تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سيمور هيرش لـ«السفير»: واشنطن تقف ضد أي تسوية في لبنان



الحسني
02-27-2007, 09:10 AM
سيمور هيرش لـ«السفير»: واشنطن تقف ضد أي تسوية في لبنان
(السفير - 26/2/2007)

لا يخفي الصحافي الأميركي المعروف في مجال التحقيقات سيمور هيرش عداءه لسياسة الإدارة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط. لكنه عندما يكتب يحرص على أن تكون كل كلمة يكتبها ذات مصدر موثوق ولا يمكن لأحد أن ينفيها. بل هو يبتسم عندما تأتي الردود على مقالاته على شكل إهانات شخصية من قبل الحكومة الأميركية من دون أي نفي حقيقي. وليس المقال الأخير الذي نشرته أمس مجلة «نيويوركر» الأميركية استثناء لهذه القاعدة فهي تحتوي على معلومات أقل خطورة بكثير، مما امتنع عن نشره، بانتظار المزيد من المصادر الموثوقة لتأكيده.

وما فتح عينيه على هذه القصة كان الكلام الذي سمعه، وكتبه في المقالة، عن الحذر الذي يبديه أمن السيد حسن نصر الله تجاه بعض الحركات السلفية السنية والمخابرات الأردنية من استهدافها له. وقد بنى قصته على عدد هائل من المقابلات التي أجراها مع مصادر في الحكومة الأميركية كما مع مسؤولين ودبلوماسيين في لبنان خلال زيارته الأخيرة في كانون الأول الماضي. «السفير» حاورت هيرش في مصر وسألته عن مقاله وتوقعاته.

٭ ما الذي جعل الولايات المتحدة تنتقل إلى استراتيجية الفتنة بين السنة والشيعة وتدعم التنظيمات السنية المتطرفة كما قلت؟
ـ ما يمكنني قوله هو أن إيران قد تكون أحد الأسباب ومشكلة بوش في العراق سبب آخر. لا يمكنني أن أجزم إن كانت الولايات المتحدة ذاهبة للحرب مع إيران. ليس مستحيلا أن نصدق أن نقل المشكلة إلى إيران، أو الهرب إلى الأمام من خلال إيران، أمر يمكن أن يفكر فيه الرئيس الأميركي. هناك أشخاص في الإدارة يعتقدون بقوة أنه سيقوم بذلك. لكن هذا لا يعني أن ذلك مؤكد.

٭ هل نحن أمام السيناريو نفسه الذي اتبعته الولايات المتحدة ضد الاتحاد السوفياتي السابق بدعمها «المجاهدين» في أفغانستان؟
ـ المبدأ هو نفسه: عدو عدوي هو صديقي. في الحرب ضد السوفيات اعتمدنا على السعوديين من خلال (الأمير) بندر ومرة أخرى يلعب بندر دورا ويساعدنا في التنظيم. فالحكومة الأميركية اتخذت قرارا بأنها ينبغي أن تتحرك ليس فقط تجاه إيران وإنما أيضا تجاه «حزب الله» و(الرئيس السوري) بشار (الأسد). خلاصة ما أريد قوله إنهم ذاهبون إلى حرب ضد هؤلاء.

٭ كيف؟
ـ أعرف أن هناك أموالا تستخدم وقد قيل لي هذا من مصادري ولكننا لسنا واثقين من منبعها. نظن أن بعضها أتى من العراق لأن هناك الكثير من الأموال، أموال النفط، التي اختفت ولكنني لا أعرف بالضبط من أين أتت وإن كنت أعرف أنها ليست من الكونغرس. وبحسب القانون في أميركا فإن العمليات السرية ضد الدول الأخرى لا يمكن للرئيس أن يقوم بها من دون أن يخبر الكونغرس ويحصل على موافقته وتفويضه بذلك. وهناك نوعان من الأموال الآن، أموال تأتي على شكل مساعدات خارجية تدعم السنيورة، ولكن إلى جانب هذه الأموال المعلن عنها من خلال مؤتمر باريس مثلا، هناك أموال أخرى لا نعرف من أين تأتي. لقد دعمت الولايات المتحدة «ثورة الأرز» بالكثير من المال والمساعدة. وبشكل غير مباشر، يعرف الأميركيون، أن هناك أموالا وزعت على «مجموعات جهادية»، هناك ثلاث مجموعات حتى الآن على الأقل في لبنان، تم دعمها من خلال أطراف داخل بعض أجهزة الأمن بالتعاون ربما مع «القوات اللبنانية» وسمير جعجع. وبعض هذا العون كان يأتي من أميركا.
النقطة التي أبحث عنها في المقال المقبل هو من أين تأتي الأموال التي تنفقها الحكومة الأميركية لهذا الغرض. ففي القانون الأميركي إن أردت أن تقوم بعملية سرية عليك أن تأخذ موافقة الكونغرس وتأخذ أموالا يصرفها الكونغرس لهذا الغرض. إذا فعلوا ما أقوله من خلال استخدام أموال لم يتم التصريح لهم بها فهذا ضد القانون.

٭ هل هذه المعلومات التي أوردتها في المقال مبنية على مستندات أم على كلام مصادرك؟
ـ هذه معلومات حصلت عليها من مصادر. وأنا أحد أولئك الأشخاص الذين عليك إما أن تصدقيني أو لا تصدقيني. ما حصل خلال السنة الماضية هو أنني كتبت الكثير حول إيران وكان صعبا على بعض الناس أن يصدق ما كتبته واليوم يتصل بي الجميع يوميا من أجل ذلك الموضوع. ما يمكنني قوله، وهو أكيد، أن أمورا كثيرة تحصل حول العالم وفي منطقة الشرق الأوسط تقف الولايات المتحدة وراءها. والكونغرس لا يعرف عنها شيء. ومنها مسألة المال التي ينبغي التحقيق فيها.

٭ ذكرت اسم سمير جعجع. ما هي العلاقة بينه وبين «المجموعات الجهادية» التي تحدثت عنها؟
ـ سمير جعجع كان معارضا شرسا للسيد حسن نصر الله وضد الاتفاق بينه وبين ميشال عون. و«قواته» كانت متورطة بحسب ما قيل لي في مساعدة مجموعة جهادية سنية متسللة، بشكل مباشر أو غير مباشر. المشكلة أنه عندما تقوم حكومتي بتوزيع الأموال الكثيرة لأشخاص بهدف «الاهتمام بحزب الله» لا نعرف دائما أين تنتهي. وإحدى النظريات التي لدى مصادري أن بعض الأموال التي تحصل عليها بعض الأجهزة الأمنية و«القوات اللبنانية» تأتي من مساعدات أميركية لم تخصص من قبل الكونغرس لهذا الغرض. وهذه نقطة مهمة جدا.

٭ هل هذه المساعدات هي أموال فقط أم أسلحة أيضا؟
ـ المال يشتري سلاحا. هناك نقطة لم أكتب عنها. الأموال تتدفق دائما في لبنان، من دول الخليج عموما.

