تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حديث من القلب



بشرى
03-08-2003, 09:42 AM
حديث من القلب إلى صانعة الأجيال

كتبه: الشيخ عبدالرحمن بن عبدالخالق

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد وآله وصحبه الطيبين. وبعد..

أختي المسلمة في كل مكان: السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
اعلمي أيتها الأخت الطيبة أنك شقيقة الرجل وشطر بني الإنسان فأنت أم، وزوجة وبنت وأخت، وعمة وخالة وحفيدة وجدة.. ورسول الإسلام -عليه الصلاة والسلام- يقول [إنما النساء شقائق الرجال] (أخرجه أبو داود والترمذي عن عائشة)، ثم وأنت أيتها الأخت المسلمة تنتمين إلى دين عظيم هو الإسلام، وإلى أمة جليلة لا توجد في الأرض أمة أنجبت أكثر منها قادة ورجالاً وعظماء وفاتحين، وقبل هذا هي أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقود البشرية إلى الخير والعدل، وتخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

ولا شك أن أسلافك من النساء في هذه الأمة كن من أعظم الأسباب في تبوّء هذه الأمة مكانتها القديمة، واعلمي أيتها الأخت المسلمة أن الله الذي أكرمها بهذا الدين قد جعل للمرأة مكاناً في التكليف والتشريف، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقيام بإعلاء كلمة الدين، قال تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم} (سورة التوبة:71)

وقد شرع الله لك من الأحكام وأعطاك من الخصائص والمميزات ما يليق بك ويناسب فطرتك، والله هو الإله العليم بما خلق {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} (الملك:14).

# أختاه المسلمة:
أنت مدعوة اليوم لصدق الانتماء إلى أمة الإسلام، والجهاد لإعلاء كلمة الله، وتطبيق شريعة القرآن، والبذل والتضحية لبناء جيل الإيمان.

-ماذا يريد أعداؤك منك؟
ولكن هناك أيتها الأخت من يريد أن يصرفك عن واجبك المجيد، وأن يحولك عن مهتمك الشريفة في خدمة الدين، وإعلاء كلمة الله، وقد اتخذ هؤلاء الأعداء لك وللدين طرقاً خبيثة أردنا تبصيرك بها أهمها ما يلي:

* أولاً: صرفك عما خلقت من أجله وهيأك الله له من العبادة والإيمان والدعوة والجهاد، بإغرائك بالدنيا فقط وزخارفها الفانية، فمعارض للحلي والمجوهرات تلو معارض، وموديلات ونماذج للباس تصمم في بلاد الكفر تلو نماذج، وصرعات لا تنتهي، وشهوات تؤجج، وبطون لا تشبع، ورياش وزينة، وتنافس، وزخارف لا تنتهي وكأننا لن نخلق إلا لهذه التفاهات.. وكل ذلك مع دعوة إلى التبذير وهدر الأموال، وقتل للأوقات، وإثارة لنيران الحسد والبغضاء بين الأغنياء والفقراء، وإشعال للتباهي المجنون بهذا البهرج الكاذب.

* ثانياً: إشعال نار العداوة والبغضاء بينك وبين الرجل، فأنت عند هؤلاء الغشاشين بنتاً مكبوتة!! وزوجة مظلومةً، وأماً مهدورة الكرامة، وأختاً مهيضة الجناح، والرجل في زعمهم –كل الرجال- ظلمة ومنافقون، وطغاة ومتسلطون ومانعون لحقوقك، وسالبون لحريتك، معركة مفتعلة ومصطنعة يفتعلها هؤلاء الشياطين لا لشيء إلا لتتمردي على الأب، وتتكبري على الأخ، وتخرجي من عصمة الزوج، إن هؤلاء لا يدعون إلى عدل وتراحم، وتآلف، ولكن إلى تمرد، واستخفاف وهدم.

* ثالثاً: لم يكتف هؤلاء الغشاشين بتحريضك على الأب والزوج والأخ بل تعدى ذلك إلى التحريض على شريعة الإسلام، وأحكام الملك الديان، فالإسلام عند هؤلاء ظالم، والشريعة الإسلامية عندهم ناقصة وهم يحرضونك صباح مساء على التفصي والخروج من هذه الشريعة. وبذلك يحاولون سلبك الإيمان كما يحاولون سلبك الهناءة والراحة في ظلال الأبوة الكريمة والزوجية الهانئة، والأخوة الطيبة. إن هؤلاء يصورون لك أن التقوى والعفاف قيود على الحرية والانطلاق، والحجاب الشرعي النظيف حجاب في زعمهم للعقل، والصلاة والصيام والزكاة –في زعمهم- عبث وإضاعة للعمر، وطاعة الزوج –في زعمهم- إذلال، لقد قلبوا كل المفاهيم، وغيروا كل الحقائق.