تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جائع يتناول فاتحا للشهية:



بشرى
03-23-2003, 09:55 AM
رأت ولدها ابن ال17، يشعل عيدان الكبريت ويقربها من عينيه حتى باتت عيناه حمراوين، حاولت منعه فلم تستطيع. استيقظت فجأة، وعلمت أن ما كانت تراه حلما ليس إلا. لكنها مع ذلك أحست بقلق على ابنها، فنهضت من فراشها وتوجهت إلى غرفته لتطمئن عليه. وما كادت تصل إلى باب غرفته حتى سمعت أصواتا خافتة داخل الغرفة، ورأت انعكاسات أضواء على الزجاج الصغير لباب غرفته. مدت يدها بهدو وفتحت الباب لتتفاجأ بشاشة "كمبيوتر" ولدها معروضا عليه فيلم إباحي!! جمدت في مكانها، أرادت أن تصرخ فيه ولكن عدم انتباهه إلى قدومها جعلها تؤثر الانسحاب بهدوء. قعدت على فراشها تفكر في التصرف الأسلم والأصوب، أرادت أن توقظ زوجها ليشاهد بنفسه ما شاهدته وليتولى أمر ابنه، غير أنها سرعان ما صرفت هذا الخاطر عن ذهنها اتقاء لما يمكن أن يصدر عن زوجها الغاضب. أحس بها زوجها مستيقظة فسألها : ما الذي أيقظك؟ ردت عليه: حلم مفزع. قال لها: استعيذي بالله من الشيطان وواصلي نومك؛ تمددت ودعت الله أن يرشدها إلى التصرف السديد الذي تنقذ به ابنها مما هو فيه. في اليوم التالي وجدت الأم فرصة مناسبة لمحادثة ابنها حيث لم يكن في الغرفة غيرهما، قالت له: عماد، ما رأيك في رجل جائع وليس في بيته طعام؟
قال عماد: يذهب إلى المطعم أو يشتري طعاما ليأكله.
ردت أمه: وإن لم يكن يملك نقودا؟
نظر عماد في وجه أمه وأدرك أنها تريد أن تقول له شيئا عبر أسئلتها. واصلت أمه سؤاله فبل أن يجيب عن سؤالها الثاني فقالت: أرأيت إلى هذا الرجل الجائع الذي لا يملك في بيته طعاما يأكله، ولا نقودا يشتري بها الطعام، وقد بادر إلى دواء فاتح للشهية يتناوله؟؟ ابتسم عماد وهو يقول لأمه: من المؤكد أنك تتحدثين عن رجل مجنون!! قالت له أمه: أتجده مجنونا يا عماد؟ قال: بالتأكيد يا أمي إنه يشبه رجلا يتألم من جرح في جسده فيرش الملح عليه فيزيد بهذا ألمه، فكيف يتناول عاقل ما يزيد في ألمه؟ ابتسمت وهي تقول: أنت يا عماد تفعل مثل ما يفعل ذاك الرجل... رد عماد وقد ملكته الدهشة: أنا يا أمي؟ فقالت: أجل، بمشاهدتك ما يثير شهواتك.. احمر وجه عماد وقد أدرك أن أمه عرفت أمره. أردفت بقولها: إن فعلك هذا أسوأ مما فعله ذلك الرجل الجائع.. صمت عماد وهو مطرق برأسه، أضافت الأم: ذاك الذي وصفته بأنه مجنون لم يرتكب حراما بتناوله فاتح الشهية وإن كان تصرفه غير حكيم.. بينما أنت جمعت مع فعلك غير الحكيم عملا محرما. رفع عماد نظره قليلا إلى أمه وكأنه يسألها عن الحرام فيما يفعله. واصلت قائلة: ألم يقل الله تعالى: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون" أليس هذا نهيا صريحا عن النظر الذي تفعله؟ وتأمل قوله تعالى: "ذلك أزكى لهم" أي أطيب وأطهر وأنمى لأعمالهم، أفلا تريد أن تكون أعمالك طاهرة طيبة؟
قال: بلى، و والله لقد أخطأت، وإذا كان ذلك الرجل مجنونا فأنا مجنون وأحمق وآثم إذا عدت إلى مشاهدة ما حرّم الله تعالى.