٭ ماذا عن العلاقة بين «المجموعات الجهادية» التي تتحدث عنها في مقالك والسعودية؟
ـ لطالما كانت هناك علاقة. الأمير بندر طمأن الأميركيين وقال لهم: لا تقلقوا فالمجموعات الجهادية في لبنان ليست ضد أميركا وإنما هي ضد نصر الله وضد بشار في سوريا وضد إيران. وقال لي أشخاص آخرون إن تصديق إدارة بوش لذلك أمر جنوني. هناك أشخاص تم العفو عنهم من قبل هذه الحكومة اللبنانية وبعضهم له علاقة بـ«القاعدة». لا معلومات كثيرة عنهم والحكومة لا تقوم بجهد كاف من أجل وقفهم. هناك أشخاص خطيرون جدا في لبنان. ما هو غير معروف أكثر مما هو معروف. وأنا لا أدعي أنني على اطلاع على كل التفاصيل في هذه القضية. ولكن أعرف ما يكفي. هناك أشخاص في المجتمع العسكري والمخابراتي في الولايات المتحدة قلقون جدا من الوجهة التي تذهب إليها هذه الأموال، وما يحصل ولماذا لا تقوم الولايات المتحدة بجهد أكبر لوقفه. نحن ضد الجهاد السني فهو الذي تسبب بـ11 ايلول وليس الشيعة.

٭ هل تقول إن الرئيس فؤاد السنيورة على علم بذلك؟ من المتورط؟
ـ كلا، ليس لدي معلومات حول السنيورة نفسه وما إذا كان متورطا. كما قلت هناك أسئلة أكثر من الأجوبة. ما أعرفه أن الولايات المتحدة تضع أموالا وأشخاصا داخل غرفة العمليات في لبنان. هل يعرف السنيورة ذلك؟ لا أعرف. صعب تصديق أنه لا يعرف. لكنني لا أعرف.

٭ ماذا عن زيارة وليد جنبلاط إلى واشنطن؟
ـ هو مخول القيام بهذه الزيارة. وليد هو وليد. يمكنني قول شيء واحد عنه هو أنه يعرف أين يقف. ويقول لك ذلك. ويمكنه أن يغير رأيه. لكن الأكيد أن حكومة السنيورة قريبة جدا من حكومة بوش.

٭ كيف ترى المرحلة المقبلة في لبنان؟ الحرب الأهلية؟
ـ لا أرى شيئا جيدا. لا أعرف إذا كانت حربا أهلية لكن يبدو أن الولايات المتحدة تقف الآن ضد أي تسوية أو حل وسط.

الحسني
02-27-2007, 09:17 AM
تقرير لـ«نيويوركر» عن الإدارة الأميركية للفتنة في لبنان
سيمور هيرش لـ«السفير»: المال يشتري السلاح
(السفير 26/2/2007 م)

الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة، عنوان السياسة الأميركية الجديدة في المنطقة، والتي بدأت بوادرها في الظهور منذ بضعة أشهر. وقد كشف تقرير مطوّل كتبه الصحافي الأميركي سيمور هيرش ونشرته مجلة «نيويوركر»، أمس، جوانب عديدة من هذه الإستراتيجية التي تطال لبنان أيضا، كما كشف عن دور لبعض الدول العربية، ومنها السعودية والأردن، في تنفيذها تحت عنوان إضعاف دور إيران في المنطقة. (نص التحقيق ومقابلة «السفير» مع هيرش في الصفحتين 14 و15).

ويتحدث التقرير عن عمليات سرية تقوم بها الولايات المتحدة ضد إيران وسوريا، من خلال الأموال المتعددة الجهات، والتي يشتبه هيرش بأن يكون مصدرها الأموال المسروقة من العراق أو أنها ربما تنفق من أموال أميركية من دون علم الكونغرس.

وتكمن أهمية التقرير في انه يشير إلى تحول في توجهات السياسة الخارجية للولايات المتحدة في ما بعد 11 أيلول، من العداء للتنظيمات السنية المتطرفة إلى التركيز على محاربة الجهات الشيعية الممثَّلة بإيران وقوى عراقية بالإضافة إلى سوريا وحزب الله، من خلال أساليب متعددة من بينها إشعال صدام مذهبي بينها وبين قوى سنية.

ويقول هيرش إلى أنّ إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش أعادت ترتيب أولوياتها في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنها تعاونت مع السعودية في عمليات سرية بهدف إضعاف «حزب الله».
وارتكز هيرش في ما أورده على مجموعة من المعلومات استقاها من مصادر أميركية في الاستخبارات والإدارة الأميركية كما على مصادر أخرى حكومية ودبلوماسية وحزبية خلال زيارات قام بها إلى المنطقة ومن بينها لبنان وشملت أيضا مقابلات مع السيد حسن نصر الله ووليد جنبلاط.

وأكد هيرش في لقاء مع «السفير»، على هامش زيارة له إلى مصر أن «الولايات المتحدة تقف الآن ضد أي تسوية أو حل وسط» في لبنان، وأنه لا يرى «شيئا جيدا بالنسبة للبنان» في المرحلة المقبلة.

كما أكد لـ«السفير»، أن هناك أموالا خليجية تتدفق لدعم حركات أصولية متطرفة. وهو سمى ثلاث حركات في مقاله مشيرا إلى دور مستشار الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان في إقناع الأميركيين بإمكان التحكم بهذه الحركات واستخدامها ضد سوريا وحزب الله، وبأنها لا تشكل أي خطر على الأميركيين.

وسمى هيرش لاعبين أساسيين وراء سياسة «إعادة التوجيه» للسياسة الأميركية، هم نائب الرئيس ديك تشيني، وممثل مستشار الأمن القومي اليوت ابرامز، السفير الأميركي في العراق (ومرشح لمنصب سفير الأمم المتحدة) زلماي خليل زاد، بالاضافة الى الأمير بندر. ورفض مكتب تشيني والبيت الأبيض التعليق على هذه القصة، بحسب المقال، أما البنتاغون فلم يجب عن أسئلة محددة ولكنه قال بأن «الولايات المتحدة لا تخطط لحرب مع إيران».

وذكر التقرير أن الولايات المتحدة قدمت «دعماً سرياً لحكومة السنيورة... في خضم برنامج من أجل تعزيز القدرة السنية على مقاومة النفوذ الشيعي»، بحسب مسؤول استخبارات كبير سابق ومستشار حكومي أميركي.

ونقل هيرش عن المسؤولين الأميركيين والأوروبيين والعرب الذين تحدث معهم أن حكومة السنيورة وحلفاءها سمحوا لبعض هذه المساعدات أن تصل إلى أيادي مجموعات سنية راديكالية صاعدة في شمال لبنان والبقاع وحول المخيمات الفلسطينية في الجنوب، وأكبر هذه المجموعات، عصبة الأنصار، التي تتمركز في مخيم عين الحلوة، وقد تلقّت الأسلحة والعتاد من أجهزة أمنية داخلية وميليشيات مرتبطة بحكومة السنيورة.

