تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لبنان إلى أين؟ رؤية استراتيجية للمستقبل الثائر



طلال
02-18-2007, 04:06 PM
مقاله اعجبتني فيها الكثير من الحق ونقلتها كامله معا اني اختلف معاه بعض الشي القليل
ياليت تقرونها مهم هالكلام

منذ أن دعا حزب الله إلى محاصرة السراي الحكومي في بيروت وإسقاط السنيورة والحشود الضخمة لحزب الله وحركة أمل التي زحفت من مناطقها مع مشاركة للتيار الوطني الحر بقيادة الجنرال عون دخلت لبنان والمنطقة العربية منعطفا جديدا وخطيرا في الصراع الإقليمي الدولي المتداخل مع الهوية الإسلامية والقومية العربية من جهة والهوية الطائفية المرتبطة بإيران من جهة أخرى هذا الزحف الجديد توقعناه حين عرضنا في مقالات سابقة لسيناريو ما بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان والتوقعات لكيفية استثمار طهران ودمشق لهذه الهزيمة الإسرائيلية وكان هناك شبه جزم بأن هذا المحور المتقدم في العراق والزاحف بقوة نحو باقي منطقة الخليج خاصة البحرين والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية لا يمكن أن يقبل بأن تفوت فرص الاستثمار التي لاحت مع التغطية الإعلامية الضخمة لنهاية الحرب والخطاب العنيف الذي دشنه الرئيس الأسد ضد قوى 14 مارس والنظام الرسمي العربي الداعم لها.

وما زاد من نهوض المحور واندفاعه هو التجاوب الأمريكي الكبير والمضطرد للتنسيق مع إيران بمحورها الشامل مع وجود خلافات وتباينات لكن الأمريكيين بدا أنهم حسموا قضية ترجيح التعامل مع المحور الإيراني في الخليج والتهدئة المتوقعة في لبنان لضمان محاصرة المشروع السياسي الذي يفترض أن يتمخض عن انتصار المقاومة العراقية بل إن تقرير بيكر هاملتون وصل إلى حد التذكير نصا في توصياته بالأمل في إعادة التنسيق مع طهران على منوال الحرب على أفغانستان وهو ما يعتبر إعلان تاريخي عن حالة التحالف المتبادلة بين واشنطن وطهران تجاه المنطقة العربية ومواجهة الخصوم الاستراتيجيين الذين يكمن شارعهم ومناضلوهم وقوتهم الفكرية والسياسية والعسكرية خارج النظام الرسمي العربي وخارج هذين المحورين وهذا ما يفزع طرفي المعادلة ويحتم عليها الالتقاء على أرضية مشتركة للتنسيق.

هذا التفاهم الواضح والذي صدر في أكثر من موقع التقطه الفرع اللبناني الموالي لإيران وباشر في التصعيد خشية من تطور الأمور وتراجع الفرص دون أن يحصل على أكبر قدر من مشروع الزحف الكبير على لبنان والصراع مع الهوية العربية الإسلامية فيه لتحييدها نهائيا أمام المشروع الإيراني.

دلائل الرغبة الجامحة في تصعيد الخطاب وتحقيق مواقع متقدمة لمحور طهران من خلال حراك حزب الله الأخير برزت في خطاب السيد نصر الله ونائبه نعيم قاسم الذي لأول مرة يتسم بروح منفعلة تضمنت إشارات طائفية تجاه القوى الوحيدة التي يعتقد بالفعل السيد نصر الله أنها تعوق تقدم المشروع الإيراني لاستثمار التفاهم الأمريكي الإيراني على الأرض اللبنانية حاليا ولذا كان التركيز في كل رسائله العنيفة موجها لأهل السنة في لبنان ولم يلق بالا لجنبلاط أو سمير جعجع رفقاء المرحلة الماضية في مواجهة المخيمات الفلسطينية ونفوذ أهل السنة في لبنان والذين تشارك حزب الله في عهد النفوذ السوري معهم في مهمة إضعاف التيار العروبي الإسلامي في لبنان.

