ابن خلدون
03-21-2007, 08:57 PM
الا يكفيك مئة يوم من الاعتصام الفاشل يا حسن نصرالله
قبل أسبوعين أرسل لي صديق رسالة عبر الجوال من لبنان وطلب مني أن أفتح على »قناة المنار« من أجل مشاهدة صاحب السماحة وهو يهزأ بمعارضيه ويخونهم كعادته, ولولا أنني كنت أسمع السيد يتكلم العربية لظننت نفسي في أحدى حسينيات طهران حيث النساء المشودرات يستمعن بشغف إلى درر السيد ومعجزاته وعلى الجانب الآخر رجال مساكين بدت عليهم علامات الإرهاق من نتائج مغامرات السيد ولكنهم آتون من أجل جرعة معنوية لعلها تخدرهم قليلا فيستمرون في سباتهم الذي لم يستفيقوا منه منذ أن انتهت الضاحية إلى خراب مقيم .
لعل أهم مافي الخطاب هوتسليم الأوراق اللبنانية إلى دول الإقليم إذ أن ما يسمى بالمعارضة الوطنية هوانعكاس إقليمي ليس إلا , إذ ماذا يفسر بقاء الخيم المنصوبة وإن خوت من ساكنيها غير الإشارة إلى الداخل بأن الخارج لم يأخذ قرارا حاسما بحل الأزمة فيبقى الوضع كما هوعليه , يبقى أنه استمر في ترداد اسطوانته الفارغة بانتصاره الذي فلق به رؤوسنا ليل نهار حتى بت أشك أن إسرائيل هي التي دمرت بالكامل وأن هولوكوست هتلر تكرر على يدي حزب الله بحق اليهود. ولكن ما أثار استغرابي هو التناقض الفاضح في كلام قداسته حين مدح العدو الإسرائيلي وديموقراطيته ونظام المحاسبة الصارم عنده ونسي أن البرلمان اللبناني كان يجب أن يستدعيه من أجل أن يبرر تلك الكارثة التي ألحقها بلبنان فلو صح أن التخطيط للحرب كان قديما فهل يعني ذلك أن نقوم باستثارة العدو من أجل أن ينطلق في مخططه? , لقد ظهر السيد وكأنه يغسل خطاياه ويبرئ ذاته وكأنه ينسحب من اعترافه على قناة نيو تي في بعيد الكارثة حين قال بأنه لوعلم حجم هذا الرد لما كان قام بالعمل , لذا وجدته يوم الجمعة خطيبا يدافع عن غيه ولا يتنازل عن كبريائه , وراح يتهم القائلين بهزيمته بأنهم لا يفقهون شيئا وأن العدوأحسن منهم إذ أن العدويعترف بهزيمته , فماذا عن هزيمتك ياسيد حسن لماذا لا تعترف بها بعد عجز سلاحك عن رد المجازر والعدوان والخراب.
كتبت منذ شهرين عن نفاد المال الإيراني وأن هذا الاعتصام هوالأفشل في تاريخ لبنان الحديث منه والقديم ولولا الدعم العربي والدولي لحكومة الرئيس فؤاد لكانت الميليشيات الإيرانية أطاحت بنظام الحكم ولا أقول ذلك من أجل انتقاص الدعم الشعبي الذي تحظى به حكومة السنيورة داخليا ولكن لأن أهل الموالاة ليس لديهم صواريخ إلهية عددها عشرون ألفا ولا يتدربون في طهران على قمع التحركات الشعبية كما فعل نظراؤهم في حزب الله الذين شاركوا مع قوى الأمن الإيرانية في قمع التظاهرة الطلابية الأحوازية في العام 1999 .
الخيام أصبحت فارغة ولا أحد يؤمن بالقضية ولا ينام في الخيام سوى بضعة من العاطلين عن العمل الذين يبحثون عن بضعة من الدولارات الإيرانية لينفذوا أجندة ليس لها بالواقع صلة , والتلفزيون المناري الإلهي مازال يبث الأحاديث الممجوجة التي تحمل حكومة الرئيس فؤاد أوزار التاريخ اللبناني الحديث , فحرمان المناطق من التنمية سببه الرئيس فؤاد والبطالة سببها الرئيس فؤاد والهجرة سببها الرئيس فؤاد بل وإن الشوارع المحفورة وانقطاع المياه والكهرباء تعود في الحقيقة إلى الرئيس فؤاد ووصل الحد بوقاحة البعض أن يقول أن تعطل الحركة الاقتصادية وعدم قدوم الاستثمارات سببه الرئيس فؤاد وطبعا "اللاشرعي واللادستوري واللاميثاقي والعاجز" إلخ من الهرطقات الفاشلة , حتى السباب لم يعد له معنى والكلام المكرر أصبح كثيرا والاجتهادات الدستورية ¯وما أكثرها¯ أصبحت سخيفة والمأزق مستمر.
