ابن خلدون
03-29-2007, 10:22 PM
يستوقفك مثلاً على «ساحة التل» بطرابلس، صوت مغنّ «يشدو» بأقذع الشتائم للسيد حسن نصرالله والجنرال ميشيل عون والرئيس نبيه بري، «الحلف الإيراني السوري»، كما يصفهم خصومهم السياسيين. بالإضافة بالطبع الى «ما تيسر» من اتهامات أقل ما يقال فيها أنها تقع تحت طائلة القانون. لا بل ان المغني لا يتورع عن التفاخر، على وقع الطبل والمجوز، بانتمائه إلى ..المذهب السني! مخوّناً في كل الاحوال، وجوهاً سنية بارزة، ولكن من معسكر 8 آذار السياسي، كرجل الاعمال، رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد المخزومي. لا بل انه لا يتورع عن رمي الشيخ الداعية فتحي يكن، مسؤول «جبهة العمل الإسلامي» بتهمة.. الدعارة!
هكذا، ينشد المطرب العكاري «و. ف.» (لمع نجمه خلال الانتخابات الأخيرة حيث غنّى لتيار «المستقبل» بعدما كان مطرب السوريين) وعلى وزن أغنية «سمرا وانا الحاصودي» للسوري علي الديك ما يلي «نحنا رجال السرايا/ وما منهاب المنايا/ ويللا إمشوا ورايا/ نغيّر بررري ولحودي/». وهو حين يقول بري، يكرج الراء كما يفعل المعاز في ندائه الشبيه لمواشيه إمعاناً في التحقير.
ثم ينتقل المغني أو كاتب النص الى التفاخر «للسنيورة كلنا جيش/ جكارة (نكاية) برعد وفنيش/ هني تجار الحشيش/ والعملة الإيرانية/ ونحنا اهل القضية/ ويا سعد يا بو حسام/ بدنا خدام وصدام/بدنا نغيّر النظام/ بإيران وسورية». ثم «نحنا ما بيهمنا الخوف/ من عكار لأرض الشوف/ مع وليد بومعروف/وقوات اللبنانية». أما «درة العقد» فهي الردية التالية «والله لبناني جعجع/ ومنو جايي من المصنع».
ومع ان «أعمال» المغني «و.ف.» استغرقت مدة 3 «أغانٍ»، إلا أن القوافي تضيق في النهاية بالرجل، فيأخذ يتحدث نثراً على غرار خطباء الميكروفونات، متوجهاً إلى أحد الخصوم «لعنه الله، بعث باصات كبيرة الى معمله ـ واللي انشالله رح نسكرلو اياه ـ وقال للموظفين: يللي ما بيروح عالتظاهرة رح طلعو من الشغل»، ثم يبدأ موالاً طويلاً هكذا «يا خااااااااين».
في المقابل، لم نستطع العثور على مغن تجرأ على طبع أسطوانات وبيعها في السوق على غرار «و. ف.»، اللهم إلا «ن. ش.». وهو مغنٍ سوري جوّال، يحيي أعراس قرى منطقة البقاع اللبناني، مكتفياً بمديح نصرالله وبري والأسد دون هجاء أحد.
ونشير بتحفظ الى مجموعة «شيعة غروب» التي يتم تداول «أعمالها» من أزجال سفيهة تقال في حق رموز 14 آذار على الهواتف المحمولة. لكننا نعتذر عن نشر أمثلة تعرضنا لغضب قانون المطبوعات. وسنحاول هنا اختيار «مقتطفات» غير خطرة مع الملاحظة ان الازجال تغنى على وزن «فطوم فطومة» للفنان دريد لحام «فجر وخيبر يا سعد/ وإذا ما عجبك في رعد/ ونقيلك شي واحد منن وأقعود عليه/ ويا سعد ما تحكي كثير وتسأل ليه/ نصرالله خلاك تعوّي/ وكسّر راسك بالقوة/»الخ.. او «يا فرنجية مد أجريك على قرعة وليد بيك/».
أضف الى ذلك، «مجموعة حاحا» (تيمناً بأغنية «بقرة حاحا» للشيخ إمام) وهي أهزوجة مصرية شعبية من السهل إنشاد أي شيء على وزنها. ومن «أعمال هؤلاء»: «على عين التينة/ حاحا/دخلك وديني/ حاحا/ هونيك ديني/حاحا/هونيك بري/قائدنا السري/خدني عالحارة/شوف الحضارة/ روح عالمختارة/شوف الدعارة/ شوف سعدالدين/سرق ملايين/....».
أما بعد، فهذه يا سادة يا كرام، عينة مما يجري تحت اسماعنا وابصارنا وأحيانا كثيرة بتواطؤ من ضحكاتنا، وهذا بالضبط ما يخيف في الموضوع: تلك البهجة الخالصة التي تعلو محيا مستهلكي هذا الإنتاج الفني الطائفي المذهبي، او من تصلهم تلك الأزجال على هاتفهم الخلوي فيعيدون تسميعها إلى أقرب شخص أو إرسالها إلى من يريدون أن يفشوا له خلقه!
