تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معركة الزلاقة: 12 رجب 479هـ



Saowt
03-31-2007, 09:04 AM
هي أعظم وأكبر معارك الأندلس قاطبة، والنقطة الفاصلة في حياة دولة الإسلام في الأندلس والتي أجلت السقوط لعدة قرون، وتبدأ فصولها قبل وقوعها بعدة سنين عندما أدت الخلافات على كرسي الخلافة الأموية إلى سقوطها بالكلية، ودخلت الأندلس عهدًا جديدًا أشبه ما يكون بالنفق المظلم، ألا وهو عهد ملوك الطوائف، وفيه تمزقت دولة الإسلام في الأندلس لعدة دويلات صغيرة, على رأس كل واحدة منها متغلب طامع استقوى بعشيرته وقرابته في التسلط على هذه الدويلة وساكنيها ومعظمهم محدثو نعمة لا يرجعون إلى دين أو فضل أو نباهة، مما انعكس سلبًا على وضع الإسلام كدولة وكشعب بالأندلس، حيث إن ملوك الطوائف أرهقوا رعاياهم بالضرائب الجائرة من أجل إشباع شهواتهم ورغباتهم وتقوية سلطانهم، وانشغلوا بالاقتتال مع جيرانهم المسلمين من أجل اقتطاع أراضي جديدة تضاف لدائرة ملك كل واحد منهم على حساب جاره المسلم، وهم على النقيض من ذلك تمامًا مع أعدائهم الأسبان الصليبيين في الشمال، فهم في منتهى الخنوع والذلة معهم, فجميع ملوك الطوائف يدفعون الجزية لملك الصليبيين «ألفونسو السادس» بل إن الأدهى من ذلك يطلبون مساعدته في حربهم ضد بعضهم البعض.

هذه الحالة المزرية لملوك الطوائف في الأندلس شجعت أشهر ملوك أسبانيا «ألفونسو السادس» على تنفيذ مخطط إسبانيا القديم وشن حرب الاسترداد المقدسة! والتي تهدف لإزالة الوجود الإسلامي من الأندلس بالكلية، وفي الوقت الذي كان فيه ملوك الطوائف في غفلتهم نائمين وفي غيهم سادرون وبصراعاتهم منشغلين، كان «ألفونسو» مشغولاً بتوحيد صفوف الصليبيين, ويتوسع أفقيًا على حساب أملاك الدولة المسلمة, ثم وثب «ألفونسو» وثبة كبيرة كانت بمثابة ناقوس الخطر لجميع المسلمين, وذلك حين استولى على مدينة طليطلة العريقة القديمة سنة 478هـ، وكان ألفونسو هو أول ملك نصراني يلبس شارة الصليب عند قتاله ضد المسلمين إشارة منه للبعد الديني الكامل لهذه الحروب, وكان استيلاؤه على طليطلة الباعث الرئيس والملهم الأول لفكرة الحروب الصليبية التي شنتها أوروبا الغربية على العالم الإسلامي والشام, والتي استمرت أكثر من قرنين من الزمان.

دخل الصراع بين الأندلس المسلمة وإسبانيا مرحلة جديدة تحولت فيها كفة الصراع لصالح الصليبيين وحدث نوع انتفاضة وفورة صليبية في أوروبا عامة وإسبانيا خاصة، مما جعل «ألفونسو» لا يقنع بما أكله من أرض المسلمين في «طليطلة» إذ رمى ببصره إلى مملكة «إشبيلية» ورام أخذها وبدأ في التحرش بملكها «المعتمد بن عباد» تمهيدًا لشن الحرب عليه، وأخذ في اختلاق الذرائع الواهية والمهنية في نفس الوقت لاستدراج المعتمد بن عباد في حرب لا قبل له بها.

في الحقيقة كان وزر سقوط «طليطلة» يقع في المقام الأول على ملوكها الغافلين المفرطين, ثم على «المعتمد بن عباد» ذلك لأنه أقوى ملوك الطوائف وقتها, وأيضًا أقرب الجيران لطليطلة ويملك الجيوش القادرة على رد عادية ألفونسو الصليبي، ولما أحس المعتمد بن عباد بجدية تهديدات ألفونسو له أخذ في التفكير في كيفية التصدي لهذا العدوان السافر، وبعد مداولات ومشاورات مع كبار رجال دولته استقر الرأي على الاستعانة بالمرابطين وزعيمهم «يوسف بن تاشفين» ولم يلتفت لمن خوفوه بذهاب ملكه إن هو استعان بالمرابطين, وقال المعتمد كلمته الشهيرة المأثورة: «لأن أكون راعي جمال في صحراء إفريقيا خير من أن أرعى الخنازير في قشتالة».