هذا التيار الذي كان دائما محل إجماع لقوى النفوذ الإقليمي والدولي بأنه الخطر الأكبر على مصالحها وان مشروعه حين تتقدم قواه الحية فهي تستهدف التحرير الشامل والمواجهة الكبرى مع الاستعمار الدولي وبالتالي تنكشف أي نماذج يعدها المحور الإقليمي كبديل يستخدمها على الأرض لتحقيق أهدافه التوسعية وليس برنامج مواجهة شامل.

لقد برز هذا الخطاب في عدة مواضع من كلمة السيد نصر الله أما نعيم قاسم فهجومه الحاد ليس مستغربا وهو المعروف بروحه العدائية الشديدة للهوية العربية وان طرز ذلك الخطاب بشيء من الهتاف العربي الذي لم يعهد عنه.

ولذا كانت إشارات نصر الله للعمائم التي تهتز في إشارة إلى وحدة الموقف لدى علماء أهل السنة من الحراك تعبر عن انزعاجه الشديد من ذلك وبرز في تذكيره لأهل السنة بأنور السادات وأننا أي الشيعة (حسب تعبيره) لسنا شيئا واحدا واعتقد أنها زلة تاريخية ستكلف السيد نصر الله كثيرا في مصداقيته.

وقبل أن ندخل في أسباب انزعاج السيد نصر الله من موقف أهل السنة وإن غُلف الخطاب بعبارات وحدوية ووطنية ولكنها َتسلق الآخر لكي يحتشد ضمن الفوج الإيراني أو سيعتبر في دائرة العدو كما جرى مع السيد اسعد هرموش رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان من خلال التهديد الذي صدر من قبل المحسوبين على دمشق في قناة المنار بأن يكف عن التحرك خارج البيت السوري.

وقبل أن ندخل في التفصيل للرؤية لابد من أن نرد على تذكير السيد نصر الله بقضية أنور السادات (السني) مقابل مجموعة ضخمة من الحركة العلمائية والسياسية والنضالية التابعة لإيران التي اشتركت مع الاحتلال الأمريكي في غزو العراق جنبا إلى جنب وشاركته الحرب على المقاومة وبرنامج المحاصصة الطائفية الذي دمر العراق وقسمه وراهن على ذلك حتى هذه اللحظات التي اجتمع فيها المالكي والحكيم مع الرئيس بوش في محاولة حيوية ومتحمسة لإدامة هذه الشراكة التي تحصد يوميا أعدادا من أبناء العراق من العرب السنة خاصة ومن غيرهم من الأكراد والشيعة المدنيين كون أن الجميع ضحية هذه الأحداث.

فنقول لم يكن الرئيس الراحل أنور السادات في أي مرحلة من مراحل حكمه باستثناء تعاطف محدود خلال حرب أكتوبر تقديرا لواجهة المعركة لبطولة الجيش المصري لم يكن فيها السادات يحظى بأي احترام أو دعم أو ولاء خاصة بعد أن أعلن زيارته للقدس وتوقيعه لاتفاق السلام مع تل أبيب على عكس ذلك كانت الحركة الإسلامية والقوى العلمية الشرعية في أصقاع المعمورة متوحدة في إدانة عمله بل وتجريمه دينيا وسياسيا واستراتيجيا.

والشاذ عن ذلك قلّة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقاس على جموع أهل السنة وقياداتهم ولم يأسف أحد من هذه القيادات على رحيله ولا اعتبرته شهيدا رغم أنها أدانت عملية العنف والخروج المسلح في البلدان الإسلامية كمفهوم شرعي ثابت لديها وليس تزكية لهذا القائد الراحل.

فكيف يقارن ذلك بما جرى في العراق حين احتشدت كل القوى العلمائية والفكرية والسياسية المرتبطة بإيران في المنطقة العربية على التأييد أو الصمت والتبرير لما قام به الفصيل العراقي التابع للثورة الإيرانية والمرتبط بالمركز في طهران كما هو الحال كعلاقة أيدلوجية معروفة بين الفروع والمركز ومنها الفرع اللبناني كعقيدة إيمانية تعلنها تلك الفروع رسميا وشعبيا وتشحن بها كل أدبياتها.

