تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : روايـة بولتـون للـ1701 فـي مقابلتـه مـع «يديعـوت أحرونـوت»



الحسني
03-31-2007, 10:16 AM
روايـة بولتـون للـ1701 فـي مقابلتـه مـع «يديعـوت أحرونـوت»:
مسـودة القـرار كانـت لـدى إسرائيـل قبـل أسبـوع مـن إقـراره
(السفير 31/3/2007 م)

فند السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة جون بولتون ادّعاء رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت بأن المعركة البرية التي وقعت في اليومين الأخيرين للحرب هي التي قادت إلى تغيير صيغة القرار 1701 لمصلحة إسرائيل. ولكن أولمرت عاد وكذب يوم أمس في مقابلة مع صحيفة «معاريف» كلام بولتون. مع انه قال إنه لم يقرأ المقابلة، مضيفاً: «إلا أنني أقول بصورة قاطعة إن قرار مجلس الأمن تغير جوهرياً بعد العملية. وقد طرأ تغير دراماتيكي في المسائل الأكثر جوهرية، وأعرف من مصادر عليا أن انعطافة سلبية في الصياغة حدثت في الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة. لا شك لدي أنه لولا قرارنا بتوسيع العملية لصدر عن الأمم المتحدة قرار مناقض لمصلحة إسرائيل، وتفاصيل ذلك معروفة للجنة فينوغراد».

جاء في نص المقابلة التي اجراها يانيف خليلي في «يديعوت احرونوت»:
كان من المفترض أن يكون الفصل الأخير من حرب لبنان عملية زاهرة: الاسم الذي أُعطي لها أشار الى الهدف منها: «تغيير الاتجاه 11». الرقم 11 كان اشارة ليوم بداية العملية، الحادي عشر من تموز. بعد بدء العملية العسكرية واسعة النطاق بأقل من 24 ساعة أعلنت الامم المتحدة عن قرار وقف إطلاق النار رقم .1701 خلال يومي المعركة هذين لقي 33 مقاتلاً من الجيش الإسرائيلي حتفهم.

المستوى السياسي كرر دفاعه عن قرار الخروج الى العملية منذ الحادي عشر من تموز. تفسيرهم كان أنها كانت ضرورية للَي ذراع اللبنانيين وسيدتهم في الامم المتحدة فرنسا وتحسين شروط الاتفاق. في موازاة العمليات العسكرية وخلال كل الأشهر التي تلت ذلك، ادّعى رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان أنه لولا العملية لكان القرار 1701 اسوأ بكثير بالنسبة لإسرائيل.

«أنا لا أذكر شيئاً كهذا»
«صياغة مسودة الاتفاق»، يقول بولتون، «استغرقت عشرة ايام الى اسبوعين. كانت هناك مسودة حصلنا على اتفاق حولها، ولكن العرب رفضوها وكان علينا مواجهة مسائل كثيرة. ممثلو الجامعة العربية ووزراء الخارجية العرب جاءوا الى نيويورك وجرت عملية مفاوضات طويلة، ولكن لم يحدث تغير كبير في الصياغة خلال الـ24 ساعة الأخيرة قبل التصويت».

- هناك من يدّعي في إسرائيل أن العملية الواسعة النطاق تسببت في تغيير بنود جوهرية في القرار. هذا ليس صحيحاً بالمرة. العملية العسكرية بدأت فقط بعد أن أصبح واضحاً أنه سيتم تبني القرار.

- بعض الجهات الحكومية ادّعت أنها غضبت لأن القرار ليس لمصلحة إسرائيل عندما رأت مسودته قبل اتخاذه بيومين.
إسرائيل حصلت على المسودة في يوم السبت قبل التصويت بأسبوع.

- وأعطت الضوء الأخضر؟
صحيح. خلال الأسبوع جرت مفاوضات بناءً على طلب الجامعة العربية، وبعض البنود غُيرت وبُدلت، ولكن التغيرات تمت تدريجياً على امتداد الايام السبعة. المسألة لم تكن أن المسودة كانت هناك وفجأة حدث فيها تغيير دراماتيكي بين ليلة وضحاها.

- إسرائيل لم تُغير رأيها ولم تقل خلال هذه الأيام السبعة «نحن لا نوافق».
لا. كانت هناك محادثات كثيرة حول جودة البنود أو عدمها. هذه المحادثات جرت كل الوقت.

- في إسرائيل يدّعون أن مسودة الاتفاق لم تكن مريحة لإسرائيل على طول العملية كلها، وأن البنود تغيرت لصالحها في الأيام الأخيرة فقط.
هذا ليس صحيحاً بالمرة. إذا تغير شيء ما فهو أن المسودة قبل اسبوع من المصادقة عليها كانت أفضل لإسرائيل بكثير وأكثر توازناً. ولكن بما أن العرب قالوا بصورة قاطعة إنهم لن يوقعوا على القرار، فقد أجرينا معهم مفاوضات لأسبوع إضافي.

