. وهكذا يصبح التقليل من لوم القوى الغربية وتقدم التقارير عن البدلان وفقاً لمنفعتها للغرب، فعل إيمان مهني تقريباً.


تكشف الأحداث العابرة الكثير. في بث لهيئة الإذاعة البريطانية في أواخر سنة 2001، أثار دنيس هاليداي، المساعد السابق للأمين العام للأمم المتحدة الذي استقال بدلاً من إدارة ما وصفه “بسياسة العقوبات المؤدية إلى الإبادة الجماعية” في العراق، غضب المقدّم، مايكل بويرك. فقال بويرك : “ لا يمكنك أن تقيم مساواة أخلاقية بين صدام حسين وجورج بوش (الأب)، هل يمكنك ذلك؟” وكان هاليداي قد أشار إلى المجزرة التي ارتكبتها قوات بوش بدون مبرر في الخليج (68). إن التاريخ الحديث للجرائم الحقيقية التي ارتكبها الغرب تجعل صدام يبدو “هاوياً” كما عبر عن ذلك هاليداي، لكن لا أحد يذكر ذلك.


يقدم ريتشارد فولك، وهو أستاذ السياسة الدولية بجامعة برنستون تفسيرا لذلك، فقد كتب أن السياسة الخارجية الغربية تبثّ في وسائل الإعلام “ عبر شاشة تدّعي الفضيلة ذات اتجاه قانوني/أخلاقي واحد (وتقدم) صوراً إيجابية عن القيم والبراءة الغربية التي تصّور كأنها مهددة، ما يستدعي شنّ حملة عنف جامحة” (69).


في سنة 1998، تحدث الرئيس بيل كلينتون أمام الأمم المتحدة عن الإرهاب وتساءل “ ما هي التزاماتنا العالمية؟ ألا ندعم الإرهاب وألا نقدم له ملاذاً”. وفي أعقاب 11 أيلول\سبتمبر 2001، ردد الرئيس جورج دبليو بوش الكلام نفسه تقريباً. فقال : “ في الحرب على الإرهاب، سوف نطارد هؤلاء المرتكبين للشرور أينما كانوا ومهما طال أمد ذلك” (70). ولن يستغرق الأمر كثيراً لأن الإرهابيين يتلقون “ التدريب والدعم والملاذ” في الولايات المتحدة أكثر من أي مكان آخر في العالم. ومن بينهم مرتكبو مجازر جماعية وجلادون وطغاة سابقون ولاحقون ومجرمون دوليون منوّعون تنطبق عليهم الأوصاف التي أطلقها الرئيس. وهذا أمر لا يعرفه الرأي العام الأميركي فعلياً.
يعتبر خطف الطائرات عامة أخطر الجرائم قاطبة، لاسيما منذ 11 أيلول/سبتمبر. غير أن ويليام بلوم يقول في كتاب “الدولة الشريرة Rogue State، “رغم وقوع حوادث اختطاف عديدة للطائرات والمراكب على مر السنين من كوبا إلى الولايات المتحدة بالتهديد بمسدس أو سكين و/أو باستخدام القوة البدنية، بما في ذلك واحدة على الأقل وقعت فيها جريمة قتل، من الصعب إيجاد أكثر من حادثة واحدة وجهت فيها الولايات المتحدة تهما جنائية ضد الخاطفين” (71). لقد كان كل الخاطفين مناهضين لكاسترو.


أما بالنسبة للملاذات الآمنة فليس هناك مكان يقارن بفلوريدا، التي يحكمها حالياً أخو الرئيس، جب بوش. يصف بلوم محاكمة نموذجية في فلوريدا لثلاثة إرهابيين اختطفوا طائرة إلى ميامي باستخدام سكين. ويشير إلى أنها “ تشبه محاكمة أحدهم للمقامرة في محكمة بنيفادا”. ومع أن الطيار أحضر من كوبا للشهادة ضد الرجال، أبلغ الدفاع أن الرجل كاذب وتداولت هيئة المحلفين في الأمر أقل من ساعة قبل أن تبريء المتهمين” (72(


أمرت محكمة أميركية وزير الدفاع الغواتيمالي السابق هكتور غراماجو مورالس بدفع مبلغ 47.5 مليون دولار أميركي لمسؤوليته عن تعذيب راهبة أميركية ومقتل ثمانية غواتيماليين من عائلة واحدة. وقال القاضي : “ توحي الأدلة بأن غراماجو خطط لحملة إرهاب دون تمييز بين المدنيين وأدار تنفيذها”. لقد تخرج غراماجو من كلية كنيدي للحكم بجامعة هارفرد، حيث درس بمنحة من الحكومة الأميركية. لم يجر توقيفه قط وعاد في نهاية المطاف إلى بلاده قائلاً إنه اتبع طريقة “ أكثر إنسانية” في التعامل مع خصوم النظام (73(