بل إن من سقط قتيلا من تلك القيادات في معركة الاحتلال وهو في صف الجيش المحتل اعتبر شهيدا وتم تبرير مشاركته في قناة المنار ومن قبل بعض قيادات حزب الله تلك المشاركة التي غطاها تلفزيون المنار وهو يشيد بالعملية السياسية المشتركة بين بريمر والسيد السيستاني وحظيت تغطيتها غمزا لا تهميشا وحسب قوى المقاومة الوطنية العراقية التي برأت من دماء المدنيين وليس مجموعات القاعدة التي يحتج بأفعالها السيد نصر الله.

هذه القضية غاية في الأهمية للمعرفة العلمية الحيادية المطلقة لتبيين الحقيقة التي شكك بها السيد نصر الله ولإدراك القوى الشيعية العروبية هذه المسألة مبكرا انضمت بوضوح في العراق والوطن العربي إلى مشروع الوحدة الوطنية الذي يدعم المقاومة الوطنية بشقيها القومي والإسلامي وكذلك مشاريع الممانعة السياسية والمواجهة للاحتلال وهو الموقف الذي خالفه حزب الله لبنان بكل وضوح ووقف ضمنيا وإن عاتب بعبارات بسيطة بين الفترة والأخرى لم تغير من واقع الاحتشاد الذي قام به لمناصرة أشقائه في الفرع العراقي والذي تمثل بدعم وتغطية ضخمة لشخصيات المجلس الأعلى بما فيها بيان جبر صولاغ الذي استضيف في حلقة خاصة من برنامج حديث الساعة فضلا عن الصمت الكامل والامتناع عن إدانة مجازر العرب السنة في العراق مع ورود أنباء عن تدريب عدد من قوات جيش المهدي بعد استفحال الحرب الأهلية على يد مقاتلي حزب الله لبنان في حين كانت مواقف وبيانات التيار الإسلامي والقومي بل وفصائل المقاومة العراقية تدين في تواتر لا ينقطع استهداف المدنيين من الشيعة وغيرهم.

تبرير السيد نصر الله لازدواجية الموقف لدى فروع الثورة الإيرانية في المنطقة العربية هو محل وعي أصبح مستقرا في الضمير العربي الإسلامي في لبنان الذي يشكل أهل السنة قاعدته العملية تاريخيا وحاضرا ومستقبلا وهو ما حملهم على الانفضاض كليا باستثناء عدد قليل كان على رأسهم أستاذنا المربي الكبير فتحي يكن في ظروف خلاف وإشكاليات بينه وبين الجماعة الإسلامية في لبنان سنعرض له في مقال آخر.

شبه الإجماع على استقلال أهل السنة عن حزب الله بعد أن تضامنوا مع المقاومة خلال العدوان الإسرائيلي في يوليو الماضي كان قناعة راسخة بأن هذا التوظيف خرج كليا من حلبة الصراع الأممي الذي في طرفه الآخر العدو الصهيوني وحشد الولايات المتحدة لدعمه وأصبح مشهد استثمار الموقف راسخا في مصلحة خدمة محور طهران.

ولذا من تابع مواقف الفعاليات الشعبية وخاصة الفكرية منها يتبين له بأن قوى 14 مارس لم تكن أبدا الرهان للتيار العربي الإسلامي الذي يقوده أهل السنة خاصة وان في صفوف هذا التيار مجرمي حرب لطالما انتهكوا كل الحرمات الوطنية والقومية واتحدوا هم وقوى المخابرات السورية ضد الوجود السني الإسلامي والقومي وأشقائهم في المخيمات الفلسطينية.

