تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ملامح المعركة القادمة بين الإسلام الأصولي والإسلام المعتدل



مقاوم
03-04-2007, 11:36 AM
ملامح المعركة القادمة
عبد الإله الشايع
العالم الإسلامي بعد الحادي عشر من سبتمبر كانت دراسة لمؤسسة راند تصف فيها جماعات الإسلام السياسي والتقليدي والأصولي والسنة والشيعة وغيرهم،ثم اقتربت العدسة أكثر من الواقع في دراستها التالية عن إسلام حضاري وديمقراطي موارد وشركاء واستراتيجيات ميزت بين نوعين من الإسلام: المعتدل والأصولي، وكيفية استثمار الإسلام المعتدل لضرب الأصولي ونزع الشرعية منه بحسب دراسة ملحقة عن حرب الإرهاب لمعهد بروكينز بالتعاون مع مؤسسة راند، ثم كانت أكثر عمقا ودقة وقربا وملامسة للواقع الدراسة الأخيرة التي فصلت في وضع الإسلام الأصولي المتطرف أو التيار الجهادي واقتربت أكثر من فهم الحالة أن هناك نوعين من الجهاد: عالمي ومحلي، ووضعت خطة لاستثمار الخلافات بينهما لضرب الجهاد العالمي بالمحلي وإشغالهما ببعض.
في إطار المعركة الدائرة التي يتابعها أصحاب الفكر والدراسة في واشنطن بدت الملامح من الوهلة الأولى للحادي عشر من سبتمبر تظهر إلى العلن في مخالفة المواقف لبعضها من فصائل الإسلاميين بأنواعهم، واليوم وصلت المعركة التي بدأت خفيفة إلى قمتها الإعلامية العلنية بتصريحات وتأصيلات من شيوخ كل طريقة وفئة.

يكتب الدكتور النفيسي عن حالة الإخوان المسلمون ناصحا إياهم بحل جماعة الإخوان لأنها أصبحت كالإسفنجة تمتص طاقات الأمة وتجمدها وفقدت البوصلة بغياب الرؤية الإستراتيجية الكلية للأشياء وانعدام المحور الشرعي الذي يجب ان ترتكز عليه.

فيرد عليه أحد منظري التيار الإخواني العراقي محمد أحمد الراشد بأن هذا فقه إسفنجي صحراوي وفكر جزافي، دون الإشارة صراحة إلى النفيسي أو مقالته ولكنها تأكيد لمنهج الإخوان وصفاءه وحكمته وبلوغ ثماره، ورميا بقوة على منهج الجهاديين متهما لهم أنهم يستبيحون الدماء والهدم والتخريب.

بلغ الأمر مبلغه حين تصدر المرشد العام للإخوان بالرد على الدكتور النفيسي بأن مطالبته بحل الجماعة مطلب تجاوزه الزمن والجماعة تسير بفضل الله على خير حال بسبب فهمها الصحيح للإسلام .. وهذا الكلام عن حل الجماعة يثيره أهل الباطل والصهاينة والأمريكان، وأردف المرشد توضيحا لأول مرة ينطقه بهذه الصراحة والصرامة، عن اعتقاده بأن لا وجود حقيقة لتنظيم القاعدة بل هناك فكر ضال منحرف يسري بين الشباب تروجه الصهيونية والمخابرات الأمريكية. [1] (http://us.f355.mail.yahoo.com/ym/ShowLetter?MsgId=8721_20212768_3412 _8226_32137_0_28227_113139_46686275&Idx=15&YY=84837&y5beta=yes&y5beta=yes&inc=100&order=down&sort=date&pos=0&view=a&head=b&box=Inbox#_ftn1)

كلام المرشد هو الأول من نوعه على هذا المستوى العالي من الوضوح عن تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري الذي أعاد إصدار طبعته الثانية من كتابه الشهير (الإخوان المسلمون في ستين عاما، الحصاد المر) وأعاد تأليفه منتصف العام 2005، مع تأكيده بأنه حذف منه العبارات القاسية التي لا يضر حذفها بالمضمون وتضمن ردودا هادئة ومناقشات علمية لمنتقديه في الطبعة الأولى، وأضاف حوارات وتصريحات جديدة لقادة الإخوان تؤكد ما ذهب إليه الكتاب الذي أصدر طبعته الأولى في العام 1986، وأعاد طبعته الثانية في أوائل العام 2007 من مؤسسة الفجر الإعلامية التي تضم كل المؤسسات الإعلامية التابعة لتنظيم القاعدة في كل مكان في العالم.

