تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل من يجابه الطائفية ... طائفي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



FreeMuslim
03-13-2007, 07:59 AM
هل من يجابه الطائفية .. طائفي؟!

بقلم عاصم الفياض
موضوع تركه مصيبة، والخوض فيه مجازفة، فأنت إن أصبت أو أخطأت فيه فإن سيف الاتهام مسلط على قلمك ورأسك، أنت طائفي وخطابك طائفي والخطاب الطائفي لا يعزز المشروع الوطني .. الخ، فأنت عدو، أو أنت في أحسن الأحوال طلبت الحق فأخطأته، ولا أدري كيف يمكن مجابهة الخطر الطائفي؟، دون التحدث عنه، وهنا يطرح سؤال نفسه: هل من يجابه العنصرية عنصري؟، وإن من يجابه الصهيونية صهيوني؟، وكيف ينسى أو يتناسى الكثيرون القاعدة التي تقول بأن تشخيص الداء هو بوابة العلاج الوحيدة؟، ففي مواجهة مرض يفتك بالوطن وفيروس يمزق نسيجه، يريدنا البعض أن نترك جذور المرض وأعراضه، وأن نتحدث محلقين في الهواء عن علاج لا يعالج وعن تشخيص يتعامى عن العلة وأسبابها.
والمشكلة الأخرى هو إننا عندما نتحدث عن جهات محددة هي التي تقود وتروج وتديم النهج الطائفي العدائي وممارساته، ينبري لك من يُنسب إليك اتهام الملايين، ونحن نتحدث عن مئات وفي أكبر الاحتمالات عن ألاف، فالمطلوب التخصيص لا التعميم.
ونحن حين ننبري لمجابهة نهج، ليس لأنه لا يتطابق مع معتقداتنا، فالحرية يجب أن تكون مكفولة لجميع المعتقدات، فلا مشكلة مع اليهود ولا مع المسيحيين ولا الصابئة ولا اليزيديين، ولا مع الشافعية ولا الحنابلة ولا الجعفرية أو الزيدية أو الاباضية، ولا مع الشيوعية أو القومية أو الليبرالية.

المشكلة مع نهج لا ينمو ولا يترعرع إلا بتكفير الآخر وإلا بإشاعة روح الكراهية والانتقام، وإن هذا النهج نما وترعرع في ظل أطماع إيرانية من الدولة البويهية إلى الدولة الصفوية وإلى الدولة الخمينية، وأستمر كنهج يعادي الآخرين حتى الآن، وإن لهذا النهج مؤسسة تديمه وتغذيه "المرجعية" ووراءه دولة طامعة تدعمه وتنشره "إيران"، وإن خطاب هذا النهج العدائي والانتقامي يُكرر على أسماع الطفل والشاب في كل مناسبة في الأفراح والأتراح، مما يولد ضغينة وحقداً على الآخرين (وهي قد تحمل تفسيراً لهذا الإجرام في التعذيب وبشكل بشع وهمجي للضحايا الأبرياء قبل قتلهم في النهاية والذي يمارس الآن في العراق، فلا يمكن ممارسة هذه الأشياء إلا بظل فكر ديني يحول التفنن بالقتل إلى عمل صالح وقربى لله)، وهذا يفسر أيضاً (بالمقابل) لماذا فشلت دول اتخذت هذا النهج التكفيري والاستئصالي أسلوباً لها للحكم (البويهيون، الصفويون، القرامطة، الفاطميون) وانقرضت، فهكذا نهج لا يرضى أن يتعايش مع الآخرين (حين يكون متمكناً ومقتدراً، ولا يختفي خلف التقية)، بالتأكيد سيولد قوى تناهضه وتحاربه وتعمل على إنهاء تسلطه (وهو ما يحدث الآن من حشد طائفي سني لمجابهة المخططات الصفوية في المنطقة، وهو بالتالي يشغل شعوب ودول المنطقة عن مجابهة الأعداء الخارجيين ومجابهة تحدي التنمية).
وهنا لنا أن نتساءل كيف يمكن أن نتعايش مع نهج:
1. يكفر الصحابة وعدد من زوجات الرسول ، ويعتقد بأن المسلمين "الصحابة" قد ارتدوا بعد وفاة الرسول إلا بضع تفر.
2. يربي أتباعه على إن احد أكابر الصحابة أجهض فاطمة الزهراء (ع) وكان سبب موتها، وأخر جر الإمام علي (ع) والحبل في رقبته "حاشاه" ليبايع أبا بكر، وإن إسقاط هذه الحالة على الحاضر موجود، وليس تاريخ انقضى، فأهل الأنبار أمويون والآخرون سفيانيون، والمقاومون نواصب.
3. لا يكفي فيه أن تحب أهل البيت وتؤمن بولايتهم، بل يجب أن تلعن وتحارب "أعدائهم" وأن تلعن من لا يؤمن بولاياتهم كما يؤمنون هم، فالحب لا يكفي والترضي عنهم لا يكفي والصلاة والتبريك عليهم في كل صلاة لا يكفي أيضاً، يجب أن تحبهم كما يريدون وان تلعن من يلعنون وإلا... .
4. نهج يعيش التاريخ وصراعاته وتشويهاته، رغم أن الأئمة لم يعد لهم وجود مادي منذ عام 260 للهجرة، وإن إمامة المعصوم والمسمى من الله والذي هو من السلالة الحسينية، قد تركها القادة الشيعة إلى ولاية الفقيه التي طبقها الخميني، وأصبح الحال بدل من أن يقودنا إمام معصوم يقودنا شخص مخبول مثل مقتدى.
5. التأكيد على الجهل والتجهيل، ويكفي إلقاء نظرة على ما يكتسح العراق الآن من تخلف وفكر ظلامي، للتعرف على خطورة الجهل والتجهيل.
6. التأكيد على سرقة الأغنياء والفقراء، الأغنياء بالخمس والفقراء بالنذور، لتضمن هذه المؤسسة تمويلها وتمويل مخططاتها.
7. ممارسة دور عدائي استصالي على مر التاريخ (مع هولاكو "نصير الدين الطوسي وابن العلقمي"، مع الشاه إسماعيل الصفوي "محمد كمونة"، مع الشاه طهماسب الصفوي" محمد كمونة الابن"، ومع الشاه عباس الصفوي "السيد دراج"(رغم إن السيد دراج ولقربه إلى الشاه عباس أنقذ الكثيرين من حملة إبادة السّنة والتي شملت الآلاف ممن لم ينقذوا)، مع بريمر "السيستاني".
8. ترويج الفكر الباطني تحت اسم التقية.