أرسل المعتمد بن عباد قاضيه عبد الله بن أدهم برسالة استغاثة مؤثرة لقائد المرابطين يوسف بن تاشفين الذي جمع مشايخ وعلماء المرابطين واستشارهم, فأفتوا جميعًا بوجوب نصرة مسلمي الأندلس, فأعلن يوسف النفير العام في جميع أنحاء المغرب والشمال الإفريقي، واجتمع عنده أعداد عظيمة من المجاهدين عبر بهم البحر الذي هدأت ثورته عند عبور الجيوش، فلما نزل يوسف على بر الأندلس سجد لله عز وجل شكرًا وتواضعًا، وبدوره قام ألفونسو السادس بإعلان النفير العام في صليبي أوروبا عمومًا وإسبانيا خصوصًا وفك حصاره الطويل على «إشبيلية» وعاد إلى طليطلة لتجهيز الجيوش، وبالفعل اجتمع عنده هو الآخر أعداد ضخمة من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وكرسي البابوية واستعد الفريقان للقتال المرتقب.

وصل الجيشان عند وادي الزلاقة على نهر الوادي الكبير, وقبل الصدام وعملاً بأحكام القرآن والسنة بدعوة ألفونسو للإسلام أو الجزية فإن أبى فالحرب وهو ما اختاره ألفونسو بكل استكبار وعناد, وقد حاول «ألفونسو» خداع المسلمين فكتب إليهم يقول: «إن الجمعة لكم والسبت لليهود وهم وزراؤنا وخدامنا ولا نستغني عنهم, والأحد لنا, فاللقاء يكون الاثنين» وكان هذا الخطاب يوم الخميس عصرًا, وكان ألفونسو يبيت الغدر بالمسلمين والهجوم عليهم أثناء صلاة الجمعة، ولكن المعتمد بن عباد أدرك هذه الخدعة وأخذ استعداداته للصدام يوم الجمعة.

وفي صبيحة يوم الجمعة الموافق 12 رجب 479هـ زحف الصليبيون بكل قواتهم ظانين غفلة المسلمين, ولكنهم فوجئوا بالقوات الأندلسية بقيادة «المعتمد بن عباد» على أهبة الاستعداد، واشتبك الجيشان في معركة عارمة وتضغط مقدمة الجيوش الصليبية على القوات الأندلسية بمنتهى العنف مستغلة كثرتها العددية، فتراجع الأندلسيون إلى الخلف وصمد المعتمد مكانه وأصيب بجراحات كثيرة, ولكنه لم يتزحزح من موقعه، هذا كله والجيوش المرابطية لم تنزل بعد أرض المعركة، إذ كانت الخطة تقوم على استدراج الصليبيين واستنفاذ قوتهم وإيقاعهم بين فكي كماشة محكمة.

وفي اللحظة المناسبة نزلت الجيوش المرابطية أرض المعركة وطوقت الجيوش الصليبية وفتكت بمؤخرتها وأضرمت النار في معسكر ألفونسو الخلفي، وحاول ألفونسو الارتداد لإنقاذ معسكره فوجد نفسه في مواجهة مباشرة مع الحرس الأسود, وهي كتيبة خاصة مكونة من أربعة آلاف مقاتل من منطقة «غانا» في منتهى الضراوة والشجاعة القتالية, ولا يقاتلون إلا بالخناجر والرماح القصيرة, وقد استطاعت هذه الكتيبة المرعبة أن تنهي أي مقاومة من جانب الصليبيين، بل أكثر من ذلك استطاع أحدهم أن يصيب ألفونسو في فخذه بطعنة خنجر ظل بعدها سائر عمره أعرج، وفر ألفونسو ومن بقي من جيشه، ولم يصل إلى طليطلة إلا في مائة مقاتل فقط بعد أن خرج للقتال ومعه جيش يفوق الخمسين ألفًا.