المعركة بين نوعين من الإسلام المعتدل والأصولي ظهرت إلى العلن بصورة مباشرة وواضحة فبعد نقد الأفكار يتجه الطرفان الأن إلى نقد المؤسسات والأشخاص على العلن، أما في حالة الإخوان المسلمون في العراق فقد تطورت المعركة إلى المواجهة المسلحة لأن الإخوان يشاركون في الحكومة الت ي تنفذ خطة أمن بغداد وتقاتل إلى جانب الإحتلال الأمريكي لطرد الإرهابيين حسب أهدافها المعلنة، ويمثل نائب رئيس الجمهورية هناك ورئيس البرلمان طارق الهاشمي ومحمود المشهداني من تيار الإخوان الذين يساهمون بشكل معلن في تطبيق الخطط الأمنية وتبرير المداهمات وألإعتقالات وقد اتهم الجيش الإسلامي –فصيل غير محسوب على القاعدة- اتهم الحزب الإسلامي بالخيانة أن طارق الهاشمي وقع على قتل رجال المقاومة المعتقلين في سجون الاحتلال.
وفي أفغانستان كان الإخوان عبر ممثليهم هناك عبد رب الرسول سياف ورباني حلفاء في تحالف الشمال مع الولايات المتحدة الأمريكية لغزو أفغانستان وإسقاط طالبان ويشاركون في البرلمان والحكومة الأفغانية التي تواجه يوميا معارك مسلحة مع القاعدة وطالبان في أفغانستان.

