تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ابراهيم الصالح: قوى اصولية مرتبطة بالقاعدة تعمل سراً في طرابلس والشمال



fakher
03-26-2007, 11:58 AM
حاوره : جهاد نافع

اكد الشيخ ابراهيم الصالح ان مرجعيات سياسية سنية كثيرة وموزعة على مساحة لبنان كله ‏ترى في سلاح المقاومة سلاحا ضروريا لحماية لبنان وصون وحدته الداخلية.‏واعتبر الشيخ الصلح انه نتيجة مواقف المرجعية الدينية تصخب المساجد بالخطب النارية التي ‏تستنبش قبر الحسين وتبرز افعال «يزيد».‏

وشدد على انه يستحيل ان يتعمم ما حصل في الطريق الجديدة والجامعة العربية وانه لن تقع ‏فتنة مذهبية سنية - شيعية لكن قال ان لبنان كله اليوم يتسلح واعلن عن وجود قوى ‏اصولية مرتبطة بالقاعدة تعمل بشكل سري في طرابلس والشمال ...‏وكانت للشيخ الصالح مواقف وقراءة في واقع الشارع الاسلامي السني في طرابلس والشمال ...

‏فالشيخ ابراهيم الصالح كان سابقا رئيسا للمكتب السياسي في حركة التوحيد الاسلامي - مجلس ‏القيادة وهو احد ابرز الناشطين على الساحة الاسلامية السنية في طرابلس في الشمال وله باع ‏طويلة في الانشطة السياسية على الساحة الشمالية.

‏كان لـ«الديار» معه هذا الحوار‏:

* هل تعتقد ان الشحن المذهبي السني - الشعبي، والمشاعر المذهبية السنية في طرابلس والشمال ‏قد تراجعت ام انها لم تزل على حالها؟‏
- طرابلس ليست مقياسا للشحن المذهبي، لانه لا يعيش في طرابلس وجوارها الا السنة فلا يوجد ‏فيها شيعة بل فيها وفي جوارها مسيحيون، الا ان مسلمي طرابلس والشمال قد تأثروا ‏بالاحداث التي اعقبت اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كما تأثروا بالاحداث التي جرت في بيروت ‏لكن هذه التأثيرات لا تتجه كلها في اتجاه واحد فقط، التوتر المذهبي، وان كان هذا اليوم ‏عاما فهناك وجهتا نظر في المدينة تبرزان بشكل واضح اولهما تدعو الى وأد الفتنة والحفاظ ‏على وحدة لبنان، ولا يمكن الحفاظ على وحدة البلد الاّ في الحفاظ على وحدته المجتمعية، والحفاظ ‏على الوحدة المجتمعية يشترط استمرار وجود العائلة اللبنانية المشتركة التي هي بلا شك حالة ‏فريدة في العالم فلا يوجد تنوع في العالم متعدد كالذي يوجد في لبنان لا في العهد ولا من حيث ‏البقعة الجغرافية التي يشتمل عليها التعدد. كما هناك وجهة نظر مجازا لانها تجمع الكثير من ‏اليائسين من امكانية استمرار هذا البلد في ظل تصاعد التوترات المذهبية فيه، لذلك ‏ابتدأوا بالبحث عن مواطن اخرى من الممكن ان يستقروا فيها وان تقدم لهم ملاذا آمنا في ظل ‏الظروف التي تحيط بلبنان من جهة وبالمنطقة من جهة ثانية، فتلك التوترات تجعل الارزاق ‏والاعمال في حالة يائسة جدا، تكاد الاعمال في البلد تساوي صفرا، ولعل هذا الجزء هوالجزء ‏الاكبر من الشعب لان المنتمين الى الفرقاء المتنازعين قلة والذين يملكون رأيا اخر ايضا قلة، ‏فالكثرة الساحقة من اليائسين الذين راحوا يرون في البلد مقبرة غير قابلة للحياة خصوصا ‏ان الضخ المالي الذي كانت تغذيه الحياة السياسية المستقرة سواء في الانتخابات النيابية او ‏البلدية او المهرجانات السياسية اصبحت معدومة ولم يعد هناك من ضخ للمال السياسي في ‏الشارع الا قليلا، فلذلك انا ممن يقولون ان طرابلس المتأثرة بالمناخ المذهبي لا يكاد هذا ‏التأثير ان يفعل فعله لسببين الاول بعدها عن الطائفة الشيعية بالجغرافيا، والثاني ان ‏الحالة الاجتماعية اصبحت يائسة مما يحرك كل الناس باتجاه الهجرة.‏‏