وسمّى هيرش في حديثه لـ«السفير» القوات اللبنانية، لكنه لم يؤكد ما إذا كانت هذه المساعدات تتضمن سلاحا مشيرا إلى «أن المال يشتري السلاح».

ولفت التقرير، نقلا عن تقرير لمجموعة الأزمات الدولية للعام ,2005 أن زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، دفع 48 ألف دولار ككفالة للإفراج عن أربعة عناصر من مجموعة إسلامية عسكرية من الضنية كما استخدم فيما بعد غالبيته البرلمانية للحصول على العفو من اجل 22 إسلامياً في الضنية، وسبعة مقاتلين مشتبه بهم في تورطهم في مؤامرة تفجير السـفارتين الإيطالية والأوكرانية في بيروت، العام الماضي.

وقال هيرش أن هناك عناصر خطيرة جدا في لبنان وأن الولايات المتحدة تضع أموالا وأشخاصا داخل غرفة العمليات في لبنان.

الحسني
02-27-2007, 09:22 AM
التقرير الكامل

تقرير «نيويوركر» حول السياسة الأميركية الجديدة: هل تعود بالنفع على أعدائنا؟
واشنطـن «تعيـد توجيـه» استراتيجيتهـا مـن العـداء للسـلفيين إلـى محاربـة الشيعـة
(السفير 26/2/2007 م)

تحول استراتيجي
في الأشهر القليلة الماضية، وفي وقت تدهور فيه الوضع في العراق، قامت إدارة جورج بوش، عبر دبلوماسيتها العامة وعملياتها السرية، بإجراء تحول مهم في إستراتيجيتها في الشرق الأوسط. «إعادة التوجيه» تلك، حسبما يسميها البعض في البيت الأبيض، قادت الولايات المتحدة إلى موقع أقرب نحو مواجهة مفتوحة مع إيران وبعض أجزاء المنطقة، دافعةً إياها باتجاه نزاع طائفي متّسع بين الشيعة والسنة.

وبهدف تقويض إيران، ذات الغالبية الشيعية، قررت إدارة بوش إعادة ترتيب أولوياتها في الشرق الأوسط. ففي لبنان، تعاونت الإدارة مع الحكومة السعودية، وهي سنية، في عمليات سرية تهدف إلى إضعاف حزب الله، المنظمة الشيعية المدعومة من إيران. كما شاركت الولايات المتحدة في عمليات تستهدف إيران وحليفتها سوريا. وكانت إحدى النتائج الجانبية لتلك النشاطات دعم المجموعات السنية المتطرفة التي تعتنق رؤية عسكرية للإسلام وهي معادية لأميركا ومتعاطفة مع القاعدة.

ويكمن أحد الجوانب المتناقضة لهذه الإستراتيجية الجديدة، في العراق، حيث تأتي غالبية عنف المتمردين ضد القوات الاميركية، من القوى السنية وليس الشيعية. ولكن من وجهة نظر الإدارة، تعتبر العاقبة الأبرز والعميقة وغير المقصودة للإستراتيجية الجديدة هي تقوية إيران. وقد أطلق رئيسها محمود أحمدي نجاد تصريحات تحدٍ بشأن إزالة إسرائيل وحول حق بلاده بمواصلة برنامجها النووي. والأسبوع الماضي، قال أبرز قادتها الدينيين آية الله علي خامنئي، في تصريح تلفزيوني، إن «الحقائق في المنطقة تظهر أن الجبهة المتغطرسة، بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها، ستكون الخاسر الأساسي في المنطقة».

بعد أن حملت ثورة العام 1979 الحكومة المتدينة إلى السلطة، قطعت الولايات المتحدة علاقتها مع إيران وبنت علاقات أوثق مع قادة الدول السنية مثل الأردن ومصر والسعودية. ثم أصبحت هذه الحسابات أشد تعقيداً بعد هجمات الحادي عشر من أيلول، وخصوصاً مع السعوديين. فالقاعدة منظمة سنية، والكثير من ناشطيها يتحدرون من دوائر متدينة متطرفة داخل السعودية.

قبل غزو العراق في العام ,2003 افترض مسؤولون في الإدارة، متأثرين بإيديولوجيين من المحافظين الجدد، أن وضع حكومة شيعية هناك (في العراق) قد يؤمن التوازن الموالي لأميركا مع المتطرفين السنة، بما أن الغالبية الشيعية في العراق كانت مقموعة أيام صدام حسين. وقد تجاهلوا تحذيرات مجتمع الاستخبارات بشأن الصلات بين قادة الشيعة في العراق وإيران، حيث عاش بعضهم منفيين لسنوات. الآن، ولسوء حظ البيت الأبيض، عقدت إيران علاقة وثيقة مع حكومة نوري المالكي الشيعية.

ونوقشت السياسة الأميركية الجديدة، في خطوطها العريضة، على الملأ. وخلال شهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في كانون الثاني الماضي، قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس إن هناك «اصطفافا استراتيجيا جديدا في الشرق الأوسط» يفصل بين «الإصلاحيين» و«المتطرفين»، مشيرة إلى أن الدول السنية تمثل مراكز الاعتدال، فيما تقع إيران وسوريا و«حزب الله»، حسبما قالت، «في الجهة الأخرى من هذا التقسيم». (سوريا ذات غالبية سنية تحكمها الطائفة العلوية). وأضافت أن سوريا وإيران «اتخذتا خيارهما وهو زعزعة الاستقرار».

ومع ذلك، فإنّ بعض التكتيكات الجوهرية لإعادة التوجيه ليست علنية. ففي بعض الحالات، ابقيت العمليات السرية مستترة، من خلال ترك التنفيذ أو التمويل للسعوديين، أو من خلال إيجاد طرق أخرى للالتفاف حول الآلية النظامية لصرف المخصصات في الكونغرس، على حد قول مسؤولين حاليين وسابقين مقربين من الإدارة.

وقال لي عضو بارز في لجنة المخصصات في مجلس النواب إنه سمع عن الاستراتيجية الجديدة، ولكنه أحسّ بأنه، وبعض زملائه، لم يتم إطلاعهم عليها بشكل لائق. وأضاف «لم نحصل على أية معلومات.. سألنا عما يدور، فأجابوا أن لا شيء يحصل.. وعندما وجّهنا أسئلة محددة، قالوا سنطلعكم عليها في ما بعد»، واصفاً ذلك بـ«المحبط جدا».

إن اللاعبين الأساسيين وراء إعادة التوجيه هم نائب الرئيس ديك تشيني، ونائب مستشار الأمن القومي اليوت ابرامز، السفير الأميركي في العراق (ومرشح لمنصب سفير الأمم المتحدة) زلماي خليل زاد، ومستشار الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان. وفيما كانت رايس مسؤولة بشكل وثيق عن رسم السياسة العلنية، قال المسؤولون الحاليون والسابقون إن الجانب السري كان موجهاً من قبل تشيني. (ورفض مكتب تشيني والبيت الأبيض التعليق على هذه القصة، أما البنتاغون فلم يجب عن أسئلة محددة ولكنه قال بأن «الولايات المتحدة لا تخطط لحرب مع إيران»).

