تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خيانات متواترة



FreeMuslim
02-18-2007, 01:45 PM
تاريخ الخيانةالطائفية.. بين مشهدين




بقلم/ أشرف عبد المقصود


إننا اليوم بين مشهدين متطابقين تمام الانطباق .. مشهدين مؤلمين في تاريخ الإسلام : الأول: قديم . والآخر : معاصر ، مازال حيًّا بيننا رأيناه بأم أعيننا قبل أمس.
أما المشهد الأول : فهو إعدام الخليفة العباسي ببغداد في واقعة التتاربمعاونة مراجع الشيعة الكبار.
وأما المشهد الثاني : فهو إعدام ميليشيات الشيعةالإرهابية للرئيس السني للعراق صدام حسين بمعاونة قوات الاحتلال على مرأى ومَسْمعمن العالم أجمع.




* * * *




المشهد الأول : يرجع إلى " سنة ست وخمسين وستمائة " في وقعة التتار ببغداد على يد هولاكو بمباركة وزيره ومرجع الشيعة الكبير : نصيرالدين الطوسي ، وبمعاونة ابن العلقمي الشيعي الوزير الأول للخليفة العباسي .
ولكي نطلع على تفاصيل هذا المشهد ، أترك الحديث لمؤرخ عظيم من مؤرخي الإسلامهو الحافظ ابن كثير في كتابه " البداية والنهاية " في أحداث " سنة ست وخمسين وستمائة " ، ثم أتبعه بوقفات مهمة ، ثم أوجه نصيحتي لأهل السنة حكاماً ومحكومين ،عَلّها تجد قلوباً واعية، وآذاناً صاغية:
1- هذا هو المؤرخ الكبير الحافظ ابنكثير- والقصة متواترة في جميع كتب التاريخ - يُصَوِّر لنا المأساة التي حلّتبالإسلام والمسلمين ببغداد دار الخلافة العباسية في ذلك الوقت أيام الخليفة المستعصم آخر خلفاء بني العباس فيقول : (( دخلت سنة ست وخمسين وستمائة ، فيهاأَخَذت التتار بغداد .. سُتِرت بغداد ، ونصبت فيها المجانيق والعَرَّادَات وغيرهامن آلات المُمَانعة التي لا تردُّ من قَدَر الله سبحانه وتعالى شيئا ، كما ورد فيالأثر : " لن يغني حذر عن قدر " ، وكما قال تعالى : { إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر{، وقال تعالى : { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد اللهبقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال } ، وأحاطت التتار بدار الخلافةيرشقونها بالنبال من كل جانب .. ووصل هولاكو بغداد بجنوده الكثيرة الكافرة الفاجرةالظالمة الغاشمة ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر ، فأحاطوا ببغداد من ناحيتهاالغربية والشرقية وجيوش بغداد في غاية القلة ونهاية الذلة ، لا يبلغون عشرة آلاففارس ، وهم وبقية الجيش كلهم قد صُرِفُوا عن إقطاعاتهم حتى استعطى كثير منهم فيالأسواق وأبواب المساجد وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم ويحزنون على الإسلاموأهله وذلك كله عن آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي ... )) اهـ
2- هذاالخائن الكبير ابن العلقمي الذي سرَّح جيش الخلافة بعد أن كان مائة ألف فجعله عشرةآلاف، يقول عنه ابن كثير رحمه الله : (( كان أول من برز إلى التتار هو ، فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه ، فاجتمع بالسلطان هولاكو خان ـ لعنه الله ـ ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه ، لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة ، فاحتاج الخليفة إلى أن خرج في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان ، فلما اقتربوا من منزل السلطان هولاكو خان حُجِبُوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفساً ، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين، وأنزل الباقون عن مراكبهم ونهبت وقتلوا عن آخرهم )) اهـ