صدر عن مؤسسة راند دراسة جديدة هامة
بعنوان : (( ما بعد القاعدة Beyond al-Qaeda ))
و هي تقع في مجلدين :
الأول : حركة الجهاد العالمية The Global Jihadist Movement
الثاني: الحلقات الخارجية للتكوين الإرهابي The Outer Rings of the Terrorist Universe
§ و تبحث الدراسة في أربعة مباحث رئيسة:
1ـ القاعدة : العقيدة , الإستراتيجية , التكتيك , التمويل , العمليات , تغير الأشخاص , المستقبل المحتمل .
2ـ الجماعات الجهادية التي تبنت نظرة القاعدة العالمية و التي هي ليست رسمياً من القاعدة
3ـ الجماعات الإرهابية الإسلامية و غير الإسلامية و التي ليس لها أي صلات معروفة بالقاعدة , و التي تهدد المصالح الأمريكية و الأصدقاء و الحلفاء , كحماس و حزب الله....
4ـ الرابطة بين الإرهاب و الجريمة المنظمة , ويتضمن ذلك طرق استعمال الإرهابيين للمنظمات الإجرامية في تمويل نشاطاتهم ...
المشرف على إعداد الدراسة و الكاتب الرئيس لها هو أنجل راباساAngel Rabasa
أحد كبار المحللين السياسيين في مؤسسة راند
بداية تدعو الدراسة الولايات المتحدة الأمريكية إلى توسيع الجهود بشكل كبير لتقويض الدعم للقاعدة
و خاصة من داخل الدول الإسلامية
و تقول إن نجاح مكافحة القاعدة ( الجهاد العالمي ) يكون بـ :
1ـ مهاجمة العقيدة الجهادية العالمية
2ـ قطع الصلات بين الجماعات الجهادية
3ـ تعزيز قدرات دول المواجهة إلى مواجهة تهديدات الحركات الجهادية
ويقول التقرير إن العقيدة الجهادية تواصل الانتشار و تلقى مزيداً من القبول في العالم الإسلامي
و هذا سينتج إرهابيين أكثر يجددون صفوف القاعدة
و إذا تم الطعن في هذه العقيدة و مصداقيتها فإن القاعدة ستنزوي و تموت
و طرق مكافحة الإرهاب التقليدية لا تكفي لهزيمة القاعدة
و يجب فهم أن الصراع مع القاعدة صراع سياسي و عقدي
و في هذا يقول راباسا:" الحركة الجهادية العالمية حركة أيديولوجية متطرفة.. و الحرب عليها في أبسط مستوى يكون بحرب الأفكار .."
و الهدف من ذلك كما يقول التقرير منع القاعدة من استغلال الخطاب الإسلامي و الخطاب السياسي و الذي استخدمته بكل براعة
و تقويض العقيدة الجهادية العالمية من الخارج أمر صعب , فالقاعدة قد عبئت المسلمين ضد الغرب و دعت إلى اسقاط الحكومات في السعودية ومصر وباكستان , و دعت إلى إقامة دولة إسلامية على امتداد العالم الاسلامي
لكن ليس كل الجماعات الجهادية تتفق مع القاعدة في النظرة العالمية
لهذا السبب تدعو الدراسة الولايات المتحدة إلى قطع الصلة بين الجهاد العالمي و الجهاد المحلي
و ذلك بنشر و تأكيد الاختلافات بين حركة الجهاد العالمية ( القاعدة) و حركات الجهاد المحلية التي لا تهدد الغرب
و من المهم تأكيد و إبراز أن الدولة الإسلامية التي تسعى القاعدة إلى إقامتها ستستبعد التيارات الإسلامية الأخرى
وبالإضافة إلى ذلك ،فإن الولايات المتحدة ستسعى الى منع الجماعات الإرهابية من
المقدسات وتعزيز قدرات الحكومات الحليفة و الصديقة للتعامل مع التهديدات
الارهابية ،لكن بصفة استشاريه بتوفير مجال جمع البيانات والتحليل والتقرير.
و ينبغي تحديث المعلومات لتشمل التطورات الأخيرة في العراق والأراضي الفلسطينية والشيشان والصومال وجنوب شرق آسيا.

من هناك
03-04-2007, 12:49 PM
لقد قرأت مؤخراً دراستهم عن الإسلام المعتدل: شركاء وموارد وقد توصلوا فعلاً للفصل بين الحركات الإسلامية والتفريق بين بعض التفاصيل.

لكن الحل بالإعتماد على المسلمين الليبراليين والمعتدلين كان مشوهاً لدرجة لأنهم لا يعرفون قدرة الليبراليين الحقيقية في الشارع.

لكني لم اطلع بعد على الدراسة الجديدة وإن شاء الله اعقب بعد ان اقرأها.

بالنسبة للدكتور النفيسي والإخوان، انا اوافقه في دعوته شرط ان يوجهها لكل الحركات جملة وتفصيلاً وان يدعو لقيامة اتحاد عالمي إسلامي للشباب وللعلماء والدعوة لمؤتمر يدرس مشكلات الأمة ككل ويضع حلولاً واقعية وبعض التفاصيل من اجل ان تبدأ الناس.

اما ان تهاجم الإخوان المسلمين وتترك بلاوي الصوفية وبلاوي بعض السلفية و و و، فهذا ليس من العدل في شيء لأن الصوفية كانوا افضل اسفنج على مر الزمان للمحتل وللمستعمر والآن هناك سلفية صلفية من كل الفروع ايضاً ويشكلون افضل اسفنج بل ريش نعام لينام عليه المستعمر الجديد

ابو شجاع
03-04-2007, 01:42 PM
يستحق القرائة والتعليق

لاحقا انشاء الله

فـاروق
03-05-2007, 03:44 AM
اولا ليس القاعدة او الاخوان الممثل الوحيد للمسلمين

ومن الخطأ تصوير ان اخطاء الاخوان تحلها القاعدة وان من يضيره فعل الاخوان فما عليه الا ان يلتحق بركب القاعدة....

