تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من منجزات الديمقراطية الأمريكية - رافد ثالث في العراق



FreeMuslim
03-21-2007, 07:55 AM
العراقيون: بوش أضاف نهر الدم إلى دجلة والفرات


المختصر/
الخليج”: قال عراقي وعراقية امس ان الاحتلال الامريكي لبلادهما نجح في تحقيق معجزتين هما: رافد ثالث يضاف الى دجلة والفرات ويحمل اسم “نهر الدم”، و”سور السيارات العظيم” الذي يمتد أمام محطات الوقود في بلد يملك ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم، لكن هذه الاشارات الرمزية لم تستوقف كثيرا الرئيس الامريكي جورج بوش الذي تمسك امس الاثنين في الذكرى الرابعة لبدء الحرب في العراق، بأن النصر في هذه الحرب ممكن وناشد الامريكيين الصبر اشهرا حتى تعطي الاستراتيجية الجديدة “نتائج”، وشدد على ان الوقت لم يحن بعد لانسحاب القوات الامريكية، بينما اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي “نهاية العنف الطائفي” في بلاده، وحثت حكومته المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته المالية، في وقت قتل 30 عراقيا وجرح 72 آخرون في مختلف انحاء البلاد.
وقال بوش في تصريح استغرق ثماني دقائق ادلى به على الهواء مباشرة من البيت الابيض ان نجاح استراتيجيته الجديدة في العراق يتطلب “اشهرا لا اياما او اسابيع”. واشار في عناد الى وجود “بوادر تبعث الامل” منذ بدء تطبيق هذه الاستراتيجية، وقال “ان الاستخلاص، ازاء التحديات في العراق، بأن الخيار الافضل هو ان نجمع اغراضنا ونعود الى ديارنا، يمكن ان يكون خيارا مغريا”. لكنه اضاف “قد يرضينا ذلك على المدى القصير، الا انني اؤمن بأن انعكاساته على الامن الامريكي ستكون مدمرة”، حيث سيزداد العنف في العراق وسيهدد المنطقة بأسرها. وحذر الديمقراطيين في الكونجرس من اعاقة تمويل الحرب، مشددا على ان قطع الموارد المالية، بل مجرد التفكير في ذلك، ستكون له نتائج عكسية وسلبية.
وكان بوش قد استهل كلمته بالقول “اليوم تمر اربع سنوات على عملية الحرية لاطاحة صدام حسين وازالة التهديد الذي كان يمثله نظامه للشرق الاوسط والعالم”، ثم راح يعدد ما سماه “الانجازات” التي حققها غزو العراق واشار الى “العملية الديمقراطية والانتخابات الحرة والدستور”. ولم تحمل كلمة بوش جديدا، وكان واضحا انها تهدف الى تهدئة وطمأنة الامريكيين والعراقيين والحلفاء خاصة الاوروبيين. وحرص بوش على القول انه تلقى تقريرا عن الموقف من رئيس الوزراء العراقي عبر “الفيديو كونفرنس”، وكذلك من وزيرته للخارجية كوندوليزا رايس، ووزير الدفاع روبرت جيتس، وقائد القوات في العراق الجنرال ديفيد بترايوس. وكان خطاب بوش بمثابة طلب فرصة ومزيد من الوقت لاحراز تقدم في العراق. وكانت رايس قد اكدت في حديث لاجهزة التلفزة الامريكية امس ان الشعب الامريكي يجب ان يتحلى بالصبر، خاصة ان العراقيين يحققون تقدما ملحوظا نحو الديمقراطية، واعتبرت ان التضحية التي يبذلها الشعب الامريكي تستحق مردودها “شرق اوسط افضل وتعزيز امن الولايات المتحدة وحلفائها”.
وجاء الرد على مناشدات بوش ورايس سريعا، فقد أكد استطلاع للرأي العام العراقي اجري لحساب شبكات تلفزة وصحف بريطانية وامريكية والمانية ان 88 في المائة من العراقيين يرفضون الاحتلال و82 في المائة لا يثقون بالامريكيين، وبدت غالبية عراقية اقل تفاؤلا بالمستقبل. وشددت المنظمات والجمعيات المناهضة للحرب في الولايات المتحدة على تصعيد حركة الاحتجاجات الشعبية على الحرب غير المرغوبة، بل والمطالبة باقالة بوش قبل انهائه فترته الرئاسية الثانية والاخيرة. وتعهد الديمقراطيون في مجلس النواب المضي قدما في خطتهم الرامية الى سحب القوات العام المقبل.
فقد أظهرت استطلاعات ميدانية في الشارع العراقي، أن العراقيين يرون أن الاحتلال هو “أكبر كارثة” ألمت بالبلاد، وأن بقاء القوات الأجنبية “محبط للآمال”، وقالوا ان الحلم الذي وعدت به الولايات المتحدة في العراق تبدد مثل سراب، وحل محله كابوس “العنف والدم والقتل”.
وكان لافتاً قول السيدة بدرية قاسم “لم يعد في العراق رافدان فقط هما دجلة والفرات، فقد انضم لهما ثالث هو نهر الدم الذي يجري بدماء عراقيين لا يعرفون بأي ذنب قتلوا”. وقال سائق التاكسي أبو أحمد ان ندرة البنزين خلقت سور السيارات العظيم الذي يمتد كيلومترات أمام محطات الوقود، وأضاف ساخراً “لقد نجح الاحتلال في حل مشكلة الإسكان حيث فر أكثر من 5 ملايين الى الخارج”.
وأعلن المالكي في حديث الى قناة “اي تي في” التلفزيونية البريطانية بثته مساء امس الاثنين ان العنف الطائفي في العراق انتهى. وأظهر تفاؤلا معتبرا ان “اندلاع حرب طائفية كان تهديدا، لكن هذا الامر انتهى بفضل عاملين: الاول هو عملية المصالحة الوطنية التي لا نزال نركز عليها (...) والثاني هو قدرة القوى الامنية على اعتقال من يتسببون بأعمال العنف الطائفية”. واشاد بما سماه “النجاح الكبير الذي تمثله نهاية العنف الطائفي وأعمال الخطف”، لافتا الى ان “تنظيم القاعدة لا يزال التهديد الأكبر للعراق والمنطقة”. وسئل عن استمرار العنف في العراق، فحمّل “القاعدة وشركاءها” مسؤولية ذلك.
ودعا وزير التخطيط والتعاون الانمائي العراقي علي غالب بابان في افتتاح مؤتمر حول اعادة اعمار العراق يستمر يومين في اسطنبول المجتمع الدولي الى الوفاء بالتزاماته لجهة المساعدة على اعادة بناء العراق، واشار الى ان الهبات التي تلقاها العراق اقل مما وعد به. ودعا المنظمات الدولية والدول المانحة المشاركة في المؤتمر، وعددها ،22 الى “الاصغاء اكثر لاولويات الحكومة العراقية”. واضاف “لا يمكننا الاستمرار في الاساليب القديمة، ينبغي ان تؤدي الحكومة العراقية دوراً اكبر في اختيار مشاريع اعادة الاعمار وادارة الاموال”.