إن التحول في السياسة دفع السعودية وإسرائيل إلى ما يشبه «العناق الاستراتيجي الجديد»، لا سيما أن كلا البلدين ينظران إلى إيران على أنها تهديد وجودي. وقد دخلوا (السعوديون والإسرائيليون) في محادثات مباشرة، والسعوديون، الذين يعتقدون أن استقراراً أوسع في إسرائيل وفلسطين سيعطي لإيران نفوذاً أقل في المنطقة، أصبحوا أكثر تدخلاً في المفاوضات العربية الإسرائيلية.

وقال مستشار حكومي أميركي له علاقات وثيقة مع إسرائيل إن الاستراتيجية الجديدة «تعتبر تحولاً رئيسياً في السياسة الأميركية. إنها بحر من التغييرات»، مضيفاً أن الدول السنية «متخوفة من انبعاث شيعي.. وهناك امتعاض متنامٍ حيال مراهنتنا على الشيعة المعتدلين في العراق.. لا يمكننا ردّ الفوز الشيعي في العراق ولكننا نستطيع احتواءه».

وقال لي الباحث في مجلس العلاقات الخارجية فالي نصر، الذي كتب بشكل موسع عن الشيعة وإيران والعراق إن «نقاشاً جرى على ما يبدو داخل الحكومة حول أيهما يمثل خطراً أكبر: إيران أو الراديكاليون السنة»، مضيفاً أن «السعوديين والبعض في الإدارة يعتقدون أن التهديد الأكبر يتمثل في إيران وأن الراديكاليين السنة هم الأعداء الأقل شأناً.. انه انتصار للخط السعودي».

من جهته، قال المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية في إدارة بيل كلينتون مارتن انديك، والذي عمل سفيراً لدى إسرائيل، إن «الشرق الأوسط يتجه نحو حرب باردة خطيرة بين السنة والشيعة». وأضاف انديك، وهو مدير مركز «صابان» حول سياسة الشرق الأوسط في مؤسسة «بروكينغز»، أنه من غير الواضح، من وجهة نظره، ما إذا كان البيت الأبيض مدركاً تماماً للمضامين الإستراتيجية لسياسته الجديدة.

وقال إن «البيت الأبيض لا يضاعف رهانه في العراق فحسب، بل يضاعف المراهنة عبر المنطقة، وذلك قد يصبح شديد التعقيد. وكل شيء مقلوب رأساً على عقب».

ويبدو أن السياسة الجديدة للإدارة من أجل احتواء إيران تعقّد استراتيجيتها من اجل كسب الحرب في العراق. ومع ذلك قال الخبير في الشؤون الإيرانية باتريك كلوسون، ونائب مدير معهد واشنطن للأبحاث حول سياسة الشرق الأدنى إن علاقات أوثق بين الولايات المتحدة والسنة المعتدلين وحتى الراديكاليين قد تبث «الخوف» في حكومة نوري المالكي و«تجعله قلقاً من أن السنة قد يكسبون الحرب» الأهلية هناك.

واعتبر كلوسون أن ذلك قد يعطي المالكي حافزاً من أجل التعاون مع الولايات المتحدة في قمع الميليشيات الشيعية الراديكالية، مثل جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر.

وبالرغم من ذلك، تبقى الولايات المتحدة، في الوقت الراهن، معتمدةً على تعاون القادة العراقيين الشيعة. قد يكون جيش المهدي معادياً للمصالح الأميركية، بشكل صريح، ولكن الميليشيات الشيعية الأخرى تعتبر حليفة للولايات المتحدة. وكلاهما، مقتدى الصدر والبيت الأبيض، يدعمان المالكي.

واقترحت مذكرة، كتبها مستشار الأمن القومي ستيفن هادلي في أواخر العام الماضي، أن تحاول الإدارة فصل المالكي عن أشد حلفائه الشيعة راديكاليةً، من خلال بناء قاعدته وسط السنة المعتدلين والأكراد، ولكن حتى الآن، تميل النزعات نحو الوجهة المعاكسة. ففيما يستمر الجيش العراقي بالإخفاق في مواجهاته مع المتمردين، فإن نفوذ الميليشيات الشيعية قد ارتفع بشكل منتظم.
وقال لي المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي في إدارة بوش فلينت ليفيريت «ليس هناك أي شيء عرضي أو يدعو إلى السخرية» في الإستراتيجية الجديدة تجاه العراق، ويتابع «الإدارة تحاول جعل القضية أنّ إيران أكثر خطورة واستفزازاً من المتمردين السنة بالنسبة للمصالح الأميركية في العراق، في حين أنك تجد، إذا ما نظرت إلى عدد الإصابات الحالية، أنّ الهجمات التي تصيب الأميركيين من قبل السنة هي أكبر من حيث الخطورة».

ويقول ليفيريت «هذا كله جزء من حملة اتخاذ خطوات استفزازية لزيادة الضغوط على إيران، وتقوم الفكرة على أساس أنّ الإيرانيين في مرحلة ما سيردون، وبالتالي يصبح الباب مفتوحاً أمام الإدارة لضربهم».

وقد أعرب الرئيس جورج بوش، في كلمة ألقاها في العاشر من كانون الثاني الماضي، عن هذه المقاربة حين قال إن «هذين النظامين (إيران وسوريا) يسمحان للإرهابيين والمتمردين في استخدام أراضيهما للتحرك من وإلى العراق»، مضيفاً أن «إيران توفر دعماً مادياً للهجمات على القوات الأميركية. سنحبط الهجمات على قواتنا. سنعترض تدفق الدعم من إيران وسوريا، وسنعمل على تدمير الشبكات التي تؤمن الأسلحة المتطورة والتدريب لأعدائنا في العراق».

في الأسابيع التي تلت ذلك، أطلقت الإدارة موجة من المزاعم حول تورّط إيران في حرب العراق. ففي 11 شباط الماضي أظهرت التقارير أجهزة تفجير متطورة تم ضبطها في العراق، وزعمت الإدارة أن مصدرها إيران. وكان جوهر رسالة الإدارة بهذا الخصوص أنّ الوضع السيئ في العراق لم يكن نتاجاً لفشلها في التخطيط والتنفيذ، بل بسبب التدخل الإيراني.

إضافة إلى ذلك قام الجيش الأميركي بتوقيف واستجواب المئات من الإيرانيين في العراق، وفي هذا الإطار قال أحد مسؤولي الاستخبارات السابقين أن «الأوامر صدرت إلى الجيش في آب الماضي للإمساك بأكبر عدد ممكن من الإيرانيين في العراق»، مضيفا «لقد قاموا باحتجاز 500 شخص دفعة واحدة، ونحن نتعامل مع هؤلاء للحصول على المعلومات منهم»، مضيفاً أن «هدف البيت الأبيض يكمن في جعل القضية تبدو أنّ الإيرانيين يقومون بإثارة التمرد وأن إيران، في الواقع، تدعم قتل الأميركيين». ويقول مستشار في «البنتاغون» أنّ القوات الأميركية اعتقلت مئات الإيرانيين في الأشهر الماضية، لكنه اخبرني أنّ من بين هؤلاء عدداً كبيراً من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية «تم الإفراج عنهم خلال فترة قصيرة» بعدما اخضعوا للتحقيق.

