تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أمريكا ( تعقد ) مؤتمـر القمة العربي في الرياض! للإجهاز على قضايا المسلمين وبخاصة فلسطين



ابو شجاع
04-02-2007, 02:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أمريكا (تَعْقِدُ) مؤتمـر القمة العربي في الرياض!
للإجهاز على قضايا المسلمين وبخاصة فلسطين


http://www.hizb-ut-tahrir.org/arabic/images/other/pdf6.gif (http://www.hizb-ut-tahrir.org/PDF/AR/ar_lflts_pdf/HT290307.pdf)
تداعى الحكام العرب إلى قمتهم التاسعة عشرة يومي 28، 29/3/2007 في الرياض. وقد كان الحاضر الغائب في هذا المؤتمر هو الولايات المتحدة ممثلة بوزيرة خارجيتها كوندوليزا رايس! لقد حلَّت وزيرة الخارجية (معزَّزة) في أسوان بمصر، ثم استدعت لجنة عن أولئك الحكام، سياسية واستخباراتية، واجتمعت بها في 24/3/2007 أي قبيل انعقاد المؤتمر لينقلوا للمؤتمرين خارطة سير المؤتمر ورغبات بوش بإحاطة دولة يهود بدفء (التطبيع) تعويضاً لها عن هزيمة تموز!
ولم تغادر رايس المنطقة، وهي تنتقل في رحلات عمل بين مصر والأردن وفلسطين، إلا عشية انعقاد المؤتمر بعد أن اطمأنت إلى انضباط سيره وفق التوجيهات!، ولم تنسَ قبل أن تختتم جولتها في 27/3/2007 أن توصي الحكام العرب بأن (يمدوا يدهم لإسرائيل -فوق ما هي ممدودة- حتى تطمئن إلى أن مكانها في المنطقة سيكون أكثر أمناً). وهي كانت قد صرحت لدى مغادرتها واشنطن في بداية رحلتها بأنها تأمل -بل تأمر- أن يعرض الحكام العرب في قمتهم (مبادرة السلام العربية) التي أقروها في قمة بيروت 2002م، وأن يفعِّلوها بطريقة وصفتها (بالدبلوماسية النشطة). وهكذا كان، فقد جاء بيان المؤتمر الختامي هذا اليوم يركِّز تركيزاً واضحاً على تحريك المبادرة العربية التي هي في الأصل صناعة أمريكية أعدها توماس فريدمان وتبناها الأمير عبد الله آنذاك، وقدَّمها إلى قمة بيروت فأقرتها وأصبحت تسمى (مبادرة السلام العربية).
لقد استطاعت أمريكا بإدارة المحافظين الجدد أن تجعل الحكام العرب يعلنون، علناً لا سراً، وتصريحاً لا تلميحاً، من خلال مبادرتهم المذكورة، أن قضية فلسطين لا تتجاوز المحتل سنة 1967، وأنها هي موضع النزاع، وموضع الأخذ والرد في المفاوضات لإيجاد حل لها، وأنها مجال الحديث عن إقامة دولة فلسطينية فيها ...، وأما فلسطين المحتلة في 1948 فهي ملك خالص سائغ لليهود لا معقب له، وفق صك موقع من الحكام العرب حسب الأصول!
وكان المطلوب بعد ذلك أن يعلن أهل فلسطين أيضاً توقيع هذا الصك كما فعل الحكام العرب. وعلى الرغم من أن السلطة الفلسطينية وافقت على المبادرة العربية المذكورة إلا أنها جينذاك كانت من نسيج واحد علمانيّ الطابع، وهم يريدون سلطة تمثل العلمانيين و(الإسلاميين) تُوافِق على المبادرة فيكون المتنازِل عن فلسطين 1948 هم (أهلَها) بأطيافهم وليس الحكام العرب وحدهم. وبقيت المبادرة تنتظر نحو خمس سنين إلى