* طرابلس اليوم بات لها طابعها السياسي العام المؤيد لتيار المستقبل وقوى 14 آذار، ‏والشارع السني فيها يغلب عليه هذا الطابع ؟؟ ‏‏
- مما لا شك فيه ان الانتخابات النيابية الماضية ابرزت طرابلس والشمال في صورة اللاعبين ‏الاساسيين لمصلحة وريث الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الشيخ سعد الحريري، وقد لعبت المطالبة ‏بدم الرئيس الحريري دورا مؤثرا في حياة الناس وفي قراراتهم الوقتية، ورغم ان الصورة من ‏بعيد ما زالت تشير الى ان هذا المناخ ما زال موجودا فبنتيجة مواقف المرجعية الدينية ‏تصخب المساجد بالخطب النارية التي تستنبش قبر الحسين وتبرر افعال «يزيد» بعض الاحيان، وتذهب ‏ابعد بكثير من المواقف السياسية للزعامة السنية التي ترتبط اليوم بالولاء لقصر قريطم ‏‏... الا ّ ان حقيقة الشارع ليست كحقيقة هؤلاء الخطباء الذين اصبحوا ميسورين بالاموال التي ‏ما زالت تضخ في جيوبهم لان الزعيم السياسي قد اختصر المجتمع بهم وبأمثالهم .. المناخ العام ‏تأثر نعم .. ولكن ليس فعالا .. ربما من الممكن ان يُسقط صوتا في صندوق الانتخابات لمصلحة ‏لائحة النائب سعد الحريري مرة اخرى، ولكنه ليس مستعدا لحمل بندقية في صراع داخلي لا يغني ‏ولا يثمن من جوع، خاصة وان الامور في لبنان محكومة في النهاية بسقف الصيغة اللبنانية لا ‏غالب ولا مغلوب التي وعاها الناس عبر الحروب الاهلية المتكررة في لبنان، والتي اجلست في ‏النهاية وليد جنبلاط المسؤول عن ازهاق الالاف من الارواح المسيحية المارونية مع من كان ‏يدافع عنهم سمير جعجع، وجعلتهم في خانة سياسية واحدة .. او ذلك الناخب الطرابلسي الذي ‏نسي ان اباه او اخاه او خاله او عمه او صديقه او ابن حيه كانوا ممن قتلوا على حاجز ‏البربارة، تناسى هذا الناخب كل ذلك ورمى في الصندوق ورقة تحمل اسم انطوان زهرة المسؤول ‏عن ذلك الحاجز ...‏ان هذه التجربة اللبنانية الفريدة التي تجمع القاتل والمقتول وان يتصالحا وان يتصادقا ‏بل اكثر من ذلك هي حية في عقل المواطن اللباني الذي اصبح لا يقل ذكاء ومهارة عن رؤسائه ‏وزعمائه فيحتال عليهم ليحافظ على مصالحه ..‏‏

