تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مؤتمر بغداد هو لإنقاذ أمريكا وليس لإنقاذ العراق!



ابو شجاع
03-19-2007, 02:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


مؤتمر بغداد هو لإنقاذ أمريكا وليس لإنقاذ العراق!
ومشاركة دول الجوار وبخاصة سوريا وإيران تحدٍّ لمشاعر المسلمين


دعت أمريكا بلسان صنيعتها (نوري المالكي) إلى عقد مؤتمر غداً السبت 10/3/2007 في بغداد، تحضره دول مجلس الأمن ودول الجوار لإعطاء المؤتمر طابعاً دولياً وإقليمياً، ولكنه في واقع حاله، ومدلول مقاله، لا يعدو كونه مفاوضاتٍ مباشرةً بين أمريكا الداعية له، وإيران وسوريا اللتين استجابتا له فهذه الدول هي الطالبة والمطلوبة. أما هدف المؤتمر فهو من حيث المعلن الزائف «توفير الأمن لشعب العراق»، ومن حيث الهدف الحقيقي من وراء ستار، بل فوق الستار، فهو إنقاذ أمريكا من مأزقها، وتأمين سيرها في مشروعها القديم الجديد الشرق الأوسط بأسمائه الكبيرة والجديدة وملحقاتها.

ولكي تدرك الأمة حقيقة الأمر، فإننا نعود قليلاً إلى الوراء:

إن أمريكا احتلت العـراق، وظنت أن المعـارضـة العراقية الخارجية التي أدخلتها إلى العراق بين يدي دباباتها ومن خلفها، ظنتها تؤمن لأمريكا استقراراً في العراق وتهيئ للسياسة الأمريكية منطلقاً آمناً من العراق إلى سائر المنطقة بكاملها، فتمسك بكل ركائزها، وبخاصة ثروتها النفطية وموقعها الاستراتيجي، ومن ثم تشكل سداً عائقاً أمام وحدة الأمة وأمام قيام دولتها، الخـلافة الراشدة.

ولكن المقاومة العظيمة في العراق أفقدت أمريكا صوابها، وأعداد قتلى أمريكا المتصاعدة أفقدها التفكير والتدبير، فصارت ترتكب الجرائم الفظيعة ضد المدنيين والمساجين، وضد الحجر والشجر لدرجة جعلت بعض من أصابهم العمى وساروا خلف أمريكا، جعلتهم يبصرون، ويَنفَضُّون عنها. ثم لجأت إلى الفتنة بين السنة والشيعة، تفجر مركزاً لهؤلاء وآخر لأولئك، وسوقاً هنا وسوقاً هناك ...

ولكن كل هذا لم يخرج أمريكا من مأزقها بل زاد المأزق عمقاً واتساعاً. ولم تجد لها ملجأً ولا منفذاً إلا أن تحرك صنائعها حكام المنطقة ليتصدوا هم للواقفين في وجه أمريكا. فيوجدوا لها مخرجاً من مأزقها، وتأميناً لاحتلالها وتيسيراً لانطلاقها في مشروع شرق أوسطها العتيد لصياغة قضايا المنطقة الساخنة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران صياغةً أمريكيةً من خلال جمع حكام المنطقة حول طاولة مستديرة في مؤتمر من مواليد مؤتمر مدريد سيئ الذكر.

لقد كان جمع هؤلاء الحكام يحتاج إلى إخراج .. وكان المخرج الأول هو عدوان تموز على لبنان، لكن انتصار المقاومة الإسلامية أفشل المخطط الأمريكي فلم تتمكن أمريكا من جمعهم لا على طاولة مستديرة ولا حتى مستطيلة!

وكان مأزق أمريكا خلال ذلك يزداد في العراق، ويزداد عدد قتلاها تصاعداً، وتزداد حرارة الأرض تحت أقدامها اشتعالاً .. وفي هذا الوقت أعلنت وثيقة لجنة بيكر هاملتون، وكما قلنا سابقاً فليست صدفةً أن تعلن اللجنة المشكلة منذ شهور عدة، تعلن وثيقتها في هذه الظروف حيث كان ماثلاً للعيان فشل أمريكا من خلال الهجمات العسكرية، سواء أكان ذلك بالعدوان على العراق أم خلال عدوان تموز على لبنان، فجاءت الوثيقة لتعيد السير في مخططات أمريكا لصياغة المنطقة ولكن هذه المرة تحت مسمى (الهجمة الدبلوماسية) كما جاء في الوثيقة بدل الهجمة العسكرية.

لقد ركز تقرير اللجنة على دول الجوار بشكل صريح وخص بالتصريح سوريا وإيران، فقد ورد في التقرير (يجب على الولايات المتحدة أن تنخرط مباشرةً مع إيران وسوريا في محاولة للحصول على التزام منهما بسياسات بناءة تجاه العراق والقضايا الإقليمية الأخرى وعلى واشنطن التفكير في الحوافز وكذلك العقبات في سعيها إلى نتيجة إيجابية، وينبغي البحث في إمكان تكرار التعاون الإيراني الأمريكي في أفغانستان لتطبيقه على الحال العراقية ...)

وكان واضحاً من المستوى العالي لأعضاء اللجنة من الفريقين الجمهوري والديمقراطي، لقد كان واضحاً أن بوش لا يستطيع وضعها خلف ظهره، ولكن كان لا بد لها من إخراج .. وبخاصة في سوريا وإيران لأنه أمر صعب على الناس في هذين البلدين قبول اشتراك إيران وسوريا في مؤتمرٍ لإنقاذ أمريكا من مأزقها في العراق بعد الذي كان يُعلَن من عداء سافر بين أمريكا وسوريا وإيران، فكان ما شاهدناه وسمعناه من أخذ ورد في قبول أمريكا الجلوس معهما، وذلك لإعطاء انطباع بأن إيران وسوريا هما اللتان أرغمتا أمريكا على الجلوس المباشر معهما وليس العكس، وأنهما وافقتا على حضور المؤتمر استجابةً لدعوة نوري المالكي وليس لدعوة أمريكا، وكأن المالكي يملك لساناً يدعو إلى المؤتمر دون أن تحرك أمريكا هذا اللسان يمنةً ويسرةً!