وهكذا انتهت المعركة بنصر عالمي مدوي للمسلمين أبقى دولة الإسلام في الأندلس صامدة قرون عديدة. ومن الطرائف التاريخية أن الذي صد الصليبيين في المشرق ببلاد الشام هو صلاح الدين يوسف, والذي تولى صدهم في المغرب ببلاد الأندلس هو يوسف بن تاشفين، ولكن شهرة يوسف المشرق غطت على شهرة يوسف المغرب، على الرغم من الدور العظيم الذي قام به من أجل إنقاذ مسلمي الأندلس، ولكن مما يؤخذ على هذه المعركة أن المرابطين لم يواصلوا قتالهم ضد الصليبيين من أجل تحرير مدينة طليطلة، واكتفى يوسف بن تاشفين بتحطيم قوة ألفونسو العسكرية، وهذا ما سيظهر عواقبه بعد ذلك.

الحسني
03-31-2007, 09:14 AM
جزاكم الله خيراً
على تذكيرنا بهذه المعركة العظيمة الفاصلة بين المسلمين والإسبان

ورحم الله يوسف بن تاشفين ذلك الأمير المرابط البطل

Saowt
03-31-2007, 09:43 AM
وجزاكم خيرا مثله...

مقاوم
03-31-2007, 10:03 AM
وهكذا انتهت المعركة بنصر عالمي مدوي للمسلمين أبقى دولة الإسلام في الأندلس صامدة قرون عديدة.


اللهم ارزقنا قادة ربانيين مثل صلاح الدين و يوسف بن تاشفين وارزقنا نصرا ربانيا مدويا
كالذي رزقتهم!!

جزاك الله خيرا يا صوت على هذا النقل الطيب.

Saowt
03-31-2007, 10:08 AM
أهلا بك سيد مقاوم... لا حرمت الأجر..
هل لديك المزيد عن صلاح الدين يوسف؟؟ فلم أقرأ هذا الاسم إلا مرتين.. الأولى في هذا الموضوع!! والثانية اسم عضو لدينا في المنتدى!! إن شاء الله يكون مثله!!

مقاوم
03-31-2007, 10:12 AM
ولو!!!! بزعل منك هاه!!

صلاح الدين يوسف هو الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان، أبو المظفر الأيوبي

مقاوم
03-31-2007, 10:12 AM
وينك يا فخر تسمع :)

Saowt
03-31-2007, 10:16 AM
يا لطيف!! الواحد ما بيقدر يغلط بشي
شو بيعرفني أنو أبو صلاح الدين اسمه يوسف؟؟
وبعدين شو يعني عم تنادي فخر؟؟

مقاوم
03-31-2007, 10:17 AM
طيب رح مرقلك ياها هالمرة بس.

وفخر وريث العز والأمجاد من جده الأكبر يجب أن ينتصر لذكراه!! :)

Saowt
03-31-2007, 10:20 AM
أنت قول ما حابب تنقل لنا شي عن المظفر الأيوبي!!
الله اعلم ليه!!

مقاوم
03-31-2007, 12:27 PM
بس ميشان أخلص من النق تفضلي التالي:


في ليلة مظلمه خرج القائد المسلم من أصل كردي أيوب بن شاذي وأخوه شيركوه من القلعه التي كان أيوب قائدا لها في خدمه جيش أحد الأمراء. وذلك لأن أخاه شيركوه كان قد ضرب وربما قتل أحد قاده الجند لأعتداءه على سيده تعيش بجوار القلعه. وأيضا لأن أيوب كان قد أعتني بأمير جند العدوالمصاب في قلعته و الذي حاربوهم حتى شفى من جروحه.


طرده ملك البلاد من خدمته وأخبره أنه لولا أخلاصه هو وأباه وأخاه وأباهم من قبلهم له لقتله. في هذه الليله التي غادروا فيها القلعه ولدت زوجه أيوب له ولدا أسماه يوسف ربما لتشابه ظروفه مع ظروف نبي الله يوسف عليه السلام. وكعادة النبلاء في هذا الوقت أعطاه لقبا هو صلاح الدين. فكان أسم المولود هو يوسف بن أيوب بن شاذي ولقبه صلاح الدين.


ركب أيوب وشيركوه أبناء شاذي مع أهلهم الى حلب بالشام حيث التحق بجيش السلطان محمود زنكي ولقبه نور الدين. وكان من تبقي من ملوك المسلمين محاربا للصليبيين الذين أحتلوا بيت المقدس وأجزاء من الشام وقاموا بعده حملات على مصر محاولين أحتلالها. وأنقسم الصليبيويين الى دويلات وكذلك المسلمين في الشام أنقسموا الى دويلات صغيره متناحره يتحالف بعضها مع الصليبيين ضد جيرانهم من المسلمين.