شاهدت تقريرا عن أصحاب العصمة من المعتصمين في الساحة الغراء¯ حيث تقع المجزرة السياحية والاقتصادية بحق لبنان ¯ على إحدى الفضائيات ووجدت وجوها شاحبة ملت من الانتظار ولكن يصعب عليها أن تعترف بالانكسار , بل إن أحدهم قال بأنه توقع أن يستمر الاعتصام لبضعة أيام أوشهرا على الأكثر وأضاف والكآبة تعلو وجهه بأنه يتفاءل بحل قريب لعله يستطيع الذهاب إلى بيته , ورأيت تقريرا آخر يتحدث عمن اختربت بيوتهم وأرزاقهم في الوسط التجاري حيث أصبح مدينة أشباح وكيف أن معظمهم بدأ يحزم الحقائب بحثا عن عقد عمل في دبي أوالسعودية أوالكويت أوحتى هجرة كندية أوأسترالية لا يرجع بعدها أبدا , لقد سقطت نظرية السيد حسن بأن المقاومة تثبت الناس في الأرض.
لماذا لا تضع المعارضة عبارة "للتقبيل" على الخيم أوحتى عبارة "للبيع" أو أن يحولوا تلك الخيام إلى "مقاهي" في الهواء الطلق فبدل أن يجهز العاطلون والانتصاريون النارجيلة والمشروبات لأنفسهم فليجهزوها للزبائن وليكسبوا ويكسب الحزب وملحقاته ويشتري الحزب بالأرباح بضعة صواريخ فتزيد الترسانة الإلهية ويتم الانتقام من المشروع الحريري وبدل الخيام الرمضانية والتي تنحصر بشهر واحد يصبح لدينا "خيام معارضاتية " تفتح أبوابها طوال العام وبذلك يتم الانتقام من المشروع الحريري في عقر داره,أليست المعارضة خرجت من أجل أن تقول "لا للمحكمة الدولية" , فإذن هي تضحي بدمه ولكن بقي عليها أن تسحق مشروعه الاقتصادي باعتصامها الإلهي ولكن لماذا? لانه كان إنسانيا ولم يكن إلهيا ومن هوخارج المجموعة الإلهية فإن دمه مهدور ولاقيمة له . لا أدري إن كانت هناك رعونة وهلوسة أكثر من ذلك!
مئة يوم من الفشل التام ولم تقتنع المعارضة أن ذلك يكفي وأنه لا أمل في البقاء في الشارع أكثر من ذلك , مئة يوم من الفشل ولم تقتنع المعارضة أنها تكمل المشروع الإسرائيلي بتدمير لبنان , ذلك اللبنان المنافس الحضاري الوحيد لإسرائيل في هذا الشرق البائس, مئة يوم من الفشل مرت وهو يظهرون علينا بوجه قبيح يحرق صورة لبنان المزدهر , مئة يوم من القول بأن الرئيس فؤاد لن يستطيع أن يلملم حقائبه ويهرب خارج لبنان لأنه خائن ¯ولكن أيا من ذلك لم يحصل ¯ , مئة يوم من التهديد بالإضراب الشامل الذي لم ولن يرى النور لأن لبنان ليس هوالجمهورية الإسلامية في إيران وليس السراي الحكومي هوالسفارة الأميركية, مئة يوم من الاحتقان الطائفي والمذهبي والذي سيودي بحياة لبنان.
لقاءات بري الحريري طالت وأخشى تصبح مفتوحة كالاعتصام ويظل الاثنان يجتمعان إلى مالا نهاية وأن التوصل إلى حل قريب هو أمر ممكن , أتمنى أن يكون ذلك غير صحيح وألا يستمر الحوار الثنائي كالاعتصام , فالكثيرون يريدون الذهاب إلى لبنان والصيف على الأبواب وإن كانت إسرائيل بفضل مغامرة السيد دمرت موسم سياحة 2006 فإن موسم 2007 سيتم تدميره على أيدي السيد نفسه ولكن من دون مغامرة , أتمنى أن يكون ذلك أضغاث أحلام . أخيرا أقول " سيد حسن : مئة يوم من الفشل ألا تكفي?"
