تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : 'المتحولون' والموقف من الصحابة



مقاوم
03-20-2007, 10:02 AM
'المتحولون' والموقف من الصحابة

بقلم أسامة شحادة

"المتحولون"، مصطلح يراد به كل من انتقل من السنة أو الشيعة إلى الطرف الآخر، وقد ألفت في ذلك الكتب وأسست له مواقع على شبكة الإنترنت، فمن هذه المؤلفات، كتاب "المتحولون"، للمتحول هشام قطيط، وهو سوري تشيع من سنوات، وكتابه هذا وصل إلى 5 مجلدات! بسبب نقولاته الطويلة "للمتحولين" من السنة إلى الشيعة، ويقابله كتاب "أعلام التصحيح والاعتدال"، للباحث السعودي خالد البديوي، الذي درس فيه مناهج وآراء عدد من مشاهير علماء الشيعة، الذين ترك بعضهم التشيع وبعضهم نبذ الغلو، أما على صعيد المواقع الإلكترونية، فالعديد من المواقع الشيعية تضم نوافذ أو صفحات باسم "المتحولون أو المستبصرون"، وقد أورد معظم محتوياتها هشام قطيط في كتابه، أما المواقع السنية، فمنها موقع "مهتدون" و"صحوة الشيعة".


وقضية التحول هذه تستحق الدراسة والبحث، ذلك أنها تكشف عن حقيقة العمل والجهد والفكر الذي يجرى في الواقع بين السنة والشيعة، وإن أنكرته بعض الشخصيات، مثل رفسنجانى في حواره مع القرضاوي أو حسن نصر الله في لقاءاته الصحفية من الجانب الشيعي، والدكتور العوا وأمثاله من الجانب السني.

وأتساءل: كيف يجوز إنكار حقيقة واضحة، مثل الشمس، ونحن نرى ونسمع مئات بل ألاف الأشخاص الذين يتحولون من الشيعة إلى السنة، ولهم كتب تروى تجربتهم أو مقابلات ومحاضرات تشرح قصتهم، ويقدر بعض العارفين بالمجتمع العراقي عدد هؤلاء خلال تسعينيات القرن الماضي بحوالي 250 ألف متسنن، وقد تعرض الكثير منهم للقتل على يد الميلشيات الشيعية، عقب سقوط بغداد، ولم يدافع عنهم أحد بسبب أن العشيرة الشيعية هي من قتلت أحد أفرادها!! بعكس ما يحدث اليوم حين وصل القتل والاغتصاب لأبناء العشائر السنية، فنصرت العشائر السنية أبنائها.

هذه حقيقة لا يجوز نكرانها، بل يجب التعامل معها ودراستها، لنعرف حقيقة الفكر الذي يبث، والمناهج التي يدعى لها من خلال دراسة مواقف هؤلاء "المتحولين"، ومن أجل المساهمة في هذا المجال سوف أعرض موقف "متحولين" من الصحابة الكرام، "متحول سني" و"متحول شيعي".

1- التحول إلى السنة:

علي القضيبي من البحرين، كان شيعياً وأصبح سنياً، ألف كتابا بعنوان: "ربحت الصحابة ولم أخسر آل البيت"، يقع في 83 صفحة من القطع المتوسط سنة 2005م، وهو منشور على الإنترنت، ومن عنوان كتابه يتضح منهج ونتيجة تجربته، حيث إنه بتسننه جمع بين حب الصحابة وتقدير آل البيت، كحال جميع أهل السنة في العالم.

يقول القضيبي: "لقد كنت أبغض الصحابة رضي الله عنهم اعتقاداً مني أنهم ظلموا آل البيت عليهم السلام ........رواياتنا ساهمت بشكل واضح في استفزازنا وإثارتنا عاطفياً تجاه لعن الصحابة ومن يتعلق بهم بصلة، فابتدأت بتكفير الصحابة والقول بردتهم، ثم جاءت بلعنهم والبراءة منهم ....وقفت ملياً أمام قول الله تعالي: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) ...... فسألت نفسي: كيف يليق بعاقل أن يقول: إن الصحابة ظلموا علياً رضي الله عنه واغتصبوا الخلافة، بينما المولى عز وجل يخبرنا في هذه الآية أنه راض عنهم وقد أعد لهم جنات النعيم ؟؟...... لم أجد جواب تطمئن له نفسي سوى القول، بأن الله الذي رضي عنهم وبشرهم بالجنة وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم يعلم أنهم ماضون على هدي رسوله صلى الله عليه وسلم".