إن هذا المؤتمر هو أولى خطوات السير في وثيقة بيكر هاملتون، وهي وثيقة تحمل في أحشائها سُمّاً زُعافاً على المنطقة حتى وإن غُلِّفتْ بشيء من دسم زائف يستعمله الحكام العملاء في التهليل لخطة بيكر - هاملتون!

أيها المسلمون

إن مؤتمر بغداد هو مؤتمر لإنقاذ أمريكا من مأزقها في العراق، وتأمين احتلالها له، وتوفير الأجواء المستقرة الآمنة لأمريكا في المنطقة لتحقيق حلمها المتكرر في مشروع شرق أوسطها، وذلك بالعمل السياسي بعد أن عجزت عن تنفيذه بالعمل العسكري.

إن أمريكا في مأزق، وإن الواجب أن تزيد الأمة مأزق أمريكا للإجهاز عليها، لا أن تسارع الأنظمة لمد يد العون بل يده وقدمه وكل جسمه لأمريكا! إن كل عون لأمريكا في هذا الاتجاه هو جريمة في حق الإسلام والمسلمين، وتحدٍّ صارخ لمشاعرهم بعد أن أوغلت أمريكا في جرائمها من إزهاقٍ للنفوس وهتكٍ للأعراض وتدنيسٍ للمساجد والمقدسات ...

أيها المسلمون
إن عدم وجود خلافة للمسلمين تجمعهم على الحق هو السبب في ضياع الأمة وتداعي الأمم إليها تداعِيَها إلى قصعتها، وإلا لكان الخليفة يجتمع بقادة جيشه وأركان حربه لإعلان النفير العام لنصرة كل بلد إسلامي محتل بقتال محتليه، لا أن يجتمع الحكام في بلاد المسلمين كما يفعلون اليوم في مؤتمر لتأمين احتلال أمريكا للعراق بأمن وسلام!

إن حزب التحرير يحذِّر الحكام في بلاد المسلمين، وبخاصة في سوريا وإيران، من السير في إنجاح هذا المؤتمر لإنقاذ أمريكا من مأزقها في العراق وتأمين احتلالها له، ومن ثم انطلاقها في تنفيذ مشاريعها الشرق أوسطية لتمزيق المنطقة.

وتبصرةً لأولئك - إن كانوا يبصرون - الذين يوالون أعداء الله، ويظنون أن الأعداء يحفظون لهم عروشهم ويُعِزُّون لهم سلطانهم، فإن هؤلاء الموالين بعد أن يؤدوا أدوارهم في خدمة مصالح الكافر المستعمر فإنه سيلقي بهم إلى قارعة الطريق كأمثالهم من قبل، ولن ينالوا خيراً بل خزياً في الدنيا {ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون}.



19 من صفر 1428هـ حزب التحرير


9 / 3 / 2007 م

http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/isdarat/single/1867

المادة صوتيا

http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/media/unicast_single_file/M344/F5267/

هنا الحقيقه
03-19-2007, 02:47 PM
نعم صحيح انا من الذين لهم راي نفس رايك اخي ابو شجاع


بارك الله بك

الحسني
03-19-2007, 02:58 PM
جزاك الله خيراً أبا شجاع

FreeMuslim
03-19-2007, 03:48 PM
معك أخي أبو شجاع ولكن لي تعليق بسيط ..

لم يكن غريباً على الاطلاق إشتراك النظامين السوري والفارسي بهذا المؤتمر لأن لكلٍ منهما أجندات خاصة لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بأمن الشعب العراقي وكيف يكون هذا وكل الدلائل والقرائن تشير إلى دورهما السلبي بإزكاء نار الحرب الاهلية هناك من خلال دعمهما للميليشيات وفرق الموت ..

لا يمكن الركون لهاذين النظامين على الاطلاق فهما كما سواهما من الأنظمة العميلة التي لا تحكم بما انزل الله تعالى على استعداد لبيع كل شيء بما فيها الوطن والمواطن في سبيل الحفاظ على المكاسب والمغانم التي ينعمون بها ..

لا هم للنظام الفارسي إلا تصدير ثورته المزعومة المسماة زوراً وبهتاناً بالثورة الإسلامية وما هي في حقيقة الأمر إلا ثورة لتولي الملالي زمام الأمور والاستمرار بنهجهم المبطن بالعداء السافر للاسلام والمسلمين وهل هناك من سبيل لتحقيق وحماية هذه الولاية إلا امتلاك السلاح النووي لذا فهو مستعد للتعاون مع الشيطان الأكبر وسبق له أن تعامل وتعاون معه في أفغانستان والعراق من قبل فلما لا يعيد الكرة إن كان هذا يضمن له تحقيق مآربه وطموحاته ..

أما بالنسبة للنظام السوري فلا يشغل باله في الوقت الراهن إلا البقاء على الكرسي وهو في سبيل ذلك مستعد للتعاون مع الشيطان وبذل الغالي والنفيس من أجله وهو ما دفعه للذهاب لهذا المؤتمر ولا شيء أخر ..

وعذراً على الاطالة ..

هنا الحقيقه
03-19-2007, 05:32 PM
احسنت اخي المسلم الحر على هذا التعقيب الجميل