وفي وقت أعلن وزير الدفاع الأميركي الجديد روبرت غيتس في الثاني من شباط «أننا لا نخطط لحرب على إيران»، فإنّ أجواء المواجهات باتت أعمق. وبحسب مسؤولين أمنيين وعسكريين حاليين وسابقين، فإنّ عمليات سرية تمّ تنفيذها في لبنان ترافقت مع عمليات سرية استهدفت إيرن، حيث قامت فرق عسكرية وفرق عمليات خاصة بزيادة وتيرة نشاطاتها في إيران لجمع المعلومات الإستخباراتية. وبحسب مستشار البنتاغون، فإن بعضها تجاوز الحدود لملاحقة ناشطين إيرانيين في العراق.

وخلال مثول رايس أمام مجلس الشيوخ، طرح السيناتور الديموقراطي جوزف بيدن، سؤالاً محدداً حول ما إذا كانت الولايات المتحدة خططت لتجاوز الحدود الإيرانية أو السورية للقيام بملاحقات، حيث أجابت رايس «من الواضح، أنّ الرئيس لن يقدم على أي قرار خارج إطار حماية قواتنا، لكن الخطة تقضي بالقضاء على هذه الشبكات في العراق»، مضيفة «أعتقد أن كل شخص سيفهم ذلك، الشعب الأميركي ينتظر من الكونغرس أن يتوقع قيام الرئيس باتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية قواتنا».

وقد دفعت إجابة رايس الملتبسة بالسيناتور الجمهوري عن ولاية نبراسكا تشاك هاغل، المعروف بانتقاده للإدارة، إلى الرد قائلا «يتذكر البعض ما حدث في كمبوديا في العام ,1970 عندما كذبت حكومتنا على الشعب الأميركي قائلة إننا لم نتجاوز الحدود باتجاه كمبوديا، وفي الواقع كنا فعلنا ذلك. أعرف شيئاً حول هذا الأمر، كما هي الحال بالنسبة للبعض في هذه اللجنة، وبالتالي، السيدة الوزيرة، عندما تشرحين السياسة التي يتحدث عنها الرئيس فإنّ أمراً كهذا يعتبر خطيراً جداً جدا».

ويترافق القلق الذي تبديه الإدارة حول دور إيران في العراق، بالإنذار المتواصل الذي تطلقه تجاه البرنامج النووي الإيراني. ففي حديث لشبكة «فوكس نيوز» في 14 كانون الثاني الماضي، حذر تشيني من أنّه خلال سنوات قليلة، سيكون هناك احتمال في أن تصبح «إيران مسلحة نووياً ومتحكمة بإمدادات النفط، وقادرة على التأثير بشكل غير ملائم على الاقتصاد العالمي، ومستعدة لاستخدام التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى أسلحتها النووية لتهديد جيرانها والدول الأخرى حول العالم». وقال «إذا ذهبتم للتحدث مع دول الخليج، أو إذا تحدثتم مع السعوديين والإسرائيليين والأردنيين، ستجدون أنّ المنطقة بأكملها قلقة... التهديد الذي تمثله إيران يتنامى».

وتقوم الإدارة حالياً بتفحص موجة من المعلومات الإستخباراتية الجديدة حول برامج الأسلحة الإيرانية. وقد أخبرني مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون، أنّ المعلومات التي أوردها عملاء إسرائيليون يعملون في إيران، تزعم أنّ طهران قامت بتطوير صاروخ عابر للقارات بمراحل دفع ثلاثية، قادر على توجيه عدد من الرؤوس المتفجرة الصغيرة، بدقة محدودة، إلى داخل أوروبا. إلا أنّ صحة هذه المعلومات ما زالت موضع نقاش.

لقد شكلت حجج مشابهة، تناولت التهديدات الوشيكة لأسلحة الدمار الشامل والتساؤلات التي أثارتها الاستخبارات في الإعداد لهذه القضية، مقدمة لغزو العراق. وقد استقبل كثيرون في الكونغرس هذه المزاعم حول إيران بحذر. ففي مجلس الشيوخ قالت السيناتور هيلاري كلينتون في 14 شباط الماضي «لقد تعلمنا جميعاً الدروس من النزاع في العراق، وعلينا أن نطبق هذه الدروس على أي من المزاعم التي تثار حول إيران، لأن ما نسمعه هو انذار غير رسمي، وعلينا أن نحرص على ألا نتخذ مجدداً قراراتنا استناداً إلى معلومات تتجه إلى أن تكون خاطئة».

ويواصل البنتاغون بهدوء إعداد خطة مكثفة لضربة محتملة لإيران، وهي عملية بدأت في العام الماضي تحت إشراف الرئيس. وفي الأشهر الماضية، أبلغني مسؤول استخبارات السابق، أنّه تم تشكيل فريق خاص للتخطيط على مستوى كبار القادة العسكريين، حيث جرى تكليفه بوضع خطة لقصف إيران يمكن تطبيقها خلال 24 ساعة بناءً على أمر يصدره الرئيس.

في الشهر الماضي، أبلغت من قبل مستشار في سلاح الجو وآخر في البنتاغون، أن فريق التخطيط حول إيران تلقى مهمة جديدة وهي تحديد أهداف في إيران يمكن أن تكون مصدراً لتجهيز ومساعدة المقاتلين في العراق، بينما كان التركيز في السابق على تدمير المنشآت النووية في إيران واحتمالات تغيير النظام.

وتتواجد الآن في بحر العرب حاملتا الطائرات «إيزنهاور» و«ستينيس». وفيما تقضي إحدى الخطط بتخفيض مهمتهما بحلول الربيع المقبل، تتوقع مصادر عسكرية أن تصدر الأوامر بالإبقاء على وجود الحاملتين في المنطقة بعد وصول حاملات جديدة.

(من ضمن مصادر القلق الأخرى، جاءت المناورات العسكرية لتظهر ان حاملات الطائرات ليست محصنة لمواجهة تكتيك إرسال عدد كبير من السفن الصغيرة، وهي تقنية طبقها الإيرانيون في السابق، حيث تمتلك الحاملات قدرة محدودة على المناورة خصوصاً في المناطق الضيقة كمضيق هرمز على السواحل الجنوبية لإيران).

ويقول مسؤول كبير سابق في الاستخبارات إنّ خطط الطوارئ الحالية تسمح بتنفيذ هجوم بحلول الربيع. لكنه يوضح أنّ الضباط الكبار في رئاسة الاركان يراهنون على أن لا يكون البيت الأبيض «على هذه الدرجة من الحماقة للقيام بذلك وسط ما يجري في العراق وما ستثيره من مشكلة في وجه الجمهوريين في العام 2008».