* تقول ذلك واليوم هناك حديث عن تسليح ضمن الشارع السني وان المئات يسارعون الى ‏الانضمام الى ما سمي بشركات الامن برواتب 400 الف للعازب و700 الف للمتزوج ومعظم الذين ‏سارعوا الى هذه الوظيفة هم من ابناء عكار وطرابلس والضنية ؟؟..
‏‏- مما لا شك فيه ان المحاولات السياسية المتكررة ومن اطراف داخلية وخارجية لتجنيد اهل ‏السنة المسلمين ليكونوا بيضة قبان في وجه التجمع السياسي العسكري الاسلامي الشيعي ما زال ‏يجري حتى هذه اللحظة وفي صور مختلفة، الا ان امكانية وقوع معركة سنية - شيعية رغم ما حدث ‏في منطقة الطريق الجديدة والجامعة العربية ومحيطها، يستحيل ان يتعمم، وما يحدث في العراق ‏ممنوع عليه ان يصل الى لبنان، فالاطراف التي تسعى الى تفجير النزاع بين المسلمين على اساس ‏مذهبي سني - شيعي هم الذين ما زالوا يطوقون حتى هذه اللحظة هذا النزاع ويجعلونه في ‏العراق فقط لان آثاره فيما لو امتدت، لا اقول فقط غير محمودة، ولكن اقول لا يمكن التنبؤ ‏باتجاهاتها ولا بنتائجها ولا بآثارها ولا بحجمها ولا بأي شيء يرتبط بها .. ولا يشبه نزاع ‏مذهبي بين السنة والشيعة الا نزاع العصبيات القبلية التي كانت سائدة في الجزيرة العربية ‏قبل الاسلام والتي تعيدنا الى ما قبل التاريخ، لذلك فلو ان هذه الحرب المذهبية استطاعت ان ‏تقطع الطريق من العراق الى لبنان، فهي لن تتوقف عند لبنان بل ستكمل طريقها سريعا الى ‏الكويت والبحرين والامارات والسعودية والباكستان، ولا ادري الى اين ايضا اي ان كل ‏منطقة الخليج بضفتيها ستعانى من نتائج هكذا حرب التي لو قدر لها ان تستمر حتى نهايتها.. ‏فالشيعة اقلية في العالم الاسلامي، والسنة اكثرية ولن تنتهي الا بانتصار سني، ولكن مع ‏خسارة 400 مليون نفس بشرية، اي اخطر بكثير من عشرات القنابل الذرية وهو ما يجعل ‏امكانية اضرام هذه الحرب خطيرة جداً لجهة نتائجها على النفس البشرية اولا ولجهة انها تغير ‏الواقع السياسي فيما لو حدثت... وستصل الى احياء مشاعر عداوة بين السنة والشيعة ‏لتتشكل دول مدنية حول هذه العقائد من جديد مما يعني تغيير الخارطة السياسية في المنطقة، ‏وفي تلك الحالة التي يسيطر فيها السنّة على الشرق الاوسط او الهلال الخصيب، فماذا يفعلون ‏بالعدو الغاصب لفلسطين، هل يعقدون سلاماً مع العدو الغاصب ام ان صلاح الدين ينتفض من ‏جديد في استعادة للابطال التاريخيين من السنة.. فهذا مشروع صعب على الاميركي ان يمضي فيه ‏الى النهاية... وصعب على الانظمة العربية ان تمضي فيه حتى النهاية وصعب علينا في لبنان ‏ان نمضي فيه حتى النهاية، لذلك اقول ان هذه التعبئة التي نشاهدها وما زلنا، ما هي الا ‏محاولة من اعضاء الحلف الاميركي للحوار مع ايران وسوريا لتجميع الاوراق قبل الجلوس على ‏طاولة مفاوضات واحدة يطلب فيها الاميركي من خصومه ان ينسحب من المنطقة شرط ان تحفظ تلك ‏القوى مصالحها الاقتصادية فيها. فالاميركي الهرم سواء كان جمهوريا ام دمقراطيا يهتم بمصالحه ‏الاقتصادية اكثرمن اي شيء آخر الى درجة ان احد المعلقين المشهورين في «فوكس نيوز» والمشهور ‏بقربه من اللوبي اليهودي قال ان رئيس اميركا عندما راح يقرأ النتائج الاولى في الايام ‏الاولى لحرب اليهود الصهاينة على لبنان في تموز الماضي راح يتساءل: هل يستأهل جيش تنفق ‏عليه اميركا عشرة مليارات دولار في السنة وتسلّحه باشد الاسلحة تطوراً ولا يستطيع ان ينتصر ‏على عصبة قليلة شبه نظامية غير مسلحة الا بالقديم من السلاح ولا يستطيع ان ينتصر عليها ‏فهل يستأهل كل هذا المال الذي ينفق عليه؟ لقد قالها بوش ساخراً من اولمرت عندما التقاه ‏بعد حرب تموز: اذهب ودرّب جيشك، وبلغة اخرى اذهب واهتم بشؤونك الخاصة...

