تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لعشاق الديمقراطية الأمريكية



FreeMuslim
04-02-2007, 06:30 AM
الى كل عمر وحيدر هاجر من عراق الديمقراطيات بحثا عن الديكتاتورية – قصة فتاة عراقية أحبت فلسطينيا اسمه عمر!

2007-04-01 :: سمية العراقية ::


عروس الخلايلة:

سأعود الى الخليل (في فلسطين) عندما يحررها أولادي الثلاثة بكر وعلي ومصطفى.. لا لأنهم فلسطينيين يتبعون نسبي وهويتي، ولكن ستعود لي الخليل لان أمهم عراقية .. وهي أنت .. حبيبتي العراقية .. ستعود الخليل بعرس (الخلايلة) ورقصات السيف الخليلي.. هذا ما قاله عمر الخليلي، ذلك الشاب الفلسطيني في حي البلديات العراقي لي أنا . أنا حبيبته العراقية. في السنوات التي خلت سقوط بغداد . قصة حقيقية ختمت سطورها قبل ايام قلائل. قبل ان تختم بغداد سوء أيامها ولياليها .

قالت سمية :

لم اكن اصدق اني سأقف يوما انظر الى القمر وقد اكتمل البدر فأتوسل إليه ان يخبرني ما حال عمر في دولة الإمارات . فلم يمض على رحيل عمر الى الإمارات سوى ايام . كنت اضحك حين أرى رضا الخياط يغني لطير الحمام . ويتوسل بالحمام ان ينقل سلامه الى حبيبته في ديار بعيدة . الا اني وجدت نفسي أحدث حتى الأرض التي مشى عليها يوماً . واسألها هل اشتقت إلى عمر كما أشتقت إليه انا؟ فقد هاجر عمر الى دبي كونه لا يتمتع بالمؤهلات التي تجيز له العيش في عراق ديمقراطي حر جديد.
اشتقت الى عرس (الخلايلة) كما كان يقول عمر بلهجته الفلسطينية الخليلية القرويَة. وكنت اضحك من تسمية العرس الخليلي (بعرس الخلايلة) .

عندما عرفني عمر بنفسه قبل سنوات الاحتلال حينما كنت طالبة جامعية قال لي بكل بساطة انا عمر. عرفته عمر الخليلي وأسميه عمر الخلايلة بمزاجي أو كلما أحببت ان اذكَره بوعده لي بان يكون عرسي على نمط العرس الخليلي القديم .

عرس (الخلايلة) على ارض بغداد كان مهري وحلمي، حيث يلبس عمر الزي القروي وخنجره في جنبه الايمن. ورقصة السيف يدا بيد مع أصحابه الذين سيزفونه بعرس (الخلايلة) الى بيتي. وان عرس (الخلايلة) هذا لن يكون الى عروس خليلية . بل سيكون الى عروس بغدادية . هي انا .. نعم انا . وفقط انا .. سيدة عرس الخلايلة وسيدة بيت عمر الخليلي .

فاين عمر ؟ وبيت عمر ؟ واين رقصة السيف في عرس (الخلايلة)؟
وكيف صار اليوم كافرا مهددا بالقتل على ارض العراق.
عمر متهم الان بثلاث قضايا اشد من القتل وتجارة المخدرات . فهو فلسطيني الجنسية منذ عام 48 يسكن حي البلديات الإرهابي واسمه عمر. (كافر لسبب اجهله ويجهله هو ايضا).

لم يذكر لي عمر مسبقا ان له ألقابا وأسماء ستكشف عنها حكومة العهد العراقي الجديد. فتارة هو كافر وتارة هو تكفيري واستقر الاسم على ان عمر في يومي هذا وهابي مطلوب لفيلق بدر . فمن خدعني؟ هل خدعني عمر بهويته ؟ أم إنها هوية لا يعرفها حتى هو؟

حلمت بالتاج الألماس الذي كان عمر يضعه فوق رأسي في منامي . وكانت جدتي تفسر لي رؤيتي بان عمر هو ( قسمتي ونصيبي) . فهل صار التاج رملا على شعري ؟ ام اني دفعته ضريبة الانتقام والثأر . وهل صار نصيبي من تاجي الألماس أن أتلمسه فلا أجده. فمن خدعني ؟ هل هي تأويلات جدتي؟ ام تأويلاتي للديمقراطية؟