- هل غيرتم بنوداً في المسودة وفقاً للأحداث على الأرض وإثر هجمات أو عمليات عسكرية محددة؟ أنا لا اذكر شيئاً كهذا.

خيبات الأمل الأربع
يوم الثلاثاء، اربعة ايام قبل وقف إطلاق النار وصل أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى الى مقر الامم المتحدة مصحوباً بوزراء الخارجية العرب. الوفد التقى مع اعضاء مجلس الأمن، ومارس الضغوط عليهم لتغيير بنود في الاتفاق، هذا الضغط كما تبين آتى أُكله. «العرب ادّعوا أن المسودة هي قرار مؤيد لإسرائيل. اللبنانيون توجهوا للفرنسيين وحاولوا ممارسة الضغط على واشنطن ولندن. نتيجة لهذا الضغط تم تمديد المفاوضات لأسبوع إضافي»، قال بولتون.

- الى أي مدى تغيرت المسودة في الاسبوع الأخير؟
توصلنا الى اتفاق مع الفرنسيين قبل اسبوع من التصويت على المسودة النهائية، إلا أن العرب رفضوه. كانت هناك أمور قد تغيرت وقد أُعلمت اسرائيل بها.

- التغيرات التي طرأت في الاسبوع الأخير كانت لصالح العرب أم الاسرائيليين؟
عموماً كانت هذه التغيرات لصالح الموقف العربي. رغم ذلك اعتقدنا أننا ندافع عن الخطوط الحمراء لإسرائيل، في كل ما يتعلق بشرعية القوة متعددة الجنسيات آخذين في الحسبان حقيقة أن مطلب تعليق الهجمات جاء بقوة كبيرة من الجانب الاسرائيلي.

- بعد أن تمت صياغة القرار هل هددت اسرائيل بأنه اذا لم يقبله لبنان فسينقض الجيش الاسرائيلي بكل قوته؟ وهل تسبب ذلك حسب رأيك بدفع اللبنانيين الى قبول القرار وتطبيقه؟
أنا لا أذكر اموراً كهذه. حسب ما أذكر قالت حكومة اسرائيل قبل ذلك بأن الجيش سيتحرك باتجاه نهر الليطاني، وقد انطلقت العملية في طريقها بعد اتخاذ القرار، من اجل تمكين الجيش الاسرائيلي من الانسحاب من لبنان بأسرع وقت ممكن في إطار ذلك. نحن رأينا انه ستكون هناك إمكانية لإدخال القوة متعددة الجنسيات بسرعة.

- هل تذكر بنوداً في المسودة غُيرت بناءً على طلب الجامعة العربية في الاسبوع الأخير؟ مزارع شبعا مثلاً.
بالنسبة لمزارع شبعا استطيع أن أقول بكل ثقة أنه قد تغير. الفكرة اللبنانية الأصلية كانت تسلم المزارع، إلا أننا رفضنا الاقتراح والصياغة التي أُدخلت هي أن كوفي عنان يقوم بإرسال وفد لطرح بدائل لحل هذه القضية. وافقنا على قبول هذا البند لأننا اعتقدنا أنه لا يلزم بتطبيق أحد البدائل المقترحة.

- اسرائيل طلبت فرض حصار سلاح على سوريا وإيران، وهذا لم يكن وارداً في القرار.
أنا اعتقد أن الاتفاق يغطي قضية ارسال السلاح الى لبنان بصورة عامة. أي أنه يحظره على أي طرف كان. ولكن هذه مسألة تتعلق بالحكومة اللبنانية. نحن لم نتنازل عن ذلك. الحصار على سوريا وايران لم يكن أبداً جزءا من المسودة. أما الحصار ضد إمدادات السلاح فقد تطرق للجميع.

- ماذا بالنسبة لطلب اسرائيل بإرسال قوة دولية مقاتلة وليست لحفظ السلام. هل تم تغيير هذا البند ايضاً؟
فكرة القوة متعددة الجنسيات جاءت من اسرائيل، ولم يكن في البداية تصور لدى أحد حول هذه القوة. أنا اعتقدت كل الوقت أن موقف اسرائيل سيكون انها ستعتمد على جيشها كقوة وحيدة لحمايتها، ولذلك فوجئت من الطلب الاسرائيلي بإدخال القوات الدولية متعددة الجنسيات الى جنوب لبنان. ما حدث في نهاية المطاف هو أن أي واحدة من الدول التي وافقت على إرسال جنود لم تكن مستعدة للمشاركة في القتال، لذلك كانت قوات حفظ السلام هي الخيار الأفضل من أي اقتراح آخر.

