تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العلماني المتطرف صقر ابو فخر وسلسلة من النقد ضد التدين والشريعة



ابن خلدون
02-17-2007, 06:13 AM
÷ نشرت جريدة «المصري اليوم» في 21/3/2003 ما يلي: شنّت امرأة منقّبة هجوما على متحف الفنان حسن حشمت في ضاحية عين شمس وحطّمت بعض أعماله وكانت تصرخ: «هذا حرام يا عبدة الأصنام»، وهذا ما حصل مع الفنان محمد هجرس الذي استأجر أرضا في حلوان في الثمانينيات وراح يضع تماثيله فيها، فما كان من الفلاحين، الا ان خرجوا عليه ودمروا أعماله لأنها بحسب شيوخهم أصنام ورموها في ترعة الخشاب.
÷ في سنة 1999 غنّى مرسيل خليفة مقاطع من قصيدة: «أنا يوسف يا أبي» لمحمود درويش فقامت قيامة «أهل الكهف» في لبنان وادعت عليه دار الفتوى بتهمة تلحين آية من سورة يوسف ولكن حينما غنى صباح فخري «إنّا أعطيناك الكوثر» لم يعترض أحد.
÷ وفي سنة 2001 دعا حمود بن عقلاء الشعيبي، وهو مدرّس في جامعة محمد بن سعود في القصيم، الى قتل المطرب عبد الله الرويشد بتهمة غناء سورة الفاتحة.
÷ في العام 2002 أجاز الشيخ ابراهيم الخضيري القاضي في المحكمة الكبرى في الرياض، إنزال عقوبة القتل بالمطربة التونسية ذكرى (التي قتلها في ما بعد زوجها) لأنها شبّهت المصاعب التي واجهتها في مسيرتها الفنية بمعاناة الرسول في بدء الدعوة.
÷ طالب أعضاء في مجلس الشعب المصري عام 1981 بمصادرة كتاب «الفتوحات المكية»، وإحراق كتاب «ألف ليلة وليلة». ويقول الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق عن محيي الدين بن عربي بأنه: «أكبر زنديق عرفه تاريخ الاسلام بل تاريخ الانسانية في كل عصورها (عن جريدة القبس ـ الكويت، 19/5/2006).
÷ أمر الخليفة مروان بن عبد الملك واليه على العراق خالد بن عبد الله القسري بقتل الجعد بن درهم. وصبيحة عيد الأضحى، ارتقى الوالي المنبر وخطب قائلا: أيها الناس انصرفوا وضحّوا تقبل الله منكم، أما أنا فأريد ان أضحي اليوم بالمشرك الضال الجعد بن درهم. وتقدم فبسمل وحمدل ثم ذبحه!... وهذا ما حصل مع صدام حسين أيضا.
÷ قتل هشام بن عبد الملك غيلان الدمشقي بعدما أفتى له بالقتل الامام الأوزاعي لأنه كان يقول: ما أتاكم من خير فمن الله وما أتاكم من شر فمن بني أمية. وعُلّق على أحد أبواب دمشق بعدما قُطعت يداه وقُطع لسانه.
÷ عندما استولت حركة طالبان على العاصمة كابول في عام ,1996 كان اول عمل قامت به اقتحام مقر الامم المتحدة واعتقال الرئيس نجيب الله وإعدامه فورا وتعليق جثته على شجرة. ثم أصدرت بيانا جاء فيه: «سفور النساء ممنوع، والموسيقى ممنوعة، وحلق اللحى ممنوع، ومن يحلق لحيته يوضع في الحجز حتى تنمو لحيته، وإذا شوهدت امرأة في الشارع وهي سافرة يُعاقب زوجها. ويجب إغلاق المحلات وإيقاف المواصلات قبل 15 دقيقة من موعد الصلاة. وتمنع إطالة الشعر، ومن يخالف يُقّص شعره وتُحصّل أجرة الحلاقة منه».
÷ نُقل كلام عن الشيخ عبد العزيز باز يعتبر خروج النساء الى العمل، واختلاطهن بالرجال من أعظم وسائل الزنى والخيانة الزوجية. وكان يقول: «اذا ردت عليك امرأة في الهاتف وجبت عليك التوبة».
فتاوى إهدار الدم!