أن كان اتفاق مكة الذي ينص على التزام، بل احترام! القرارات الدولية والقمم العربية واتفاقيات المنظمة، وهي كلها تتضمن اعترافاً بدولة يهود، ثم شكَّلت حكومة وحدة وطنية على هذا الأساس، فكان كل ذلك مؤشراً على استعداد هذه الحكومة للموافقة على المبادرة العربية لأن نصوصها ليست بعيدةً عن نصوص اتفاق مكة إلا بالنزر اليسير الذي يسهل تخريجه. عند ذاك قررت أمريكا إيقاظ المبادرة النائمة وعرضها على قمة الرياض لتكتمل موافقة الحكام العرب على المبادرة في قمة بيروت بموافقة أهل فلسطين عليها في قمة الرياض، مُمَثَّلين - كما يدَّعون - بحكومة الوحدة الوطنية من علمانيين وإسلاميين! وكانت هذه الموافقة الجامعة هديةً يقدمها المحافظون الجدد إلى دولة يهود على طريق التنازلات المتتالية من الحكام والسلطة.
أيها المسلمون: لقد نجحت أمريكا في قمة بيروت 2002 تحت مسمى (مبادرة السلام العربية) في جعل الحكام العرب يشطبون من قاموسهم فلسطين المحتلة 1948، وهي اليوم في قمة الرياض نجحت في أن أضافت للحكام العرب السلطة الفلسطينية وحكومتها بجناحيها العلماني والإسلامي بأن تشطب هي الأخرى فلسطين المحتلة 1948 بموافقتها على مقررات القمة العربية في الرياض، وعلى رأس مقرراتها (مبادرة السلام العربية)،
إنهم يبررون هذا الذل والهوان والاستسلام ليهود بالموافقة على المبادرة، يبررون ذلك بقولهم إنهم سيعيدون بالمبادرة الجزء المحتل في 1967 ويقيمون فيه دولةً، حيث هم - بزعمهم - غير قادرين على قتال يهود، وهزيمتِهم وإعادةِ فلسطين.
وعلى الرغم من أنهم كاذبون بزعمهم المذكور، فهم لو حرَّكوا الجيوش للقتال وجمعوا القادرين جنوداً فيها، لقُضِيَ على كيان يهود، ووقائعُ الحروب الحقيقية - لا التآمرية - مع يهود، على قلة هذه الوقائع، تشهد بذلك،
وعلى الرغم، أيضاً، من أن احتلال أي شبر من أرض المسلمين يوجب تحريك الجيوش للقتال، وبقاء المسلمين في حالة حرب فعلية مع المحتل مهما طال الزمن إلى أن يعيدوا ذلك الشبر،
وعلى الرغم من أن التنازل عن فلسطين 1948 مقابل دولة في المحتل 1967 - حتى وإن أقيمت - هو خيانة لله ولرسوله والمؤمنين، سيبوء مقترفُها بالخزي في الدنيا، ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون،
على الرغم من كل ذلك، وحتى لو تجاوزنا هذا كله، فإن مبادرةَ العرب وبِغَضِّ النظر عن ملحقاتها التعديلية التنازلية، وألفَ مبادرة مثلها لن تعيد المحتل 1967 باسمه ورسمه، فإن قواعد اليهود الأساسية منذ أن جلبتهم بريطانيا إلى فلسطين ومكَّنتهم هي وعملاؤها من أن تكون لهم دولة في فلسطين، منذ ذلك الوقت وهم كلما تنازل لهم خصمهم عن شيء من حقه طالبوه بالمزيد، لأنهم يدركون أن من تنازل عن حقه مرةً تنازل عنه مراتٍ، ومن تنازل عن جزء تنازل عن أجزاء، ولذلك فهم يسجِّلون بتنازل الخصم نقاطاً لصالحهم، ثم ينطلقون منها إلى نقاط أخرى، وهكذا دواليك، فإن اليهود سيستمرون في قضم المزيد