تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أفغانستان مجددا تضيع من الغرب ....



مقاوم
03-13-2007, 07:51 AM
قائمة بالأخطاء في أفغانستان
مايكل شوير/ ضابط استخبارات أمريكي متقاعد
ترجمة: جمال إسماعيل

أفغانستان مجددا تضيع من الغرب، حتى بعد أن شن خمسة آلاف من قوات التحالف الغربي هجوم الربيع في جنوب البلاد، فالمقاومة يمكن أن تستمر لعدة أشهر أو سنوات، لكن المد أخذ مفعوله. ومثلما حصل للاسكندر المقدوني والبريطانيين والسوفيت قبل قوات التحالف التي تقودها أمريكا، فإن المقاتلين الأفغان الأقل كفاءة، أجبروا القوات الغربية الأكثر تسلحا وتطورا على الهبوط إلى طريق الانسحاب.

فما الذي قاد إلى هذا السيناريو المتكرر عبر التاريخ؟

في الغالب، فإن الإحساس العام، هو أن هزيمة القوى الغربية في أفغانستان تحدث باستمرار، لأن الغرب لم يعط قدرة الأفغان على الصبر والتحمل وقلة الموارد واعتزازهم بتاريخهم، قدرها. ومع أن القوى الأجنبية في أفغانستان كانت دائما أكثر تطورا وتسلحا وأكثر تدريبا، فإنها دائما كانت تسقط أرضا بواسطة هجمات صغيرة وكمائن، ما يلبث أصحابها أن يهاجموا ويهربوا، إضافة إلى طبيعة الأرض التي تمكن الأفغان من الانسحاب والاختباء والعودة للهجوم في اليوم التالي.

الهزيمة الأخيرة في هذه المعركة واجهها السوفييت، والآن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وما يواجهه من ملجأ آمن للأفغان في باكستان. هذا هو الجواب البسيط عن سؤال لم شهد التاريخ جيوشا أجنبية تهزم في أفغانستان، بما قال عنه روديارد كيبلنغ، إنه رمال أفغانستان.
والحلقة الأخيرة في هذا السجل التاريخي لها معالم بارزة:

أولها، أن عدد القوات الغربية ـ وإن كانت أكثر تسلحا وأكثر تطورا من ناحية تقنية ـ هو قليل جدا، فالقوات الغربية يصل تعدادها إلى أربعين ألف جندي، وبعد طرح عدد القوات المساندة وقوات حلف شمال الأطلسي التي قصرت مهمتها على عدم القتال، وإنما الانشغال بإعادة البناء (بناء المدارس وحفر الآبار وإصلاح قنوات الري)، فإن عدد القوات التي يمكن الزج بها في الميدان يبقى ضئيلا جدا، وهي لها مهمة ثانية، وتتمثل في التحكم والسيطرة على بلاد تصل مساحتها إلى مثل مساحة ولاية تكساس، وهي بلاد فيها جبال من أعلى الجبال في العالم.

ثانيا، الغرب أساء تقدير قوة طالبان وقبولها من الشعب الأفغاني، وحينما وقع الغزو في عام 2001م، فإن الهدف الأساس للقوات الغربية، كان أسامة بن لادن وأيمن الظواهري والملا محمد عمر زعيم طالبان، وعددا من كبار معاونيهم، ولأن العملية كانت تستهدف القادة الكبار فإن الحدود الباكستانية الأفغانية لم يتم إغلاقها، وهذا لم يؤد إلى هرب القادة الثلاثة فحسب، وإنما أدى إلى تمكن مقاتليهم من الهرب مشيا على الأقدام.

هؤلاء الذين هربوا يعودون حاليا بأعداد كبيرة وهم أكثر تسلحا وتدريبا مما كانوا عليه وقت انسحابهم. وهذا يظهر في النهاية أن القوة التي أرسلت للميدان من قبل طالبان وحلفائهم في القاعدة والحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار وجلال الدين حقاني والآخرين، تساوي عدديا قوات التحالف الغربي.