انتظرت عمر لسنوات تعود الى ايام الدراسة الجامعية . كنت في كل مرة ارسم شكلا جديدا للحلقة الذهبية التي انتظرها إصبعي طويلا . أخرها كان شكل حلقتي المنتظرة منقوش عليها السيف واقع بين اسمي واسم عمر الخليلي . ولعله كان سيف (الخلايلة) او سيف صلاح الدين الذي سيحمله أولادي بكر وعلي ومصطفى الى الخليل كما كان يريد عمر.
المهم اني نقشت على حلقتي الذهبية سيفاً ولا ادري ما كنت اقصد به.
لا زلت أتذكره في جيش القدس يبتسم لي وهو واقف في طابور التدريب في زيه العسكري فترة التدريبات في الجامعة .
كان منظره يضحكني وهو يلتفت يمينا وشمالا بحثا عني في عينيه . وعندما يجدني يلوح لي بيديه في خلسة خوفا من انتباه الضابط .

فمن خدعني؟ ومن قلب جيش التحرير فصار ميليشيا تسفك الدم وتستبيح ارواح عمرا وحيدر؟ ومن كسر سيف (الخلايلة) الذي يحرر الخليل . ذلك السيف الذي سيلمع في عرس الخليلية في بغداد. وعدني عمر انه سوف يأتيني سيرا على الأقدام مع زفة الرجال في موكب الزفاف. وانه سيملأ الطريق من بيتي الى بيته بمواكب الدفوف تصلي على الحبيب المصطفى .

فاين عهدك يا عمر؟ ركضت الى الشارع فوراً . فها أنذا أرى عمراً خارجا من المسجد في صحبة الموكب الإسلامي . وهاهي أصواتهم بالصلاة على الحبيب المصطفى تقترب من بيتنا . ها قد وصل عمر في موكب يزفني من بيتي الى بيت الجيران كما يقول ناظم الغزالي . نعم انه عمر . عريس بزي مدينة الخليل .والخنجر العربي في حزامه. ها أنذا سيدة العرس الخليلي على بغداد.
لم يعد عرس (الخلايلة) بعيدا كما كنت أظن في ايام الامتحانات الجامعية .
ها قد جاء عمر..

ركضت بسرعة الحلم الذي مر على قلبي الا اني عندما وصلت الى عتبة باب بيتي لم اجد سوى ميليشيات تنادي بالويل والثبور لمن كان اسمه عمر. وأخرى تنادي بالعذاب والتنكيل لمن كان اسمه حيدر . فاين عمر؟
نظرت الى نفسي . فمن خلع عني تاجي الألماس؟؟ تاجي انا ؟
وأين ثوب زفافي الأبيض ؟ وأين حلقتي الذهبية؟؟ واين سيف (الخلايلة) ؟؟ واين انت يا عمر؟؟

نظرت الى هبئتي فوجدت نفسي البس سوادا حدادا على مقتل ابن عمي كونه كافرا أيضا . الذي جاء متمما لوفاة امي بعد ان رفضت المستشفيات الخاضعة للتيار الصدري استلام والدتي التي نهشها السرطان حتى وصل الى دماغها وأعمى بصرها .
ولم يكن سبب رفضهم قبولها سوى ان هويات عائلتي تنتمي لشعبة الكفر التي اغتصبت الولاية من علي بن ابي طالب كما يقولون .

فمن اليوم خدعني ..؟؟ ومن قتل أحلامي ؟ ومن سرق تاجي الألماس ؟ ام انها رحلت مع مجئ الديمقراطية والحرية وتركتني بانتظار عمر الخليلي بزفة العرس الفلسطيني كي يزفني في عرس (الخلايلة) برقصة السيف الى بيت الخليلية في بغداد .

فإلى عمر الخليلي اقول : سأكون اما لبكر وعلي ومصطفى . وسيحررون الخليل بسيف (الخلايلة) وستجلس بغداد والخليل بدلا مني ومنك في عرس الخليلية.

انتظرك يا عمر... فلازلت انا
عروس (الخلايلـة)
سميـــة