ومنظروا كلا الطرفين ليسوا معصومين ولا يملكون الحقيقة المطلقة فضلا عن الكم الكبير من الاخطاء التي يقعون بها.

ملامح المعركة (ان صحت تسميتها معركة) هي بين جيل مسلم يريد ان يعادي الجميع ويستبيح كل من يخالفه الراي ويكون بذلك اداة هدم لا بناء

وبين جيل متفلت من كل قيد بدعوى فقه الواقع وايجاد صورة عصرية للمسلم المنفتح كمطية للدعوة

وبين جيل يحاول ان يشق خطا وسطا يعطي الجهاد قدره دون اهدار دم الناس بغير حق ويعطي الدعوة حقها دون ان تبرر الغاية الوسيلة ويوازن بين دنياه وآخرته.

الجيلان الاولان يعتبران هدرا لطاقات الامة واستغلالا لمشاعر الشباب.

والله اعلم

من هناك
03-05-2007, 03:47 AM
من هما الجيلين الوليين (بالعامية المصرية)

الجيلين الولين يعتبران هدرا لطاقات الامة واستغلالا لمشاعر الشباب.

من هو الجيل الثالث؟ من يمثله الآن وكيف نجده؟

مقاوم
03-05-2007, 06:44 AM
أخي فاروق تحليلك واقعي ومنطقي والجيل الوسطي الذي ذكرت هو جيل التمكين والله أعلم.

لكن من ناحية أخرى المعركة قائمة فعلا وهي تتخذ وجوها وصورا بعضها علني بشع لكن معظمها
يجري في الخفاء ومن وراء الكواليس وهي صور أكثر بشاعة وأشد عفنا.

نحن نعيش في زمن الفتن فيه كقطع الليل المظلم لا يهتدي إلا الحق فيه إلا من منّ الله عليه بالهداية والرشاد وقليل ما هم!!

لكن وصفة الهداية ومكوناتها متوفرة بين أيدينا وهي الإخلاص والصوابية ويجملها ترك الرخص والأخذ بالعزائم، يقول الإمام ابن القيم:


العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه‏.‏ إذا حملت على القلب هموم الدنيا وأثقالها وتهاونت بأوراده التي هي قوته وحياته كنت كالمسافر الذي يحمل دابته فوق طاقتها ولا يوفيها علفها فما أسرع ما تقف به‏:‏
ومشتت العزمات ينفق عمره ** حيران لا ظفر ولا إخفاق

ابو شجاع
03-05-2007, 01:24 PM
السلام عليكم

اخوتي الكرام

اولا هذا هو تقرير مؤسسة راند " الاسلام الحضاري الديمقراطي "
Civil Democratic Islam: Partners, Resources, and Strategies (http://www.rand.org/pubs/monograph_reports/2005/MR1716.pdf)



للتحميل المباشر باللغة الانجليزية

http://www.rand.org/pubs/monograph_reports/2005/MR1716.pdf

save target as

او باللغة العربية

http://www.rand.org/publications/MR/MR1716/MR1716-Arabic.pdf

او ان لم يعمل الرابط السابق بالعربية فمن موقع الاسلام اليوم

http://www.islamtoday.net/ar-CDI-Final.pdf

اما التقرير الاخر ما بعد القاعدة الجزء الأول فها هو بالانجليزية (( لست اعلم ان كان مترجما ام لا ))
Beyond al-Qaeda: Part 1, The Global Jihadist Movement (http://www.rand.org/pubs/monographs/2006/RAND_MG429.pdf)

http://www.rand.org/pubs/monographs/2006/RAND_MG429.pdf

واليكم عنوان موقع مؤسسة راند والموقع خطير فعلا والاصل ان يضطلع عليه كل مسلم قبل اي منتم للحركات الاسلامية فهو يضع التصورات الحضارية الغربية للمعركة القادمة مع الاسلام

http://www.rand.org/

من هناك
03-05-2007, 01:34 PM
اخي ابو شجاع،
جزاك الله خيراً على الرابط ولكن هذه الدراسة القديمة التي ارادوا فيها ان يدعموا الإسلام الليبيرالي.