3- تأملوا ياأهل الإسلام المشهد الآتي وقارنوا بما فعله رئيس وزراء المليشيات نوري المالكي : يقول ابن كثير رحمه الله : (( وأُحْضِرَ الخليفة بين يدي هولاكو ! .. وفي صحبته خوجة نصير الدين الطوسي ، والوزير ابن العلقمي وغيرهما ، والخليفة تحت الحوطة والمصادرة ، فَأُحْضِر من دار الخلافة شيئاً كثيراً من الذهب والحلى والمصاغ والجواهر والأشياء النفيسة ، وقد أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين علىهولاكو أن لا يصالح الخليفة .. وحَسَّنُوا له قتل الخليفة ، فأمر بقتله ، ويقال : إن الذي أشار بقتله الوزير ابن العلقمي والمولى نصير الدين الطوسي .. )) اهـ
4- انظروا يا أهل الإسلام ماذا فعل مراجع الشيعة الخونة بخليفة المسلمين وقارنوا ذلك بمشهد الميليشيات الشيعية في إعدامهم للرئيس السني للعراقوبمباركة مُفْتي الاحتلال " علي السيستاني " وبقية مروجي التشيع الصفوي . يقولالحافظ ابن كثير رحمه الله : (( فلما قدم هولاكو ، وتهيَّب من قتل الخليفة ، هَوَّنعليه الوزير ذلك فقتلوه رفسًا ، وهو في جوالق ــ أشولة ــ لئلا يقع على الأرض شيءمن دمه ، خافوا أن يؤخذ بثأره فيما قيل لهم ، وقيل : بل خُنِق ،ويقال : بل أُغْرق ،فالله اعلم . فباءوا بإثمة وإثم من كان معه من سادات العلماء والقضاة والأكابروالرؤساء والأمراء وأولي الحل والعقد ببلاده .. ومالوا على البلد فقتلوا جميع منقَدَروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان ، ودخل كثير منالناس في الآبار وأماكن الحشوش ، وقنى ــ جمع قناة ــ الوَسخ وكمنوا كذلك أياما لايظهرون ، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب ،فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار ، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعاليالأمكنة ، فيقتلونهم بالأسطحة حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة ، فإنا للهوإنا إليه راجعون ، وكذلك في المساجد والجوامع والربط ، ولم ينج منهم أحد سوى أهلالذمة من اليهود والنصارى ، ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي ،وطائفة من التجار أَخَذُوا لهم أمانا بذلوا عليه أموالا جزيلة حتى سلموا وسلمتأموالهم )) اهـ
5- ويتابع الحافظ ابن كثير الحديث ـ وكأنه يصف حالبغداد اليوم مع ميليشيات الشيعة المجرمة مبيناً عدد القتلى وما حلّ بأهل بغداد وكأنالتاريخ يُعِيدُ نفسه مع قتلى المسلمين في العراق اليوم ـ فيقول : (( وعادت بغدادبعد ما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس ، وهم في خوفوجوع وذلة وقلة .. وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذهالوقعة ؛ فقيل : ثمانمائة ألف . وقيل : ألف ألف وثمانمائة ألف وقيل : بلغت القتلىألفي ألف نفس . فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليالعظيم .. وكان دخولهم إلى بغداد في أواخر المحرم ، وما زال السيف يقتل أهلها أربعين يوما .. وأراد الوزير ابن العلقمي ـ قبحه الله ولعنه ـ أن يُعَطِّل المساجدوالمدارس والربط ببغداد ، ويستمر بالمشاهد ومحال الرفض ، وأن يبني للرافضة مدرسةهائلة ينشرون عِلْمهم وعَلَمَهم بها وعليها ، فلم يقدّره الله تعالى على ذلك بلأزال نعمته عنه ، وقصف عمره بعد شهور يسيرة من هذه الحادثة ، وأتبعه بولده ،فاجتمعا والله أعلم بالدرك الأسفل من النار ، ولما انقضى الأمر المقدر ، وانقضت الأربعون يوما بقيت بغداد خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس والقتلىفي الطرقات كأنها التلول ، وقد سقط عليهم المطر ، فتغيَّرت صورهم ، وأنتنت من جيفهمالبلد وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدَّى وسَرَى في الهواء إلى بلادالشام ، فمات خلق كثير من تغيُّر الجو وفساد الريح ، فاجتمع على الناس الغلاءوالوباء والفناء والطعن والطاعون ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولما نُودى ببغدادبالأمان خرج من تحت الأرض من كان بالمطامير والقني ـ جمع قناة ـ والمقابر كأنهمالموتى إذا نبشوا من قبورهم ، وقد أنكر بعضهم بعضا ، فلا يعرف الوالد ولده ، ولاالأخ أخاه ، وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى ، واجتمعواتحت الثرى بأمر الذي يعلم السر وأخفى ، الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى )) اهـ




* * * * *




أما مراجع الخيانة والعار من الشيعة الصفويين ومن تلطختأيديهم بدماء المسلمين فلنا معهم ست وقفات:
الوقفة الأولى : من المتواترعند أهل السنة أن وراء هذه المجزرة الدموية رأسين من رؤوس الإجرام والخيانة وهما من مراجع الشيعة وعلمائهم الكبار ، بل من خلال تصريح أعلامهم ومؤرخيهم ومحققيهم سنثبتلكم تورط هذين المجرمين اللذين يستحقا أن يُحشرا مع عبد الله ابن أُبي بن سلول فيالدرك الأسفل من النار ، وانطبق عليهما قول الله تعالى { هم العدو فاحذرهم قاتلهمالله أنى يؤفكون{.
الوقفة الثانية : فمع المجرم الأول : والرأس المدبّرالمحرِّض على ارتكاب المجزرة : وزير السوء الرافضي ابن العلقمي قبحه الله . قال ابنكثير : (( وزير المستعصم ، وزير سوء على نفسه ، وعلى الخليفة ، وعلى المسلمين معأنه من الفضلاء في الإنشاء والأدب وكان رافضيا خبيثا سيئ الطوية على الإسلام وأهله .. وكان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش ، وإسقاط اسمهم منالديوان ، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبا من مائة ألف مقاتل منهم منالأمراء من هو كالملوك الأكابر الأكاسر ، فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبقسوى عشرة آلاف ، ثم كَاتَبَ التتار ، وأطمعهم في أخذ البلاد ، وسَهَّل عليهم ذلك ،وحكى لهم حقيقة الحال ، وكشف لهم ضعف الرِّجال ، وذلك كله طمعا منه أن يُزيل السنةبالكلية ، وأن يظهر البدعة الرافضة ، وأن يُقِيم خليفة من الفاطميين ، وأن يبيدالعلماء والمفتيين ، والله غالب على أمره ، وقد رد كيده في نحره ، وأذلَّهُ بعدالعزة القعساء وجعله حوشكاشا للتتار بعد ما كان وزيرًا للخلفاء واكتسب إثم من قتلببغداد من الرجال والنساء والأطفال ، فالحكم لله العلي الكبير رب الأرض والسماء )) اهـ
ولكن الله لم يمهل هذا الخائن ــ كما ندعوه سبحانه ألا يمهل خونة اليوممنهم ــ يقول ابن كثير رحمه الله : (( لم يمهله الله ولا أهمله بل أخذه أخذ عزيزمقتدر .. حَصَلَ له بعد ذلك من الإهانة والذل على أيدي التتار الذين مالأهم وزالعنه ستر الله وذاق الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأبقى .. وانقطع فيداره إلى أن مات كمدا في مستهل جمادى الآخرة من هذه السنة وله من العمر ثلاث وستونسنة ، ودفن في قبور الروافض ، وقد سمع بأذنيه ورأى بعينيه من الإهانة من التتاروالمسلمين مالا يحسد ولا يوصف ، وتولى بعده ولده الخبيث الوزارة ، ثم أخذه الله أخذالقرى وهي ظالمة سريعا )) اهـ .