والأكثر من ذلك أن عضوية هذه القوات في الحقيقة لم تقتصر على بقايا طالبان، وإنما حوت مقاتلين جدد، ومنهم مقاتلون سابقون ممن لم يتمكن التحالف الغربي من قتلهم في عامي 2001م وأوائل 2002م. وقوات طالبان ليست جديدة، فهم متمرسون ولديهم خبرات قتالية والمجاهدون السابقون الذين وصفهم الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون بأنهم اختبأوا، واستراحوا، ثم أصبحوا مستعدين لشن الحرب.

القادة الغربيون في كابول يرون أن الكثير من الأفغان ليسوا مستائين من عودة طالبان. والسبب الأغلب وراء هذا هو أن القوات الغربية التي تقودها الولايات المتحدة وضعت العربة أمام الحصان. فقبل الغزو عام 2001 م، لم يكن نظام طالبان يحظى بمحبة واسعة، لكنه حاز على تقدير عال لفرضه الأمن والنظام في غالبية مناطق أفغانستان والتي كانت تحت سيطرته.

ومع أن النساء التزمن البيوت وقليل من الفتيات تمكن من الذهاب إلى المدارس، وجرى قطع بعض الأطراف في حوادث جرائم، فإن غالبية سكان المناطق الريفية في أفغانستان، يتذكرون بالخير كيف عاشوا آمنين على أنفسهم وعائلاتهم ومزارعهم وأعمالهم وتجارتهم.

انتصار التحالف الغربي مزق الأمن الذي فرضته طالبان، وبدلا من فرض نظام بديل مباشرة (بسبب قلة عدد الجنود اللازمين في أي فترة)، فإن القادة الغربيين تحركوا بسرعة نحو إجراء انتخابات، وفرض حقوق المرأة، وإنشاء برلمان، بينما غالبية المناطق الريفية الأفغانية عادت إلى الفوضى والعصابات المسلحة وأمراء الحروب، كما كان الوضع قبل نشوء حركة طالبان.

وانحدار الأوضاع إلى الأسوأ هو النجاح الذي برز في فعله التحالف بتصرفاته، خاصة الانتخابات وحقوق المرأة، وهذا زاد من معاناة الريفيين الأفغان وهو ما رأوا فيه هجوما على عادات وتقاليد وديانة الشعب.

وبعد أن رأى الأفغان أنفسهم في مواجهة المجرمين، ورأوا أن دينهم وثقافتهم وعاداتهم تهاجم، فليس من الغريب أن تجد حركة طالبان نفسها في وضع مرحب بها بينهم وفي منازلهم.
المشكلة الثالثة لقوات التحالف الغربي، هي الوقت الذي قضته في أفغانستان. والآن وفي السنة السادة من الاحتلال، فإن القادة الغربيين يجدون أنفسهم مواجهين، ليس فقط من قبل عدو أقوى مما كان عليه عام 1م، وإنما بمناعة المقاومة والمشاعر المتزايدة لدى الشعب الأفغاني ضد القوى الأجنبية.

وفي حين، لا يشعر الأفغان بأي خوف من الأجنبي والرهبة منه، فإنهم وعبر التاريخ مضيافون كرماء، ويحمون الأجنبي الزائر لهم ويكرمونه، (انظر إلى معاملتهم إلى بن لادن)، لكنهم متشككون، ولا يتحملون الأجانب الذين يظهر منهم، بقصد أو دون قصد، محاولة للتحكم بهم.
يرى الأفغان اليوم أنفسهم، أنهم محكومون بشكل مزدوج خاطئ بواسطة الأجانب: القوات الغربية التي تقودها الولايات المتحدة، والأفغان المسلمون بالاسم، ولكنهم فاسدون ويشكلون حكومة الرئيس حامد كرزاي.