‏‏* كيف تفسر الاحداث المؤسفة التي وقعت بين التبانة وبعل محسن... الم تعتقد انها احدى نتائج ‏الشحن المذهبي؟
‏- لا يمكن اعتبار ما حدث في التبانة بين طرفيها بعل محسن والجبل حرباً مذهبية، فالعلويون لا ‏ينتمون اصلاً للتشيع من جهة كما ان البعل الذي يعتبر سنياً ربما يكون فيه اكثر من النصف ‏من الطائفة العلوية، وبين قادة حركة التوحيد ايام ابو عربي في التبانة... كان الكثير ‏الكثير من العلويين، هو محاولة لتعميم صورة غير حقيقية... صحيح ربما القلة العلوية في ‏طرابلس تحذرمن امكانية حصول هكذا معركة لكن لو كان ممكنا ان تحدث لما توقفت اصلاً ولما ‏استطاع احد ان يطوقها ولا يمكن ان تحدث الا اذا كان هناك طرف يعتدي... بعض شبان طرابلس ‏على الطرف الآخر، وعندها يكون هذا الطرف معتدياً ولا توجد فتنة مذهبية، وهذا ما حدث ‏بالامس القريب.‏‏

* هناك شائعات عن سلاح دخل التبانة ما صحة هذه الشائعات؟‏
- كل لبنان يتسلح اليوم، وكل الاطراف تُسلّح، والافق مسدود، والامور سوداء، لكن اقول ان ‏كل الاطراف في لبنان ضعيفة بما فيها اقواها حزب الله صاحب المقاومة الذي كرر ويكرر انه لن ‏يدخل الحرب الاهلية مهما حدث ويحدث، لذلك كل الاطراف ضعيفة، وهذا الضعف يجعلها اداة في يد ‏الممول والمسلح الذي لم يقرر بعد تفجير هذا الصراع واظنه لن يستطيع ذلك.‏‏

* نلاحظ ان الشارع الاسلامي السني الطرابلسي خاصة والشمالي عامة منقسم بين المرجعيات ‏السنية في غياب مرجعية اسلامية سنية واحدة تجمعهم، ما هي الاسباب والى متى؟
‏- لا يوجد في طرابلس اليوم مرجعية دينية بعد استقالة المفتي الشيخ الدكتور طه الصابونجي ‏الذي كان من اشد الرجال تعقلاً وتفهما، ولم تجد طرابلس بديلاً له حتى هذه اللحظة لاسباب ‏مختلفة الا ان المرشحين لخلافته، وان كنت احترمهم جميعاً، لم يبرز اي واحد منهم كمرجع اسلامي غير ‏رسمي من الممكن ان يسيطر على الحالة الفالتة في اوساط المشايخ ورجال الدين المسلمين... اما ‏المراجع السياسية فجزء منها ممن يسعرون الحرب المذهبية وتسعير المعركة المذهبية يجري بشكل ‏صريح بايقاد دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اما الطرف الآخر فهو بدأ يتشكل حديثاً ‏او يُعيد تشكيل نفسه كما فعل الرئيس عمر كرامي في اطلاق حزبه، او كما تشكلت جبهة العمل ‏الاسلامي برئاسة الداعية الشيخ فتحي يكن التي لها حضورها في طرابلس. يبقى الرئيس نجيب ‏ميقاتي الذي يحافظ في موقعه على الابتعاد عن كلا الطرفين ويشهر موقفا وسطيا معتدلا يُبعده ‏وجمهوره عن ان يكونوا وقوداً في هذه المعركة، لذلك هذا الاختلاف في طرابلس لا يسمح بتطاير ‏شرر الفتنة فيها، كما انه لا يستطيع في هذه اللحظة ان يوقفها وان كنت ارى المدينة تتجه ‏كذلك في حالة حيادية نسبيا، حيادية اي غير فعالة في هذه المعركة المذهبية بدون ان يكون ‏لها وازع من مرجعياتها.‏‏