من فتاوى إهدار الدم التي يستسهل النطق بها اليوم، كل من وضع على رأسه عِمّة وأرخى على جسده جبّة وأمسك بيده سبحة، قال صقر أبو فخر: «أفتى احدهم بأن من يتهرّب من سداد الضرائب يُعد محاربا لله ورسوله ويقتل حرابة». وأفتى آخر: بأن «من أفطر في رمضان مستحلا ذلك وهو عالم بتحريمه وجب قتله»، وثالث يأمر «أولياء الأمر بأن من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه».
÷ كان الشيخ عبد العزيز باز يصر على القول: «ان الارض ثابتة لا تدور، ومن يقل غير ذلك فقد كذب على الله، وكل من يكذب على الله سبحانه فهو كافر ضال، مضل يُستتاب، وإلا قتل كافرا مرتدا».
÷ سأل احدهم الشيخ عطية صقر عن التثاؤب في الصلاة، وبدلا من ان يتفكر هذا الشيخ ويلجأ الى العلم لمعرفة كيف يحصل التثاؤب، وهو عملية تلقائية لاإرادية يقوم بها الجسم لدفع الدم الى المخ غاص في النصوص القديمة ليستنتج ان التثاؤب من عمل الشيطان، وأنه من المفروض اذا تثاءب المرء ان يمسك بيده على فمه حتى لا يدخل الشيطان».
المسيح: هل هو أسطورة؟
أثار الكتاب، في جملة ما أثار، العديد من قضايا التاريخ والأساطير والعبادات. وكل قضية تحتاج لوحدها الى بحث طويل ودراسة مستقلة معززة بالوثائق والحجج. ولكننا نتوقف أمام قضية الميلاد الفلكي للسيد المسيح لأهميتها وتأثيرها، كما نتوقف أمام قضية التثليث التي وقف أمامها القديس أغوسطينوس قبل اكتمال ايمانه.
يقول صقر أبو فخر: ان السوريين القدماء كانوا يحتفلون في منتصف ليل الخامس والعشرين من كانون الاول بمولد أدونيس. فيصرخون: «الليلة ولدت لنا العذراء ابنا، وها هو النور ينتشر». والعذراء هنا هي عشتار والنور هو إله الشمس. والخامس والعشرون من كانون الاول هو ايضا عيد ميلاد إله النور الفارسي المشهور جدا «ميثرا» الذي ولد من أم عذراء.
وعن الثالوث المسيحي الذي هو سر الأسرار في الديانة المسيحية يقول، «انه يشبه الثالوث المصري: أوزيريس وإيزيس وحورس الذي يرمز الى وحدة النيل والأرض والنبات. ومثله الثالوث الاغريقي: الاله، والعقل Logos (او الكلمة) والنفس. وهناك الثالوث الفيثاغوري الذي يعبر عن نفسه بالأرقام. وهناك الثالوث الاسماعيلي ـ الدرزي الذي يقول ان أصل التكوين والخلق هو: العقل والنفس والكلمة. والثالوث الغنوصي الاسلامي العلوي الذي يقول باتحاد محمد والإمام علي وسلمان الفارسي في فكرة واحدة تتمثل في وحدة قرص الشمس ومادة الشمس ونور الشمس، فلا وجود للواحد من دون الآخرين. وقبل ذلك كان ثمة نوع من التثليث العربي تمثل في اللات ومناة والعزّى. وعبد الآشوريون ثلاثة آلهة: «إن» EN للسماء، وإنليل للفضاء، وإنكي "ENKI" للأرض وهو ثالوث متحد في إله واحد هو «مردوخ» MARDUK. وعبد الكلدان ثلاثة آلهة، مردوخ وبن وبل، وعبدت بابل ثلاثة آلهة اخرى: آنو وبعل وآيا. وفي فارس ثمة ثالوث إلهي مؤلف من: أهورمزدا وأهريمان وميثرا، وفي الهندوسية ثلاثة آلهة أيضا: براهما، وفيشنو، وشيفا.
والسؤال هل هذا الكلام الذي قيل حول السيد المسيح وشخصيته «الاسطورية» كان يمكن ان يحدث ردود فعل سلبية في الشارع، على غرار ما حدث في بيروت في 6/2/2006 حيث قامت تظاهرات ضخمة هجم فيها أصوليون على محلة الأشرفية، واعتدوا بالضرب والكسر على السيارات، والمحلات والكنائس احتجاجا على رسوم كاريكاتورية ابتدعها فنان دانمركي؟!