هذه تجربة وموقف القضيبي في تحوله من الشيعة إلى السنة.

2- التحول إلى التشيع :

أحمد حسين يعقوب، محامي من محافظة جرش بالأردن، ألف كتاباً سماه "المواجهة مع رسول الله وآله، القصة الكاملة"، وقد صدر عن مركز الغدير ببيروت في 680 صفحة من القطع الكبير، الطبعة الثانية سنة 1997م، قال في مقدمته: "وقد عنيت بالمواجهة، تلك المجابهة التي حدثت عبر التاريخ بين رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم من جهة وبين أعداء الله الذين كرهوا ما أنزل الله، فتبرعوا نيابة عن الجنس البشري فجابهوا رسول الله وآله" ص 7.

ويفصل لنا هذه المجابهة بما يلي:

1- "تلقى النبي أمرا إلهيا بإعلان دعوته، ويبدو جليا من التسلسل المنطقي للأمور، أن النبي قد جمع الهاشميين في بيته أولا، وأطلعهم على حقيقة النبأ العظيم، وأنه ـ وبأمر من ربه ـ عين في هذا الاجتماع ولى عهده والإمام من بعده .... وهكذا أحيط البطن الهاشمي خاصة بحقيقة النبأ، وتم تعيين ولي العهد والخليفة من بعد النبي أمام هذا البطن، وأحيطت بطون قريش وسكان مكة عامه بحقيقة هذا النبأ"، ص 15، دون أن يذكر دليل على ذلك!

2- "قدرت بطون قريش عامه، والبطن الأموي خاصة، أن نجاح النبوة المحمدية والرسالة يعنى (حسب تحليل قريش) دمار الصيغة السياسية الجاهلية القائمة على التوازن بين البطون وتقسيم مناصب الشرف، وتعني أيضا تفرد البطن الهاشمي بشرف النبوة، وحرمان بطون قريش من هذا الشرف" ص 32، ولا يستقيم مع هذا التحليل موقف أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم وهو هاشمي!! "فكان الحسد هو الموجه الأعظم لتحركات الأمويين خاصة، ولبطون قريش عامه خلال مرحله الدعوة العلنية" ص 34.

"وطوال 21 عاما وبطون قريش عامه والبطن الأموي خاصة، يعارضون ويقاومون الإسلام ونبيه ويحاربون اللّه ورسوله، وخلال هذه الحروب قتل الإمام على والهاشميون سادات بني أميه وسادات البطون القريشية، فجمعت بطون قريش مع الحسد لمحمد ولآل محمد الحقد على محمد وعلى آل محمد، لأنهم قتلوا سادات البطون" ص 35، فقط علي بن أبي طالب قتل سادات قريش؟! وبقية الصحابة في المعارك ماذا كانوا يفعلون؟

"وبالرغم من هزيمة البطون المنكرة، وبالرغم من عفو النبي الكريم وحلمه وقوله لهم (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، إلا أن هذه البطون لم تكن راضيه عن الترتيبات الإلهية، ولا مطمئنه لهذا التميز الهاشمي، صحيح أنها توقفت عن المقاومة، وألقت السيوف التي حاربت بها الإسلام ...، إلا أنها استغلت سماحه الإسلام، وأخذت تخلق الفرص وتتحينها لإعادة التوازن بين البطون الذي اختل برأيها بالنبوة الهاشمية، وأخذت تعمل بالخفاء لتعديل الترتيبات الإلهية بعد موت النبي!!!" ص 35. لا يوجد عنده إلا عقلية المؤامرة؟