الوقفة الثالثة : مع المجرم الثاني والرأسالمدبر على ارتكاب هذه المجزرة وهو عالم الشيعة المعروف ومرجعهم الكبير ، وصاحبالمؤلفات الكثيرة عندهم : الرافضي نصير الدين الطوسي قبحه الله ، والذي استوزرههولاكو خان ، فقام بتحريضه على غزو العراق ، وقتل الخليفة المستعصم ، فجاء مع الغزوبنفسه ، وفي مقدمة الرَّكب ــ كما جاء الكثير من مراجع العار والخيانة في مقدمةقوات الاحتلال للعراق !!
يقول علامتهم وحجتهم إبراهيم الزنجاني في " عقائدالإمامية الاثني عشرية " ( 3 / 231 ) ((كان ابتداء دولة هولاكو خان في إيران عام650هـ وانتهاء دولته وسلالته بموت سعيد خان سلطانية زنجان عام 736هـ ، وحمل علىالعراق بقيادة نصير الدين الطوسي فيلسوف الإسلام ، وبتأييد سديد الدين العلقمي وزيرالخليفة العباسي بتاريخ 656هـ وقضى على خلفاء بني العباس )) اهـ . وقال مؤرخهم محمدباقر الخوانساري في ترجمة المجرم الطوسي من كتابه " روضات الجنات "( 6 / 279 ).: (( ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم في محروسةإيران هولاكو خان بن تولي خان بن جنكيز خان ، من عظماء سلاطين التاتارية وأتراكالمغول ، ومجيئه في موكب السلطان المؤيد ، مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغدادلإرشاد العباد وإصلاح البلاد ، وقطع دابر سلسلة البغي والفساد ، وإخماد نائرة الجوروالإلباس بإبداء دائرة ملك بني العباس ، وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغام، إلى أن أسال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار ، فأنهار بها في ماء دجلة ، ومنهاإلى نار جهنم دار البوار ، ومحل الأشقياء والأشرار)) اهـ . انظروا لوصف هذ1االمجرم لما فعلوه بأهل بغداد وقارنوا !
الوقفة الرابعة : لا تعجب أخيالمسلم من هذين المجرمين اللذين قاما بالتحريض والإفتاء والتخطيط مع التتار للقضاءعلى الخلافة العباسية لإقامة الخلافة الشيعية . فهذا آيتهم العظمى الخميني ــ مرجعحزب إيران في لبنان ــ يقول ص ( 142 ) من كتابه الحكومة الإسلامية : (( ويشعر الناسبالخسارة أيضا بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأضرابه ممن قدموا خدمات جليلةللإسلام )) اهـ . ونحن نسأل : ماذا يقصد الخميني بالخدمات الجليلة التي قدمهاالنصير الطوسي للإسلام ؟ أجيبوا يا دعاة التقريب ؟!
هذا النصير الطوسي يصفهالخميني في كتابه " الأربعين " ( 3 / 612 ) بأنه أفضل المتأخرين وأكمل المتقدمين ،وحين يناقش الخميني مسألة دخول الشيعي في ركب الحكام ــ من غير الشيعة ــ من حيثالجواز والتحريم نراه يرجح الجواز بشرط أن تكون فيه مصلحة واضحة ونصرًا ظاهرًاللشيعة ، ثم يستدل على صحة رأيه بحادثة دخول النصير الطوسي في ركب هولاكو الكافر ،حيث عدّه الخميني نصرا كبيرا للمذهب ، رغم ما كان قد ترتب عليه من ضرر فادح في حقالإسلام والمسلمين ، في إشارة واضحة إلى أن النصر الذي ينشده الخميني هو إمعانالقتل بأهل السنة والتنكيل بهم . وإليك نص قوله ــ عليه من الله ما يستحقه ــ فيكتابه الحكومة الإسلامية ص ( 142 ) قال : (( وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحدا منابالدخول في ركب السلاطين ، فهنا يجب الامتناع عن ذلك ، حتى لو أدى الامتناع إلىقتله ، إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بنيقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله )) اهـ . والخميني نفسه ورجال ثورته الشيعيةقد طبقوا هذا الفكر الدموي عمليا أيضا حين استتب لهم أمر الحكم في إيران الفارسيةإذ عملوا في أهل السنة وفي علمائهم تحديدا بالقتل والتشريد والملاحقة وإلى يومناهذا .
