تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ابتلاء دعاة الحق



بشرى
03-08-2003, 09:55 AM
هذه سنة الله في خلقه لا بد للمؤمنين من ابتلاء وفتنة واختبار سواء كانت بالسراء أو بالضراء وما الأوامر والتكاليف الشرعية إلا جزء من هذا الاختبار. وهناك فوائد لابتلاء المؤمنين لا تحصى منها على سبيل المثال لا
الحصر:

-1- تربية المؤمنين وصقل معادنهم وتمحص ما في قلوبهم فهم ينضجون بالمحن كما ينضج الطعام بالنار: {قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله
عليم بذات الصدور}. يقول ابن القيم ( ..فإن القلوب يخالطها بغلبات الطبائع وميل النفوس وحكم العادة وتزيين الشيطان واستيلاء الغفلة ما يضاد ما أودع فيها من الإيمان والإسلام والبر والتقوى فلو تركت في عافية
دائمة مستمرة لم تتخلص من هذه المخالطة والم تتمحص منه فاقتضت حكمة العزيز أن قيض لها من المحن والبلايا ما يكون كالدواء الكريه لمن عرض له داء إن لم يتداركه طبيبه بتنقيته من جسده وإلا خيف عليه من الفساد والهلاك..)

ويقول سيد قطب :(إن حقيقة الإيمان لا يتم تمامها في قلب حتى يتعرض لمجاهدة الناس في أمر هذا الإيمان مجاهدتهم باللسان بالتبليغ والبيان ومجاهدتهم باليد لدفعهم عن طريق الهدى حين يعترضونه بالقوة الباغية وحتى يتعرض في هذه المجاهدة للابتلاء والصبر على الجهد والصبر على الأذى والصبر على الهزيمة والصبر على النصر أيضاً فالصبر على النصر أشق من الصبر على الهزيمة وحتى يتمحص القلب ويتميز الصف وتستقم الجماعة على الطريق وتمضي فيه راشدة صاعدة متوكلة على الله.

حقيقة الإيمان لا يتم تمامها في قلب حتى يتعرض لمجاهدة الناس في أمر هذا الإيمان لأنه يجاهد نفسه أولاً في أثناء مجاهدته للناس وتفتح له في الإيمان آفاق لم تكن لتفتح له أبداً وهو قاعد آمن سالم وتتبين له حقائق في الناس وفي الحياة لم تكن لتتبين له أبداً بغير هذه الوسيلة ويبلغ هو بنفسه ومشاعره وتصوراته وبعاداته وطباعه وانفعالاته واستجاباته ما لم يكن ليبلغه أبداً بدون هذه التجربة الشاقة المريرة.

وحقيقة الإيمان لا يتم تمامها في جماعة تتعرض للتجربة والامتحان والابتلاء وحتى يتعرف كل فرد فيها على حقيقة طاقته وعلى حقيقة غايته ثم
تتعرف هي على حقيقة اللبنات التي تتألف منها مدى احتمال كل لبنة ثم مدى تماسك هذه اللبنات في ساعة الصدام).

-2 رفع درجات المؤمنين ومضاعفة حسناتهم وتكفير خطاياهم حتى يمشي أحدهم على الأرض وما عليه خطيئة قال صلى الله عليه وسلم ما يزال البلاء المؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة.. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

وقال صلى الله عليه وسلم ما يصيب المسلم من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.

-3 تطهير الصف المؤمن من أدعياء الإيمان من المنافقين والذين في قلوبهم مرض فإبان العافية والسراء يختلط الحابل بالنابل والخبيث بالطيب، وإنما يقع التمييز بين الأصيل والدخيل بالمحن والبلاء كما يتميز الذهب الحقيقي من الزائف بالامتحان بالنار {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه
حتى يميز الخبيث من الطيب).

إن من الناس من يدخل في زمرة المؤمنين ويلبس لباسهم ويتكلم بلسانهم فإذا أصابته فتنة أو محنة في سبيل دينه خارت قواه وانحلت عراه وبرىء مما كان يدعيه من قبل وعن هذا النموذج من البشر يقول الله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين}.

{ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين}.
فالمحن التي تعرض لأصحاب الدعوات هي التي تميز هذه الأصناف وتفرزهم من بين المؤمنين وتنفي الخبث من صفوفهم كما تنفي الكير خبث الحديد.

القوقاز...

بشرى
03-08-2003, 09:56 AM
وابتلي صلى الله عليه وسلم بتعذيب أصحابه واضطهادهم فإنه عليه السلام يتألم لذلك غاية الألم وقد تفنن كفارقريش في تعذيب الرعيل الأول من صحابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم وأرضاهم وقد تحدث الصالحي في
سيرته المسماة (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) حديثاً مستفيضاً
عن تعذيب كفار قريش للرعيل الأول من الصحابة وذكر روايات متعددة جمعها من كثير من كتب السير أجتزىء مما أورده ما يلي:

قال: فمن المستضعفين بلال رضي الله عنه وكان صادق الإسلام طاهر القلب.. قال ابن إسحاق وغيره فكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول له لاتزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى فيقول وهو في ذلك البلاء أحد أحد أنا كافر باللات والعزى.

وروى البلاذري عن عمير بن إسحاق قال كان بلال إذا اشتد عليه العذاب قال: أحد أحد.. فيقولون له قل كما نقول، فيقول إن لساني لا ينطق به ولا يحسنه.

وروى البلاذري بسند صحيح عن محمد بن سيرين قال لما أسلم بلال أخذه أهله فقمطوه وألقوا عليه من البطحاء وجعلوا يقولون ربك اللات والعزى فيقول: أحد أحد فأتى عليه أبو بكر رضي الله عنه فقال علام تعذبون هذا الإنسان فاشتراه بسبع أواقي وأعتقه وفي رواية للبلاذري أنه اشتراه بعبد كافر.

ومنهم خباب بن الأرت رضي الله عنه فقد روى البلاذري بسنده قال خباب عن نفسه لقد رأيتني يوماً وقد أوقدوا لي ناراً ثم سلقوني فيها ثم وضع رجل رجله على صدري فما اتقيت الأرض إلا بظهري ثم كشف خباب عن ظهره فإذا هو
قد برص .

وروى البخاري في صحيحه عن خباب رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة ولقد لقينا من المشركين شدة شديدة فقلت: يارسول الله ألا تدعو الله لنا؟ فقعد محمراً وجهه فقال: إن
كان من كان قبلكم ليمشط أحدهم بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب ما
يصرفه ذلك عن دينه ويوضع المنشار على مفرق رأس أحدهم فيشق باثنتين ما يصرفه ذلك عن دينه وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى
حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه.

ومنهم أبو فكيهة واسمه أفلح ويقال يسار وكان عبداً لصفوان بن أمية فأسلام حين أسلم بلال فأخذه أمية بن خلف وربط في رجله حبلاً وأمر به فجر ثم لقاه في الرمضاء فمر به جُعل فقال أليس هذا ربك فقال: الله ربي خلقني وخلقك وخلق هذا الجُعل فغلظ عليه وجَعَل يخنقه ومعه أخوه أبي بن خلف يقول زده عذاباً حتى يأتي محمد فيخلصه بسحره فأخرجه نصف النهار في شدةالحر مقيداً إلى الرمضاء ووضع على بطنه صخرة فدلع لسانه فلم يزل على تلك الحال حتى ظنوا أنه قد مات ثم أفاق فمر أبو بكر رضي الله عنه فاشتراه وأعتقه.

ومنهم عمار بن ياسر وأبوه وأمه سمية وأخوه عبدالله كانوا يعذبون أشد العذاب فمر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة.. فمات ياسر في العذاب وأغلظت سمية لأبي جهل فطعنها في
قبلها فماتت ورمى عبدالله فسقط وغير هؤلاء كثير عذبوا في الله وابتلوا
منهم جارية بني المؤمل بن حبيب ومنهم زنيرة الرومية فقد روى أنها عذبت حتى عميت فرد الله عليها بصرها.

القوقاز..

Saowt
11-15-2005, 03:06 PM
المشاركة جيدة...
للرفع...

Saowt
12-25-2005, 07:08 PM
المشاركة جيدة...
للرفع...