تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بشار ونجاد : التاجران الشقيان



FreeMuslim
02-24-2007, 12:36 PM
بشار ونَجّاد: التاجِران الشَّقِيَّان




د.محمد بسام يوسف

*


في شهر كانون الثاني الماضي، وعلى صفحات صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية، كتب الصهيوني الأميركي المعروف (توماس فريدمان)، صاحب النفوذ لدى الإدارة الأميركية الحالية: (إنّ إيران هي الصديق الصدوق والحليف الطبيعي لأميركة)، واعتبر (فريدمان) أنّ (الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لا يتحققان عن طريق حل القضية الفلسطينية، بل عن طريق اتفاق أميركة مع إيران أولاً)!.. بينما نقل السيناتور الأميركي الديمقراطي (بيل نيلسون) عن رئيس النظام السوريّ، بعد اجتماعهما في دمشق منذ أسابيع قليلةٍ بتاريخ 13/12/2006م، أنّ (بشار الأسد يأمل باستئناف تعاونٍ أمنيٍ أكبر مع الولايات المتحدة، وأنه مهتم جداً بالتفاوض مع إسرائيل لتحقيق السلام)!.. واستطرد (نيلسون) بالقول: (بناءً على توصيةٍ من رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت، لم أهتم بكلام الأسد، لكنني فوجئت بعد أيام، بانكشاف قناةٍ تفاوضيةٍ سرّيةٍ سوريةٍ إسرائيلية، كانت قائمةً منذ أكثر من سنتين)!..
لم يعد خافياً، أنّ هناك تقاطعاً بالمصالح بين أميركة وإيران والكيان الصهيوني في العالمَيْن العربيّ والإسلاميّ، فهذه الأطراف الثلاثة يجمعها السعي الدائم، إلى إضعاف دول المنطقة وتجزئتها ونهب مقدّراتها وثرواتها، تمهيداً للخطوة التالية التي تتبدّل خلالها قواعد اللعبة بين الأطراف الثلاثة، فيتحوّل التحالف في بعض صفحاته، إلى تنافسٍ يحاول فيه كل طرفٍ تحقيق أكبر قدرٍ ممكن، من السيطرة وتوسيع مناطق النفوذ وامتلاك أكثر ما يمكن من أوراق اللعبة، لتحسين موقعه التفاوضيّ ومكانته التنافسية مع الطرفَيْن الآخرَيْن!.. وعلى ذلك، استطاعت إيران أن تبني استراتيجيتها لتحقيق أحلامها القديمة الجديدة، المركَّبة أصلاً على دوافع حقدٍ تاريخيٍ وثأرٍ قوميٍ ودينيٍّ من العرب بشكلٍ خاص، لذلك فإنها دفعت بالمصالح المشتركة مع أميركة والكيان الصهيوني قُدُماً، إلى أبعد حَدٍ ممكن.. هذه المصالح التي تجلَّت بما يلي:
1- التحالف الميدانيّ مع القوات الأميركية، لإسقاط حكومة طالبان (السنية)، والحيلولة دون تشكّل المحور السنيّ الأفغانيّ-الباكستانيّ.
2- التحالف الميدانيّ مع أميركة، لاحتلال العراق وإسقاط نظامه، الذي وقف طوال عشرين سنةً.. حائلاً دون تحقيق أحلام تصدير الثورة الشيعية الإيرانية إلى دول المنطقة.
وقد عمل الإيرانيون بعد الاحتلالَيْن، على تصنيع الطائفية، وتشجيع سياسات التفتيت، والحيلولة دون نهوض دولةٍ عراقيةٍ أو لبنانيةٍ وطنيةٍ قوية، تشكّل تهديداً إقليمياً لمحاولات تحقيق الأحلام القومية الإيرانية.. كما عملوا على ضمان تمدّد النفوذ الإيرانيّ داخل السلطة العراقية الشيعية العميلة، وحاولوا توسيع نفوذهم في أفغانستان، وامتدّوا للعب أوراقهم السياسية والأمنية والعسكرية والدينية في سورية ولبنان، عن طريق حليفَيْ إيران: النظام السوريّ، وحزب الله الشيعيّ اللبنانيّ، الذي تسانده حركة أمل الشيعية اللبنانية!..