أخيرا، فإن قوات التحالف الغربي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، تواجه ثقل وطأة مرحلة جديدة، بدأت منذ عهد الاحتلال السوفيتي وآثار الجهاد. وأفغانستان التي مكثت طويلا في المحيط الإسلامي (الإسلام يشكل الحصن المنيع لها)، فإنها كانت حية في الضمير الإسلامي إبان المعركة بين السوفييت والأفغان.

الحرب في أفغانستان، أثارت اهتمام المسلمين، وخاصة العرب منهم الذين لبوا نداءات إخوانهم الأفغان، وأجبرتهم على إرسال كميات ضخمة من الأموال والسلاح، إضافة إلى المقاتلين لمساعدة المجاهدين، والأفغان دفعوا ثمن هذه المساعدة من خلال هزيمتهم للجيش الأحمر، ومنح العالم الإسلامي أول نصر له على الكفار الغربيين من عدة عقود. النصر الأفغاني كان نقطة تحول، ورمزا لبدء مقاومة إسلامية عالمية مسلحة.

اليوم، الكثير من المسلمين غير الأفغان يرون أن الأفغان احتلت بلادهم، وأنهم يعذبون من قبل القوة الكافرة الولايات المتحدة وحلفها الذي تقوده. وهذه هي القضية، خاصة وأن الحرب الأفغانية تسير إلى جانب الحرب في العراق، وهذا يعمق الشعور بأن الإسلام كله يتعرض لعدوان من الكافرين.

ونتيجة لهذا، فإن تدفق المال والسلاح والمقاتلين من الخارج نحو المقاومة الأفغانية، ورغم أنه لم يصل إلى مستوى ما وصلت إليه المقاومة في العراق، يعتبر مهما جدا، ويظهر هذا من خلال تحسن أداء مقاتلي طالبان والقوى التي تواجه التحالف الغربي.

إضافة إلى هذا، فإن هناك محاولات لمشاطرة الخبرة بين التجربتين الأفغانية والعراقية، فالخبرة العراقية في العمليات الاستشهادية (في الأصل الانتحارية) والمتفجرات عالية المستوى، بدأ إحضارها، لتحصد ثمارها في أفغانستان، بينما خبرة الأفغان في التصدي للطائرات المروحية، بدأت تظهر ملامحها في المقاومة العراقية.

المستقبل للغرب في أفغانستان قاتم، والذي يزيد منه ويجعله أكثر إيلاما، هو عدم تعلم الغرب من دروس التاريخ.

(محاولات احتلال وحكم أفغانستان عادة ما تؤدي إلى مأساة)، هذا ما كتبه المؤرخ البريطاني السير جون كيغان في صحيفة الديلي تلغراف في سبتمبر 2001م، مضيفا: (لكن الحملات العقابية السريعة والمباشرة كانت أكثر نجاحا في أكثر من مرة).

(وعلينا أن نتذكر أن البريطانيين نجحوا في عام 1878م في تركيع الأفغان بواسطة الحملة العقابية السريعة، فزحف اللورد روبرت من قندهار إلى كابول كان أكثر الانتصارات التي احتفلت بها الملكة فكتوريا. والروس بغبائهم لم يحاولوا معاقبة المتمردين الأفغان، كما فعل روبرت، وإنما حاولوا حكم أفغانستان . وبما أن أفغانستان لا يمكن حكمها، فإن فشل جهودهم كان يمكن التنبؤ به.على أمريكا ألا تحاول تغيير النظام، وإنما مطاردة وقتل الإرهابيين، عليها فعل ذلك بلا رحمة).


الكاتب: مايكل شوير، عمل في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لفترة 22 عاما قبل أ نيقدم استقالته، وكان رئيس وحدة متابعة أسامة بن لادن في مكافحة الإرهاب ما بين عامي 1996م – 1999م. وهو مؤلف كتاب: لماذا يخسر الغرب الحرب على الإرهاب، وكتاب: عبر عيون أعدائنا.. أسامة بن لادن والإسلام المتشدد ومستقبل أمريكا.

