تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : البحارة البريطانيون: مختطفون نجوا من "الدريل"



FreeMuslim
04-07-2007, 07:39 AM
البحارة البريطانيون: مختطفون نجوا من "الدريل"
موقع المسلم/16-3-1428هـ

الجميع يدرك أنها صفقة، لكن أحداً يأبى أن يكشف عن ملامحها حتى الآن، ولعل الوقت مبكراً أيضاً ليكون من الملائم الحكم عليها، وعما إذا كانت في صلح هذا الطرف أو ذاك.
غير أن الحاصل أن لغة الأقوياء تخلو دائماً من المجاملات، وأن "نخوتنا العربية" المدعاة لا يعرفها من لا يمنحون الخصم أسهماً مجانية، وطبيعة مفهوم "المداولة" لا يمكن أن يستحيل إلى "المناولة" إلا في عقيدة السياسة العربية وحدها من دون الآخرين.
لـ"مناسبة المولد النبوي الشريف" أو كـ"هدية تقدمها إيران للشعب البريطاني تعبر عن لفتة إنسانية ورأفة إسلامية" كما قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في مؤتمره المطول الذي عقده ظهر أمس للإعلان عن الإفراج عن البحارة البريطانيين المختطفين أو المأسورين في منطقة شط العرب الحدودية المتنازع عليها سابقاً بين إيران والعراق، تم هذا الإفراج بعد أيام ليست عصيبة قضاها البحارة البريطانيون في ضيافة الدولة الإيرانية.
فاي تورني البحارة البريطانية ليست كأطوار بهجت أو صابرين الجنابي أو عبير العراقيات، هي بخلافهن حظت برعاية فائقة من الحرس الثوري الإيراني، دعتها لأن تبث هذه الرسالة لذويها عبر التليفزيون الإيراني: "أرجوكم لا تقلقوا علي، أنا صامدة، آمل ألا يطول الوقت قبل عودتي للمنزل للتحضير لعيد ميلاد مولي" .. "ابنتي تتقبل تماما ما أقوم به.. طالما أنها سعيدة فإنني أستطيع مواصلة ما أقوم به".
لا فزع لمسناه في عبارات المختطفة، لا ولا لدى الرجال المختطفين.. كان الجميع مطمئن إلى أنها محنة سرعان ما ستنجلي غمتها عنهم.. ولم يمض أسبوعان حتى عاد الجميع إلى مأمنهم.
وفي الحقيقة لم يدر بخلد أي منهم فيما نظن أن يتعرض لما يتعرض له عشرات الآلاف من المختطفين السنة في وسط العراق على أيدي ميليشيات خاضعة لأوامر ضباط الحرس الثوري الإيراني ذاته الذي أقام البريطانيون في كنفه لأيام، وعلى غير عادة المختطفين المذعورين في العراق لهول ما يسمعون عن مصائر أترابهم، كان البريطانيون يتناولون طعامهم بارتياح ويدخنون سجائرهم باطمئنان؛ فـ"الدريل" الطريقة المثلى للخاطفين الإرهابيين من الميليشيات شبه الرسمية في العراق لتعذيب ضحاياهم قبل إعدامهم سيغيب حتماً عن المشهد، وستظهر عوضاً عنه ابتسامات الزعيم الإيراني "المتشدد" أحمدي نجاد ليكشف عن "الرأفة الإسلامية" التي يتحلى بها نظامه في التعامل مع الجنود البريطانيين.
ولا غرو أن يتحدث هكذا الرئيس الإيراني عن بحارة لم يتم اصطيادهم من بحر الشمال وإنما في شط العرب حيث الأرض العربية مستباحة لغازي الشمال والشرق كذلك، قدم إليها هؤلاء وأولئك يتشاطرون الكعكة أو يختلفون حول تقسيمها، لكنهم في النهاية يدركون أن ثمة سقفاً لخلافهم، يضمنه قسم تشاركي كبير من المصالح المشتركة في الخليج، يأخذ بأيديهم إلى التفاوض لا إلى العناد. وهاذا الأول قادهم إلى الإفراج عن البحارة الخمسة عشر والدبلوماسي الإيراني المختطف منذ شهرين في العراق، ثم السماح لدبلوماسي إيراني بلقاء الإيرانيين الخمسة الذين اعتقلتهم سلطات الاحتلال الأمريكية في آربيل بشمال العراق، وإلى تحريك مساعي عراقية رسمية للإفراج عنهم بحسب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي قال أمس أن الحكومة العراقية تحاول الإفراج عن الإيرانيين الخمسة.
لا "دريل" إذن وإنما مفاوضات جرت على قاعدة المداولة والتبادل لأن ثمة أرواقاً تملكها أو تحاول إيران دائما أن تستحوذ عليها.. وهذه هي لغة الأقوياء، وهكذا يتخاطبون.. ولا نملك نحن في المقابل إلا أن نقدم تعازينا لأهالينا المسلمين السنة الذين قضوا بـ"الدريل" وغيره في أرض الرشيد ولم نكن لهم يوماً ظهيراً إلا بالدعاء.

مع أنني أتحفظ على العنوان لأنه ثبت بالدليل القاطع أن الدريل مخصص لتثقيب رؤوس وأجساد المسلمين وليس للنصارى واليهود