ويبقى سؤال خطير: إن لم يكن مطربو الأفراح الأيديولوجية المذهبية بحاجة إلى أكثر من مجوز وطبل وميكروفون ومسجل «لإفراز» ما نسمعه من إنتاجهم، فهل هناك تمويل سياسي لإنتاج هذه الفتن الغنائية المتنقلة؟
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=600&articleId=3076&ChannelId=13035
هكذا، ينشد المطرب العكاري «و. ف.» (لمع نجمه خلال الانتخابات الأخيرة حيث غنّى لتيار «المستقبل» بعدما كان مطرب السوريين) وعلى وزن أغنية «سمرا وانا الحاصودي» للسوري علي الديك ما يلي «نحنا رجال السرايا/ وما منهاب المنايا/ ويللا إمشوا ورايا/ نغيّر بررري ولحودي/». وهو حين يقول بري، يكرج الراء كما يفعل المعاز في ندائه الشبيه لمواشيه إمعاناً في التحقير.
ثم ينتقل المغني أو كاتب النص الى التفاخر «للسنيورة كلنا جيش/ جكارة (نكاية) برعد وفنيش/ هني تجار الحشيش/ والعملة الإيرانية/ ونحنا اهل القضية/ ويا سعد يا بو حسام/ بدنا خدام وصدام/بدنا نغيّر النظام/ بإيران وسورية». ثم «نحنا ما بيهمنا الخوف/ من عكار لأرض الشوف/ مع وليد بومعروف/وقوات اللبنانية». أما «درة العقد» فهي الردية التالية «والله لبناني جعجع/ ومنو جايي من المصنع».
ومع ان «أعمال» المغني «و.ف.» استغرقت مدة 3 «أغانٍ»، إلا أن القوافي تضيق في النهاية بالرجل، فيأخذ يتحدث نثراً على غرار خطباء الميكروفونات، متوجهاً إلى أحد الخصوم «لعنه الله، بعث باصات كبيرة الى معمله ـ واللي انشالله رح نسكرلو اياه ـ وقال للموظفين: يللي ما بيروح عالتظاهرة رح طلعو من الشغل»، ثم يبدأ موالاً طويلاً هكذا «يا خااااااااين».
في المقابل، لم نستطع العثور على مغن تجرأ على طبع أسطوانات وبيعها في السوق على غرار «و. ف.»، اللهم إلا «ن. ش.». وهو مغنٍ سوري جوّال، يحيي أعراس قرى منطقة البقاع اللبناني، مكتفياً بمديح نصرالله وبري والأسد دون هجاء أحد.
ونشير بتحفظ الى مجموعة «شيعة غروب» التي يتم تداول «أعمالها» من أزجال سفيهة تقال في حق رموز 14 آذار على الهواتف المحمولة. لكننا نعتذر عن نشر أمثلة تعرضنا لغضب قانون المطبوعات. وسنحاول هنا اختيار «مقتطفات» غير خطرة مع الملاحظة ان الازجال تغنى على وزن «فطوم فطومة» للفنان دريد لحام «فجر وخيبر يا سعد/ وإذا ما عجبك في رعد/ ونقيلك شي واحد منن وأقعود عليه/ ويا سعد ما تحكي كثير وتسأل ليه/ نصرالله خلاك تعوّي/ وكسّر راسك بالقوة/»الخ.. او «يا فرنجية مد أجريك على قرعة وليد بيك/».
أضف الى ذلك، «مجموعة حاحا» (تيمناً بأغنية «بقرة حاحا» للشيخ إمام) وهي أهزوجة مصرية شعبية من السهل إنشاد أي شيء على وزنها. ومن «أعمال هؤلاء»: «على عين التينة/ حاحا/دخلك وديني/ حاحا/ هونيك ديني/حاحا/هونيك بري/قائدنا السري/خدني عالحارة/شوف الحضارة/ روح عالمختارة/شوف الدعارة/ شوف سعدالدين/سرق ملايين/....».
أما بعد، فهذه يا سادة يا كرام، عينة مما يجري تحت اسماعنا وابصارنا وأحيانا كثيرة بتواطؤ من ضحكاتنا، وهذا بالضبط ما يخيف في الموضوع: تلك البهجة الخالصة التي تعلو محيا مستهلكي هذا الإنتاج الفني الطائفي المذهبي، او من تصلهم تلك الأزجال على هاتفهم الخلوي فيعيدون تسميعها إلى أقرب شخص أو إرسالها إلى من يريدون أن يفشوا له خلقه!
ويبقى سؤال خطير: إن لم يكن مطربو الأفراح الأيديولوجية المذهبية بحاجة إلى أكثر من مجوز وطبل وميكروفون ومسجل «لإفراز» ما نسمعه من إنتاجهم، فهل هناك تمويل سياسي لإنتاج هذه الفتن الغنائية المتنقلة؟
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=600&articleId=3076&ChannelId=13035