* طرابلس هي منبع الحركات الاسلامية الاصولية المتطرفة منها والمعتدلة. مَنْ مِنْ هذه الحركات ‏يسيطر على الشارع السني في طرابلس برأيكم وحسب خبرتكم؟ كما انها تشكل نقطة ارتكاز لتيار ‏المستقبل؟‏
- مما لا شك فيه ان طرابلس تشكل بيضة الميزان في الثقل السني في لبنان فهي ومحيطها السني ‏العمود الفقري، ليس فقط للحركات الاصولية وايضاً للاسلام التقليدي السني الذي وفّر للشيخ ‏سعد الحريري ان يحقق اهم انتصاراته بالصوت السني في الشمال عبر طرابلس وجوارها، الا ان ‏هذا الحضور السني المتجانس التقليدي والاصولي إن كان ينفع في صناديق الانتخابات فهو لا ينفع ‏في الحرب. فإن كانت قوة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في لحظة السلام والانتخابات هي ‏الكلمة الساحقة فالكلمة في الحرب هي للفئات الأصولية التي تعشعش افكارها في كل الشمال ‏والتي ترتبط بشكل غير منظم مع افكار «القاعدة» في كثير من الاحيان. وهذا ما يجعل السياسات ‏التي يمضي فيها النائب سعد الحريري متناقضة مع السياسات التي يحملها أكثر اهل الشمال ‏وبالاخص قواهم الاصولية التي أصلا لا تهتم لا للبنان ولا لوجود لبنان وانما تهتم لاقامة الخلافة ‏الاسلامية، لذلك اقول ان طرابلس والشمال ليست المنطقة الصالحة للاعتماد عليها في حرب ‏اهلية مذهبية..

‏‏* ذكرت «تنظيم القاعدة» هل تعتقد بوجود تنظيم «للقاعدة» في طرابلس والشمال؟
ـ يوجد قوى اصولية مرتبطة بالقاعدة، لكنها غير معلنة وتعمل بشكل سري، والاهم من ذلك ‏يوجد مناخ عام يساند القاعدة وافكارها خصوصاً عندما يرى هذا المسلم السني العدوان ‏الظالم ينزل بالفلسطينيين وبالافغان وبالعراقيين، مما لا شك فيه ان هذا المسلم تلتهب مشاعر ‏جنونا فيستعيد صور التاريخ الجهادي فيستقرئه من جديد في شخصية اسامة بن لادن او شخصية ‏أيمن الظواهري ويرى نفسه في موقع طبيعي معهما في مواجهة مخططات «الصليبيين» او الصهاينة ‏المرتبطين بالصهاينة في فلسطين والعراق وفي كل بقعة من بقاع العالم الاسلامي، هذا مناخ عام ‏تمخر فيه المذهبية اليوم لذلك اقول انه لا يمكن توجيه هذا المد بشكل قطعي في اتجاه سياسي ‏محدد فانك لا تدري في اي لحظة يعود الى قناعاته الاصلية التي حركّته اساسا.‏‏

* هل هذا الارتباط «بالقاعدة» هو ارتباط تنظيمي او ارتباط روحي معنوي فقط؟‏
- لا أعلم، كل ما اعلمه حول هذا الموضوع ان هناك كثيرا من الشباب في طرابلس والشمال وحتى ‏في البقاع الغربي، والكل يذكر قضية الشهيد الخطيب الذي مات تحت التعذيب لانه كان قد ذهب ‏وبعض اصدقائه الى العراق، فترتبط هذه العلاقة المعلومة المجهولة في الوقت نفسه...