وما حمل أهل السنة على استدعاء هذا التاريخ مجددا في مخيلتهم حداثة التجربة العراقية التي لا يزالون يعيشون قضيتها بل وشارك عدد من أبناء أهل السنة في صفوف المقاومة العراقية بعضهم استشهد وبعضهم عادوا إلى الوطن وإن كنا لا نملك تفصيلا لمن قاتل تحت راية المقاومة واستهدف الأمريكيين وعملاءهم أو ممن تورط في أعمال ضد المدنيين لكن من التعليقات التي نقلت عن هؤلاء المقاومين في الإنترنت وفي بعض البرامج يتضح الفقه والوعي الذي يحيط بمقاومي لبنان وسلامتهم من نزعة الاستباحة الجنونية التي تبنتها بعض المجموعات خلافا لمنهج المقاومة الوطنية الراشد في العراق.

لقد أفرزت تجربتهم في العراق التي نُقلت للمناطق السنية في لبنان المشهد المخزي لقوى مليشيات بدر وغيرها في توحدها العسكري مع قوات الاحتلال الأمريكي وما يلقيه من ضلال على وحدة مصدر التلقي لدى باقي الفروع الإيرانية وإن كنا نتمنى أن يكون أفراد حزب الله في لبنان أبعد عن هذه الأجندات الطائفية الحاقدة ونرجو مخلصين أن يعي قادة حزب الله هذه الحقيقة التي يعيها أهل السنة ويعترفون بالإشكاليات الكبيرة التي واجهتها العلاقة الإسلامية بعد التوجه الإيراني الخطير والتدخل في المجتمع العربي.

لقد استطاع تيار المستقبل رغم راياته الواسعة الأقرب للعلمانية والبعيدة عن التوجه القومي الإسلامي المبدئي وقضاياه المصيرية أن يحشد أهل السنة من حوله لشعورهم التاريخي اليقيني وإيمانهم القوي بأن تصفية رموز تيار المستقبل ابتداء من الحريري وحتى السنيورة إنما هدفه تصفية الوجود السياسي للسنة الذي بدأ يبرز بعد محاصرة تاريخية استهدف فيها أهل السنة منذ تصفية قوات (المرابطون) القومية في بيروت حتى العهد الحالي وارتباط هذا المشهد باغتيال شهداء آل كرامي قديما.

وأدى الغياب الكبير لجبهة موحدة حقيقية تقودها الرموز والتيارات السنية موحدة مع التيار القومي ومن آمن بالوحدة الوطنية في ظل السياق العربي من اخوانهم الدروز والشيعة والمسيحيين أدى هذا الغياب إلى تسلم قيادة الجموع الشعبية من أبناء الطائفة للشيخ سعد الحريري بتعبير أدق وليس لقوى 14 مارس خاصة أن سجل الحريري بغض النظر عن علاقتهم مع واشنطن والنظام الرسمي العربي الحليف فهذا لا يلغي أن سجل الحريري كان حيويا ومتواصلا ومشفقا على مناطق أهل السنة التي طالما تعرضت لوضعية الإقصاء والإلغاء والقهر والتبعية طوال عهد الوصاية السورية وصل إلى حد أن توزع المخابرات السورية في لبنان مساجد أهل السنة بحسب ما يرونه أكثر موالاة لمحور طهران وأضعفت مرجعياتهم وامتهنتهم وهو ما جعل دار الفتوى تحسم القضية مبكرا وتصطف مع تثبيت السنيورة.

كل ذلك كان يلتقي لدى أهل السنة مع القناعة التي أشرنا لها في المقدمة بأن ما يساقون إليه ليس مواجهة أممية بين الأمتين العربية الإسلامية وعدوها إنما معارك مرحلية يتعزز فيها النفوذ وأوراق المفاوضات بين طهران وواشنطن على حساب الانتماء العربي للبنان وجذوره الإسلامية الأصيلة.

مالم تنجح الوساطة العربية الحالية لإنقاذ الموقف وتهدئة الأمور فالأحداث تتوجه وللأسف نحو مواجهة طائفية في لبنان والإشكالية الكبرى بأن قرار التهدئة سيكون رهنا لقوى الصراع الإقليمي والدولي فإذا تطورت الأمور بين طهران وواشنطن نحو مصير العراق ربما سعت طهران لتشجيع أطرافها على التهدئة وهو ما يعمل على ترحيل القضية وليس إنهائها وإنهاء مخاطرها.