معتصم الاحمد
* كاتب سوري
قبل أسبوعين أرسل لي صديق رسالة عبر الجوال من لبنان وطلب مني أن أفتح على »قناة المنار« من أجل مشاهدة صاحب السماحة وهو يهزأ بمعارضيه ويخونهم كعادته, ولولا أنني كنت أسمع السيد يتكلم العربية لظننت نفسي في أحدى حسينيات طهران حيث النساء المشودرات يستمعن بشغف إلى درر السيد ومعجزاته وعلى الجانب الآخر رجال مساكين بدت عليهم علامات الإرهاق من نتائج مغامرات السيد ولكنهم آتون من أجل جرعة معنوية لعلها تخدرهم قليلا فيستمرون في سباتهم الذي لم يستفيقوا منه منذ أن انتهت الضاحية إلى خراب مقيم .
لعل أهم مافي الخطاب هوتسليم الأوراق اللبنانية إلى دول الإقليم إذ أن ما يسمى بالمعارضة الوطنية هوانعكاس إقليمي ليس إلا , إذ ماذا يفسر بقاء الخيم المنصوبة وإن خوت من ساكنيها غير الإشارة إلى الداخل بأن الخارج لم يأخذ قرارا حاسما بحل الأزمة فيبقى الوضع كما هوعليه , يبقى أنه استمر في ترداد اسطوانته الفارغة بانتصاره الذي فلق به رؤوسنا ليل نهار حتى بت أشك أن إسرائيل هي التي دمرت بالكامل وأن هولوكوست هتلر تكرر على يدي حزب الله بحق اليهود. ولكن ما أثار استغرابي هو التناقض الفاضح في كلام قداسته حين مدح العدو الإسرائيلي وديموقراطيته ونظام المحاسبة الصارم عنده ونسي أن البرلمان اللبناني كان يجب أن يستدعيه من أجل أن يبرر تلك الكارثة التي ألحقها بلبنان فلو صح أن التخطيط للحرب كان قديما فهل يعني ذلك أن نقوم باستثارة العدو من أجل أن ينطلق في مخططه? , لقد ظهر السيد وكأنه يغسل خطاياه ويبرئ ذاته وكأنه ينسحب من اعترافه على قناة نيو تي في بعيد الكارثة حين قال بأنه لوعلم حجم هذا الرد لما كان قام بالعمل , لذا وجدته يوم الجمعة خطيبا يدافع عن غيه ولا يتنازل عن كبريائه , وراح يتهم القائلين بهزيمته بأنهم لا يفقهون شيئا وأن العدوأحسن منهم إذ أن العدويعترف بهزيمته , فماذا عن هزيمتك ياسيد حسن لماذا لا تعترف بها بعد عجز سلاحك عن رد المجازر والعدوان والخراب.
كتبت منذ شهرين عن نفاد المال الإيراني وأن هذا الاعتصام هوالأفشل في تاريخ لبنان الحديث منه والقديم ولولا الدعم العربي والدولي لحكومة الرئيس فؤاد لكانت الميليشيات الإيرانية أطاحت بنظام الحكم ولا أقول ذلك من أجل انتقاص الدعم الشعبي الذي تحظى به حكومة السنيورة داخليا ولكن لأن أهل الموالاة ليس لديهم صواريخ إلهية عددها عشرون ألفا ولا يتدربون في طهران على قمع التحركات الشعبية كما فعل نظراؤهم في حزب الله الذين شاركوا مع قوى الأمن الإيرانية في قمع التظاهرة الطلابية الأحوازية في العام 1999 .
الخيام أصبحت فارغة ولا أحد يؤمن بالقضية ولا ينام في الخيام سوى بضعة من العاطلين عن العمل الذين يبحثون عن بضعة من الدولارات الإيرانية لينفذوا أجندة ليس لها بالواقع صلة , والتلفزيون المناري الإلهي مازال يبث الأحاديث الممجوجة التي تحمل حكومة الرئيس فؤاد أوزار التاريخ اللبناني الحديث , فحرمان المناطق من التنمية سببه الرئيس فؤاد والبطالة سببها الرئيس فؤاد والهجرة سببها الرئيس فؤاد بل وإن الشوارع المحفورة وانقطاع المياه والكهرباء تعود في الحقيقة إلى الرئيس فؤاد ووصل الحد بوقاحة البعض أن يقول أن تعطل الحركة الاقتصادية وعدم قدوم الاستثمارات سببه الرئيس فؤاد وطبعا "اللاشرعي واللادستوري واللاميثاقي والعاجز" إلخ من الهرطقات الفاشلة , حتى السباب لم يعد له معنى والكلام المكرر أصبح كثيرا والاجتهادات الدستورية ¯وما أكثرها¯ أصبحت سخيفة والمأزق مستمر.