طلال
03-13-2007, 02:00 PM
الله ينصر اخوانا الافغان وان شاء الله قريب نشوف المحتل ينسحب

مقاوم
03-14-2007, 07:44 PM
يبدو أن كاتب المقال لم يسمع بالدكتور برايتون!!

نور1
03-15-2007, 08:24 AM
أريد أن أطرح سؤالا" و ارجو ممن لديه جواب ان يردّ علي:

قرأت في احدى المواضيع المنشورة في المنتدى معلومة و هي بأن الأفغان و الحرب التي قام بها بن لادن ضد الروس قد ساهمت في تفتيت الاتحاد السوفياتي, فأريد حقيقتا" أن اعرف هل هذا صحيحا" و كيف ساهم في ذلك؟؟

مقاوم
03-15-2007, 11:27 AM
سألت عن عظيم؟؟

صحيح صحيح لكنها لم تكن حرب بن لادن بل هو أحد تلامذتها...

التفصيل لا أستطيعه الآن ولعل أحد الإخوة ينجدنا

نور1
03-15-2007, 12:38 PM
بحثت في الانترنت عن الموضوع, وجدّت الكثير من المواضيع المتعلقة به و بالتالي صفحات عديدة يجب قراءتها و التمعن بها و هذا يتطلب وقتا" طويلا" و أنا في العمل طبعا" لا يمكنني ذلك, بالاضافة الى أن المصادر يجب ان تكون موثوقة لأن التحليل يتطلب دقّة و ثقة في المصدر الذي أخذ منه صاحب المقال, لأنه ليس رأي فقط بل انه واقع مهم و هو هل حرب العصابات التي شنت مع الروس هي سبب من اسباب سقوط أو تفتت الاتحاد السوفياتي و كيف؟

هنا الحقيقه
03-15-2007, 02:20 PM
الاخت نورا ان سؤالك يحتاج لبحوث فاتمنى عليك ان تختصري السؤال او تحددي السؤال

يعني هل تريدين معرفة دور اسامه ام ماذا

من هناك
03-15-2007, 06:41 PM
السلام عليكم،
اختي نور، لم افهم سؤالك بالتحديد وخاصة في قسة المصادر الموثوقة. لا ادري ما هي المصادر التي تثقين بها ولكني سوف اعرض لك بعض المصادر الموثقة.

سئل بريجنسكي في سنة 1998 عما إذا كان نادماً لدعمه المجاهدين في افغانستان ضد الإتحاد السوفياتي فرد: "علام اندم. ايهم اهم في التاريخ. تدمير الإتحاد السوفياتي او اعطاء فسحة من صحراء الجليد لطالبان."
هذا الكلام يصدر عن مهندس الأزمات العالمية من فيتنام إلى افغانستان.

كما ان المعركة في افغانستان كانت اكثر جبهات الحرب الباردة اشتعالاً واستمرت حتى بعد انتهاء الحرب الباردة. لقد اعتبر بريجنسكي ان معركة افغانستان هي التي انهت الحرب الباردة وهي التي برهنت لغورباتشيف قيمة دولته (او انها اعطت غورباتشيف العذر امام شعبه للإنقضاض على بقايا الستالينية في الدولة).

يقول محمد عبد العزيز (استاذ جامعي مغربي) في كتابه "العقلية الأمبراطورية الأمريكي" ما يلي:
كانت تكاليف الحرب الباردة باهظة بالنسبة الى القوتين العظميين، خصوصاً من النواحي الاقتصادية. وحتى بالنسبة الى النواحي البشرية والسياسية كانت التكاليف كبيرة خصوصاً عندما اقتربت كل دولة من مناطق نفوذ الدولة الاخرى، وذلك كما حدث بالنسبة الى اميركا في فيتنام، وما حدث بالنسبة الى الاتحاد السوفياتي في افغانستان. اذ اضافة الى الخسائر البشرية والمادية، اصيبت هيبة كل دولة بانتكاسة كبيرة على الساحة الدولية كما تعرض نظامها السياسي في الداخل لأزمة صدقية عميقة. لقد تسببت حرب فيتنام وكيفية ادارتها وخسائرها الى استقالة الرئيس الاميركي ريتشارد نيكسون من الحكم، وتسببت حرب افغانستان وخسائرها المادية والبشرية في تمهيد الطريق لانهيار الاتحاد السوفياتي".