يعيش الجنرال السابق خوسيه غيليرمو في فلوريدا منذ تسعينات القرن العشرين. وبوصفه قائداً للجيش السلفادوري خلال الثمانينات، أشرف غارسيا على قتل آلاف الأشخاص عن طريق فرق الموت المرتبطة بالجيش. ويقيم في ولاية جب بوش المشمسة خليفة غارسيا، الجنرال كارلوس فيدس كازانوفا، الذي كان يدير الحرس الوطني المرهوب الجانب. وقد كتب بلوم “ وفقاً للجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السلفادور، قدّم فيدس الغطاء والحماية للذين اغتصبوا ثلاث راهبات أميركيات وعاملة علمانية وقتلوهن سنة 1980. وكان حاضراً شخصياً في مناسبتين على الأقل عندما كان يعذب الدكتور خوان روماغوزا. وفي النهاية تسببت الإصابات التي ألحقت به في جعله غير قادر على ممارسة الجراحة” (74(


كان الجنرال بروسبر أفريل، الدكتاتور الهايتي يحب عرض ضحايا التعذيب الذين تسيل دماؤهم على التلفزيون. وعندما أطيح به نقلته الحكومة الأميركية بالطائرة إلى فلوريدا. ويعيش في نيويورك قائد فرق الموت الهايتية سيئة السمعة إيمانويل كونستنت، الذي روّع سفّاحوه هايتي بتشويه الناس بالسكاكين. ويقيم في ميامي أرماندو فرنانديز لاريوس، وهو عضو في الفرقة العسكرية المسؤولة عن أعمال التعذيب والإعدام التي تلت الإطاحة بنظام سلفادور ألندي سنة 1973. ويقيم في هاواي الأميرال الأرجنتيني جورج إنريكو، الذي ارتبط اسمه “ بالحرب القذرة” في السبعينات، حيث عذب الآلاف “ واختفوا”. ويعيش في ماونت فيرنون ثيون براسيت التابع الأمين لبول بوت والمدافع عنه في الأمم المتحدة.


التقيت في كاليفورنيا في الثمانينات بأربعة فيتناميين عملوا قتلة في العملية الأميركية فينيكس، وأحدهم يدير مطعماً للوجبات السريعة. كان يبدو رجلاً قانعاً. إن ما يجمع كل هؤلاء الأشخاص، بخلاف تاريخهم الإرهابي، هو أنهم كانوا يعملون لحساب الحكومة الأميركية مباشرة أو ينفذّون العمل القذر للسياسات الأميركية. فعملية فينيكس، على سبيل المثال، خططت لها وكالة الاستخبارات الأميركية وموّلتها وإدارتها، وكانت مسؤولة عن ما يصل إلى 50000 جريمة قتل.
قيل الكثير عن معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان، وهي الأهداف التي قصفتها الطائرات الأميركية. لكن هذه المعسكرات رياض أطفال إذا ما قورنت بجامعة الإرهاب الرائدة عالمياً في فورت بيننغ بجورجيا كانت تعرف حتى عهد قريب باسم كلية الأميركيتين، وقد دربت نحو 60000 جندي وشرطي وشبه عسكري وعميل استخبارات من أميركا الجنوبية. وتخرج منها 40 بالمئة من الوزراء الذين عملوا في أنظمة الإبادة الجماعية لـ” لوكاس غارسيا وريوس مونت ومنحيا فيكتوريس في غواتيمالا” (75).


في سنة 1993 سمّت لجنة التحقيقات التابعة للأمم المتحدة في السلفادور الضباط الذين ارتكبوا أسوأ الفظاعات في الحرب الأهلية، وتبيّن أن ثلثيهم تدربوا في فورت بيننغ. ومنهم روبرتو دي أوبويسون، قائد فرق الموت وقتلة رئيس الأساقفة أوسكار روميرو ومجموعة من القساوسة اليسوعيين. وفي تشيلي، أدار خريجو الكلية شرطة بينوشيه السرية وثلاثة معسكرات اعتقال رئيسية. وفي سنة 1996، أجبرت الحكومة الأميركية على الإفراج عن نسخ من أدلة التدريب في الكلية. وكانت هذه توصي الإرهابيين الطامحين بالابتزاز والتعذيب والقتل واعتقال أقارب الشهود.
أعيدت تسمية الكلية لتصبح معهد نصف الكرة الغربي للتعاون الأمني، ويغفل موقع الكلية على الوب صفحات “ التاريخ”.
...
إن آثار الدم لا نهاية لها: من إخضاع الفلبين وأميركا الوسطى إلى أكبر الأعمال الإرهابية قاطبة، قصف هيروشيما ونكازاكي، ومن تدمير الهند الصينية، مثل قتل 600000 فلاح في كمبوديا المحايدة واستخدام المواد الكيميائية والجوع ضد السكان المدنيين، إلى إسقاط طائرة ركاب إيرانية وقصف أسرى الحرب في قلعة مبنية من الطين في أفغانستان.


