تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الوحش الجريح أكثر خطورة



FreeMuslim
03-11-2007, 02:50 PM
"الوحش الجريح أكثر خطورة"، بهذه العبارة عنون المفكر الأمريكي المعروف نوعم تشومسكي في صحيفة الجارديان، مشيرا إلى أن "تصعيد واشنطن للتهديدات ضد إيران يحركه الإصرار على ضمان السيطرة على موارد الطاقة بالمنطقة". يبدأ تشومسكي بالقول إن بلدين فقط في الشرق الأوسط الغني بالنفط رفضتا الانصياع للمطالب الأساسية لواشنطن، وهما إيران وسوريا، والأولى أكثر أهمية بمراحل.

ويقول إنه وفق "عقلية الحرب الباردة" في واشنطن، يتم تصوير طهران على أنها عماد ما يطلق عليه الهلال الشيعي، الممتد من إيران عبر حزب الله في لبنان، مرورا بجنوب العراق الشيعي وسوريا. ويعرب تشومسكي عن اعتقاده أن القضية الأساسية بالنسبة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط كانت ومازالت هي السيطرة الفعالة على موارد الطاقة في المنطقة والتي ليس لها مثيل في غيرها من العالم.

ويقول إن النفوذ الإيراني في "الهلال الشيعي" يتحدى السيطرة الأمريكية، حيث إن أغلب موارد النفط الرئيسية في العالم، موجودة في مناطق شيعية بالشرق الأوسط: في جنوب العراق، والمناطق المجاورة من السعودية وإيران، فضلا عن بعض أكبر احتياطات الغاز الطبيعي. ويضيف تشومسكي قائلا: إن "الكابوس الأسوأ بالنسبة لواشنطن"، سيكون قيام تحالف شيعي فضفاض يتحكم في أغلب نفط العالم وبشكل مستقل عن الولايات المتحدة.

ويضيف أن مثل هذا التكتل، إذا برز، قد ينضم إلى "الشبكة الآسيوية لأمن الطاقة"، ومقرها الصين، وقد تصبح إيران في مركز هذا التكتل. وإذا تسبب مخططو بوش في حدوث هذا، حسبما يقول تشومسكي، فسيكونون قد قوضوا بشكل هائل وضع القوة الأمريكية في العالم. ويقول تشومسكي إن الوحش الجريح، بعد حربي العراق ولبنان، أصبح أكثر خطورة، ومن الصعب التكهن بما قد يفعله، إذ إنه في محاولة يائسة لإنقاذ شيء ما، ربما تخاطر الإدارة الأمريكية بإيقاع كوارث أخطر.

ويقول إن إدارة بوش خلقت كارثة لا يمكن تصورها في العراق، ولم تتمكن من إقامة دولة تدور في فلكها داخله، ولا يمكنها الانسحاب دون مواجهة احتمال فقد سيطرتها على موارد الطاقة في الشرق الأوسط. وفي تلك الأثناء، يقول تشومسكي، إن واشنطن قد تسعى لزعزعة استقرار إيران من الداخل، فالتركيبة العرقية في إيران معقدة إذ الكثير من سكانها من غير الفرس، وثمة نوازع انفصالية ومن المرجح أن تسعى واشنطن لتأجيجها.

ويضيف قائلا: إنه كان من الضروري أن يتم تصوير القيادة الإيرانية "بشكل شيطاني"، ففي الغرب يتم إبراز أي تصريح "جامح" يدلي به الرئيس أحمدي نجاد، و"يتم ترجمته بشكل مثير للشبهة"، غير أن زمام السياسة الخارجية هو في أيدي رئيسه، المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. ويقول إن الإعلام الأمريكي يميل إلى تجاهل تصريحات خامنئي، خاصة إذا كانت تصالحية اللهجة. ويضيف أنه يتم تناقل قول أحمدي نجاد إنه لا يجب أن توجد إسرائيل، على نطاق واسع، ولكن يكون هناك صمت، حينما يقول خامنئي إن إيران "تدعم موقف الجامعة العربية من إسرائيل-فلسطين".

ومن جانب آخر، أفادت المجلة العسكرية البريطانية المتخصصة بالشؤون الإستخبارية (جينز إنتليجانس دايجست) أن سلاح الجو الإيراني، سيجد صعوبة بالغة في التصدي لأي هجوم جوي محتمل تشنه الولايات المتحدة ضد منشآت إيران للأسلحة النووية المشتبه بها.

وقالت المجلة في بيان الجمعة إن الإيرانيين سيعتمدون بشكل كبير على نظام الدفاع الجوي الأرضي لمقاومة أي هجوم جوي من قبل الولايات المتحدة.ونسبت إلي رئيس تحريرها أليكس فاتانكا قوله، إن أولوية الولايات المتحدة ستكون تدمير رادرات الإستطلاع الإيرانية، كما أن القادة العسكريين الإيرانيين يعرفون تماماً أنهم سيخسرون الكثير من قدراتهم الثابثة من الجولة الأولي من الهجمات الجوية الأمريكية .

وأضاف فاتانكا أن الولايات المتحدة ستعول بشكل كبير علي صواريخ (هارم) المقاومة للأشعة والعالية السرعة، لتدمير أنظمة الدفاع الجوي للعدو بسبب القدرات المتطورة التي تتمتع بها، مشيراً إلي أن العدد الكبير من صواريخ كروز وطائرات الشبح لدي البحرية الأمريكية يعني أن الولايات المتحدة ستكون قادرة علي الحفاظ علي حملة جوية مستمرة، رغم أنها ستفقد في بعض المراحل عدداً من طائراتها بنيران الدفاعات الجوية الإيرانية.وأشار إلى أن حاملتي الطائرات الأمريكية الموجودتين في مياه الخليج حالياً، تزودان الأسطول الخامس الأمريكي بمئات الطائرات العسكرية وصواريخ كروز.
كما أن سلاح الجو الأمريكي لديه مصادر في العراق وأفغانستان، فضلاً عن عشرات القاذفات الإستراتيجية المتمركزة في الولايات المتحدة، والقادرة على شن غارات بعيدة المدى ضد الأهداف الإيرانية، باستخدام أنواع مختلفة من الذخائر المتوازنة التأثير.وكشفت المجلة أن القوات المسلحة الإيرانية استثمرت وبشكل كبير في تطوير منصات لامركزية متحركة للدفاع الجوي، يمكن أن تشكل تهديداً خطيراً للطائرات الأمريكية المهاجمة بسبب السرية التي تتمتع بها وسهولة التحكم بها.