3- "إن كل بطون قريش الـ‏23 وقفت وقفة رجل واحد، وشكلت جبهة واحده بمواجهه أهل بيت النبوة وبني هاشم، فمن غير الممكن عقلا أن تكون هذه الوقفة ثمرة تصور آني!!! وأنت تلاحظ أن هذه البطون قد وقفت مجتمعة ضد النبي وحاربته وحاربت دينه وحاربت الهاشميين بكل وسائل الحرب طوال 18عاما، حتى أحيط بها فسلمت أو استسلمت ونطقت بالشهادتين كارهه، ... والمدهش أن كل المنافقين وقفوا مع بطون قريش وقفه رجل واحد، ... وقبضت البطون على مقاليد الأمور، ووقع الخلاف بين الأنصار، واكتشفوا بأنهم أمام تجمع قبض على مقاليد الأمور، وتحول إلى سلطه حقيقية، فسلموا لينجوا بأنفسهم وليحافظوا على حياتهم ومصالحهم" ص 93، هذا هو تقييمه لحادثة السقيفة، أبو بكر وعمر والصحابة و"البطون" والمنافقين حلف على بني هاشم!! وكأننا نقرأ قصة الانقلابات العسكرية الحديثة وليس سيرة الإسلام!

4- ولكن من قائد هذا التحالف ؟؟؟ يخبرك يعقوب: إنه "عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: الخليفة الراشد الثاني فهو الذي قاد مرحله التأسيس وتحمل أعباءها كاملة .... وهكذا نجح عمر وبتكتله بالحيلولة بين النبي وبين كتابه ما أراد، فضاعت إلى الأبد فرصه تلخيص النبي للموقف.

وفيما بعد اعترف عمر ببعض الأسباب التي دفعته وحزبه لهذا التصرف الرهيب، فليس في الدنيا احد يجرأ على مواجهه النبي بهذه الصورة المرعبة غير عمر، وهكذا انكشفت هيبة الشرعية، وهتك سترها في حضرة النبي نفسه، وانفتح أمام الطلقاء باب الجرأة على انتهاك الشرعية، وفك عراها عروه بعد عروه وبأعصاب هادئة.

وعمر نفسه الذي أنبأ الناس عما سمى فيما بعد باجتماع الأنصار في السقيفة، وهو الذي قاد أبو بكر، وأبا عبيده‏ بن الجراح إلى ذلك المكان، واستطاع بعبقريته أن يحوله من مجرد تجمع عند مريض وهو سعد بن عباده، وعواده إلى اجتماع سياسي، ثم حوله إلى هيئه عامه تبايع الخليفة، وهو الذي حشر أعوانه ورتبهم وحولهم إلى جيش يزف الخليفة زفا ليواجه آل‏ محمد بأمر واقع، ورتب قسما من أعوانه ليستقبلوا الخليفة الجديد بالترحاب ويقبلوا على بيعته.

فقد جمع عمر بطون قريش حول هذا الهدف، ونظّر مبدأ النبوة لبنى هاشم، والخلافة للبطون، وهدد الإمام على بالقتل إن لم يبايع، وجمع الحطب وأعوانه ليحرق بيت فاطمة على من فيه وفيه سيده نساء العالمين وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين". ص 12، هل هذه صفة عمر بن الخطاب الخليفة العادل الملقب بالفاروق أم صفة سياسي انتهازي لا يقيم وزناً لمبدأ وليس عنده ذرة توقير للنبي صلى الله عليه وسلم ؟؟ سوى ترويجه لكذبة تهديد علي بالقتل وإحراق بيت فاطمة.

وأما شركاؤه، فهم : " إن الشخص الوحيد القادر على هذا العمل الخطير، والقول الأشد خطورة هو عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، فهو قائد التحالف، وهو المعنى الأول بتحقيق الهدف الذي قام التحالف لتحقيقه، وهو مبتدع نظريه (النبوة لبنى هاشم والخلافة للبطون)، وهو المقتنع بصواب وعدالة هذا التوزيع، ثم انه ليس موضع شك، فهو مهاجر وهو صهر الرسول.