إن من يقرأها يفهم سبب هذه الطفرة من الدعاة الإعلاميين المائعين الذين يرفضون بابا نويل بحجة ان بابا محمد افضل لأطفالنا :)

ابو شجاع
03-05-2007, 01:44 PM
ولي تعليق

فمداخلة الاخ فاروق اوافق عليها فيما عدا جملة الجيلان الاولان يعتبران هدرا لطاقات الامة واستغلالا لمشاعر الشباب

فالقاعدة مثلا لديها تأصيل شرعي او فلنتحدث بصراحة اكبر لديم شبهة دليل اراهم اخطأوا فيه ولكنه رأي يحترم

بينما الاخوان مع الاسف لا ارى لديهم اي فكرة او تأصيل شرعي

التقرير السابق وضع الاخوان والمتصوفة والشيعة واخرين في كفة وسماهم بالمعتدلين او التقليديين

وفي المقابل السلفية الجهادية والقاعدة وبعض اطياف السلفية التي تخلصت والحمد لله من عقدة " ولي الأمر" وحزب التحرير وسماهم الأصوليين والمتطرفين او الراديكاليين

وللاستاذ علي باكير في مجلة العصر الالكترونية مقال بعنوان للإسلاميين فقط: احذروا من أن يستغلّكم الأمريكيون في الحوار و التقارب المزعوم فليراجع فهو جيد

او للاستاذ طارق حمدي مقال بعنوان أميركا والحركات الإسلامية ومصيدة المشاركة في الأنظمة الحالية


http://middle-east-online.com/opinion/?id=34786


وهناك اصدار لحزب التحرير اتمنى قرائته



حذار أيها المسلمون، وبخاصة الحركات الإسلامية،

من الوقوع في أحابيل الولايات المتحدة الأمريكية

لقد أدركت أمريكا أن الأمة الإسلامية متوجهة توجهاً جارفاً نحو تحكيم الإسلام في حياتها بإقامة دولة الخـلافة الراشدة. وأمريكا وأوباشها تدرك ما هي الخـلافة وما هي عظمتها، وأن في قيامها إزاحةَ كل طواغيت الأرض وعلى رأسها أمريكا التي تتحكم في العالم: تنهب ثرواته وتأكل خيراته وتستولي على مقدراته. فَتَفَتَّقَ ذهنها الخبيث عن خطة خبيثة تشرك من خلالها الحركات الإسلامية في الحياة السياسية للأنظمة، فتشترك في الحكم وتكون في مواقعه، وتُظهِر أمريكا بذلك للمسلمين أن الإسلام قد وصل إلى الحكم بوصول زعماء هذه الحركات إليه، فيهدأ الناس قليلاً وتعوق شيئاً من تيار المسلمين الجارف نحو إقامة الخـلافة الإسلامية.

أيها المسلمون: لقد صعَّدتْ أمريكا خطتها الخبيثة هذه منذ شهور ثلاثة، فأصبحت تنشر الوثائق وتعد الأبحاث وتبث التصريحات بأن تغييراً حدث في السياسة الأمريكية تجاه الحركات الإسلامية. فبدلاً من تركيزها فيما سبق، وبخاصة بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) ، على تشجيع الأحزاب العلمانية على الإمساك بزمام الحكم وإبعاد الحركات الإسلامية، أصبحت في الآونة الأخيرة لا تمانع بل تحث بوسائل مختلفة على فسح المجال لإشراك الحركات الإسلامية في الحكم ولكن ليس على أساس إيجاد أحكام الإسلام في واقع الحياة وتغيير الأنظمة، بل من خلال الأنظمة الوضعية القائمة في بلاد المسلمين.