لعبة الأمير بندر
اعتمدت جهود الادارة لتحجيم القوة الايرانية في الشرق الأوسط بشكل كبير، على السعودية والأمين العام لمجلس الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان. وقد عمل بندر في منصب سفير الولايات المتحدة لمدة 22 عاما، حيث حافظ على صداقة مع الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني. وفي ظل منصبه الجديد، استمر في الاجتماع بهما بشكل سري. وقد قام مسؤولون في البيت الأبيض بزيارات عديدة الى السعودية مؤخرا، بعضها غير معلن.

في تشرين الثاني الماضي، توجه تشيني الى السعودية لعقد لقاء مفاجئ مع الملك عبد الله وبندر. وذكرت «التايمز» حينها ان الملك حذر تشيني من ان السعودية ستدعم حلفاءها السنة في العراق اذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب. وقال لي مسؤول استخباراتي اوروبي ان اللقاء ركز أيضا على المخاوف السعودية من «صعود الشيعة»، وانه ردا على ذلك «بدأ السعوديون يستخدمون نفوذهم المالي».

وفي عائلة ملكية تظللها المنافسة، تمكن بندر على مر الأعوام من بناء قوة تعتمد بشكل كبير على علاقته الوثيقة بالولايات المتحدة، التي تعد حاسمة بالنسبة للسعوديين. وخلف بندر في منصبه كسفير الأمير تركي الفيصل؛ استقال تركي بعد 18 شهراً وخلفه عادل الجبير، البيروقراطي الذي عمل مع بندر. وقال لي دبلوماسي سعودي سابق إنه خلال فترة عمل تركي، عرف هذا الأخير بلقاءات بندر ومسؤولي البيت الأبيض وبينهم تشيني وآبرامز. وقال المسؤول السعودي «اعتقد ان تركي لم يكن سعيداً بهذا الأمر». لكنه أضاف انه رغم ان تركي لا يحب بندر، فإنه تشارك معه في هدفه وهو مقارعة انتشار القوة الشيعية في الشرق الأوسط.

ويعود الفراق بين السنة والشيعة إلى انقسام مرير من القرن السابع، حول من الذي يجب ان يخلف النبي محمد. وهيمن السنة على خلفاء القرون الوسطى والإمبراطورية العثمانية، فيما نظر الى الشيعة على انهم دخلاء. عالمياً، 90 في المئة من المسلمين هم من السنة، لكن الشيعة يمثلون غالبية في إيران والعراق والبحرين، وهم أكبر جماعة مسلمة في لبنان. ان تمركزهم في منطقة هشة غنية بالنفط أثار القلق لدى الغرب والسنة حول انبثاق «الهلال الشيعي» ـ خاصة بالنظر الى تنامي القوة الإيرانية الجيوسياسية.

«لا يزال السعوديون ينظرون الى العالم من خلال الإمبراطورية العثمانية، عندما كان السنة يحكمون، والشيعة في أسفل الدرجات»، كما قال لي فريدريك هوف، وهو ضابط عسكري متقاعد يعمل كخبير حول الشرق الاوسط. وأضاف انه إذا نُظر الى بندر على انه يحدث تحولاً لدى السياسية الاميركية تجاه السنة، فإن هذا الأمر سيعزز موقعه لدى العائلة الحاكمة.

ويسيطر على السعوديين الخوف من أن تتمكن إيران من قلب موازين القوى ليس فقط في المنطقة بل في بلدهم أيضاً. ففي السعودية، أقلية شيعية في مناطقها الشرقية، حيث أهم حقول النفط، وحيث ترتفع حدة التوتر المذهبي. وتعتقد العائلة الحاكمة ان الناشطين الإيرانيين، الذين يعملون مع الشيعة المحليين، كانوا وراء العديد من الهجمات الارهابية داخل المملكة، وذلك بحسب فالي نصر. «اليوم، الجيش الوحيد القادر على احتواء إيران ـ الجيش العراقي ـ دمر من قبل الولايات المتحدة. نحن نتعامل مع إيران التي تستطيع ان تكون قادرة نووياً وتملك جيشاً نظامياً من 450 ألف جندي». (السعودية تملك جيشاً نظامياً من 75 ألف جندي).

ويضيف نصر إن «السعوديين يملكون وسائل تمويل ضخمة، وعلاقات قوية بالإخوان المسلمين والسلفيين» ـ المتشددين السنة الذين يعتبرون الشيعة مرتدين. «في المرة الأخيرة التي شكلت فيها إيران تهديداً، تمكن السعوديون من تحريك أسوأ أشكال الإسلاميين الراديكاليين. حينما يخرجون من الصندوق، من الصعب إعادتهم إليه».

لقد أدت العائلة الملكية السعودية دور الراعي وكانت في الوقت ذاته هدفاً للمتشددين السنة، الذين يعارضون الفساد والانحطاط بين آلاف الأمراء. وهؤلاء الأمراء يراهنون على انه لن يتم الانقلاب عليهم طالما انهم مستمرون في دعم المدارس الدينية والجمعيات الخيرية المرتبطة بالمتشددين. إن الاستراتيجية الجديدة للإدارة تعتمد بشكل أساسي على هذه المساومة.

ويقارن نصر الوضع الحالي بالفترة التي ظهرت فيها القاعدة للمرة الأولى. ففي الثمانينات وأوائل التسعينات، عرضت الحكومة السعودية تقديم العون المالي لحرب وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية على الاتحاد السوفياتي في افغانستان. وتم إرسال المئات من الشبان السعوديين الى مناطق الحدود مع باكستان، حيث أقاموا المدارس الدينية ومخيمات التدريب ومنشآت التجنيد. وحينها، كما اليوم، فإن العديد من الناشطين الذين تلقوا أموالا سعودية، كانوا من السلفيين. وبينهم طبعاً، كان أسامة بن لادن ومساعدوه، الذين أسسوا القاعدة عام .1988

في هذه المرحلة، قال لي مستشار الحكومة الاميركية إن بندر وسعوديين آخرين أكدوا للبيت الأبيض انهم «سيراقبون المتطرفين عن كثب. كانت رسالتهم: خلقنا هذا التحرك، ونستطيع التحكم به. ليس الأمر اننا لا نريد أن يرمي السلفيون القنابل؛ إن الأمر يتعلق بالجهة التي يرمونها بها ـ حزب الله، مقتدى الصدر، إيران، والسوريون أيضا إذا استمروا بالعمل مع حزب الله وإيران».

وقال الدبلوماسي السعودي إنه من وجهة نظر بلده، فإن الانضمام الى الولايات المتحدة في تحديها لإيران، يعد مخاطرة سياسية: ينظر الى بندر على انه مقرب جداً من إدارة بوش. ويقول لي الدبلوماسي السابق «لدينا كابوسان. امتلاك إيران القنبلة وهجوم الولايات المتحدة على إيران. أفضل ان تهاجم اسرائيل الإيرانيين، حتى نستطيع إلقاء اللوم عليهم. إذا نفذت أميركا الأمر، نحن من سيلام».

