تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التوكل



بشرى
03-23-2003, 09:53 AM
التوكل عمل وأمل
التوكل على الله مبعث قوة العزيمة والثبات ودفع التردد، وهو عدة روحية للنجاح وقوة معنوية، وهو للنفس سكون وطمأنينة، وهو زاد للتغلب على الخوف والقلق، وهو الذي يعطي المؤمن بسمة أمام أحلك الظروف ويهبه سكينة النفس ومن يعتمد على الله فهو كافيه، والتوكل أثر من آثار الإيمان، فالذي يؤمن بأن الله بيده تصاريف الحياة وبيده النفع والضر، يترك الأمر إليه ويرضى بمشيئته، فلا يفزعه المستقبل، ويستعيض عن الخوف بسكينة واطمئنان إلى عدل الله ورحمته. ومن لزام التوكل أن نفعل السبب ثم نفوّض الأمر لله لينجو الإنسان من القلق على المستقبل، من الخوف والفشل والمرض. والمتوكل يعلم أن النفع والضر بيد الله ولذلك فهو مرتبط بالله في جميع أموره مُرجعا لله الأمر كله.
قال تعالى: "إليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه"والتوكل عند المسلم عمل وأمل، مع هدوء قلب وطمأنة نفس واعتقاد جازم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. فإذا قام بدعوة إلى الحق متوكلا على الله مضى لا يتهيب أحدا من خلق الله لأن المتوكل عليه هو رب الخلق وهو مالك نواصيهم فيقوم بتلك الدعوة حق القيام ويكون عونه على النجاح توكله، وإذا قاتل أعداء الحق قويت نفسه، وضوعفت شجاعته وزاده التوكل سماحة ببذل نفسه فكان المسلم المتوكل على الله في القتال يعدل اثنين أو أكثر من ذلك، وهذا سر انتصار المسلمين الأولين على من يكثرهم ويفوقهم عددا. وفي الحديث عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ". وقال تعالى: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه". قال تعالى: "وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين" و "رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا". ولو توكلنا على الله حق توكله لرزقنا كما يرزق الطير كما ورد عن عمر رضي الله عنه مرفوعا قال صلى الله عليه وسلم: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا" ولأمكننا من نواصي الأعداء ولسخّر لنا ما أودعه في ملكه من قوى ومنافع، وعلى الجملة لكنا الأعلين في هذه الحياة وفي الحياة الباقية. فلنتوكل على الله حق توكله ولنصدق الله بتوكلنا عليه وسوف نرى أن العاقبة لنا.