تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الصامت الأكبر



الحسني
03-17-2007, 12:45 PM
الصامت الأكبر (http://javascript<b></b>:document.ToSearch.iNewsID.value=49 65;GoToSearchForm();)

منذ مغادرة النائب وليد جنبلاط الولايات المتحدة الاميركية، وحتى لحظة كتابة هذه الافتتاحية، يكون قد مرّ حوالي الاسبوعين على حدوث صمت "نوعي" من جانب زعيم الشوف.

واذا كانت ولادة حفيدة لجنبلاط، من ابنه تيمور، الذي يعيش في باريس، قد ساهمت في الاساس في اتخاذ قرار الصمت، وفي تمضية عدة أيام في العاصمة الفرنسية الى جانب المولودة الجديدة وابويها، غير ان ما تلى هذه الاقامة الاستجمامية يحمل دلالات كثيرة.

غادر جنبلاط باريس، وعاد الى ممارسة حياته "الطبيعية"، وحدثت تطورات لبنانية واقليمية ودولية عديدة، وبقي الرجل صامتاً.

وهذا الصمت، لا يجوز ان يمرّ عليه المتابعون مرور الكرام، خاصة ان رئيس اللقاء الديمقراطي كان خلال العامين الماضيين أكثر السياسيين اللبنانيين كلاماً وتعقيباً وتصريحاً وتلميحاً ومدافعةً ومهاجمةً ومساجلةً وخطابةً وتحدياً.

ماذا يعني هذا الصمت الآن؟ وماذا يعني طلب جنبلاط من وزرائه ونوابه وقياديي حزبه ان يلتزموا في الوقت الراهن الهدوء وعدم الادلاء بتصاريح نارية، او غير نارية، كما كانت العادة في السابق؟

هذا يعني، حسب "الانتين" الجنبلاطي الشهير، ان شيئاً ما يُدبّر في الوقت الحاضر، وان الحكمة التاريخية تدعو الى حفظ الرأس في ظرف متغيّر كالذي نعيشه اليوم.

شيء "مريب" يجري في المنطقة ولبنان حالياً، وزعيم المختارة يعرف ذلك جيداً، وهو بدأ كما يبدو يتصرّف على هذا الاساس.

أما المشهد فهو كما يلي: القمة السعودية ـ الايرانية، مؤتمر بغداد، زيارة مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون اللاجئين الى سوريا، سولانا في دمشق، عمر سليمان في عاصمة الامويين، الشرع في القاهرة، لقاءات بري ـ الحريري باتت شبه يومية، الحريري عند مبارك، البطريرك صفير الى جانب عون وفرنجية في المطالبة بقانون انتخابي جديد كجزء من التسوية التي يتم اعدادها، فتح وحماس على وشك الاعلان عن حكومة وحدة وطنية في فلسطين وغير ذلك من تطورات ذات دلالات هامة في المنطقة وعلى رأسها ما يمكن ان تسفر عنه القمة العربية المنتظرة في الرياض.

وليد جنبلاط قد يكون السياسي اللبناني الاكثر معرفة بمعنى كل هذه الامور، فهو قد عاش تغيّرات شبيهة في مراحل مختلفة من حياته السياسية، وقد ساهم أحياناً في صناعة هكذا تغيّرات، وهو لذلك قد اختار الانكفاء في هذا الوقت.

على هذا الاساس يجب مراقبة مواقف جنبلاط في المرحلة المقبلة القريبة، فهو ان استمر في صمته او استعمل خطاباً هادئاً في الايام القليلة المقبلة، هذا سوف يعني ان التسوية قد أُنجزت وان مكانه محفوظ كما العادة، وإن اختار خطاباً تصعيدياً عنيفاً، فهذا سوف يعني بالتأكيد ان التسوية باتت بعيدة وان علينا الاستعداد لجولة جديدة، من الكباش اللبناني الداخلي، ومن التداخل بين قضايا المنطقة وقضية وطننا.

(التمدن)