مقاوم
03-15-2007, 11:24 AM
الظواهري تعجل
إبراهيم أبو الهيجاء (http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.authors&authorsID=198)
لا أعيب على أحد أن ينتقد اتفاق مكة ويقول فيه ما يريد، فهذا الاتفاق فيه الكثير من أوجه القصور التي يمكن أن تقال عنه، وقد ذكرت هذا في مقالات كثيرة من منطلق الحرص على حماس.
وكما أن على حماس أن لا يضيق صدرها بأي انتقادات توجه لهذا الاتفاق ... فإن على الآخرين أن لا يبالغوا بالنقد، حتى لا يتحول إلى قدح وذم، فتنقلب الحقائق ويدفع هذا إلى صوغ موقف سلبي وأحيانا تكفيري ... فحماس مشروع أكبر من مغانم السلطة وأكبر من ناطقين باسمها هنا وهناك ... لذا، إن أخطأت، فعلينا أن ننصحها ونصبر عليها وصولا إلى الصواب، وأما إن أصابت، فعلينا جميعا أن نعينها ... بعيدا عن العقلية الشخصية والثأرية والحزبية، فحماس لا تدعي ولا يجوز لها الادعاء، أنها معصومة عن الخطأ، فكل الحركات الإسلامية لازالت في طور التجريب، وحسابات المحنة وتعقيدات التركيب الدولي توقعها في أخطاء، وهذا لا يعيبها ...
وبرأيي، فإن حماس، على حداثتها، قطعت أشوطا مهمة دون أخطاء فادحة، ولازالت ثابتة على مسارها رغم حجم المغريات والمعيقات والمساومات، التي تتسع لها القضية الفلسطينية ذات الأثر الكبير في الساحة الإقليمية والدولية... بالمقابل، فإن تصريحات الظواهري، الذي تعود الإدلاء ببيان سياسي بين فينة وأخرى، لا تتسم بالروح النقدية الإسلامية الحريصة، ولذا كان الأولى به أن يبتعد عن لغة التكفير وادعائه امتلاك الحقيقية ... وأعتقد أن الرجل وقع في أكبر أخطائه، لأن حماس حركة قدمت من العطاء الكثير، ولا يمكن لأحد أن يزاود عليها ولا على تضحياتها، فضلا عن ثوابتها ... كما أن اختلاف وجهات النظر لا يسقط عن أحد مشروعية أو حقاً أو صلاحاً ...
وكان الأولى بالظواهري أن يمعن النظر في اتفاق مكة وفي الواقع الفلسطيني وفي تاريخ حماس، قبل التورط في فخ التكفير والتخوين ...وبرأيي، فإن حماس التي كانت أمام خيارات معقدة، انحازت في كل الأحوال إلى أصعبها وليس إلى أيسرها، فقد كان بإمكانها أن تنسحب من السلطة وتخلي الساحة وتبقي تحالف التسوية والفساد، يرتع في جسد القضية الفلسطينية، ولكنها آثرت الدفاع عن شرعية المقاومة، بل وأسرت جنديا وقامت بعدة عمليات نوعية، وهي في قلب السلطة ...
وكان بإمكانها أن تدفع بحكومة "تكنوقراط"، تفرضهم الولايات المتحدة، وتحتفظ حماس بماء وجهها في التشريعي، وتبقي بأعضائها أحرارا في بيوتهم، ولكنها صمدت ورفضت التخلي عن شرعية المقاومة، وبالتالي شرعية سلطتها ... وكان بإمكان حماس، أن لا تتورط في الرد على مثيري الفتنة، وتحافظ على دماء شبابها.. ولكن ردا على المخططات الأميركية والإسرائيلية، واجهت الفتنة بيد من حديد ...حماس في كل الأحوال، كان بإمكانها أن تنعم بمغريات السلطة هي وشعبها، مقابل اعترافها بإسرائيل، ولكنها لم تقل هذه الكلمة، ودفعت أثمانا باهظة مقابل ذلك الكثير، على مستوى شعبيتها، كما استشهد الكثير من شبابها بأيدي الانقلابيين... وحتى وزراءها ركبوا الحمير ليصلوا إلى مواقع عملهم، بعد أن منعوا من الحواجز الإسرائيلية...
رغم ذلك، لم ترفع حماس الراية ولم تسلم أو تتسلم ... برأيي، فإن حماس خير من تدافع عن نفسها فيكفيها شرفا أن نوابها في السجون ... وأن الجندي المختطف في حوزتها ...وأن قوتها الردعية ضد إسرائيل تتعاظم .. تدرك ذلك إسرائيل والولايات المتحدة، لذا تراها ترفض وتضغط حتى لا يتم اتفاق حكومة الوحدة، لأنها تدرك أن مشروع المقاومة هو المستفيد الأكبر منه ...فلماذا العجلة؟
إبراهيم أبو الهيجاء (http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.authors&authorsID=198)
لا أعيب على أحد أن ينتقد اتفاق مكة ويقول فيه ما يريد، فهذا الاتفاق فيه الكثير من أوجه القصور التي يمكن أن تقال عنه، وقد ذكرت هذا في مقالات كثيرة من منطلق الحرص على حماس.