إن المنعم للنظر يرى أن أمريكا لا تريد تغيير الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين، حيث قَدَّمَتْ هذه الأنظمة لأمريكا خدمات جُلّى في حفظ مصالحها، ولا زالت، ولكنها تريد أن تُلبس هذه الأنظمة ثوباً مزركشاً بإشراك الحركات الإسلامية في الحياة السياسية للسلطة تحت ضجة (ديمقراطية الانتخابات)، وهكذا تصبح الحركات جزءاً من الأنظمة تحسّن صورتها وتطيل عمرها، وتضلل المسلمين بحدوث التغيير المنشود والإصلاح المقصود، وكل ذي بصر وبصيرة يدرك أن هذه الأنظمة تحتاج تغييراً جذرياً يوجِد نظام الإسلام مكانها، لا أن تُرقَّع هذه الأنظمة لتبدو جديدةً في الوقت الذي هي فيه خِرقةٌ بالية.

وبمتابعة ما أشرنا إليه من الوثائق والأبحاث والتصريحات خلال الشهور الثلاثة الماضية يتبين ذلك بجلاء:

1 - صرح سكوت كاربنتر نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط ومسئول صندوق مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط، صرح في 9/3/2005م في مبنى السفارة الأمريكية في باريس، أن واشنطن (لا تقوم بنشاطات في الشرق الأوسط لغرض الترويج لانهيار الأنظمة القائمة ولكنها بالمقابل لَم تعد تقبل استمرار تكلس الوضع القائم، بل همها إدخال الديمقراطية إليها) مضيفاً أنه (يتعين توفير أفق جديد وأمل جديد).

2 - أوعزت أمريكا إلى المؤتمرين في مؤتمر الإصلاح العربي المنعقد في مكتبة الإسكندرية يوم 14/3/2005م بالدعوة إلى إشراك الحركات الإسلامية في عملية الإصلاح السياسي في العالم العربي، حيث دعا البيان الختامي إلى (إشراك الحركات السياسية الإسلامية في النظام السياسي في الدول العربية وإعادة صياغة العلاقة بين الدين والسياسة).

3 - صرحت إليزابيث تشيني وهي ابنة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، كبيرة نواب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأوسط والمنسقة العامة للمبادرة الأمريكية للشراكة مع الشرق الأوسط، صرحت قائلةً في 14/4/2005م (أنها لا تستبعد فتح حوار مع أي فصيل سياسي إسلامي طالما أن نشاطهم لا يتعارض مع المبادئ الأمريكية الأساسية).

4 - أصدرت وحدة البحث في الأمن القومي التابعة لمركز (رند) للولايات المتحدة، أصدرت وثيقة في 14/5/2005م تحت عنوان (الإسلام المدني الديمقراطي شركاء وموارد واستراتيجيات) حددت فيها ملامح السياسة الأمريكية المطلوب تعاطيها مع الحالة الإسلامية (المعتدلة).

5 - أصدرت حركة المحافظين الجدد في إدارة الرئيس بوش وثيقة بعنوان (مشروع القرن الأمريكي الجديد PNAC) تناقلتها وسائل الإعلام ونشرتها صحيفة الشرق الأوسط في 3/6/2005، وكاتب تلك الوثيقة هو غالي شميت المدير التنفيذي لمشروع القرن الأمريكي الجديد، وقد تطرقت تلك الوثيقة إلى مصر والحركات الإسلامية فيها على اعتبار أنها بوابة العالم العربي جاء فيها (إن من مصلحة أمريكا التعامل مع هذه الحركات الآن ... على الرغم من معارضة الولايات المتحدة لبعضها).

6 - بدأت تتضح (ثمار) هذه السياسة الأمريكية من خلال ظاهرتين:

الأولى: تطعيم الحركات الإسلامية بأفكار علمانية على النمط الغربي، فقد صرح بعض أعضاء الحركات الإسلامية في الكويت ومصر، ومن قبل في الأردن، أن لا مانع من أن يضم الحزب المسمى (إسلامياً) أعضاءً من المواطنين غير المسلمين. وصرح عضو إسلامي بارز في مصر أن شعار (القرآن دستورنا) هو «شعار عاطفي لا يعبر عن منهجنا للعمل السياسي» ... أي أن أمريكا تحاول أن تجعل الأحزاب الإسلامية كالأحزاب المسيحية في الغرب فمثلاً حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، حزب الاتحاد المسيحي الاشتراكي ... وهكذا أي أن تكون أحزاباً تذكر الدين في اسمها ولكنها في العمل السياسي علمانية الطابع والتفكير مع بعض المشاعر الدينية إذا اقتضتها ظروف خاصة.