والشخص الآخر القادر على فعل ذلك هو أبو بكر رضي اللّه عنه، فهو نائب قائد التحالف، ومن المؤيدين لنظريه عمر والمقتنعين بصوابها، ثم انه ليس موضع شك فهو مهاجر، وهو صهر الرسول، ومن المؤكد أن عثمان رضي اللّه عنه شريكهما بهذا النهى، فهو من رجال عمر، ومن المقتنعين بنظرياته، وهو أموي ونوه الهاشميون بأقاربه شيوخ الوادي، وهو يعتقد أن التحالف قد ينجح، ومن الممكن أن يحصل على نصيبه وافرا، ومن جهة ثانيه، فليس هو بمتهم فهو مهاجر وصهر الرسول أيضا" ص 254، هل حقاً من يفعل هذه الأفعال المزعومة يقال في حقه رضي الله عنه؟؟، ويواصل يعقوب: "وهذا هو الأساس الأول للوحدة العجيبة التي جمعت أبا بكر وعمر ومعاوية وأبا سفيان وطلحه وعمرو بن العاص وخالد وعكرمة ‏بن أبى جهل وسهيل ‏بن عمرو وعثمان، فصار أعداء الأمس أحباب اليوم!!!" ص 277.

5- وما هو موقف النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المؤامرة المزعومة؟ يقول يعقوب: "علم النبي ـ القائد ـ بقيام التحالف، وبالمجموعات التي تكونه، وعرف قياداته وفهم أهدافه، ومجملها: رفض الاختيار الإلهي لعلي ‏بن أبى طالب (ع) ليكون إماما وقائدا ومرجعا للأمه بعد وفاه النبي (ص)، ورفض الاختيار الإلهي لأهل بيت النبوة ليقوموا بدور مميز بقياده الأمة بعد وفاته، وكان النبي على علم بالشائعات التي أطلقتها قياده التحالف للتشكيك بشخصه، وذاكرته، وعقله وصولا إلى إبطال مفاعيل الأوامر الإلهية التي بلغها الرسول للامه. وقد أسف النبي لذلك اشد الأسف وشلت حركتهم ضده قيمه الأمر الإلهي" ص 351، أي أن الصحابة عطلوا الأمر الرباني وهذا مناقض لمدح الله لهم في القرآن!!

وقال يعقوب: "لو أن رسول الله بوصفه رئيسا اصدر قرارا بلزوم إلقاء أعضاء التحالف لسلاحهم، وبضرورة تسليم قياده التحالف أنفسهم لرسول الله، وبلزوم رجوع المتحالفين عن انحرافهم، وضرورة إطاعة ولى اللّه والإمام من بعده لما قدم قرار الرسول هذا ولا أخر أمام تجمع التحالف المقتنع بأهدافه، والمطمئن لها، لان قرار الرسول بوصفه رئيس دوله ليست له قوه بشريه أو جماعه متكاتفة ومقتنعة به تضعه موضع التنفيذ، التحالف يدرك ذلك جيدا" ص 336، كيف يجرؤ هذا الكاتب على تصوير النبي صلى الله عليه وسلم بصورة القائد الضعيف الذي لا حول له ولا قوة، وأن أصحابه وأعوانه مجموعة من المخادعين والطامعين بالرئاسة، ونفي عنهم توقير النبي وتعظيمه وحبه أكثر من نفوسهم، كل هذا من أجل أن ينصر فكره الجديد ؟!

6 — فإن سألت عن المهاجرين أين هم من نصرة النبي؟ جاءك الجواب من يعقوب: "بعد فتح مكة وتصفيه جيوب الشرك أدركت بطون قريش، المهاجرون منها والطلقاء، بأن النبي قد بدا بترتيب عصر ما بعد النبوة، وان اجل النبي قد دنى، وأدرك المنافقون ما أدركته البطون وأيقنوا جميعا بان محمدا يخطط ليكون الإمام من بعده ابن عمه وزوج ابنته ووالد سبطيه: علي ‏بن أبي طالب. وأيقنت البطون بأنه إذا نجح النبي بتنصيب على بن أبى طالب إماما من بعده، فلن تخرج الإمامة من الهاشميين إلى يوم الدين، وستجمع الأمة على قيادتهم.

وهكذا يجمع الهاشميون النبوة والإمامة معا أو النبوة والخلافة معا أو النبوة والملك معا على حد تعبير عمر بن الخطاب، فإذا فعلوا ذلك امتازوا على قومهم بجحا بجحا على حد تعبير عمر بن الخطاب أيضا، لذلك لملمت البطون نفسها لمواجهه نوايا محمد، وحدث تقارب جدي بين الذين اسلموا من البطون قبل فتح مكة وبين الطلقاء الذين اسلموا بعد الفتح.