- بند الجنود المخطوفين الذي لم يكن جزءاً ملزما في الاتفاق، هل تغير إثر الضغط العربي؟
الحكومة اللبنانية والعرب أرادوا بأن يتم ربط الجنود المخطوفين والسجناء اللبنانيين ببعضهم البعض. وأن يتم التعامل معهم بصورة متكافئة. لم نوافق على ذلك، وفي نهاية المطاف لم يكن الاتفاق مرضياً لأي واحد من الجانبين. نحن اعتقدنا أنه بما أن الاختطاف تسبب في بدء الحرب، فلذلك توجب أن يكون اول بند. انا اعتقد أن اسرائيل كانت تفضل بأن تكون قضية السجناء اللبنانيين والجنود المخطوفين مسألتين منفصلتين، واعتقدنا أن صياغة الاتفاق لم تُعبر عن المساواة الأخلاقية بين الحالتين، ولكن ذلك لم يكن مثاليا كما يُرغب، وهذه مسألة مؤكدة. قضية السجناء اللبنانيين كانت قد طُرحت في بداية المفاوضات والمداولات تواصلت لأن العرب لم يكونوا راضين من الطريقة التي بُحثت فيها. قضية مزارع شبعا طُرحت في الاسبوع الأخير فقط.

- هل كانت الجامعة العربية راضية عن القرار أم انها اضطرت للتوقيع على الاتفاق؟
أنا اعتقد أن العرب والاسرائيليين كذلك لم يكونوا راضين عن القرار في نهاية المطاف، كلٌ لأسبابه. الاسرائيليون لم يرغبوا في ذكر مزارع شبعا، وكانوا غير راضين بالمرة على بند الحصار. نحن والاسرائيليين لم نكن راضين لأن الاتفاق لم يكن يشمل بنداً يتحدث عن نزع سلاح حزب الله.

أردنا استغلال الفرصة
خلافاً لما قالته وزيرة الخارجية تسيبي لفني التي ادّعت انه كان من الممكن التوصل الى اتفاق مشابه خلال ايام قليلة بعد اندلاع الحرب، يقول بولتون إن مثل هذا الحل لم يكن ممكناً إلا بثمن العودة الى نفس الواقع الذي ساد في المنطقة قبل اندلاع الحرب.

- هل كان من الممكن التوصل الى نفس الاتفاق منذ بداية الحرب؟
أنا لا أفهم كيف يمكن القيام بذلك إلا اذا كانت اسرائيل لتوافق في تلك النقطة على ايقاف هجمتها العسكرية. الناس أرادوا وقف إطلاق نار فوري، وهذا شيء عارضناه يوماً بعد يوم، لذلك تواصلت الحرب 31 يوماً. لو تعلق الأمر بالعرب أو بكوفي عنان لكانت الحرب توقفت منذ اليوم الاول. الولايات المتحدة لم ترغب باتفاق وقف إطلاق نار جديد ووضع راهن إضافي في الشرق الاوسط. أردنا استغلال الفرصة المؤسفة لمحاولة التوصل الى اتفاق بعيد المدى. كانت لدى الناس أجندات مختلفة، الامر الذي صعب التوصل الى القرار. وأنا اعتقد بأن الاتفاق كان غير ناجح لأنه لم يحقق هدفه النهائي: التوصل الى تسوية دائمة في المنطقة. حزب الله ما زال يشكل تهديداً لاسرائيل والديموقراطية في لبنان، والسلاح ما زال يدخل اليه عبر سوريا وإيران.

- الكثيرون فوجئوا لأن اسرائيل لم تنتصر في الحرب. هل فوجئت أنت ايضا؟
خلال الحرب كنت في نيويورك مشغولاً بشؤون مجلس الأمن. لم أعرف ماذا كانت أهداف الحرب. منذ البداية أردت كسب الوقت حتى تتمكن اسرائيل من ادارة المعركة. كان بإمكانها أن تفعل ذلك بواسطة سلسلة طويلة من الردود على هجمة حزب الله الاولى. كان من المشروع من ناحية اسرائيل أن تُدمر حزب الله تماماً كجزء من تجسيد حقها في الدفاع عن النفس. من الواضح انها لم تفعل ذلك وانما قامت بأمور كثيرة اخرى، يتوجب عليك أن تسأل حكومة اسرائيل عنها.

- ما الذي تعتقده بشأن استقالة رئيس هيئة الاركان دان حلوتس والدعوة الموجهة لأولمرت وبيرتس للاستقالة؟
ليس من شأني أن أرد على ذلك.

- في نظرة الى الوراء هل حققت اسرائيل منفعة من الحرب؟
أنا اعتقد أن قدرة حزب الله في جنوب لبنان قد تضررت بصورة ملموسة، وجزء هاما من قواعد إطلاق الصواريخ التي بُنيت هناك قد أُبيد. حزب الله أُجبر على الهجرة شمالاً، والجيش اللبناني انتشر لأول مرة في جنوب لبنان. اذا حصلت امور إيجابية. هل كان من الواجب القيام بأكثر من ذلك؟ هذا سؤال يتوجب توجيهه لحكومة إسرائيل.