من جهةٍ ثانية، كان التحالف الاستراتيجيّ الإيرانيّ مع النظام السوريّ.. داعماً لتنفيذ الخطط الإيرانية في المنطقة، أي أنّ إيران استغلّت حاجة نظام بشار الأسد وطبيعته التآمرية الفاسدة، الذي يعيش عزلةً داخليةً وعربيةً ودوليةً خانقة.. استغلّت حاجته لحليفٍ قويّ، فقامت بتحويله وتحويل سورية، إلى ورقةٍ أساسيةٍ لتحقيق مخطّطها المشبوه.. فإيران تريد تحسين موقعها التفاوضيّ مع أميركة والغرب بشأن تصنيع سلاحها النوويّ، والنظام السوريّ لا يريد إلا الحيلولة دون سقوطه، بفعل التفاعلات الدائرة حول التحقيق الدوليّ باغتيال الرئيس (رفيق الحريري) رحمه الله!.. لذلك، فزيارتا بشار الأسد الأولى والثانية لإيران، تندرجان تحت هذا النوع من اهتمام الطرفين، وقد كانت التصريحات التي بثّتها وكالة الأنباء الإيرانية خلال زيارة بشار لطهران شديدة الوضوح: (إنّ الرئيسان بحثا الوضعَ غير المستقرّ في العراق، والأزمة في لبنان)!.. ومن نافلة القول أن نلفتَ إلى أنّ العراق ولبنان، هما ساحتا النفوذ الرئيسيتان حالياً، بالنسبة للنظامين الإيرانيّ والسوريّ، مع اختلاف الأهداف الخاصة بكل نظام!..
لا شك أنه من مبادئ التصدّي لأي عدوٍ أو مخطَّطٍ خارجيٍّ في المنطقة العربية والإسلامية، أن يكون مستنداً إلى وحدةٍ قويةٍ واسعة الطيف، ترتكز بالأساس إلى تحقيق أكبر قدرٍ ممكنٍ من التفاهم العقديّ والسياسيّ، ومن نُبْلِ الأهداف وتماسك الأجزاء.. فماذا فعل النظامان السوريّ والإيرانيّ بكل ذلك؟!..
فضلاً عن تآمر النظام الإيرانيّ على العرب والمسلمين، والتواطؤ لاحتلال بلدَيْن مسلمَيْن، وفضلاً عن استمرار احتلاله لإقليم الأحواز العربيّ وللجزر العربية الإماراتية الثلاث، وفضلاً عن استمرار العمل بالمادة الثانية عشرة من الدستور الإيرانيّ، التي تعتبر أنَّ مذهب الإمامية الجعفرية هو المعتمَد الرسمي إلى الأبد.. فقد أمعن النظامان السوريّ والإيرانيّ في عمليات التفتيت والتفرقة والتجزئة وإثارة النعرات الطائفية، وتشجيع التدمير والقتل على الهوية بأبشع الصور، لاسيما قتل قيادات الفكر والعلماء والكفاءات العلمية والأكاديمية والعسكرية وتصفيتهم.. كما أمعنا في صناعة الفوضى، وزعزعة الاستقرار، والتآمر البشع على أهل السنة، واستمرار قَمع شرائح واسعةٍ من شعبَيْهما داخل البلدَيْن، وتنشيط حملات التشيّع، وغير ذلك من الأعمال المشينة بحق العرب والمسلمين، ما أسهم في إضعافهم وإضعاف أوطانهم أمام العدوان الأميركيّ والصهيونيّ المستمرّ!..
نعيد إلى الأذهان ما افتُضِح من حقائق مؤكّدة، عن روابط إيران منذ أكثر من عشرين سنةً مع الكيان الصهيونيّ (إيران غيت)، ومع أميركة.. إلى الدرجة التي دعت وزير الخارجية الصهيونيّ الأسبق (ديفيد ليفي) في حكومة (نتنياهو).. إلى القول: (إنّ إسرائيل لم تعتبر في يومٍ من الأيام أنّ إيران هي العدوّ)!.. (جريدة هاآرتس الصهيونية بتاريخ 1/6/1997م).. كما صرّح الصحفي الصهيوني (أوري شمحوني): (إنّ إيران دولة إقليمية مهمة، ولنا الكثير من المصالح الاستراتيجية معها، فإسرائيل لم تكن أبداً، ولن تكون.. عدوّاً لإيران)!.. (صحيفة معاريف الصهيونية، بتاريخ 23/9/1997م).
