الاعتصام كان سبيل التعبير لفريق المعارضة الذي يشمل "حزب الله" و"حزب الله" استمطر على لبنان خسائر بشرية ومادية ضخمة، ولم يعوض سوى بعض محازبيه جزءا من خسارتهم. و"حزب الله" اتخذ قرار حرب من دون مشورة سائر اللبنانيين. السؤال هو: كيف للفئة التي خاضت الحرب من دون تردد ان تدعي انها تريد حكومة وحدة وطنية؟ الوحدة الوطنية لا تتكرس الا اذا كانت الدولة هي صاحبة قرار الحرب والسلم، لا اي فئة اخرى ضمن البلد. ويعرف الرئيس بري ان الاعتصام مدد الازمة الاقتصادية حتى نهاية السنة وما بعد، وان وجه بيروت المشرق اصبح معتما، وان اكثر المطاعم اقفلت ابوابها في وسط البلد، وان مكاتب شركات التأمين انتقلت من الوسط، وان مؤسسات مالية واعلامية قررت الانتقال الى دبي، وهذه القرارات لا رجوع عنها في المستقبل القريب.
مشروع "بوابة بيروت" الذي كان يفترض ان يشرك مئات المساهمين الخليجيين في تطوير عقاري خدماتي يطل على المرفأ القديم، قد طوي وأعيدت اموال شراء العقار الى اصحابها وهي تتجاوز الـ400 مليون دولار.
والتأثير المتجلي في توسّع الشعور بالخيبة من الطاقم السياسي ومن طريقة تسيير قضايا الشأن العام لحق بخلف الحبتور، المستثمر الاماراتي الكبير في لبنان الذي انجز فندقين ومركز تسوق ومركز رياضة ولهو للاولاد. وقد تحولت حماسة خلف الحبتور الى قنوط من لبنان وزعمائه وبات يرغب في بيع ما يملك، ولو بخسارة، والابتعاد عن لبنان. وقد صرح، بعد كلام الرئيس بري بساعة، ان مصاعب النشاط الاقتصادي في لبنان كثيرة، والشروط متعددة، والجهات الطامعة في المنفعة متنوعة، وتالياً لا مصلحة له في العمل في لبنان.

وكان قد سرح 800 موظف وعامل. اما في القطاع الفندقي فقد سرح فندق "فينيسيا" 400 موظف، ومجموعة اشقر و"الشيراتون" 200 موظف وعامل.!!!!!!


وليس الحبتور وحده من يشتكي من الوضع في لبنان. فالسيد ماجد الفطيم، المستثمر الاماراتي الذي يمثل شركة كارفور في الشرق الاوسط ويعمل بهدوء من دون ضجيج، كان ينوي بناء مدينة صغيرة في منطقة الردم التي انجزها جوزف الخوري في ضبيه، وكان الرجلان سيتشاركان في مشروع المدينة الصغيرة على واجهة البحر، وكان من المقدر ان تغطي مساحة البناء 600 الف متر مربع. ولكن، بعد حرب هذا الصيف والاعتصام، قرر ماجد الفطيم وجوزف الخوري معاً انجاز مشروع ضخم على شاطئ الساحل العُماني على مقربة من مسقط. وليس هناك، حضرة الرئيس بري، برهان افضل من نقل نشاط ماجد الفطيم وجوزف الخوري بعد استمرار الاعتصام وفقدانه لأي نكهة مبررة.

الخبير الاقتصادي مروان اسكندر - جريدة النهار