شاهدت تقريرا عن أصحاب العصمة من المعتصمين في الساحة الغراء¯ حيث تقع المجزرة السياحية والاقتصادية بحق لبنان ¯ على إحدى الفضائيات ووجدت وجوها شاحبة ملت من الانتظار ولكن يصعب عليها أن تعترف بالانكسار , بل إن أحدهم قال بأنه توقع أن يستمر الاعتصام لبضعة أيام أوشهرا على الأكثر وأضاف والكآبة تعلو وجهه بأنه يتفاءل بحل قريب لعله يستطيع الذهاب إلى بيته , ورأيت تقريرا آخر يتحدث عمن اختربت بيوتهم وأرزاقهم في الوسط التجاري حيث أصبح مدينة أشباح وكيف أن معظمهم بدأ يحزم الحقائب بحثا عن عقد عمل في دبي أوالسعودية أوالكويت أوحتى هجرة كندية أوأسترالية لا يرجع بعدها أبدا , لقد سقطت نظرية السيد حسن بأن المقاومة تثبت الناس في الأرض.
لماذا لا تضع المعارضة عبارة "للتقبيل" على الخيم أوحتى عبارة "للبيع" أو أن يحولوا تلك الخيام إلى "مقاهي" في الهواء الطلق فبدل أن يجهز العاطلون والانتصاريون النارجيلة والمشروبات لأنفسهم فليجهزوها للزبائن وليكسبوا ويكسب الحزب وملحقاته ويشتري الحزب بالأرباح بضعة صواريخ فتزيد الترسانة الإلهية ويتم الانتقام من المشروع الحريري وبدل الخيام الرمضانية والتي تنحصر بشهر واحد يصبح لدينا "خيام معارضاتية " تفتح أبوابها طوال العام وبذلك يتم الانتقام من المشروع الحريري في عقر داره,أليست المعارضة خرجت من أجل أن تقول "لا للمحكمة الدولية" , فإذن هي تضحي بدمه ولكن بقي عليها أن تسحق مشروعه الاقتصادي باعتصامها الإلهي ولكن لماذا? لانه كان إنسانيا ولم يكن إلهيا ومن هوخارج المجموعة الإلهية فإن دمه مهدور ولاقيمة له . لا أدري إن كانت هناك رعونة وهلوسة أكثر من ذلك!
مئة يوم من الفشل التام ولم تقتنع المعارضة أن ذلك يكفي وأنه لا أمل في البقاء في الشارع أكثر من ذلك , مئة يوم من الفشل ولم تقتنع المعارضة أنها تكمل المشروع الإسرائيلي بتدمير لبنان , ذلك اللبنان المنافس الحضاري الوحيد لإسرائيل في هذا الشرق البائس, مئة يوم من الفشل مرت وهو يظهرون علينا بوجه قبيح يحرق صورة لبنان المزدهر , مئة يوم من القول بأن الرئيس فؤاد لن يستطيع أن يلملم حقائبه ويهرب خارج لبنان لأنه خائن ¯ولكن أيا من ذلك لم يحصل ¯ , مئة يوم من التهديد بالإضراب الشامل الذي لم ولن يرى النور لأن لبنان ليس هوالجمهورية الإسلامية في إيران وليس السراي الحكومي هوالسفارة الأميركية, مئة يوم من الاحتقان الطائفي والمذهبي والذي سيودي بحياة لبنان.
لقاءات بري الحريري طالت وأخشى تصبح مفتوحة كالاعتصام ويظل الاثنان يجتمعان إلى مالا نهاية وأن التوصل إلى حل قريب هو أمر ممكن , أتمنى أن يكون ذلك غير صحيح وألا يستمر الحوار الثنائي كالاعتصام , فالكثيرون يريدون الذهاب إلى لبنان والصيف على الأبواب وإن كانت إسرائيل بفضل مغامرة السيد دمرت موسم سياحة 2006 فإن موسم 2007 سيتم تدميره على أيدي السيد نفسه ولكن من دون مغامرة , أتمنى أن يكون ذلك أضغاث أحلام . أخيرا أقول " سيد حسن : مئة يوم من الفشل ألا تكفي?"
معتصم الاحمد
* كاتب سوري