الثانية: محاولة الإدارة الأمريكية الاتصال ببعض الحركات الإسلامية، وقد أصبح هذا الأمر مكشوفاً تنشر عنه الصحف ووسائل الإعلام الأخرى كالاتصالات مع بعض الحركات في مصر وسوريا والكويت ولبنان وفلسطين ... التي كانت تتم مع مسئولين رسميين أمريكيين أحياناً، ومع وفود من الكونغرس أو رجال الأعمال الأمريكيين أحياناً أخرى. ولقد دخلت أوروبا على خط الاتصالات مع بعض الحركات الإسلامية بالعلن أحياناً وبنصف العلن أحياناً أخرى.

أيها المسلمون: إن أمريكا رسمت وترسم خطةً خبيثةً وشَرَكاً لئيماً توقع فيه الحركات الإسلامية في حبائل مؤامراتها فتشركها في الحكم عن طريق لعبة الانتخابات (الديمقراطية) وعندها تصبح هذه الحركات جزءاً من هذه الأنظمة وبالتالي تعمل على المحافظة على الأنظمة بدل أن تعمل لتغييرها، وتوجِد صورةً تجميليةً للأنظمة الوضعية الفاسدة القائمة في بلاد المسلمين فضلاً عن أن هذه الحركات ستغير جلدها بالتدريج ما دامت أصبحت جزءاً من النظام.

إن أمريكا تحاول أن تطفئ جذوة الإسلام المشتعلة في صدوركم، وأن تعوق تياركم الجارف نحو تطبيق الإسلام من خلال نظام الخـلافة، وذلك بأن تُظهِر لكم أن الإسلام وصل إلى الحكم بوصول الحركات الإسلامية التي تتصل بها أمريكا إلى الحكم.

إن نظام الحكم في الإسلام نظامٌ متميز لا يقبل التشويه أو التضليل، بل هو نظام الخـلافة الذي يُحكَم من خلاله بما أنزل الله، فهو الذي ارتضاه الله لعباده وفرضه عليهم، وطبقه رسوله صلوات الله وسلامه عليه، وسار عليه الخلفاء الراشدون من بعده، وكُلُّ خليفة عادل بعدهم. وهذا النظام سيعود بإذن الله مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الإمام أحمد «... ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة».

أيها المسلمون: إنه على الرغم من أن الاشتراك في أنظمة الحكم الوضعية، والحكم بغير ما أنزل الله، يجعل الحاكم كافراً إذا اعتقد عدم صلاح الإسلام للحكم ]ومن لَم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون[، ويجعله فاسقاً ظالماً إذا لَم يحكم بالإسلام ولكنه يعتقد صلاحه ]ومن لَم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون[ ]الفاسقون[، أي أن أقل ما يقال فيمن سيشترك في الحكم بغير ما أنزل الله، إنه فاسق ظالم، ومع أن هذه قاصمة للظهر، إلا أن في الأمر خطورةً أخرى وهي أنها خدمة للسياسة الأمريكية في المنطقة، فيكون هذا الاشتراك ظلماتٍ بعضها فوق بعض.

ولا يقال إن أمريكا قد سمحت لعملائها أن يشركوا الحركات الإسلامية في الحكم الوضعي خدمةً للإسلام والمسلمين!، أو أن أمريكا وافقت مرغمة من هذه الحركات بأن خشيت بطشها فوافقت على التفاوض معها وإشراكها في الحكم!، لا يقال هذا بل إن عامة الناس وبسطاءهم، ناهيك عن المفكرين والسياسيين، يعلمون أن أمريكا تفاوض هذه الحركات وتشركها في الحكم لخدمة مصالح أمريكا ومصالح عملائها الحكام في المنطقة، ولإدخال النهج الغربي على هذه الحركات، والاستحواذ عليها، وليس لكي يُطَبَّقُ الإسلام في واقع حياة المسلمين.