فصار عثمان ‏بن عفان رضي اللّه عنه، وهو مهاجر، حليف حقيقي لأبى سفيان ومعاوية ويزيد والحكم‏ بن العاص، وهم طلقاء، وتكونت وحده حال بين التسعة المبشرين في الجنة، وبين قاده الطلقاء وأفرادهم، بمعنى أن الذين اسلموا من بطون قريش قبل الفتح شكلوا جبهة واحده مع الذين اسلموا بعد الفتح، وصار لمنتسبي بطون قريش موقف موحد أو مشابه من كل الأحداث" ص 248.

وفي ص 14، يزيدك يعقوب إيضاحاً: "وبعد الفتح أدرك الأذكياء من أهل مكة أن الإسلام هو طريق الدنيا وطريق الآخرة معا، وان مفتاح ذلك هو موالاه محمد أو التظاهر بموالاته وتصديقه، والخلاصة لقد تجمعت في يثرب قوة فاعله ومتميزة عن غيرها، عرفت (بالمهاجرين) وكانت أكثريتها من بطون قريش وبعضهم من الموالى الذين امتحن اللّه قلوبهم للإيمان" ص 14، ويؤكد ذلك ص 285: "أكثريه قاده التحالف من بطون قريش، فقد اتفقت بطون قريش كلها باستثناء البطن الهاشمي وبطن بني المطلب على الحيلولة بين الهاشميين وبين قياده الأمة بعد وفاه النبي، وعلى الاتحاد ضد على وضد توجهات النبي، ولكن هذه المرة تحت مظله الإسلام.

ومن هنا وقف الذين اسلموا وهاجروا من بطون قريش مع الذين اسلموا من البطون يوم الفتح وقفه رجل واحد، للمحافظة على بنيه البطون القريشية وشرفها وحقها المهضوم!! واختار تحالف البطون قياده جديدة تتألف من مهاجري البطون وطلقائها، وتم الاتفاق على تسليم قياده التحالف إلى مهاجري البطون وتقديم المهاجرين إلى الصف الأول، ويبقى الطلقاء في الصف الثاني، حتى لا يثيروا انتباه العامة، وسواد الأمة!! وهكذا تكونت قياده البطون من خليتين".

ألست تشعر أيها القارئ، أنك تقرأ سيناريو فيلم لعصابة من عصابات شيكاغو وليست سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام!! كما أنه رمي الصحابة بالتظاهر بالإسلام!!

7- وإن سألت عن الأنصار ونصرتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كان الجواب من يعقوب: "فأكثريه الأوس والخزرج لم يعتنقوا الإسلام إنما تظاهروا باعتناقه، ولم يوالوا النبي حقا، إنما تظاهروا بموالاته، وهذه الأكثرية هي التي عرفت شرعا (بالمنافقين) حيث تعذر عليها أن تبقى على حالها، أو تسبح بمواجهه تيار قوى وجارف، فتظاهرت باعتناق الإسلام، وبموالاة النبي، وأضمرت الكفر بالإسلام والحقد على النبي" ص 146، إن جرأت أو وقاحة هذا الرجل عجيبة جداً أكثرية الأنصار منافقين !!!

8- النتيجة أن معظم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار لم ينصروه، وذلك لأنه قد: "ترسخت فكرة النفاق، وصارت مشكله النفاق من أعظم المشكلات التي واجهت النبي ومن والاه، حيث عمت هذه الظاهرة، المدينة وما حولها" ص 140، "واقعيا عزل المؤمنون الصادقون وصاروا أقليه، وفوجؤوا بما يجرى، فإما أن يسيروا بمعاكسه التيار العام فيخسروا مصالحهم، ويقفوا وجها لوجه أمام سلطه حقيقية تملك المال والدور والقوه، وقد يخسرون حياتهم ودينهم" ص 282. ولم يعين لنا من هي هذه الأقلية وكم هي هل هي بضعة نفر لا يتجاوزا أصابع اليدين كما في روايات كتب الشيعة ؟؟