ان الكنيسة الكاثوليكية والمسؤولين فيها عن شؤون العقيدة المسيحية لم تعد معنية بكل الارهاصات الفكرية التي تتناولها او تتناول شخصية المسيح سواء بالطعن او التشكيك او الذم بقدر ما يعنيها ان تلاقي الجوامع المشتركة بين جميع الأديان والعقائد. تلك كانت مهمة البابا يوحنا بولس السادس، وهي مهمة البابا الحالي بنديكتوس السادس عشر، الذي أعلن في اكثر من مرة احترامه للاسلام والمسلمين وان الاحتجاجات والتظاهرات التي حصلت عقب محاضرة ألقاها في إحدى المناسبات أسيء فهمها وتفسيرها، الامر الذي اضطره الى التوضيح وتبرئة الذمة مما نسب إليه.
أما آن لرجال الدين ان يستريحوا؟
تحت عنوان: أما آن لرجال الدين ان يستريحوا، دعا صقر أبو فخر الى سنّ قوانين تمنع رجال الدين من التصريح العلني والإدلاء بالرأي والتصدي للصغيرة والكبيرة من المشكلات التي تعصف بحياتنا السياسية والحيوية بسبب حساسية موقع رجل الدين في المجتمعات العربية، ولا سيما في المجتمع اللبناني على وجه خاص. وبهذا المعنى يقول صقر: «ليخلع رجل الدين عِمّته وجبّته ويصبح مواطنا مثل غيره من المواطنين إذا أراد ان يعبّر عن رأيه وان يُسهم في المجادلات الفكرية والسياسية والاجتماعية المحتدمة في مجتمعاتنا العربية، او يكتفي بالمسجد والكنيسة لإلقاء مواعظه وأفكاره وآرائه». وقال: «ستُغضب هذه الدعوة بالتأكيد الكثيرين من المشايخ والآباء وأصحاب العمائم والتمائم واللحى والسّبحات. وأنا أعرف أنني أعيش في مجتمع اذا غضب شيخ او مطران غضب له مئة ألف، لا يفقهون البتة لماذا غضب. ومع ذلك فالمؤكد ان كل بلد يكثر تدخل رجال الدين في شؤونه يعتل كثيرا حتى يصبح الإبلال مُحالاً».
ان الدعوة ـ المغامرة التي أطلقها صقر أبو فخر فشلت بالطبع، كما فشل غيرها من الدعوات والمشاريع في لبنان.
ففي العام 1952 أضرب المحامون في لبنان اكثر من خمسين يوما بهدف وضع قانون جديد للأحوال الشخصية، يماشي العصر ولم يصلوا الى نتيجة، إذ هبّ رجال الدين، جميع رجال الدين من كل الطوائف المسيحية والاسلامية، واتفقوا (لأول مرة يتفقون) على رفض هذا الطلب. واستجابت السلطة لهم بدلا من ان تستجيب لمطلب المحامين الذي هو مطلب حضاري بامتياز.
وفي أواخر عهد الرئيس الياس الهراوي، وقد أراد ان يختم عهده بتعديل قانون الأحوال الشخصية بوضع قانون الزواج المدني الاختياري، ولما حصلت الموافقة عليه في اللجان ومجلس النواب، وحين وصل المشروع الى رئاسة الحكومة وكان يومذاك الرئيس رفيق الحريري، فأوقفه ووضعه في الدرج ولا يزال الى الآن حيث هو، لا يجرؤ أحد على تحريكه من مكانه.
كنيستي كانت وراء تعييني
وأكثر من ذلك تحول رؤساء الطوائف عندنا، الى زعماء حقيقيين في البلاد، يتعاطون الشأن السياسي في كل يوم في خطبهم ومواعظهم ولقاءاتهم، فلا تتألف حكومة الا إذا حصلوا على رضاهم، ولا يدخل موظف سلك وظيفة اذا لم تراع بطاقته الدينية. لا بد من الرجوع الى البطريرك او المطران او المفتي. وقد صرّح مؤخرا أحد الوزراء ردا على سؤال: من زكّاه ليكون وزيرا قال: «كنيستي كانت وراء تعييني ولا فضل لأحد سواها»...