أيها المسلمون: إن حزب التحرير يُحذِّر من الاستهانة بمخططات أمريكا، ومن الشَّرَكِ الذي تنصبه للمسلمين وبخاصة الحركات الإسلامية، فلا تنخدع بمعسول التصريحات، ودفء المفاوضات، بل توصد الأبواب في وجه الدول الكافرة المستعمرة بزعامة أمريكا، فهي السم الزعاف والداء العضال ]لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمةً وأولئك هم المعتدون[.

وكذلك فإن حزب التحرير يُبَشِّرُ الأمة الإسلامية بأن خلافتها لا بد قائمة بإذن الله، وإنها لمنتصرةٌ بعون الله، ليس فقط على زعيمة الكفر أمريكا بل وعلى شريكتها في العدوان على بلاد المسلمين بريطانيا، ومِنْ قَبْلُ إزالة ربيبتهم دولة يهود، ثم النصر كذلك على كل متربص بالمسلمين الدوائر.

لا نقول هذا تحليقاً في الخيال بل ينطق به وعد الله سبحانه، وبشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعظمة هذه الأمة وإقدامها، ورسوخ قَدَمِ هذا الحزب في العمل للخـلافة التي تأخذ بخير الزاد وقوة الإعداد، ومن كانت هذه أسلحته فإنه لمنصور بإذن الله.

]إننا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد[.



11 من جمادى الأولى 1426هـ.

حزب التحرير



الموافق 18/06/2005م.

http://www.hizb-ut-tahrir.org/arabic...20050618HT.htm (http://www.hizb-ut-tahrir.org/arabic/nashrat/htm/20050618HT.htm)

ابو شجاع
03-05-2007, 01:47 PM
اخي ابو شجاع،
جزاك الله خيراً على الرابط ولكن هذه الدراسة القديمة التي ارادوا فيها ان يدعموا الإسلام الليبيرالي.

إن من يقرأها يفهم سبب هذه الطفرة من الدعاة الإعلاميين المائعين الذين يرفضون بابا نويل بحجة ان بابا محمد افضل لأطفالنا :)

له له حج بلال :)

لم تنتبه للرابط



اما التقرير الاخر ما بعد القاعدة الجزء الأول فها هو بالانجليزية (( لست اعلم ان كان مترجما ام لا ))
Beyond al-Qaeda: Part 1, The Global Jihadist Movement (http://www.rand.org/pubs/monographs/2006/RAND_MG429.pdf)

http://www.rand.org/pubs/monographs/2006/RAND_MG429.pdf



ولي عودة فالموضوع يحتاج لقرائة بتركيز قبل ان ادلي بتصريح اعلامي:mrgreen:

طلال
03-05-2007, 01:54 PM
ملامح المعركة (ان صحت تسميتها معركة) هي بين جيل مسلم يريد ان يعادي الجميع ويستبيح كل من يخالفه الراي ويكون بذلك اداة هدم لا بناء

وبين جيل متفلت من كل قيد بدعوى فقه الواقع وايجاد صورة عصرية للمسلم المنفتح كمطية للدعوة

وبين جيل يحاول ان يشق خطا وسطا يعطي الجهاد قدره دون اهدار دم الناس بغير حق ويعطي الدعوة حقها دون ان تبرر الغاية الوسيلة ويوازن بين دنياه وآخرته.


كلام صحيح اوفقك عليه جمله وتفصيلن
وكلام موزون ونظره صحيحه اسائل الله ان لايحرمك اجرنا واجر غيرنا من كلامك الطيب

من هناك
03-05-2007, 03:23 PM
اعتذر منك اخي ابو شجاع لأنني كنت اقرأ على عجالة :)

جزاك الله خيراً وقد وجدت الرابط الإنكليزي