ليست المشكلة إذن مع من يعتقد بأفضلية الإمام علي (ع) على غيره من الصحابة، أو مع من يتبع فقه الإمام جعفر الصادق (ع)، أو في ممارسة شعائر قد لا يرضاها الآخرون، ولا نريد من هذا النهج أن يتبع نهج الآخرين، ما نريده هو أن لا يكون هذا النهج تكفيراً للآخرين وأي آخرين (غالبية المسلمين وخلال 14 قرناً من الصحابة ولحد الآن)، وأن لا يكون عدائياً وثأرياًً، وأن يؤمن بما يريد ويحترم إيمان الآخرين.
نحن عشنا السنوات التي خلت متعايشين، وكنا نتغاضى عن أشياء كانت تحدث أمامنا ونتعامل معها بحسن نية (وتحت شعار عدم إثارة الطائفية)، لكنها الآن أصبحت تهددنا (بل وترعبنا)، ونحن إذ نثير هذا الموضوع فلا نريد أن ندخل المعمعة الطائفية ولكن نريد من المعنيين أن يدلوننا على حل، المشكلة ليست مع المواطنين اللذين لا يزالون رغم محاولات التهييج أصدقائنا وجيراننا وأحبائنا، لكن المشكلة مع دولة تريد مد إمبراطورتها القومية إلى أراضينا تحت شعارات مذهبية، ومع مؤسسة تصر على قيادة هذا المجتمع كما تريد، وقد تنجح سياسياً بشكل منقطع النظير (الانتخابات والاستفتاء على الدستور)، وتنجح جزئياً باتجاه تضييع العراق وجعل الطائفة فوق الوطن، وقد تفشل ميدانياً وتكسب أناس فقط بنسبة 1% ممن يصبحون قتلة ومعذبين على أساس ديني (وهذا الرقم يكفي ليرينا مسلسل الرعب والإجرام الذي يحدث في بغداد وفي الجنوب)، عندما نثير هذا الموضع فإننا لا نثيره ترفاً وبطراً، فنحن لا نريد مشكلة إضافية فلدينا في العراق والمنطقة من المشاكل ما يكفي ويفيض، ولا نريد خلق أعداء وهميين فلدينا من الأعداء حلف ما اجتمع على أحد من قبل، لكننا نرى مصدر خطر يهدد العراق شعباً وهوية، بل ويهدد المنطقة بأكملها، ونريد أن نبلغ وننبه ونحذر.

طلال
03-13-2007, 01:11 PM
جزاك الله خير اخووي وكلام واقعي
وهاذي مشكلتنا معهم