كان السلطان نور الدين محمود زنكي في حروب مستمره مع الصليبيين وكان يأمل في تحرير بيت المقدس حتى أنه صنع له منبرا جديدا ليوضع فيه بعد تحريره من الصليبيين. وكان السلطان نور الدين محمود زنكي يساعد أي من البلاد المسلمه في حاله أعتداء الصليبيين عليها. وأخلص أيوب وأخوه شيركوه في الخدمه في جيش السلطان نور الدين محمود وأكتسبوا ثقته وترقوا فيه حتى أصبحوا من كبار قواده.


تربي صلاح الدين يوسف بن أيوب في هذا الجو ونشأ كجندي وتعلم فنون القتال وقياده الجند. وبعثه السلطان نور الدين محمود مرتين مع جيش لمساعده مصرالفاطميه وقتها في مقاومه حملات صليبيه عليها. ثم قام الصليبيين بحمله أخرى على مصر بجيش جرار سار الى القاهره. أمر شاور وزير الخليفه الفاطمي المعتضد أهالي القاهره بالتحصن داخل أسوارها وبعث هو والخليفه للسلطان نور الدين محمود طلبا للنجده وضمنوا رسالتهم خصلات من شعور النساء. أمر شاور أهل الفسطاط وكانت مدينه جميله خارج أسوار القاهره بأخلائها والتحصن داخل أسوار القاهره. ثم أحرقها بعشرون ألف قاروره نفط لتكون حاجزا بين القاهره وجيش الصليبيين حتي يصل مدد الشام. وظلت الفسطاط مشتعله لمده أكثر من شهرين.


بعث السلطان نور الدين محمود سريعا بجيش لنجده مصر وكان على رأسه أسد الله شيركوه عم صلاح الدين يوسف وينوبه صلاح الدين. دخل هذا الجيش القاهره وساعد جيش مصر على طرد الصليبيين.


سعد الخليفه الفاطمي المعتضد بجيش الشام وقرب شيركوه وصلاح الدين يوسف اليه. وكان لا يحب وزيره يوسف الذي أستولى على معظم السلطان وكان فاسدا وكان الخليفه المعتضد صغيرا في السن حوالي 21 عاما ومريضا معظم الوقت. لما رأى الوزير شاور قرب شيركوه وصلاح الدين يوسف من الخليفه تأمر عليهما لقتلهما فلما علما بمؤامرته قتله صلاح الدين وخلص البلاد والعباد منه.


سعد الخليفه المعتضد بالتخلص من شاور وعين شيركوه وزيرا بدلا منه وبقي صلاح الدين نائبا له. وأستقرت الأحوال في مصر ولم تمضي أكثر من أربعة أشهر حتي مرض شيركوه وما لبث أن توفي فعين الخليفه صلاح الدين يوسف وزيرا فأصبح هو الحاكم الفعلى لمصر. ولم يلبث الخليفه المعتضد بعد أشهر قليله أن توفى من مرضه فأصبح صلاح الدين يوسف هو حاكم مصر. هكذا قدر وهيأ الله سبحانه وتعالى لصلاح الدين يوسف بن أيوب حكم مصر أستعدادا للمهمه المكلف بها وكان عمره وقتها 32 عاما ولقب بالسلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي.


كان تحت أمره صلاح الدين جيش مصر وجيش من الشام وكل موارد مصر من الرجال والعتاد المال. بدأ صلاح الدين في تقويه الجيش والحصون وداوم حسن العلاقه مع السلطان نور الدين محمود حتى توفي السلطان نور الدين محمود. لم يتفق أولاده على من يحكم بعده فقسمت دولته بينهم وتناحروا فضعفت وأصبحت مطمع للصليبيين. خرج صلاح الدين بجيشه الى الشام التي عمل على توحيد ممالكها الصغيره تحت أمرته بالرضاء أو الحرب حتى ضم تحت لواءه معظم الشام بالأضافه الى مصر. وتزوج صلاح الدين من أرمله السلطان نور الدين محمود ردا لجميله ووفاءا له وحفاظا على مكانتها وكرامتها.