هناك كلام آخر صدر عن الإيرانيين في ذلك الزمان وحاولوا ان يسوقوا النصر لأنفسهم ايضاً رغم انهم كانوا بعيدين جداً عنه. يقول عباس الموسوي، امين عام حزب الله يومها:
"اعلن غورباتشوف انسحابه من الساحة الفكرية والثورية بالكامل، لان الزحف الاسلامي ، زحف ثورة الاسلام وفكر الاسلام وعظمة الثورة التي تحركت في كل انحاء العالم بوجه الطغاة والظالمين. هذا الفعل الكبير لثورة الاسلام ، اضطر الدولة العظمى الثانية في العالم ان تنسحب وتتراجع ، ثم ابتدأت تلمس روسيا الهزيمة تلو الهزيمة امام شجاعة المسلمين وجرأة المسلمين، فشاهدت بأم عينها رجل حافي القدمين، يطارد دبابتها الروسية في افغانستان، رجل حافي القدمين لا يملك الا فقره واستضعافه يطارد فلول الاتحاد السوفياتي ، يطارد آلياته وعسكره ويضطرهم للانسحاب كاملا من افغانستان".

يقول افراييم هاييفي (ضابط الموساد الشهير) في كتابه "رجل في الخفاء":

«كان مقدرا للعام 1989 ان يبقى في الذاكرة باعتباره العام الذي انسحبت فيه القوات السوفياتية اخيرا من افغانسان، وفي ذلك الوقت، كان ذلك (الانسحاب) يعد بمثابة واحد من اعظم الانتصارات التي حققها «العالم الحر» ضد الامبراطورية الشيوعية».

إن الإتحاد السوفياتي دولة شيوعية عسكرية قامت بالحديد والنار وهي تشبه ما يفعله الصهاينة اليوم في فلسطين او ما يفعله الأمريكيون في العراق او ما يفعله الصينيون في التركستان.

تخيلي يا اختي نور ان يخرج الجيش اليهودي اليوم مهزوماً من الضفة وغزة؟ اين ستصبح دولتهم؟

لذلك فقد انهت هزيمة افغانستان التكبر الروسي الستاليني واعطت امريكا نصراً بلا حرب وذلك لقاء بعض الأسلحة القديمة التي اهدتها للمجاهدين. لذلك فقد رحل السوفيات عام 1989 بعد عشر سنوات وبعد ان خسروا 15 الف جندي وانهارت كل منظومتهم العسكرية في نفوس الأقليات التي ضمها الإتحاد السوفياتي بالقوة. بعد سنتين فقط، انهار الجدار الأحمر ونسيه الناس وكأنه لم يكن.

هل كان المجاهدين هم من قضوا عليه؟
ليس تماماً ولكنهم هم من مرغ انفه في الوحل وشتتوا هيبته النارية والحديدية امام الناس. ككل هذه الدول الفاشية، لما تذهب هيبة الجيش في قلوب الناس، ينقض عليه الناس كي يرتاحوا منه. هذا ما حدث في معظم الدول الإشتراكية بعده وسيحدث إن شاء الله في سوريا وفي تونس وفي مصر و و و و

وداد
03-15-2007, 08:03 PM
اشكر الاخ مقاوم لأنه فتح مثل هذا الموضوع
نور كتب:

قرأت في احدى المواضيع المنشورة في المنتدى معلومة و هي بأن الأفغان و الحرب التي قام بها بن لادن ضد الروس قد ساهمت في تفتيت الاتحاد السوفياتي, فأريد حقيقتا" أن اعرف هل هذا صحيحا" و كيف ساهم في ذلك؟؟
حرب الأفغان ضد الاتحاد السوفييتي كانت حرب عصابات وحرب استنزاف فرضتها عدة عوامل...امريكا وجدت من يقود عنها حربا بالوكالة و بتكاليف بسيطة **على رأي الضربة يلي ما بتقتل بتدوخ*** بينما الاتحاد السوفييتي كان في آخر ايامه بسبب انتهاء صلاحية الفكرة التي قام عليها واستهلاك دعائمها وبسبب انهيار اقتصاده الذي دمره منطق البحث عن القوة بدل البحث عن المصالح ...وهذا ما تفطنت له روسيا فيما بعد وتحاول تطبيقه ...

نور1
03-16-2007, 08:52 AM
شكرا" لكم اخواني و أخواتي الأعزاء على ردودكم,
جزاك الله خيرا" اخي بلال , وصلني ما كنت أبحث عنه و هي صحة المعلومة القائلة بأن حرب العصابات التي شنّتها المقاومة الاسلامية في افغانستان (بن لادن و حركة طالبان) كان لها تأثير في ضعضعة الاتحاد السوفياتي و نشر الفكر التحرري في كل انحاء العالم خاصة للدول التي كانت جزء من الاتحاد اسوفياتي آنذاك ... و الشهادات التي جلبتها كافية أعتقد لتؤكد هذا الأمر.

مقاوم
03-16-2007, 12:34 PM
أختي نور وإليك نبذة من كتاب للشيخ عبد الله عزام وهو شاهد عيان شارك
الأفغان جهادهم وجدد الفكر الجهادي في عصرنا وهي من كتاب "في الجهاد، عبر وبصائر"
المطبوع عام 1986:

قصة أفغانستان:
إنها مرثاة حزينة، وملحمة أسيفة ما شهدت البشرية في العصر الحديث أحداث أضخم منها ولا أرزاء أفدح. منها، ملخص قصتها أنه في بداية الخمسينات أوحى الأعداء إلى الملك ظاهر شاه أن يحدث ثورة ثقافية لمحو الشعائر الإسلامية العريقة في الشعب الأفغاني، فبدأ بالهجوم على حجاب المرأة (وداس حجاب امرأة مسلمة) في مؤتمر شعبي عام، وأعلن (انتهاء الظلام إلى الأبد..!)، وعندما رفض أهل قندهار نزع الحجاب سير لهم جيشا بقيادة (خان محمد) وقتل المئات من أهل قندهار، وجاء بابن عمه وزوج أخته (محمد داود خان) رئيسا للوزراء، وهذا رجل علماني مقرب للشيوعيين، وبقي في رئاسة الوزراء عشر سنوات تربى على بلاطه فيها نور محمد تراقي، وبابرك كارمل، وحفيظ الله أمين من زعماء الشيوعيين.
وردا على هذا التيار الفاسد العلماني الشيوعي قام البروفسور غلام محمد نيازي بتكوين حركة إسلامية للوقوف في وجه الشيوعية، وكون شباب الجامعة حركة سموها (جوانان مسلمان) تزعمها مجموعة من الشباب على رأسهم عبد الرحيم نيازي.
وكان سي اف ورباني من الأساتذة المشرفين على هذه الحركة، وفي سنة (1972م) اكتسح التيار الإسلامي الجامعة، فقامت روسيا بانقلاب أطاحت بالملك ظاهر شاه وجاءت بابن عمه محمد داود رئيسا لجمهورية أفغانستان، وذلك لضرب الحركة الإسلامية، ففر حكمتيار ورباني مع بعض الشباب مهاجرين إلى بيشاور، وسجن سياف وغلام محمد نيازي، وقرر الشباب في بيشاور مقاومة داود، وبدأوا ينزلون وهم يحملون بعض القنابل اليدوية والمسدسات التي يشترونها من حدود باكستان ويلقون بها على مركز حكومي أو مقر للشرطة، فألقت الحكومة القبض على معظمهم، وأعدمت د. محمد عمر، وخواجا محفوظ، وانجنير حبيب الرحمن، ومولوي حبيب الرحمن، وقام (عجب جل) في كندز بحرق مركز الشيوعيين.
واستمرت المقاومة هذه ضعيفة ساذجة حتى انقلاب تراقي الشيوعي الأحمر في السابع من ثور الموافق (27) نيسان (1978م)، وهنا هب الشعب الأفغاني بكامله، فبدأ الجهاد مولوي عبد الغني في دراي شحيل في (17) ثور ثم تبعته كشمير.
بدأ شعب نورستان المشهور برجولته وفروسيته في (29) ذي الحجة (1398هـ)، ثم ولسوالي دراي يوسف من محافظة سمنغان بعدها بــ (38) يوما في أوائل صفر سنة (1398هـ)، ثم في هرات في جمادي الآخرة سنة (1398هـ)، وكانت مذبحة هرات المشهورة (24) حوت الموافق (15) مارس سنة (1979م) التي قتل فيها حوالي عشرون ألفا من المسلمين، ثم بدخشان في رجب (1398هـ) ثم بنجشير، وحقق المسلمون انتصارات باهرة، وهزمت الدبابات، ولم يأبهوا بالطائرات، ووصلوا مشارف كابل، ثم قام الخلاف بين حفيظ الله أمين وبين تراقي، وقتل حفيظ الله تراقي واستلم الحكم في أيلول سبتمبر (1979م)، ثم دخلت روسيا بأساطيلها في (27) كانون الأول ديسمبر (1979م)، وهنا لم تبق قرية إلا أعلنت الجهاد، ومنذ ذلك الحين حتى الآن ونار الحرب تلتهم البشر، لا تبقي ولا تذر.