نور1
02-27-2007, 12:27 PM
ليس علينا أن نصدقّ سيمور هيرتش ... ليس هو مصدر ثقة يعتمد عليه ... قد يكون لديه نظرة تحليلية للأمور و هو حر في تحليلاته... و لكن المهم ما نصدّق و ما لا نصدّق ...
أغلبية ما كتبه يصّب في خانة عداء السنة ... فهو قد جرّد عنّا جميع صفات المقاومة و الأهداف السامية ليجعل منا عملاء لأميركا و القوات اللبنانية !!!!!!!!!! و ليجعل أهدافنا تصب في تصفية الشيعة و ليس في الدفاع عن قضايانا المحقّة!!.... اتقوا الله يا من تتبنّون اقوال هرتش و أمثاله !

طلال
02-27-2007, 12:45 PM
يبقى راي
والواقع شي ثاني علي الارض باين من الي يتمشى معا المخطط الصهيو_اميريكي
والعراق نوذج يحتذا فيه وافغانستان

الحسني
02-27-2007, 01:09 PM
ليس علينا أن نصدقّ سيمور هيرتش ... ليس هو مصدر ثقة يعتمد عليه ... قد يكون لديه نظرة تحليلية للأمور و هو حر في تحليلاته... و لكن المهم ما نصدّق و ما لا نصدّق ...
أغلبية ما كتبه يصّب في خانة عداء السنة ... فهو قد جرّد عنّا جميع صفات المقاومة و الأهداف السامية ليجعل منا عملاء لأميركا و القوات اللبنانية !!!!!!!!!! و ليجعل أهدافنا تصب في تصفية الشيعة و ليس في الدفاع عن قضايانا المحقّة!!.... اتقوا الله يا من تتبنّون اقوال هرتش و أمثاله !

للأسف أليست هذه الحقيقة التي يطمح إليها تيار "مستقبلهم"
يا اخت نور

الحسني
02-27-2007, 01:11 PM
يبقى راي
والواقع شي ثاني علي الارض باين من الي يتمشى معا المخطط الصهيو_اميريكي
والعراق نوذج يحتذا فيه وافغانستان

أخي هل يمكن أن تقول لي ما هي جنسيتك
إذا كان الأمر لا يزعجك

لأني اتعب جداً في قراءة مشاركاتك التي تتداخل فيها اللكنة الخليجية بالعجمة

أكرر إذا كان الأمر لا يزعجك

نور1
02-27-2007, 01:12 PM
لا ليست الحقيقة بل انها الشائعات التي تروّجها منارتكم ضد مستقبلنا !!!

الحسني
02-27-2007, 01:25 PM
يا أخت نور،
ليتك تذكرين لي أين ثقافة المقاومة والجهاد عند تيار "مستقبلهم"
وهل سنرى تيار "مستقبلهم" يدعو قريباً للتعبئة وتحرير الأرض
لعلي أكتشف شيئاً جديداً لا أعرفه ... يمكن ...
فالله سبحانه قادر على إخراج الحي من الميت...

وهل في حلف (إذا صح التعبير لأنه حقيقة شيء تاني) تيار "مستقبلهم" مع القوات تجني؟؟؟
أليس معروفاً ومعلناً ومصاناً وتخرق جميع الاتفاقات ويخرب البلد من أجل عيون جعجع...
ألم يصبح معروفاً أن الحريري وافق أكثر من مرة، ونقض الاتفاق من أجل حليفه القديس...

ما الذي بنيته على قناة "المنار"... أليس ما ذكرت تروج له "قناة "مستقبلهم"...

رجاء الانصاف ... وبدون عصبية

نور1
02-27-2007, 01:38 PM
قال الأخ الحسني: ما الذي بنيته على قناة "المنار"... أليس ما ذكرت تروج له "قناة "مستقبلهم"...

منارتكم تروج ضد المستقبل و تحديدا" زعيمه سعد الحريري ما تفضلت و ذكرته في ردك بأنه اصبح لعبة بيد جنبلاط و جعجع و كأنه شغيل عندهم ... لا و مقابل شو ...
اذا قلت لي المال ... بعتقد انو الحريري الأب و الابن بغنى عن التعريف و أظن بأن الاثنين يحتاجون لدعم الحريري في المال و العلاقات الدولية ...
أما التحالفات الانتخابية ... ما تقول لي انو اصوات جنبلاط و جعجع قد جابت كتلة الحريري!!!!!!!
بل الكل يعترف العكس يقال , و من هون مين حسب المنطق يجب ان يكون له المعادلة الأقوى ؟؟؟!!
و مشان هيك عفوا" خبرياتك ما قنعتني !
بعرف شي واحد انو الحريري كوالده شخص ديبلوماسي و يحترم آراء حلفائه و لا يتفرد بالقرارات كما يفعل حزب بني فارس و الذي ليس فقط يفرض رأيه على حلفائه بل يفرض رأيه على كامل الشعب اللبناني بأكمله !!! حزب هدفه الحرب و كثير من الشعب اللبناني لا يرضى بالحرب على ارضه من اجل الاخرين !!!!!!!! حزب شمولي ديكتاتوري بكل معنى الكلمة .

الحسني
02-27-2007, 01:49 PM
منارتكم تروج ضد المستقبل و تحديدا" زعيمه سعد الحريري ما تفضلت و ذكرته في ردك بأنه اصبح لعبة بيد جنبلاط و جعجع و كأنه شغيل عندهم ... لا و مقابل شو ...
اذا قلت لي المال ... بعتقد انو الحريري الأب و الابن بغنى عن التعريف و أظن بأن الاثنين يحتاجون لدعم الحريري في المال و العلاقات الدولية ...
أما التحالفات الانتخابية ... ما تقول لي انو اصوات جنبلاط و جعجع قد جابت كتلة الحريري!!!!!!!
بل الكل يعترف العكس يقال , و من هون مين حسب المنطق يجب ان يكون له المعادلة الأقوى ؟؟؟!!
و مشان هيك عفوا" خبرياتك ما قنعتني !

ما دام الأمر كذلك فلماذا نقض الحريري اتفاق الرياض بعدما وافق عليه،
ألم يكن ذلك من أجل جنبلاط وجعجع؟؟؟؟

وما دام أن القوة بيد الحريري وأصواته هي من أتت بهؤلاء القتلة إلى الحكم، ألم يكن من الممكن ان يتخلص من هذا العبء الثقيل بتاريخهم الأسود ويأتي بناس أكفاء ونزهاء... !!!!

عجيبة هذه المقارنة...


بعرف شي واحد انو الحريري كوالده شخص ديبلوماسي و يحترم آراء حلفائه و لا يتفرد بالقرارات كما يفعل حزب بني فارس و الذي ليس فقط يفرض رأيه على حلفائه بل يفرض رأيه على كامل الشعب اللبناني بأكمله !!! حزب هدفه الحرب و كثير من الشعب اللبناني لا يرضى بالحرب على ارضه من اجل الاخرين !!!!!!!! حزب شمولي ديكتاتوري بكل معنى الكلمة .

