تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الخطوط الحمراء بين العرب وإيران



FreeMuslim
03-21-2007, 09:04 AM
الخطوط الحمراء بين العرب وإيران

غسان الإمام (http://www.albainah.net/index.aspx?function=Author&id=933&lang=)
الشرق الأوسط/ 20-3-2007

غرابة في تحول القمة العربية من كيفية التعامل مع إيران الى كيفية التعامل مع اسرائيل. الواقع ان ايران واسرائيل أصبحتا قضيتين متداخلتين عند العرب: لكي تضع حدا للاختراق الإيراني للعرب، عليك أن تقنع اسرائيل بالانسحاب من أرض العرب. بمعنى آخر، التسوية مع إيران تستلزم التسوية مع اسرائيل.
نجح العرب، بعد التحرك السعودي، في رسم خطوط حمراء أمام ايران. بات واضحاً لإيران ان أي تجاوز أو اجتياز للأحمر في لبنان والضفة وغزة وحتى في العراق، سوف يفجر حروبا في المنطقة يخسرها الجميع، بمن فيهم إيران وعرب إيران في سورية ولبنان وفلسطين والعراق.
افتراضاً لحسن النية عند إيران، يبدو أن طهران، بعد قمة عبد الله/ نجاد في الرياض أرسلت الى «عربها» إشارة بالتوقف عند هذه الخطوط الحمراء. لا حسن حزب الله يغزو «سرايا» السنيورة ويسقط الحكومة في لبنان. لا «حماس» تستمر في حربها «المقدسة» ضد عباس. ولا سورية تبقى في قوقعتها الإيرانية معزولة عن القاهرة والرياض، وعن الحوار مع أوروبا وأميركا و... إسرائيل.
في المقابل. يبدو الافتراق السعودي عن سياسة المواجهة الأميركية مع إيران واضحاً وحكيما. «النصيحة الأميركية بتشديد «المواجهة» مع إيران مرفوضة. بادرت السعودية الى «التهدئة» مع ايران وهي ترسم معها الخطوط الحمراء. سجلت الديبلوماسية السعودية نجاحاً باهرا في تجنيب فتح وحماس تجاوز الخط الأحمر الى الحرب الأهلية، وفي إقناعهما بزواج المصلحة في حكومة الوحدة الوطنية.
في لبنان، عاد سعد الحريري من الرياض مزودا بنصيحة الدخول الفوري في حوار مع نبيه بري الوكيل المفاوض عن «حزب الله»، حوار قد يؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وفتح أبواب مجلس النواب لتمرير قانون لمحكمة دولية تقتصّ للراحل الحريري، ولا تهدد أمن سورية ونظامها العائلي الحاكم.
التهدئة مع إيران وجمع الرؤوس بالحلال في فلسطين ولبنان يأتيان تمهيداً إيجابياً ومريحا لأصحاب القمة العربية. لكن تهدئة إيران لا تكفي لتهدئة غضب الشارع العربي على أميركا بوش. السعودية ومصر والاردن تدرك أن تجميد إدارة بوش لعملية التسوية التفاوضية في فلسطين سبع سنوات لا تستغله إيران وحدها في اختراق العرب، إنما يواجه النظام العربي أيضاً خطر تجدد الإرهاب «الجهادي» الذي يسبح بنوع من الحرية في شارع متعاطف معه وناقم على أميركا المنحازة إلى اسرائيل متوسعة في الاستيطان وممعنة في التقتيل والاغتيال.
من هنا، توجهت الديبلوماسية العربية بالضغط الناصح والصامت على إدارة بوش، لإقناعها بتحريك عملية السلام، وصولاً الى تسوية شاملة وعادلة. الفشل العسكري الذريع في المواجهة مع المقاومة الوطنية و«الجهادية» في العراق أقنع إدارة بوش بتحريك كوندوليزا لتحرك حكومة أولمرت. الـ «روك أند رول» بين كوندوليزا وأولمرت لم يصل الى درجة الضغط الكافي على اسرائيل لفرض تسوية تهدئ من غضب الشارع العربي، وتنزع فتيل التفجيرات الإرهابية، وتسحب البساط من تحت المقاومة «الجهادية» في العراق.
مشكلة قمة مارس العربية هي في أكاذيب ابريل الاسرائيلية. حكومة أولمرت تغطي ضعفها وعجزها عن عقد تسوية نهائية، باللجوء الى التسويف والتحايل على أميركا وعرب القمة. قبلت اسرائيل المبادرة السعودية ورفضت شرطيها: «حق العودة» والانسحاب الى حدود 1967. في الوقت ذاته، تطرح تسيبي ليفني وزيرة خارجية أولمرت فكرة تجاوز الخط الأحمر الفلسطيني، للدخول مع العرب في مفاوضات حول حق العودة.
من هذه النافذة المتواضعة في هذه الصحيفة، أود أن أحذر النظام العربي من تجاوز الخط الأحمر الفلسطيني. لا مفاوضات عربية مع اسرائيل، ولا اعتراف بها، قبل ان تتوصل اسرائيل الى تسوية مع الفلسطينيين، وإلا فالنظام العربي لن يسلم تاريخيا من اللسان الفلسطيني والقومي الطويل العريض.
اسرائيل تتناسى أن اللاجئين هم الذين أبقوا القضية الفلسطينية حية على مدى ستين سنة، فتعود الى رفع شعار توطين اللاجئين حيث يقيمون في العالم العربي! يقف العرب، بمن فيهم الفلسطينيون حائرين. يدركون ضمنا استحالة العودة الى فلسطين ما قبل النكبة. اسرائيل تخشى على يهوديتها منهم، وهي أصلا تعتبر «عربها» حصان طروادة في دولتها.
وهكذا، لا يجرؤ العرب على التنازل عن «حق العودة»، ولا يفكرون بحل عملي. من هنا ايضاً، أود أن أقدم اقتراحا شخصيا للقمة وللفلسطينيين: هناك مليونا فلسطيني في الأردن راضون عموما بالبقاء فيه مواطنين مع أشقائهم الاردنيين.
هناك مليون فلسطيني في سورية ولبنان هم المرشحون للعودة. هؤلاء لا يمكن استيعابهم في غزة أو الضفة لضيق المساحة. لكن يمكن تحقيق حلمهم في العودة بإسكانهم في «الجليل الأعلى» المتاخم للحدود مع سورية ولبنان، وضمهم الى «عرب إسرائيل»، ثم وصلهم جميعا بشكل وبآخر بالضفة، إذا تم الاتفاق على إنشاء دولة فلسطينية.
إذا لم يتم الاتفاق على الدولة، فيمكن وصل عرب الجليل العائدين بالضفة عبر دولة فيدرالية مع الأردن. هذا الاقتراح الشخصي عملي جدا. الجليل الأعلى سيشكل فاصلا بشريا وجغرافيا يحول دون الاحتكاك بين اسرائيل وكل من لبنان وسورية بعد استعادة الجولان، فيما تحتفظ اسرائيل بطابعها اليهودي، كما هي راغبة حاليا، وبمستوطناتها الكبرى على المساحة التي اقتطعتها من الضفة.
القمة المقبلة صعبة. لم يبق على انعقادها سوى أيام قليلة. المعروض عليها خطير. مع ذلك ما زالت بلا جدول اعمال. المهم انها قمة الخطوط الحمراء مع ايران، لكن كما يراها الادب الديبلوماسي السعودي: خطوط حمراء بلا مواجهة مع ايران و«عرب ايران». عروبة الديبلوماسية السعودية حققت إنجازا وطنيا وقوميا في فلسطين. وأتمنى ان يتحقق، قبل القمة، إنجاز مماثل في لبنان.
النقاد والحساد كثيرون. الذين يقاطعون القمة يعاقبون أنفسهم أمام أمتهم بالتهديد بطرد الفلسطينيين. مساكين الفلسطينيون! ميليشيات الشيعة تذبحهم في العراق، وقذافي ليبيا يهدد بقذفهم الى الحدود. المشاغبون يحاولون إثارة مخاوف مصر على دورها العربي، ثم يذهبون بمعيتها الى القمة. تتسامح مصر بقلب مبارك الكبير مع «فلتات لسانهم». تحتضنهم. تسأل لهم «الهداية».