على الجانب السوريّ، نجد أنّ النظام قد اتبع أبشع السياسات التفتيتية داخلياً وعربياً (لاسيما في لبنان والعراق)، وكان استبداده واضطهاده ونهبه وفساده، وكانت طائفيته ودكتاتوريته.. أكبر عاملٍ في تقويض القوّة الذاتية السورية، سياسياً وعسكرياً وأمنياً ووحدةً وطنية.. فضلاً عن تآمره وسعيه المستمر، لنيل المكانة المرموقة لدى أميركة والكيان الصهيونيّ، سواءً بالتعاون الأمنيّ فيما سُمِّيَ بحرب الإرهاب، أو بإجرائه المفاوضات السرّية المستمرة مع الكيان الصهيونيّ، التي افتُضِحَت مؤخراً، إلى الدرجة التي أصبحت فيها حادثة مصافحة بشار الأسد لرئيس الكيان الصهيونيّ (موشي كتساب) الشهيرة في الفاتيكان.. أقل السيّئات التي قام بها هذا النظام الفاسد!..
نَجّاد وبشار اجتمعا مؤخراً في طهران، لتنسيق المواقف التي تضمن استمرارهما في تنفيذ المخطَّط الخبيث: فالأول (أي نَجّاد)، ليستمر في المضيّ بمشروعه الإيرانيّ الشعوبيّ الصفويّ.. والثاني (أي بشار)، ليستمرّ حاكماً دكتاتورياً ظالماً جائراً، جاثماً على صدر الشعب السوريّ.. وليستمرّ الاثنان في تنفيذ المخطَّط المشبوه ضد أوطاننا وشعوبنا العربية والإسلامية، لصالح أميركة والكيان الصهيونيّ وإيران الشيعية الصفوية الفارسية!.. أما الشعارات الفارغة التي يرفعها التاجران، والتصريحات المدوّية التي أطلقها المتاجران في طهران مؤخراً.. فليست سوى فصلٍ (جديدٍ قديمٍ) من المهزلة التي باتت مكشوفةً شديدة الوضوح.. ومن هذه التصريحات التي نقلتها وكالات الأنباء ووسائل الإعلام.. عنهما: (اتفق الرئيسان على مواجهة المخططات الأميركية والإسرائيلية في المنطقة)!.. و(حذّر الرئيسان من مخاطر التفرقة بين المسلمين السنة والشيعة، خاصةً في لبنان والعراق)!.. و(إنّ واشنطن تريد مواصلة أهدافها، من خلال صنع الانقسامات بين الشعوب الإسلامية)!.. وما إلى ذلك من الهراء الفارغ، الذي افتُضِح أصحابه المرتكبون لكل الموبقات بحق شعوبنا وأوطاننا العربية والإسلامية، فأخذوا يوارون الفضيحة بإلقاء اللوم على (الطُليان)، أي على أميركة والكيان الصهيونيّ وحدهما!..
لو كان الحليفان صادقَيْن، فماذا يفعلان حالياً في العراق ولبنان وسورية؟!.. هل هما يواجهان المحطّطات الأميركية والصهيونية أم ينفِّذانها؟!.. (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) (البقرة 9).
ولو كان المتاجران صادقَيْن، فلماذا لا تكون بداية مواجهتهما للمخطّطات الأميركية والصهيونية.. في العراق المحتل لتحريره، وفي أفغانستان المحتلة لتحريرها، وفي الجولان المحتل الهادئ منذ أربعين عاماً.. لتحريره؟!..
في حقيقة الأمر، نظاما نَجّاد وبشار.. هما اللذان يزرعان (مع الأميركان والصهاينة) أشدّ أنواع الفرقة والفتنة بين العرب والمسلمين، وبين السنة والشيعة، خاصةً في العراق وسورية ولبنان، ويقومان بدورٍ بارزٍ في إطالة أمد الاحتلال، وفي ارتكاب الجرائم المختلفة، وفي التفتيت والتجزئة وصنع الانقسامات بين الشعوب الإسلامية!.. لذلك، فنظاما نَجّاد وبشار، هما اللذان يفرضان على العرب والمسلمين جميعاً أن يتّفقوا، لمواجهة مخططاتهما التآمرية الخبيثة في المنطقة، فضلاً عن مواجهة المخطّطات الأميركية والصهيونية!..

