تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المبادرات المشوّهة ـ المكتب الإعلامي في لبنان



ابو شجاع
04-05-2007, 01:23 PM
المبادرات المشوّهة


تُرتَجَل المبادرات في الآونة الأخيرة، لإخراج البلد من دائرة «الفوضى الخلاّقة»، التي تدبّ فيه، ويتباهى كثيرون بحلول يطرحونها على بساط البحث، ويجعلونها موضع حوار، حتّى يُشغلوا بها الإعلام، ويُسكّنوا بها العامّة. وها هي القِمّة العربية تنعقد غداً، وتدرج أزمة لبنان، على جدول أعمالها. فماذا ننتظر!؟

إنّ الناظر في الأمر، يدرك أنّ كلّ الأفق مسدودة في وجه الحلّ الناجع، وأنّ أقصى ما يمكن أن يبلغه أيّ «حلّ»، ابتكار مسكّنات سياسية، ذات مفعول موقّت، ولربّما أدت كثرة المسكّنات المتوالية إلى حدوث حالة من الإدمان القاتل! ولنا أن نفصّل في صيغ المبادرات عامّة، واقفين عند عناوين فيها، تمنع جدّية الطرح، وفعالية الحلّ:

إنّ صيغة «لا غالب ولا مغلوب»، التي صارت عند بعضهم من «المقدّسات»، تعني عدم معاقبة موقدي الفتن، وترك الأخذ على يد المرتهنين للغرب، ممّن فتحوا النوافذ المشرعة، لسمومه يبثّها في كلّ أرجاء البلد. لقد دمّر أهل السلاح العبثي، مقدِّرات البلد، طيلة الحرب الأهلية، وحين حان وقت السِّلم، كانوا من حاصدي أكبر مغانمها، على تفاوت نـزعاتهم السياسية، حتّى لا يُقال إنّ هناك غالباً أو مغلوباً! والآن، يُرادُ أن يُنتَشَل البلد من أزمته، رغم إطلاق يد من خرّبوا البقية الباقية من الاطمئنان فيه! وهكذا سيكون الحلّ الذي يُروَّج له، هشّاً معرَّضاً لهزّات دائمة... عند الطَّلب!

وكلّ صيغ الحلّ آنيّة، لا تمسّ بأسس الأزمة، إنها تتغاضى عن الجذور، وتتلهّى بالثمار، وبذلك لا تتعرّض بالنقد لطبيعة الكيان اللبناني المليئة بالألغام، ولا لدستوره الذي أورثنا إياه المستعمر الفرنسي، وما زال على حاله خلا تعديلات خجولة، ولا لوقاحة السفارات الطامعة بالقبض على زام الأمور، ولا لمنهجية العلاقات بين الطوائف، التي ابتدعها طبّاخو متصرّفية جبل لبنان!

ولا يخفى أنّ من الأمور المتنازع عليها، دور المقاومة التي دحرت فلول يهود، والتي مرّغت أنف يهود في تراب الهزيمة في تموز الماضي، فهل سيكون في أرض الحجاز، عبر القمّة «الموعودة»، مسعى إلى نصب الفخاخ والتوريط في «اتفاق مكّة» آخر، يتمّ بموجبه «احترام» حقّ إسرائيل في الوجود!؟ سؤال مطلوب، في ظلّ الحديث عن إحياء المبادرة العربية للسلام، في قمّة الغد!

ولا ننسى أنّ من الأمور المتنازع عليها، المحكمة الدولية، التي كانت ومازالت كرة بين أقدام الدول الغربية، تحرّكها متى تشاء، لتسجيل أهداف مرسومة!
وهكذا ستبقى «الحلول» المستوردة، والآنية، والمجتزأة، مصدر قلق، تؤسس لمشاكل لاحقة. فعلى أهل الرأي، وأصحاب القرار، أن يعودوا إلى ما وقر في صميم عقيدة الأمة، كي يعملوا على لمّ شعثها، وإحياء وحدتها، وصون كرامتها، راكلين «هدايا» المجتمع الدولي المفخّخة.

فلتنهض الأمة، في محاسبة أصحاب الكراسي المنخورة، لتنعم بقيادة مخلصة موحَّدة موحِّدة، ترضي الله سبحانه وتعالى، وترضي رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.



التاريخ: 8 من ربيع الأول 1428هـ
المـوافـق: 27 من آذار 2007م


المكتب الإعلامي
لحزب التحرير
في لبنان
776792/03- 094404/03

http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/infoffice/single/1912