وأكثر ما آلم الزميل صقر وأوجعه انه رأى أبو الأعلى المودودي وحسن البنا وسيد قطب وأبو الحسن الندوي ويوسف القرضاوي ينتصرون على طه حسين وعلي عبد الرازق ونصر حامد أبو زيد ومحمد عبده والطهطاوي، وأن يرى عشرات الألوف يتخرجون في المعاهد اللاهوتية والجامعات الدينية والمدارس الفقهية والحوزات في كل سنة، حتى قيل في مدينة النجف ان «وارداتها جنائز وصادراتها عمائم». وعلى الرغم من هذه الألوف المؤلفة من العمائم التي تنهمر على المجتمعات العربية سنويا، فإن الفقهاء جميعهم ما زالوا عاجزين عن إنتاج نص فكري واحد له قيمة، فهم مشغولون ليل نهار، بعرض آرائهم في هذه المسألة او تلك (وهي آراء ظنية لا قطعية ولا يترتب على من يخالفها اي أمر) من غير أي إعمال للعقل الجدلي، ووسيلتهم الوحيدة الى ذلك هي استحلاب النص من النص القديم، واستجداء الرأي من رأي سالف، واستيلاد الفتوى من فتوى سابقة، في عملية عقيمة، لا تتوقف ولا تتلقح ولا تتبرعم. وهذه النتيجة منطقية تماما. لأن اعتقاد الفقهاء بأن السلف خير من الخلف، هو تجاهل جهول لانجازات العقل البشري في جميع المجالات، لهذا تراهم يجرّون المجتمع الى الخلف بإصرار واضطراد.
بيروت مدينة رحبة الصدر
ما لفت نظري فصل بعنوان: مثيلة روما بعد سقوط القسطنطينية: المثقون العرب ومدينة بيروت. وفي هذا الفصل عرض للتاريخ الثقافي لمدينة بيروت، المدينة الكوزموبوليتية المتعددة اللغة واللسان، هذه المدينة الرحبة التي فتحت ذراعيها لكل جديد ومشاكس وممنوع... بيروت التي دافعت عن صادق جلال العظم عندما سجن بعد نشره كتاب: «نقد الفكر الديني» سنة 1969 وبيروت التي اصدرت كتاب: «أين الخطأ» للشيخ عبد الله العلايلي وأتاحت لنجيب محفوظ ان يصدر فيها «أولاد حارتنا».
الزميل صقر أبو فخر يخشى ان ينحسر الدور العظيم لبيروت، وان تصبح مدينة ضيقة الصدر. ويتساءل: «بيروت هذه هل تعود مدينة حرة، ومتعددة ومنفتحة، وديموقراطية الى أبعد الحدود، وملاذا للباحثين عن الحرية والدعة والطمأنينة. وفي ما عدا هذا المشروع ستصبح بالتأكيد مدينة بلا دور، اي صناديق اسمنتية للعمل والنوم فقط. تتحول من مدينة فاتنة ووثابة ومتحضرة (مثلما كانت في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات) الى تجمع متوتر لبشر يلهثون وراء العمل المأجور ولأفراد ينشدون اقتناص الثروات السريعة، اي مجرد تجمع بشري لا هم لأفراده إلا المطعم والمشرب والمنكح والمقصف، تجمع يضمحل في أرجائه الذوق والجمال وتختفي فيه الفرادة والمتعة والثقافة...
ما أود ان أطمئن الأخ صقر اليه، أن بيروت التي عرفها في الستينيات والسبعينيات، ستبقى هي نفسها ذات الصدر الرحب تستقبل كل الأفكار والعقائد والاتجاهات الثقافية من أية جهة أتت، وأسطع دليل على ما أقول كتابك الجريء والجريء جدا: «الدين والدهماء والدم» الذي أبصر النور في بيروت ولا يمكن ان يبصر النور إلا في بيروت. واذا صدر قرار بمنعه فلن يصدر عن بيروت بالتأكيد. وأتمنى ان يصدر هذا القرار حتى تزداد شهوة الحصول عليه وتتزايد مبيعاته عدة أضعاف.
ستبقى بيروت كما عهدتها وكما يقول عنها طلال سلمان دائما: المستشفى والمدرسة والمطبعة والكتاب وجريدة الصباح
السفير - 17 شباط

من هناك
02-18-2007, 03:17 AM
إن صقر ابو فخر هو محارب دون كيشوتي بامتياز هرب من افلام اليسار السبعينية ولا زال يحارب مطاحن لا نراها :)

للأسف لم اعد اراه كي اوصل رسالتك له