وأما علي بن يقطين : هذا الذي يترحم عليه الخميني فهو مجرم آخر تلطختيداه بدماء أهل السنة أيام هارون الرشيد ، كما يروي عالمهم ومحدثهم نعمة اللهالجزائري في " الأنوار النعمانية " ( 1 / 292 ) فيقول : (( وفي الروايات أن علي بنيقطين ، وهو وزير الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين . وكان من خواصالشيعة فأمر غلمانه فهدموا سقف المحبس عليهم ، فماتوا جميعا ، وكانوا خمسمائة رجلتقريبا فأراد الخلاص من تبعات دمائهم، فأرسل إلى الإمام مولانا الكاظم عليه السلامفكتب عليه السلام إليه جواب كتابه : " بأنك لو كنت تقدمت إليَّ قبل قتلهم ، لما كانعليك شئ من دمائهم ، وحيث أنك لم تتقدم إليَّ , فكفِّر عن كل رجل قتلته منهم بتيس , والتيس خير منه . فانظر إلى هذه الدية الجزيلة التي لا تعادل دية أخيهم الأصغر ،وهو كلب الصيد , فإن ديته عشرون درهماً ، ولا دية أخيهم الأكبر ، وهو اليهودي أوالمجوسي , فإنـها ثمانمائة درهم ، وحالهم في الآخــرة أخسّ وأنجس)) اهـ . ولاشك أنالإمام الكاظم بريء من هذه الأكاذيب !!!
الوقفة الخامسة : الحديث عن الدورالخبيث الذي لعبه بعض مراجع الشيعة اليوم في إسقاط العراق واحتلاله لا يحتاج منالوصف ، ولكن يكفي أن أشير هنا إلى أنه تم العثور في بعض مقرات الأحزاب الشيعية علىأوراق وبيانات ــ وهي منشورة على الانترنت ـ تتضمن أوامر وتوجيهات موجهة من سلطاتعليا ــ مرجعيات دينية وحزبية ــ إلى أتباعهم في مناطق العراق المختلفة وخصوصابغداد بضرورة العمل على حرق وسلب وتدمير كل مؤسسات الدولة وتهيئة عموم الشيعة لذلكوعدم الالتفات إلى ما قد يصدر من الحوزة العلمية في النجف من نداءات وفتاوى ؛ لأنهتدخل من باب التقية وتحسين الصورة لا غير . وبالفعل تم لهم الأمر كما أرادوهوبالتنسيق مع قوات الاحتلال ، فلم تسلم مؤسسة ولا بناية ولا معلم من السرقة والحرقوالتدمير ــ كما هو الحال في وقعة التتار ، فالأسلوب واحد ــ حتى بناية المكتبةالوطنية في بغداد طالها أذى الرعاع الخونة فتم حرق أغلب محتوياتها ولم ينج منها إلاالنزر اليسير في مشابهة عجيبة لما حصل لبغداد إبان اجتياح التتار . هل أبالغ إن قلت إن ما نقلته من وصف ابن كثير لمجزرة بغداد في غزو هولاكو ، لا يقارن بما يحكيه أهل السنة وما يحدث لهم هذه الأيام في العراق بمباركة مراجع الشيعة وساستهم وعلمائهم