9 — ولا ينسي أحمد حسين يعقوب كشف دور أمهات المؤمنين وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: "ويبدو واضحا أن عمر تلقى إشارة ما من بيت الرسول تفيد بأنه سيوصى تلك الليلة" ص 261، "هذا المصدر أو المخبر يكره على بن أبى طالب بالضرورة، ويعارض خلافه علي للنبي، وتربطه بعمر وبأبي بكر علاقة قويه جدا ومميزه!! ومن المستحيل استحالة مطلقه أن يكون من أهل بيت النبوة، إذن لا بد أن يكون احد الخدم، أو إحدى زوجات الرسول، والخدم لا يجرؤون إطلاقا على مثل هذا العمل الخطير، فيبقى الاحتمال المؤكد أن إحدى زوجات الرسول قد اطلعت عمر على وقت كتابه التوجيهات وعلى مضمون هذه التوجيهات لأنها سمعت الرسول يتكلم بذلك مع على بن أبى طالب. وبهذه الحالة تقفز إلى الذهن حفصة زوجه الرسول وابنه عمر بن الخطاب، وتقفز عائشة زوجه الرسول وابنه أبو بكر، ... ربما كانتا معا قد أخبرتا عمر، أو كانت إحداهما قد أخبرت عمر عن موعد كتابه التوجيهات النهائية وعن مضمون هذه التوجيهات" ص 501.

يبدو أن الكاتب ظن نفسه يترافع في قضية سرقة في المحكمة فلجأ إلى عبارات اللصوص "تلقي إشارة"، وبعد ذلك بدء يحللها، فكانت النتيجة الأولى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لسن من أهل البيت !! ولست أدرى حين يقول يعقوب في تشهده "كما صليت على آل إبراهيم" من هم آل إبراهيم؟؟؟ وحين يقرأ قوله تعالي عن موسي عليه الصلاة والسلام: "وسار بأهله" من أهله؟؟ والأدهى من هذا أن عائشة أو حفصة أو كلتاهما كانت تتآمر مع "التحالف" ضد زوجها ونبيها!!؟؟ هل يوجد طعن أشد من هذا في النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون زوجاته وأصحابه متآمرون عليه؟؟؟؟؟؟

هكذا يعرض لنا المحامي أحمد حسين يعقوب حال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلهم في صورة سيئة جداً، مخالفاً ثناء القرآن وتزكيته لهم، ومن جهة أخرى صور النبي صلى الله عليه وسلم بصورة المغلوب على أمره، والذي لم يستطع أن يحول جوهر أصحابه نحو القيم العالية والرضي بدين الله وأوامره.

وفي ثنايا كتابه، كانت هناك اتهامات خطيرة للصحابة منها :

"وأدركت السلطة ـ يقصد الخلافة الراشدة زمن أبي بكر ـ خطورة سلاح الاحتجاج بالنصوص الشرعية، خاصة السنة النبوية ... لذلك منعت كتابه ورواية أحاديث رسول‏اللّه" ص96، "وهكذا أخرجوا النبي عمليا وأخرجوا بيانه النبوي من ساحة التأثير على مسرح الأحداث، وضيعوا البيان النبوي وهو أكبر ثروة وأعظم ثروة عرفها البشر، وبعد 95عاما، عاد تلاميذ قادة التحالف، ليجمعوا البيان النبوي الذي خربه أسيادهم وضيعوه من أجل ملك زائل!!"، ص 313، وأين حفظ الله لهذا الدين؟

"وكضربة نهائيه وفنيه وللوقوف أمام حديث الثقلين الذي نقلته الأمة بالتواتر، ولإبقاء حاله المواجهة بين الأمة، وبين أهل بيت النبوة وجد مصطلح العشرة المبشرين في الجنة، ومصطلح النفر الذي مات رسول‏اللّه وهو عنهم راض، ولما مات هؤلاء وجد مصطلح الصحابة العدول" ص 101، أي أن مصطلح "العشرة المبشرون بالجنة" و"عدالة الصحابة"، من اختراع أجهزة الدعاية السياسية لترويج أباطيلها وليس من حقيقة دين الإسلام!!

"ومع هذا كان عمر يزايد على رسول الله، ويتصور الغافلون أن عمر أحرص على الدين من الرسول نفسه، وافهم بالدين من الرسول نفسه" ص 296. "فإن تركه النبي لو آلت إلى ورثته لاستمالوا بها الناس نحوهم، وكان المال سلاحا رهيبا، لذلك رأى عمر وأبو بكر أن يحرما أهل بيت النبوة من تركه الرسول حتى لا يستغلها أهل البيت في القضايا السياسية، فصادرا التركة والمنح" ص 326، هذا اتهام رخيص للشيخين، بأن همهما هو المنصب والزعامة وليس حب النبي صلى الله عليه وسلم وآله.