‏‏* في الشارع السني الطرابلسي نسمع الكثير من مرجعيات دينية ينظرّون عن خطر سلاح المقاومة ‏لانه - حسب رأيهم - هو سلاح شيعي يشكل خطرا على السنة وانه سوف يرتد لقتال السنة، فما ‏هو رأيكم في هذه الاقاويل وكيف تواجهونها ؟‏
- أولا لا يوجد رأي سني موحد حول سلاح المقاومة فاذا احصينا المرجعيات السياسية السنية ‏التي ليست موالية للشيخ سعد الحريري لوجدناها كثيرة ومتوزعة في كل لبنان، وكلها لا أقول ‏لا ترى في سلاح المقاومة خطرا على السنة بل ترى فيه سلاحا ضروريا لحماية لبنان وصون وحدته ‏الداخلية ورغم كل المحاولا الاميركية لتفتيت رصيد حزب الله بعد انتصارات الصيف الماضي الا ان ‏تلك المحاولات لم تستطع ان تتخطى صورتها كعصفور يأكل في بيدر، فانتصار المقاومة على اليهود ‏كان ساحقاً براً وبحراً وكان رادعاً في القصف المضاد فقد استطاعت المقاومة ان تهدد مصفاة ‏حيفا والصناعات البتروكيميائية الموجودة فيها مما اضطر اليهود لتضييق الاهداف اقول ذلك ‏والاخطر انه استطاعت المقاومة ان تدمر العقيدة الصهيونية العسكرية التي قامت على ‏التفوق الجوي كما قام الاميركيون في حرب كوسوفو دمروا الخطط الاستراتيجية لهذا الجيش وردوه ‏سنوات الى الخلف واصبحت وزارة الدفاع الصهيونية العدوة مضطرة لإعادة توزيع اموالها على ‏قطع جيش العدو كله بعد ان كانت محصورة في تطوير سلاح الجو، هي مضطرة لإعادة تطوير سلاح ‏المدرعات، بعد ان ظنت ان التطورات التي وصلت اليها كدبابة ميركافا 4 - هي اعلى تطور ‏لدبابة في العالم، هي مضطرة اليوم للإنفاق على القوات الخاصة تعيد تكليفها بمهام التعامل ‏مع المواقف التي كانت تطلق منها الصواريخ ولم يستطع الطيران ان يتعامل معها ويسكتها وهي ‏مضطرة لإعادة بناء سلاح المشاة والانفاق عليه وعلى تدريباته وعلى احتياطيه وتحميلهم مهام ‏جديدة لم تكن مضطرة في السابق لها. بعد ان كان الجيش الاسرائيلي يظن نفسه متخطيا لهذه ‏التجربة. حيث دمرت الحكومة الخطط التفصيلية لهذا الجيش ولا يمكن للخطط الاميركية النفسية ‏والتسويقية وكل البرامج المستحدثة ان تشوّه صورة السيد حسن نصر الله كقائد مقاوم ألحق ‏الهزيمة المنكرة بجيش العدو الصهيوني، وعندما قال فيلتمان في اميركا ان صورة حسن نصر الله ‏ضعفت اليوم في العالم العربي، فيكفي المقاومة الاسلامية دفع راجمات الصواريخ على العدو ‏الصهيوني في لحظة عدوانه على الشعب الفلسطيني العربي المسلم السني ان تعيد لنصر الله بريقه ‏اكبر بكثير لا اقول مما فقد بل مما حصّل في الماضي، ان سحر الاعلام يوهمك بأن الآخر فقد كثيرا من ‏دون ان يفقد في الحقيقة شيئا من صورته، لذلك اقول لا يمكن مطلقا للمسلم السني ان يرى في ‏قرارة نفسه ان سلاح المقاومة سلاح خطر عليه بل في حقيقة امره ان المسلم العربي السني يبحث ‏اليوم وكل يوم عن دوره المنافس للمسلم الشيعي في القتال ضد اليهود وفي نصرة اهل فلسطين ‏المظلومين المقهورين المحتجزين في ارضهم الذين يرتبط بهم برباط العروبة والاسلام والتسنن، ‏وان يكون معهم ليقاتل معهم دفاعا عن شرفه وعن شرفهم تحقيقا لأمر رسول الله محمد (صلعم) ‏ولأمر القرآن الكريم حتى ندخل بيت المقدس محررين من جديد..‏‏

