تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من سيقطف ثمرة الجهاد في العراق



FreeMuslim
03-20-2007, 06:55 AM
من سيقطف ثمرة الجهاد في العراق؟ / إبراهيم بن عبدالرحمن التركي

المختصر/
المختصر / كان الجهاد في بلاد المسلمين إبّان الاستعمار الغربي يشعله العلماء ويقوم به المجاهدون وعند التحرير يحصد الثمرة الانتهازيون وعملاء الاستعمار كما حدث ذلك في الجزائر ومصر وغيرهما فتكون ثمرة هذا الجهاد حكماً علمانيا.
وحتى لاتتكرر هذه المأساة في العراق كان من المهم مراجعة الوضع هناك.
فبعد هزيمة أمريكا في العراق نجدها الآن تسعى لتحقيق ماعجزت عنه عسكرياً بواسطة السياسة.
ويتمثل ذلك بإضعاف عملاء إيران ـ حتى لايكون الأمريكان أسرى لدى إيران ـ وإبراز العلمانيين من البعثيين ليعودوا لحكم العراق تحت رعاية أمريكا وبمسمى الجبهة الوطنية العراقية التي دعا إلى تشكيلها إياد علاوي زعيم الكتلة العراقية.
مع انسحاب معظم القوات الأمريكية والاكتفاء بقواعد عسكرية دائمة والاستيلاء على النفط العراقي عبر المشروع المقدم حالياً للبرلمان لمنح الشركات الأمريكية%70 من النفط العراقي بحجة التنقيب والتطوير وتحت التهديد بإسقاط حكومة المالكي إن لم يقره حلفاؤه في البرلمان.
ومؤشرات ذلك كثيرة منها :
التضييق على جيش المهدي واعتقال قائده (عبدالهادي الدراجي) مع منح أتباعه الفرصة للخروج من بغداد للجنوب وإلى إيران ثم منعهم من العودة لما كانوا عليه في بغداد وحي الصدر عبر محاصرة الحي والتمركز فيه ومحاولة ضبط الحدود مع إيران.
واعتقال عمار الحكيم ابن رجل إيران الأول في العراق لتهديد جناح إيران الثاني (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية)
وكل ذلك بمشاركة فاعلة من المالكي عضو التحالف الشيعي تحت التهديد بإسقاط حكومته ولتسقط بعد أن تمهد الطريق للتحالف الجديد بإضعاف التحالف الشيعي وقصقصة أجنحته وعلى رأسها جيش المهدي.
ثم العمل على شق الائتلاف الصفوي الحاكم عبر استقطاب حزب الفضيلة للانضمام للتيار البعثي العلماني الجديد بحجة "بلورة مشروع وطني لتشكيل حكومة بعيدة عن التحالفات الطائفية".
وظهور الجبهة الوطنية العراقية التي دعا إلى تشكيلها إياد علاوي وأعلنت جبهة التوافق السنية الانضمام لها ،
ويقوم علاوي حالياً بجولة إقليمية بدأها من العاصمة الكويتية مروراً بالسعودية ومصر , لحشد الدعم "للقضية العراقية لإيجاد حل لما يحدث في العراق من كوارث " كما قال وكشف رئيس الوزراء الأسبق عما قاله بمشروعين لإعادة التوازن ، «يتبنى الأول جبهة وطنية تعمل من أجل وحدة أبناء العراق بغض النظر عن انتمائهم، والثاني عقد مؤتمر إقليمي دولي في تركيا الشهر المقبل تشارك فيه جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي».
وحتى لاتفسد إيران هذا المخطط الجديد تم القبض على خمسة من أكبر رؤوس مخابراتها في العراق بالهجوم على قنصليتها في أربيل وقبله القبض على آخرين ببغداد مع إرهاب الإيرانيين بقرب ضربة جوية أمريكية قاصمة لهم .
فكان لذلك أثر كبير في عدم وجود رد فعل صفوي ضد هذه التحركات والتصرفات الأمريكية.
وفي الجانب السني ظهرت معالم صفقة هذا التيار الجديد من خلال صمت البعثيين المشاركين في العملية السياسية (جبهة الحوار بقيادة صالح المطلق) على إعدام صدام مع ملاحظة أن التيار العلماني البعثي لم يكن راضياً عن توجهات صدام الأخيرة نحو الإسلام.
ثم دخول البعثيين مع التيار الجديد الذي يتشكل الآن .
وانشقاق حزب البعث بعد عقده لمؤتمره في سوريا بين الرافضين للاحتلال والراغبين في الدخول في التيار الجديد والحديث عن إطلاق البعثيين المسجونين لدى الاحتلال من مؤشرات هذا التحول.
أما الحزب الإسلامي فقد انضم أيضاً للتيار الجديد بعد أن لزم الصمت أيضاً على إعدام صدام رغم غضب السنة عبر العالم ليؤكد وجود صفقة ألزمته الصمت.
وفي الجانب الكردي نجد أن هذا التحالف البعثي العلماني الجديد في طريقه لأن يعزز بانضمام نصف حصة التحالف الكردستاني في مجلس النواب, من خلال إشراك مسعود البارزاني في هذا التحالف.