فما هو الموقف الآن؟
أولا : ما هو وضع الجهاد الآن؟
ثانيا : ما هي المشاكل الداخلية والخارجية التي تعترض الجهاد؟
ثالثا : ما هي المشاكل التي يعاني منها الشعب الأفغاني في الداخل؟
رابعا : ما هي المشاكل التي تأخذ بخناق المهاجرين في باكستان وإيران؟
خامسا : ما هو الوضع الصحي والثقافي والإجتماعي الآن للشعب الأفغاني؟

الوضع العسكري للجهاد الآن:
لا شك أن المجاهدين الأفغان قد حققوا انتصارات حيرت العقل البشري في تفسيرها، ولم نجد لهذه الانتصارات جوابا مقنعا سوى أن الله عزوجل سبحانه هو الذي يدير المعركة بيده، ويرعاها بعينه، وهذا الذي دفع بعض الصحفيين والأطباء الغربيين أن يعلنوا إسلامهم كالصحفي الإيطالي، والطبيب الفرنسي (ملسون)، والطبيبة الفرنسية (إيفلين غوتي) التي أعلنت إسلامها بحضوري، وقد سمعت قصصا عجيبة من التأييد الإلهي لهذا الجهاد جمعت طرفا منه في كتاب (آيات الرحمن في جهاد الأفغان) من رؤية الطيور تحت الطائرات تدافع عن المجاهدين، وقصص الشهداء العجيبة، ورؤية الغرباء يشاركون في المعركة ثم اختفائهم بعد المعركة، وسقوط بعض الطائرات وتحطم بعض الدبابات بالدعاء.. وليس هذا مجال سرد القصص العجيبة.
ولقد حرر المجاهدون حوالي (90%) من أراضي أفغانستان، وهم ينقلون ذخائرهم من الحدود الجنوبية حتى يصلوا حدود روسيا على البغال والحمير في رحلة تستغرق شهرا أو شهرا ونصف، مما يدلك أن الطريق مفتوحة من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، ولقد تخطى المجاهدون الحدود الشمالية لأفغانستان ودخلوا داخل الولايات الجنوبية الإسلامية في الإتحاد السوفيتي، وقاموا بعمليات كثيرة، ولقد حدثني أحد الشباب المسلمين الذين يدرسون في طشقند في الإتحاد السوفيتي أنه شهد بنفسه معركة حية قرب محطة القطار في طشقند.
ولقد ضرب المجاهدون بحر الخزر (قزوين)، وضربوا مطار ترمذ، ويدخلون غابات الفستق في الإتحاد السوفيتي من بادغيس، وقد دخل مولوي عبد الجبار أوزبكستان عدة مرات، وقد خلت مديرية آقينا وكتاقشلاق من سكانها، وقد أغار المجاهدون على مطار قلعي خم ودمروا طائرة هيليكوبتر وثلاث طائرات نقل، وأحرقوا محطة بنزين، ودخل مير حمزة في شهر نسان سنة (1986م) وأسر خمسة وعشرين رجلا ، وغنم قطيعا من الأغنام، كذلك يدخل انجنير بشير باستمرار من تخار إلى الإتحاد السوفياتي ويعمل عمليات.