وكما أن على حماس أن لا يضيق صدرها بأي انتقادات توجه لهذا الاتفاق ... فإن على الآخرين أن لا يبالغوا بالنقد، حتى لا يتحول إلى قدح وذم، فتنقلب الحقائق ويدفع هذا إلى صوغ موقف سلبي وأحيانا تكفيري ... فحماس مشروع أكبر من مغانم السلطة وأكبر من ناطقين باسمها هنا وهناك ... لذا، إن أخطأت، فعلينا أن ننصحها ونصبر عليها وصولا إلى الصواب، وأما إن أصابت، فعلينا جميعا أن نعينها ... بعيدا عن العقلية الشخصية والثأرية والحزبية، فحماس لا تدعي ولا يجوز لها الادعاء، أنها معصومة عن الخطأ، فكل الحركات الإسلامية لازالت في طور التجريب، وحسابات المحنة وتعقيدات التركيب الدولي توقعها في أخطاء، وهذا لا يعيبها ...
وبرأيي، فإن حماس، على حداثتها، قطعت أشوطا مهمة دون أخطاء فادحة، ولازالت ثابتة على مسارها رغم حجم المغريات والمعيقات والمساومات، التي تتسع لها القضية الفلسطينية ذات الأثر الكبير في الساحة الإقليمية والدولية... بالمقابل، فإن تصريحات الظواهري، الذي تعود الإدلاء ببيان سياسي بين فينة وأخرى، لا تتسم بالروح النقدية الإسلامية الحريصة، ولذا كان الأولى به أن يبتعد عن لغة التكفير وادعائه امتلاك الحقيقية ... وأعتقد أن الرجل وقع في أكبر أخطائه، لأن حماس حركة قدمت من العطاء الكثير، ولا يمكن لأحد أن يزاود عليها ولا على تضحياتها، فضلا عن ثوابتها ... كما أن اختلاف وجهات النظر لا يسقط عن أحد مشروعية أو حقاً أو صلاحاً ...
وكان الأولى بالظواهري أن يمعن النظر في اتفاق مكة وفي الواقع الفلسطيني وفي تاريخ حماس، قبل التورط في فخ التكفير والتخوين ...وبرأيي، فإن حماس التي كانت أمام خيارات معقدة، انحازت في كل الأحوال إلى أصعبها وليس إلى أيسرها، فقد كان بإمكانها أن تنسحب من السلطة وتخلي الساحة وتبقي تحالف التسوية والفساد، يرتع في جسد القضية الفلسطينية، ولكنها آثرت الدفاع عن شرعية المقاومة، بل وأسرت جنديا وقامت بعدة عمليات نوعية، وهي في قلب السلطة ...
وكان بإمكانها أن تدفع بحكومة "تكنوقراط"، تفرضهم الولايات المتحدة، وتحتفظ حماس بماء وجهها في التشريعي، وتبقي بأعضائها أحرارا في بيوتهم، ولكنها صمدت ورفضت التخلي عن شرعية المقاومة، وبالتالي شرعية سلطتها ... وكان بإمكان حماس، أن لا تتورط في الرد على مثيري الفتنة، وتحافظ على دماء شبابها.. ولكن ردا على المخططات الأميركية والإسرائيلية، واجهت الفتنة بيد من حديد ...حماس في كل الأحوال، كان بإمكانها أن تنعم بمغريات السلطة هي وشعبها، مقابل اعترافها بإسرائيل، ولكنها لم تقل هذه الكلمة، ودفعت أثمانا باهظة مقابل ذلك الكثير، على مستوى شعبيتها، كما استشهد الكثير من شبابها بأيدي الانقلابيين... وحتى وزراءها ركبوا الحمير ليصلوا إلى مواقع عملهم، بعد أن منعوا من الحواجز الإسرائيلية...
رغم ذلك، لم ترفع حماس الراية ولم تسلم أو تتسلم ... برأيي، فإن حماس خير من تدافع عن نفسها فيكفيها شرفا أن نوابها في السجون ... وأن الجندي المختطف في حوزتها ...وأن قوتها الردعية ضد إسرائيل تتعاظم .. تدرك ذلك إسرائيل والولايات المتحدة، لذا تراها ترفض وتضغط حتى لا يتم اتفاق حكومة الوحدة، لأنها تدرك أن مشروع المقاومة هو المستفيد الأكبر منه ...فلماذا العجلة؟