إن وثائق الإرهاب الأميركي كبيرة الحجم، ونظراً لأن هذه الحقائق لا يمكن دحضها عقلانياً، يتعرّض الذين يذكرونها أو يبيّنون الصلات الواضحة فيما بينها إلى إساءة المعاملة في الغالب باعتبارهم “ معادين للأميركيين"، بصرف النظر عما إذا كانوا هم أنفسهم أميركيين أم لا. في ثلاثينات القرن العشرين، كان تعبير “ معاد للألمان” يوجّه ضد المنتقدين الذين يرغب الرايخ الثالث في إسكاتهم.


يقول روبرت كوبر، وهو مستشار لطوني بلير للشؤون الخارجية، معترضاً “ علينا أن نعتاد المعايير المزدوجة” (77). ويتعزز ذلك في وسائل الإعلام بتكرار الحقائق المتلقاة مقنّعة بلبوس الأخبار. فعلى سبيل المثال، حياة البعض لها قيمة إعلامية في حين أن حياة الآخرين ضئيلة القيمة. ومقتل من هم “ منا” يعدّ جريمة، والباقي ليسوا بشراً.


عندما أمر الرئيس بإطلاق الصواريخ على مصنع الشفاء للأدوية في السودان في سنة 1998، مدعيا أنه “ مرفق للأسلحة الكيميائية"، كان ذلك عملاً إرهابياً بكل المقاييس. فالمصنع معروف جيداً بأنه المصدر الوحيد لـ 90 بالمئة من الأدوية الأساسية لأحد أفقر البدلان.
لقد كان المصنع الوحيد الذي ينتج الكلوروكين، العلاج الأكثر فعّالية للملاريا، وأدوية مضادة للسل كانت تشكل طوق النجاة لأكثر من 100000 مريض بكلفة تقدر بنحو جنيه استرليني واحد في الشهر. وما من مكان آخر ينتج أدوية بيطرية تقضي على الطفيليات التي تنتقل من الماشية إلى البشر، وهي من الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال في السودان (78).


ونتيجة للهجوم الأميركي، وكما كتب جوناثان بلك من مؤسسة الشرق الأدنى، وهي مؤسسة إنسانية محترمة، “ عانى عشرات الآلاف من الناس – وكثير منهم أطفال- من الملاريا والسل وغيرهما من الأمراض التي يمكن علاجها وماتوا… والعقوبات (الأميركية) ضد السودان تجعل من المتعذر استيراد الكميات الكافية من الأدوية لسد الفجوة الخطيرة التي خلفها تدمير المصنع” (79).
كم سودانياً مات نتيجة القصف الذي أمر به كلينتون؟ يقول سفير ألمانيا في السودان : “ يبدو عشرات الآلاف تخميناً معقولاً” (80). وقد منعت واشنطن إجراء تحقيق من قبل الأمم المتحدة طالبت به الحكومة السودانية. لم يرد شيء من ذلك في الأخبار. وعندما قارن نعوم تشومسكي هذا العمل الإرهابي بالاعتداء على برجي مركز التجارة العالمي، أساء إليه معلّقون مشهورون في الولايات المتحدة بمن فيهم من قال إنه متهادون مع الفاشية” (81).


التاريخ:المصدر:جون بلجر/ الترجمة العربية الصادرة في 2003.



موقع نداءات من بيت المقدس

http://www.al-aqsa.org/index.php/book-section/show/28/ (http://www.al-aqsa.org/index.php/book-section/show/28/)

ابن خلدون
04-07-2007, 01:45 PM
معلومات مهمة جدا"وينبغي حفظها لكي يتم الاطلاع عليها مرارا"في كل فترة لمعرفة مدى قسوة ووحشية الغرب وبناء عليها يتم التحليل السياسي دائما"والنظرة لهذه الامم التي تدعي الحرص على الكرامة والانسانية بينما هي تدمرها.. بارك الله فيك ايها الزميل

ابو شجاع
04-08-2007, 01:07 PM
معلومات مهمة جدا"وينبغي حفظها لكي يتم الاطلاع عليها مرارا"في كل فترة لمعرفة مدى قسوة ووحشية الغرب وبناء عليها يتم التحليل السياسي دائما"والنظرة لهذه الامم التي تدعي الحرص على الكرامة والانسانية بينما هي تدمرها.. بارك الله فيك ايها الزميل

حياك الله اخي الفاضل ابن خلدون

وفعلا المعلومات هامة لدعاة التقريب وحوار الحضارت مع الرأسمالية

لعلهم يفيقون

تحياتي العاطرة