وواضح من برنامج حزب الله ومن فلسفة زحف الشوارع التي نتعاطى معها في لبنان وفي الخليج على أساس أنها ذات عمق استراتيجي مرتبط بطهران وليس حركة تضامن وتفعيل حقوقية نؤمن بها لأطياف المجتمع المدني حين تسعى لتحقيق مطالب عادلة ومرتبطة بالهوية للشعب العربي.

هذه الفلسفة المجمع عليها لدى القوى الطائفية المرتبطة بإيران تريد أن تفرض معادلة تاريخية يترتب عليها التقدم الواسع والمضطرد لنفوذها وصلاحيتها وبالتالي ضمانة أمنية سياسية استراتيجية للنظام السوري والإيراني فتكون لبنان ركيزة وورقة قوية لديهما بعد أن اعتقدا أنهما تقدما في العراق وهو ما يحملهم على تصعيد هذا الخطاب الحاشد والمنفعل ليسير في هذا السياق وبالتالي تقليص فرص التواصل بين ممثلي الطوائف سياسيا ودينيا.

في المقابل سيسعى الطرف المقابل الداعم لقوى 14 مارس وهو الولايات المتحدة وهو ما أشارت له رايس مؤخرا من أن لبنان حاليا ليس ضمن دائرة التفاوض وهو ما يعني الدفع بكل قوة دون التسليم لهذا الزحف الشامل لمصلحة إيران لأن هذا سيضعف الموقف التفاوضي مع طهران وسيعجل باضطراب الموقف الإستراتيجي لواشنطن وتراجعه وضعفه في الخليج ولذا ليس لدى الطرفين في نهاية الأمر مانع وهذا هو المخيف من قيام الحرب الأهلية وإن أدت إلى محصلة الإبادة المتبادلة وتكون أشد من حرب لبنان السابقة.

في هذه الحالة سيؤدي اشتعال لبنان إلى خلط الأوراق بشدة وخاصة أن لبنان لها حدود مباشرة ومتوترة مع الكيان الصهيوني والبنية التحتية للقاعدة فكرا وتنظيما مهيئة بأن تنطلق بقوة إلى الساحة وهذا ما يدعو الأطراف أن تراجع موقفها وبالتالي الوصول إلى مصالحة مؤقتة.

لأن اشتعال الأحداث في لبنان قد ينقل المعركة مباشرة مع الكيان الصهيوني ويصعب في حينها على الأطراف ضبط العملية السياسية والصراع بينهم لدخول أطراف متمردة كليا على نقاط التفاوض الإيراني الأمريكي سواء كان ذلك بقيام جبهة عربية إسلامية مقاومة لأهل السنة في لبنان وبالتحالف والاندماج مع المخيمات الفلسطينية أو عبر قيام مجموعات متفرقة من جند الشام وتنظيم القاعدة وإن كانت الأولى قد اخترقت بعض مجموعاتها المخابرات السورية غير أن السياق في أحداث المنطقة المتسارع يبين بجلاء أن قدرة هذا النظام أو ذاك على ضبط هذه المجموعات استراتيجيا وللأمد الطويل ضرب من الخيال.

الخيار السياسي الإسلامي الراشد
لن يكون هناك فرصة لاستقرار لبنان مع ارتباطه بالهوية دون قيام قوة ثالثة مرتبطة بالتيار العربي الإسلامي المستقل تماما عن إرادة طهران وواشنطن وأن ُيبنى بناء استراتيجيا قويا ومواد البناء متوافرة في لبنان ومهيئة.

حينها وحسب سيعرف الطرف الإيراني بأنه يتعامل مع قوة ثابتة على الأرض وبالتالي يقبل بصيغة متعايشة تحفظ لبنان من الدمار والتقسيم وتحتفظ به الأمة وتتقدم على طريق الوحدة العربية ومشروع المقاومة الذي لا ينطلق مطلقا لا من إيران ولا من رجالاتها بل من عمق أمته الإسلامي العروبي الأصيل هذا ما نرجوه ونأمل مع دعائنا بأن يحفظ الله إخواننا في لبنان وينير لهم سبل الرشاد.