ولدعم هذا التيار البعثي العلماني الجديد عقدت أمريكا مؤتمر بغداد مع دول الجوار
أما مشكلة أمريكا الكبرى مع المقاومة فكان الحل عبر كسب عامة السنة بتخليصهم من مذابح ميليشيات الصفويين بعدما حققت أمريكا ما أرادته من سماحها لتلك الميليشات بذبح السنة وهو القناعة بأن تيار أمريكا العلماني أرحم لهم من حكم الصفويين .
كما استغلت أخطاء القاعدة (التترس بالسنة وبمدنهم والشدة مع الناس وقتل المخالفين حتى من المجاهدين وفرض الإتاوات على السنة بحجة دعم الجهاد وفرض دولة القاعدة على السنة رغم قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (من بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين ، فلا يتابع هو ولا الذي بايعه ، تغرة أن يقتلا) رواه البخاري برقم 6830 أي خوف وقوعهما في القتل قال ابن حجر في فتح الباري: أي حذرا من القتل ، وهو مصدر من أغررته تغريرا أو تغرة ، والمعنى أن من فعل ذلك فقد غرر بنفسه وبصاحبه وعرضهما للقتل.) فاستغلت هذه الأخطاء لكسب السنة لصالح هذا التيار البعثي العلماني وكان أبرز معالم ذلك, التحول المتزايد بين العشائر من حاضنة للمجاهدين إلى محاربة للقاعدة والتي كان آخرها انضمام عشيرة البو ذياب وعشيرة كرطان الجزيرة لمجلس إنقاذ الأنبار الذي يزعم أنه يساند فصائل المقاومة الباقية في قتال الاحتلال، لكنه يرفض تواجد القاعدة في مدن الأنبار.
ولتكون العشائر هي الممثل للسنة في التيار الجديد مستفيدة من العصبية القبلية والإغراءات المالية والخوف من الصفويين والقاعدة.
أما موقف الجماعات الجهادية العراقية من هذه التحولات فهو أنها وقعت بين نارين : فوقوفها مع القاعدة في قتالها مع العشائر سيدخلها في صراع مع الأهل ويحملها مسؤولية أخطاء القاعدة .
وسكوتها عن حرب العشائر ضد القاعدة سيعلي من شأن العشائر لتكون بديلاً في حكم السنة عن الجماعات الجهادية ولتؤكل كما أُكل الثور الأبيض فتضطر حينها تلك الجماعات للانزواء والصمت ليقطف ثمرة الجهاد البعثيون العلمانيون.
والحل ؟
يجب تدارك الموقف قبل ضياع الثمرة وتنمية روح المبادرة لدى علماء العراق ومجاهديه بدلاً من انتظار الأعداء ليبادروا ونكتفي بردود الأفعال
وأول ما يجب في ذلك هو الاجتماع والوحدة بين الجماعات المجاهدة العراقية وعلى رأسها الجيش الإسلامي وجيش المجاهدين وأنصار السنة التي بينها من العوامل المشتركة مايؤهلها لذلك.
وهناك محاولات أمريكية جديدة للتفاوض مع المقاومة تمثلت في اعتراف القائد الأمريكي الجديد في العراق الجنرال "بتريوس" بفشل الحل العسكري بالإضافة إلى دعوة الحزب الإسلامي للتفاوض مع المقاومة وتوحد المقاومة يقوي موقفها التفاوضي ويجعلها الطرف الأهم وقد يكون الوحيد أمام أمريكا في العراق.
يلي ذلك مقترح الاجتماع بين المقاومة وبين هيئة علماء المسلمين عبر مجلس شورى مشترك بينهم لتكون الهيئة هي الجناح السياسي للمقاومة لسابقتها في الدفاع عن السنة وأنها الأكثر قبولاً بين السنة والأكبر مكانة عند الدول العربية والعالمية ولوجود كيان ظاهر لها في الميدان العراقي وخارجه.
ويعيق الوحدة بين الهيئة والمجاهدين كون الهيئة ذات خلفية فكرية إخوانية والمجاهدون في عمومهم من خلفية سلفية لكن إن لم يجتمع هؤلاء فالبديل حكم علماني بعثي فأي الحالين تريدون ؟
ولكم أسوة في مثل هذا الاجتماع في المحاكم الإسلامية بالصومال وما حققه ذلك الاجتماع من نجاح عظيم.
وإذا أمكن لحماس وفتح الاتفاق على برنامج واحد أفلا يمكن للمقاومة والهيئة فعل ذلك وهم جميعاً إسلاميون؟
وبعد اجتماع السنة من سياسيين ومجاهدين فمن المهم كسب التيار الشيعي الذي لم يتلوث بدماء السنة والعمالة للاحتلال ولإيران كالمرجع الشيعي جواد الخالصي وأحمد حسني البغدادي والقبائل الشيعية الرافضة لعملاء إيران لتكوين حلف عراقي يقف أمام تقسيم العراق وأمام الحلف البعثي العلماني الأمريكي الجديد الساعي للاستيلاء على ثمرة الجهاد والله المستعان.

الحسني
03-20-2007, 07:03 AM
والله يا أخي FreeMuslim
وضعت يدك على الجرح وضغطت عليه

مقال مميز بامتياز

ونسأل الله عز وجل أن لا يضيع دماء الشهداء التي روت أرض الرافدين