* يبقى فضيلة الشيخ ان نستوضح منكم عن سرّ عدم تعيين او تكليف او انتخاب مفتٍ لطرابلس ‏بعد استقالة المفتي الشيخ الصابونجي، حتى الآن؟‏
- منذ أن خرج الجيش السوري الشقيق من لبنان لم يتحول البـلد الى اكثر ديموقراطية، وانما ‏تحول الى اكثر تفتتا واكـثر صــراعا داخليا اشد للأسف، رغم ان اللبنانيين ونظامهم ‏الديموقراطي يختلف كما يبدو عن مزاج السوريين ونظامهم الا ان اللبنانيين لم يتجهوا لتكريس ‏منطق الديموقراطية وتداول السلطة بل ان منطق الملوك والامراء ومشايخ العشائر هو الذي ‏سيطر، فرغم ان الانتخابات النيابية جرت في الشمال الا ان سماحة مفتي الجمهورية الشيخ محمد ‏رشيد قباني لم يجرِِ انتخابا لمفتي عكار، انما عينه تعيينا وهو امر مخالف للأصول ومخالف لكل ‏المراسيم المتعلقة بتنظيم الاحوال الداخلية للطائفة السنية، فإن كان هذا الامر حصل في ‏عكار لأن هناك هيمنة لمرجعية قريطم وللنائب سعد الحريري فيها، الا ان الامور تعثرت في ‏طرابلس بسبب ان حليف النائب سعد الحريري الاساسي، النائب محمد الصفدي وكتلته هم اكثر ‏قوة وتأثيراً في طرابلس وهم يريدون ان يكون المفتي معينا عن طريقهم، والان الرئيس عمر ‏كرامي يريد ان تكون له الكلمة في هذا المجال ولانه من غير الممكن ان يعيّن مفتٍ في طرابلس الا ‏بعد استشارة الرئيس نجيب ميقاتي وأخذ رأيه، فلقد كان لتعدد المرجعيات في طرابلس شأن في ‏عدم الوصول الى اتفاق على مفتٍ يعيّن تعييناً خاصة ان الذهاب الى انتخاب مفتٍ بالمعايير ‏الموجودة حاليا ليست نتائجه مضمونة بالنسبة للمتحكمين سياسياً او للاقوى سياسياً في ‏لبنان، لذلك صُرف النظر عن تعيين مفتٍ او انتخابه حتى يشاء الله...‏

فـاروق
03-26-2007, 12:32 PM
رتب المقال على القليلة.....شو قلة هالمرة هيدي

Abu Mujahed
03-26-2007, 01:35 PM
حوار سياسي من الدرجة الاولى

مقاوم
03-26-2007, 01:59 PM
زوغلو عيوني!! الله يسمحك يا فخر

هلق إذا بلش القصف العشوائي في الموضوع الآخر مش ذنبي هاه!

كلسينا
03-26-2007, 09:43 PM
تشكر يا فخر على نقل هذا المقال . بس كنت تركلك شوي منوا للديار ، ولا الأمانة الصحفية أقتدت ذلك .
يعني وصلت لنصوا وتعبو عيوني ،ومش ناوي أخسرهم كرمال صاحبك الناشط الإسلامي العظيم .
بس ابقا كفي بكتب تعليقي .

من هناك
03-27-2007, 02:07 AM
لن اقرأ ما دام الضيف ابراهيم الصالح والمحاور جهاد نافع والناقل المعلم الكبير فخر