ماذا عن العراق؟ إيران تتراجع. خبأت مقتدى الصدر. سكتت عن خطف أميركا لعملائها في العراق وتركيا. وها هي تعرض تقديم ضمانات بسلمية إنتاجها النووي، في مقابل سحب ملفها من مجلس الشرطة الدولي.
قلت هنا قبل اسبوعين ان الحل في العراق يأتي من داخل العراق. المالكي ما زال يقول إن الترياق يأتي من خارج العراق. إدارة بوش توبخ المالكي على تلكؤه في مصالحة السنة، وتطهير قواته من الميليشيات و«البلطجية».
هل غيرت اميركا استراتيجيتها؟ إدارة بوش حددت لنفسها أهدافا استراتيجية في العراق، في مقدمتها إلغاء تأميم النفط وإشراك شركاتها الضخمة في استثمار حقول النفط! ومصالحة السنة، ومنع الجلبي من مواصلة اجتثاث البعث، وإعادة الأطر السنية الخبيرة الى دوائر الدولة، وتعديل الدستور التقسيمي، واقامة حكومة مركزية أقوى. لعل إدارة بوش أدركت أخيرا ان الحل الأمني يجب أن يترافق بحل سياسي.
أخيرا، لعل الحرية الصحافية تتيح لي تسجيل ملاحظة شخصية بسيطة: أفضِّل «الميثاق الوطني» على حكومات «الوحدة الوطنية». الميثاق لا يلغي نقد الأحزاب الميثاقية للحكومة. كنت أرغب أن تبقى شيعة لبنان في المعارضة، أن تعقد ميثاقا مع أحزاب الأكثرية، ميثاقا يسمح بالنقد البناء تحت القبة النيابية. ليس ضروريا أو واجبا اشتراك كل الأحزاب في حكومةٍ ممنوع عليهم نقدها. حكومات الوحدة الوطنية عمرها من عمر الزهور. تولد في الربيع وترحل في الخريف.

FreeMuslim
03-21-2007, 09:07 AM
طبعاً لي تحفظات كثيرة على ما ورد بهذا المقال وخاصة بعض التوصيفات التي تخدش المشاعر الاسلامية ولكني لن اعلق عليها بالوقت الحاضر وبانتظار رأيكم فيه أولاً ..