من فلسطين المحتلة 1967 ما لم يُهزموا في معركة ويُقضى على كيانهم. ولذلك فإنهم سيقومون بمسخ هذه المبادرة، فوق ما هي ممسوخة، سواء أكان ذلك في قضم الحدود بالجدار والمستوطنات ... أو بتقزيم موضوع اللاجئين حتى لا يكاد يتجاوز إعادة جزء منهم، وليس كلهم، إلى الضفة وغزة! أو بتغيير معالم القدس التي يُمنُّون بها المتنازلين لتكون في ضواحيها العيزرية أو أبي ديس، هذا إن كانت! واليهود مطمئنون بتحقيق ذلك لأن الذي يتنازل عن فلسـطين المحتلة في 48 سيتنازل عن أجزاء وأجزاء من المحتل في 67 دونما حياء من الله ولا من رسوله والمؤمنين.
من يَهُنْ يسهُلِ الهوانُ عليه == مـا لجـرحٍ بمـيـتٍ إيـلامُ
إن المبادرة من خلال قمة الرياض 2007 قد حققت لليهود أمراً جديداً فوق ما حققته قمة بيروت 2002، وهذا الجديد هو أنها أضافت لتوقيع الحكام العرب على صك بيع فلسطين 48 مقابل دويلة في الجزء المحتل 67، أضافت توقيعاً جديداً وهو توقيع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية باسم العلمانيين و(الإسلاميين)! وهذا ما أشار إليه سعود الفيصل عندما سئل في مؤتمره الصحفي 25/3/2007 عن الجديد في هذا المؤتمر، فأكد بأن هناك جديداً وهو قيام حكومة وحدة وطنية في فلسطين متفقة مع العرب على الاستراتيجية العربية لحل النزاع العربي الإسرائيلي.
أيها المسلمون: لم يكتف الحكام في قمة الرياض بطعنهم المتكرر القديم الجديد لفلسطين، بل أضافوا لها طعناتٍ أخرى كما جاء في قراراتهم:
فقد أيدوا حكومة الصومال المؤقتة صنيعة أمريكا، وهي التي مهدت لاحتلال الجيش الإثيوبي للصومال بأمر ودعم من أمريكا، وصمتوا عن الأسباب الحقيقية لمشكلة دارفور التي بدأتها فرنسا عن طريق عملائها المعسكرين في تشاد، ومن ثم تداخلات بريطانيا وأمريكا، ولم ينبسوا ببنت شفة عن تصديهم للاحتلال الأمريكي للعراق، بل إنه كلما زادت فواحش هذا الاحتلال زادت مظاهر الود بين الحكام وبين أمريكا، كما أنهم تركوا لبنان فريسةً للصراع الفرنسي الأمريكي دون أن يجرؤوا على إعلان ذلك أو حتى الهمس به!
ومع ذلك فإن هؤلاء الحكام يقلبون الحقائق، ولا يسمون الأشياء بمسمياتها، بل يظهرون قراراتهم نصراً مؤزراً وفتحاً مبيناً في فلسطين والسودان والعراق والصومال ولبنان ...! قاتلهم الله أنى يؤفكون.
أيها المسلمون: إن مصيبة الأمة هي في حكامها، فهم قد استمرأوا الكذب على الناس، وأمعنوا في التضليل، وبرعوا في قلب الحقائق، وشهدوا على أنفسهم بالسوء، ولولا آية في كتاب الله سبحانه {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} لَمَا أصدرنا في مؤتمرهم أَيَّ بيان، ولكن معذرةً إلى ربنا، فلعلنا بهذا البيان نوقظ نائماً أو نصعق خائناً أو نعيد العقل لمضبوع.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.



10 من ربيع الأول 1428هـ

حـزب التحريـر


2007/03/29م

http://www.hizb-ut-tahrir.org/index.php/AR/nshow/171