(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ).. (البقرة :11 و12).

من هناك
02-24-2007, 04:06 PM
اخي المسلم الحر،
انت معجب دوماً بمحمد يوسف

ابن خلدون
02-24-2007, 05:09 PM
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ }}
الكلام يتطبق حرفيا"على النظام السوري... يقول انه مع الصمود والتصدي والممانعة " لكنه في السر هو يفاوض اليهود ويقول لاميركا انا جاهز للقضاء على القاعدة التي تتسلل الى لبنان وسوريا؟ ثم يقول مسؤول سوري :لماذا ننسحب من لبنان ؟فمن اذن سيسحب سلاح حزب الله بالقوة؟.. ثم يقول وليد المعلم : من يريد ان تقوم سوريا بفتح جبهة الجولان يكون عميل اسرائيلي؟؟بشار ينتقد ويتهم بالعمالة اي لبناني يستقبل سفير اميركا او حتى لارسن لكنه هو بنفسه يستقبلهم في قصر المهاجرين؟ويقول لاميركا جربينا فترى صدقيتنا ثم يقف امام حضد غوغائي ينتقد اميركا؟ بشار شعاره شيء لكن عمله هو النقيض لما يقوله؟
عندما صرح العميد السوري محمد عمران :لماذا البعث يدعي الحرية والوحدة والاشتراكية لكنه لا يعمل شيء لاجل هذه الاهداف؟قام نظام حافظ الاسد باغتياله...
حاربوا الحريري خلال حياته ولكن اليوم يترحموا عليه ويعتبروه شهيدهم...!!!

FreeMuslim
02-25-2007, 05:42 AM
انت معجب دوماً بمحمد يوسف

صدقت يا بلال فانا معجب به وبكتاباته ولكن هل استشف من كلامك أنه لا تعجبك كتابات هذا الكاتب السوري الذي يعيش في المنفى .. ثم ألا تعتقد أن تحليله هذا بخصوص هذان الشقيان صحيح ؟؟؟

من هناك
02-25-2007, 03:14 PM
بالعكس تماماً فأنا ايضاً اقرأ له وهو مصيب في معظم ما قاله ايضاً. لكنني اخالفه في ان بشار ونجاد لا زالا يلعبا نفس الدور المطلوب سابقاً من امريكا.

لقد تخلت امريكا عنهم تماماً ولم تعد تستخدمهم لأنها بحاجة لعملاء براقين اكثر.



صدقت يا بلال فانا معجب به وبكتاباته ولكن هل استشف من كلامك أنه لا تعجبك كتابات هذا الكاتب السوري الذي يعيش في المنفى .. ثم ألا تعتقد أن تحليله هذا بخصوص هذان الشقيان صحيح ؟؟؟

FreeMuslim
02-26-2007, 09:33 AM
معك حق أخي بلال فيبدو والله تعالى اعلم وأجل أن ورقة هاذين العميلين قد فضحت وبالتالي سقطت ولا بد من استبدالهما بآخرين غير مكشوفين بعد ..

من هناك
02-26-2007, 03:34 PM
او استبدالها بآخرين مكشوفين ولكن لهم مناصرين يهللون لهم سواء في العراق او في لبنان او في سوريا

FreeMuslim
02-27-2007, 05:18 AM
او استبدالها بآخرين مكشوفين ولكن لهم مناصرين يهللون لهم سواء في العراق او في لبنان او في سوريا


معقولة ولما لا .. وما أكثرهم هذه الأيام

من هناك
02-27-2007, 03:22 PM
والله اعلم يا اخي هذه هي السياسة الجديدة