ولقد تكبد الروس خسائر كثيرة في الأرواح والمعدات، وقد سقط لهم في شهر أغسطس (1985م) حوالي (48) طائرة في كل أفغانستان، وسقط لهم في شهر سبتمبر حوالي ستين طائرة، ويقابل كل طائرة تسقط عادة (من 5 إلى 10) آليات مدمرة.
لقد قتل في هرات حسب التقرير الذي وصلنا في المدة بين (20 /10-6/11/1985م) (أي حوالي (17) يوما ) حوالي تسعمائة روسي شيوعي، ودمر لهم حوالي خمسين دبابة ومصفحة، وقتل للروس والشيوعيين في مزار شريف (بلخ) في معركة واحدة في أوسط شهر (11/1985م) خمسمائة (حسب ما نشرته الباكستان تايمز)، وفي بنجشير خسائر الروس كبيرة، فقد احتلوا -المجاهدون- تسعة مراكز وأسروا ثلاثين ضابطا ، ولقد تكبدت روسيا خسائر كثيرة على الحدود، وهي تحاول أن تسد المنافذ وتغلق المعابر التي يدخل منها المجاهدون بأسلحتهم وذخائرهم ففشلت فشلا ذريعا أن تسد منفذا واحدا ، ففي آذار ونيسان (1986م) شن ت روسيا هجوما واسعا على نازيان (ننجرهار) استمر (42) يوما انتهى بهزيمتها، وفي شهر أيار سنة (1986م) شنت هجوما واسعا على (جور) انتهى بهزيمتها بعد أن استمر شهرا ، وفي حزيران (1986م) شنت هجوما على جاجي انتهى بهزيمتها.

نور1
03-16-2007, 01:30 PM
شكرا" أخي المقاوم , جزاك الله خيرا" على هذه المعلومات القيمة , انها فعلا" مقاومة مسلمة ترفع الرأس و لا تهدف الاّ لتحرير أراضيها و ليس لها اي بروبغندا أو دوافع اقليمية كما لغيرها .

من هناك
03-16-2007, 03:40 PM
بارك الله بك اختي نور.
مع انني ارى في كلامك انتقاصاً من مقاومة اخرى لا ترقى لمقاومة الأفغان ابداً ولكني اظن انه قد تشتت الموضوع.

إن المقاومة في افغانستان بدأت كما بدأت المقاومة الجزائرية ولكنها كانت اسرع بسبب تحمس المسلمين لها (سواء بدافع الوعي الديني او بسبب الإندفاع الحكومي العربي في خدمة امريكا) وقدر الله لهم النصر.

لكن بعد ذلك، ضاعت المقاومات في معارك كابول ثم قيد الله لهم راحة قصيرة اخرى قبل ان يهجم عليهم الوحش الأمريكي الذي يهاجم الآن في اكثر من منطقة اخرى واراد ان يقتل النمر الأفغاني الذي ظن انه صنعه بيده ولكن بوش نسي ان التاريخ الأفغاني مشرف قبل ان تفكر امريكا اصلاً في دعمهم