بدأ صلاح الدين في حرب الصليبيين ولم تكن معركه أن معركتين ولكن أمتدت الحروب بينهما على مدى أكثر من 20 عاما. ويذكرأن صلاح الدين كان يقود الجيوش بنفسه حتى أنه في أحد المرات قضي 4 أعوام لم ينام في بيت بل ينام في خيمه مع الجيش. وكتب الله سبحانه وتعالى لصلاح الدين أن تحرر القدس والمسجد الأقصى على يديه. وبعد تنظيف المسجد الأقصى وتهيأته للصلاه مره أخرى وأحضر صلاح الدين المنبر الذي كان قد أعده السلطان نور الدين محمود للمسجد الأقصى ووضعه فيه. وأقيمت الصلاه بالمسجد الأقصى بعد 88 عام من الأحتلال الصليبي.


أستمرت المعارك بين جيوش صلاح الدين والصليبيين حتى معركه حطين الفاصله التي جرت في وادي حطين وأظهر صلاح الدين قدرات تخطيطيه وشجاعه فائقه في هذه المعركه التي هزم فيها الصليبيين الذين أجتمعوا من كل الممالك لقتاله بألأضافه الى الجيوش القادمه ما بريطانيا وفرنسا وغيرها بقياده الملك ريتشارد الملقب بقلب الأسد. قتل من الصليبيين ما لا يقل عن 20 ألف وجرح مثلهم وقتل من ملوكهم وأمرائهم. وأضطر الملك ريتشارد الى توقيع معاهده سلام مع صلاح الدين يوسف وخضعت معظم الشام عدا جيوب ساحليه قليله لحكم المسلمين.


الأن وبعد أكثر من 100 عام أصبح طريق الحج من الشام أمنا للحجاج. وجاء موسم الحج وخرجت قوافل الحجاج لا تخاف غارات الصليبيين عليها. أراد صلاح الدين يوسف الخروج للحج هذا العام ولكن أمراءه وقواده نصحوه ألا يفعل خوفا من غدر الصليبيين ونقضهم المعاهده ولم تمضي عليها سوى 6 أشهر إن علموا بغياب صلاح الدين فقرر صلاح الدين عدم الحج هذا العام وكان قد بلغ من العمر 58 عاما.


خرج صلاح الدين يوسف لأستقبال أول قوافل العائدين من الحج فرحا بهم وأعد لهم أستقبالا حافلا ووليمه وكان يتمنى أن يكون معهم. عاد صلاح الدين يوسف من أستقبال الحجيج محموما وأستدعي له الأطباء ولكن ساءت حالة السلطان الذي لم يتضرر ولم يقنط. ذكر أحد الشيوخ المقربين أليه أنهم أحضر له ماء ليشرب فكان الماء مثلجا فلم يستطع شربه لبرودته فأحضروا له ماء ساخنا فلم يزد على أن قال: سبحان الله ألا تستطيعوا أحضار ماء لا مثلجا ولا ساخنا. بكى الشيخ لكلمات صلاح الدين و كان يعلم أن كثيروين دون صلاح الدين كانوا ليعاقبوا من أحضر لهم الماء عقابا شديدا.


وافت المنيه صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي بعد 15 يوم من المرض والحمي ودفن بدمشق. لم يترك السلطان الناصر صلاح الدين تركه تذكرفلم تزد على 8 دنانير وفرسه وسيفه ودرعه وأدوات الحرب لكنه ترك دولة قويه مهابه في مصر والشام موحدة تحت إمره واحده وقياده واحده تؤمن لمواطنيها ومقدساتها سلامتهم وأمنهم وكرامتهم.


رحم الله السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي وأسكنه فسيح جناته. آمين.

Saowt
03-31-2007, 12:49 PM
رحمه الله تعالى..
إذا اسم صلاح الدين هو يوسف.. فلم يقال له صلاح الدين بن يوسف؟؟
أولهذا السبب كان والد صلاح الدين كما يقال، يود ان يقتله؟؟ يوم ولادته؟؟

مقاوم
03-31-2007, 12:52 PM
هو صلاح الدين يوسف بن أيوب ليس بن يوسف!!

Saowt
03-31-2007, 12:58 PM
ما تواخذوني
عن جد ما مركزة منيح.. بس هلأ مشي الحال
منكم نستفيد سيد مقاوم... بارك الله لك هذا النقل الأكثر من متميز...

مقاوم
03-31-2007, 01:05 PM
أحسن الله إليكم ونفعنا وإياكم بما نقرأ ونسمع!!