"من يدلني على منافق واحد قد اعترض على أبى بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو مروان‏ بن الحكم أو امتنع عن بيعته!!؟ ومع أن التاريخ كتب تحت إشراف هؤلاء السادة وأولياؤهم، إلا أن أي مؤرخ لم يرو قط أن منافقا واحدا قد اعترض عليهم. فالبديل الوحيد أن المنافقين كانوا معهم!! بالظاهر والباطن، بالسر والعلانية!! وبالمقابل حصل المنافقون على المنافع وعلى صك بإلغاء ظاهره النفاق!! وبالاعتراف بان المنافقين صاروا مؤمنين" ص 331، أليس في هذا اتهام صريح للصحابة بتقديم محبة المنافقين على محبة الله ورسوله؟

"هذه طبيعة مشاعر أم المؤمنين نحو على بن أبى طالب، .... ولكن كيف تحب من قتل أولاد عمها في بدر، إنها تكره على وتكره ذريت، ص 504، لا أعرف ماذا أعلق هذه التهمة السخيفة، أم المؤمنين تكره علي المؤمن لأنه قتل أولاد عمها في بدر، هذا على فرض صحة القتل، هذا طعن في إيمان عائشة رصي الله عنها أنها لا تزال تحب المشركين.

هذه إطلالة على موقف هذا التيار المتشيع من الصحابة، من خلال نموذج ما كتبه أحمد حسين يعقوب، وهو نموذج تكرر في إنتاج هذه التيار المتشيع كمقالات وكتب أحمد راسم النفيس في مصر أو شتم حسن شحاته للعشرة المبشرين بالجنة فسب السنة والشيعة بغبائه وتهوره أو التيجاني من تونس، وغيرهم، مما يوجب تسليط الضوء على حقيقة التشيع الذي يراد نشره وهل هو يصب في التقارب والوحدة الإسلامية.
وقد انتبه بعض الأذكياء أن غالب مؤلفات المتحولين إلى الشيعة، تتجنب معالجة مسائل الخلاف بين الشيعة والسنة كمسألة الإمامة أو عقيدة الرجعة والتقية والبداء والموقف من القرآن، وهذه من أهم الأسس التي تفرق بين السنة والشيعة، ولكن تتركز كتابات هؤلاء المتحولين على إثارة الشبهات, فما أن يتشيع الواحد منهم حتى يبدأ بالسب والحط من رموز الحضارة الإسلامية، كصلاح الدين الأيوبي وخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وغيرهم. كما أن دراسة الجانب الآخر مهم، لمعرفة حقيقة الفكر الذي ينتشر بين المسلمين اليوم.

FreeMuslim
03-20-2007, 02:06 PM
لاحظوا الفرق الكبير والشاسع بين الحق والباطل فهما خطان متوازيان لا يلتقيان ..

المتسنن يقول كسبت الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ولم أخسر آل البيت رضى الله عنهم اجمعين .. أما ذاك المتشيع فلم يجد ما يبرر ويفند تحوله إلا الكذب والتدليس وذلك حينما اعتقد واهماً أن النيل من الصحابة وامهات المؤمنين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين سبب مقنع ولم يدري بخلده أنه بهذا التبرير إنما أصاب هذا المذهب - الذي يحاول عبثاً إقناع أهل السنة بأحقيته بالاتباع - بمقتل لأنه بدا واضحاً للعيان أن هذا المذهب إنما قائم على الكذب والتدليس واللعن في خير خلق الله تعالى بعد الأنبياء والرسل صلوات ربي وسلامه عليهم ..

الأسدي
03-20-2007, 04:09 PM
تحليلات المتشيع أحمد حسين يعقوب...في منتهى التهافت والغباء

فهو يختلق أحداثا تاريخيه غير موجودة عبر فرضيات...

والتاريخ لايعترف الا بالحقائق والروايات وليس فرضيات كاذبة..

..وهو طبعا يقول كلاما يظن أنه يكسب به ود العائلة الهاشمية الحاكمة بالاردن