معليش تعودنا هذه اللهجة، وأكبر دليل عليها أن سنيورتكم ما زال قابعاً في السرايا الحكومي ولا يلتفت لمطالب أكثر من نصف الشعب اللبناني، فمن الديكتاتور إذن...

FreeMuslim
02-27-2007, 01:56 PM
وذكر التقرير أن الولايات المتحدة قدمت «دعماً سرياً لحكومة السنيورة... في خضم برنامج من أجل تعزيز القدرة السنية على مقاومة النفوذ الشيعي»، بحسب مسؤول استخبارات كبير سابق ومستشار حكومي أميركي.



نحن لا نريد دعماً من أمريكا لأن دعهما لا يمكن ان يكون لصالح الاسلام والمسلمين إنما العكس هو الصحيح ولكن الحق يقال :

هذه فيها من التناقضات ما الله تعالى به عليم ..

كيف نصدق هذا الكلام ونرى أن ما يحصل حالياً في العراق يناقضه تماماً ..

نور1
02-27-2007, 01:58 PM
من حق السنيورة ان يبقى طالما ان أغلب المجلس النيابي لم يسحب الثقة منه و كثير ايضا" من الشعب اللبناني معه و لكن ليس من الحق أن يأتي حزب و يفرض معادلة جديدة و هي الثلث المعطل او تخريب البلد من دون حق دستوري و لا قانوني ... و ليس من حق السنيورة أصلا" ان يسلم رقاب من اعطاه الحق في الرئاسة (اي الشعب 14 آذار) الى الجزار السوري و الايراني من اجل السيطرة على لبنان !!!!!!
فتح عيونك بقى يا اخي الحسني بدك تضلك مغمضهم لأمتين ؟؟؟

FreeMuslim
02-27-2007, 02:02 PM
فتح عيونك بقى يا اخي الحسني بدك تضلك مغمضهم لأمتين ؟؟؟


إلى أن يشاء الله سبحانه وتعالى :)

الأفضل يا نور أن تبحثوا عن زعماء جدد :)

الحسني
02-27-2007, 02:14 PM
نحن لا نريد دعماً من أمريكا لأن دعهما لا يمكن ان يكون لصالح الاسلام والمسلمين إنما العكس هو الصحيح ولكن الحق يقال :

هذه فيها من التناقضات ما الله تعالى به عليم ..

كيف نصدق هذا الكلام ونرى أن ما يحصل حالياً في العراق يناقضه تماماً ..

اخي الحبيب FreeMuslim،

أنا لم أقل أن كل ما أتى به التقرير حقيقة لا مراء فيها، ولكنه أورد الكثير من النقاط المهمة والتي تحتاج منا لتأن وتفكير كبير...

فالمسألة لم تعد قضية حكومة ومحكمة والأمر أكبر من هذا بكثير.

ويبدو التقرب الأمريكي من سنة العراق واضحاً بعد تمثيلية اعتقال الحكيم وضرب جيش الدجال (تسمية محقة) وبيانات بوش النارية أخيراً في وجوب اشتراك السنة في العملية السياسية وما إلى ذلك من الترهات...

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

وقد صدقت، فنحن لا نحتاج لأموال أمريكا لندافع عن أنفسنا، ونحن أعلم بمصالحنا...

الحسني
02-27-2007, 02:18 PM
من حق السنيورة ان يبقى طالما ان أغلب المجلس النيابي لم يسحب الثقة منه و كثير ايضا" من الشعب اللبناني معه و لكن ليس من الحق أن يأتي حزب و يفرض معادلة جديدة و هي الثلث المعطل او تخريب البلد من دون حق دستوري و لا قانوني ... و ليس من حق السنيورة أصلا" ان يسلم رقاب من اعطاه الحق في الرئاسة (اي الشعب 14 آذار) الى الجزار السوري و الايراني من اجل السيطرة على لبنان !!!!!!
فتح عيونك بقى يا اخي الحسني بدك تضلك مغمضهم لأمتين ؟؟؟

هل يمكن أن تعرفي لي "الكثير من الشعب اللبناني"... ؟؟؟

أنا اللي مغمض.. آه ه ه ه ه ه ه ه ....
معليش خليني مغمضهم حتى لا أرى منكراً...
منكر السياسين وكذبهم ودجلهم... ومنكر تغير الحق للباطل والباطل للحق...

خليني مغمضهم وما عم شوف انهيار مشروع الجهاد في الأمة... ومشروع تحرير فلسطين...
خليني مغمضهم وما عم شوف فساد "مستقبلهم" وانقلاب سنة "مستقبلهم" على سنة الحبيب...

خليني مغمضهم ... أحسن

مع الأجر إن شاء الله يا الحسني... أجرك عند رب العالمين

الحسني
02-27-2007, 02:20 PM
إلى أن يشاء الله سبحانه وتعالى :)

الأفضل يا نور أن تبحثوا عن زعماء جدد :)

على صهول خيل الجهاد آتون يا أخي الحبيب...

ومع فجر الاسلام تلمحهم من بعيد ... ليس بعيداً كثيراً...

ومع أول صيحات العز ... تراهم قد صاروا بين أظهرنا...

أليس الصبح بقريب...

من هناك
02-27-2007, 02:42 PM
السلام عليكم،
إن هذا التقرير هو واحد من عدة تقارير تتحدث عما تخطط له الولايات المتحدة في المنطقة وليس الأمر بغريب.

شخصياً انا افضل اجندة حزب الله المعلنة على اجندة القوات المعلنة رغم انني اكيد 1000% بأن كلاً منهم لديه اجندة خفية اسوأ بألف مرة.

نعود للموضوع الاصلي، إن هيرش يعترف علناً وقد تكلم في اكثر من موضوع عن الفضائح المخابراتية الأمريكية في امريكا اللاتينية وفي الشرق الأوسط وفي افغانستان وعرى الإدارة التي تتلبس بلباس الحمل رغم ان انياب كوندي تتدفق منها الدماء.

اخي الحسني،
مهلاً مهلاً على السنيورة والمستقبل لأنهم طرف في اللعبة ولا يزالون اقرب سياسياً من حزب الله. خلاف السنة الأصيل هو في سيطرة زعيمي الحرب على مقاليد الأمور في 14 آذار ولكن ايهما افضل ان نساهم في إضعاف السنة امام الشيعي والدرزي على السواء او ان نحاول العمل تبعاً للأولويات التي يتفق الجميع عليها وهو ان الشيعي في لبنان اقرب من الدرزي.

اختي نور،
لا تأخذي المسألة شخصية ولكن هذه هي اللعنة التي لا يجرؤ احد على نقاشها في لبنان. إن السنة انقادوا بوعي او بغير وعي ويركضون في اتجاه تحدده القوات ومن يواليها ومن يدعمها ولذلك ركب جنبلاط الإشتراكي الموجة وهرع إلى واشنطن كي يطلب دعمها اليوم رغم ان في مقالاته القديمة ما هو اشنع من الموت لأمريكا التي كان الخميني بطلها المزيف.