تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صحابة الإيثار والفداء في كربلاء سيد الشهداء



السيد مهدي
03-06-2003, 06:27 PM
صحابة الإيثار والفداء في كربلاء سيد الشهداء

(وكأصحاب الرسول)...ثبتوا دين الأصول......(ساعة الصفرتقول)......(إنهم صحب كرام )
ذكرهم في الخالدين........فازوا في دنيا ودين.....نصروك ياحسين.........نازلوا كل اللئام
إنهم نور الوجود...........إنهم رمزالصمود........فلتفديهم جدودي..........إذ فدوا خيرالأنام
إنهم رمزالفداء.............دينهم دين الوفاء........قتلهم في كربلاء...........كلهم ماتوا صيام
فلنوافيهم فعالا.............ولنعاهدهم وصالا........ننصرالحق قتالا..........نرفع الدين وسام
إن ذكرناهم بكينا..........إن درسناهم وعينا.......قولهم نفدي حسينا........ليتهم عاشوادوام

قبل أربعة عشرقرن من الزمان، وفي مثل هذه الأيام، حط الركب الحسيني في بقعة من الأرض في وسط العراق تسمى كربلاء. ولا معالم مميزة لتلك البقعة سوى كونها سهلية قريبة من أطراف الصحراء ويمر بها نهر، يتفرع من نهر الفرات، يسمى نهر العلقمي.

هذا كل ما مميزة تلك البقعة من الأرض! ولكن ما إن حل الركب الحسيني بها، حتى شعت ببريق وهاج، يغشي الأبصار، ويحير الألباب، من الأنوار المحمدية اللاصفة! والمثل الحسينية الواصفة، في دنيا التاريخ والإسلام.

حل الركب الحسيني في كربلاء، وبحلوله حل الزمن وتوقف، ليسجل ليس الأيام والساعات، بل الدقائق واللحظات!! لمجموعة صغيرة وقلة قليلة من الرجال!!! ومعها مجموعة أصغروأقل من النساء والأطفال!!
ولكن هذه القلة القليلة، كانت كبيرة وكبيرة جدا في حسابات التاريخ والزمان!! هذه القلة المميزة والمتميزة برجالها!! مثلت معنى الوجود، بإسمى معانيه!! ورفعت للخلود شعارا يليق فيه!! وطبقت قيم السماء، بمعانيها المثالية الخالدة!! بل وأنزلتها من عوالم الملكوت، إلى عالم الناسوت!! لتصوغ منها ملاحم وأغاني وأناشيد تغنيهاوتنشد لهاالأجيال على مرالتاريخ!! وإلى عالم اللامتناهي. فمعنى خصالهم وفعالهم، غاية مايتصورالفكر والعقل من معاني!!!.

في ليلة العاشر من المحرم، وبعد أن جن عليهم الليل بظلامه الدامس، خير الإمام الحسين صحبه الموافي بتركه!!! لينفذوا بجلودهم من بين تلك الألوف المجيشة لحربه وقتله قائلا:

(إن القوم يطلبوني ويريدون رأسي، فليأخذ كل واحد منكم بيد واحد من أهل بيتي فيسلك هذه الفجاج العريضة ويختفي في سواد الأرض، وقد غشاكم الليل فأتخذوه جملا!!)

وعندما سمع الصحب الكريم الموافي مقالة الإمام(روحي وأرواح العالمين له الفدى) هملت عيونهم، وذرت دموعهم، ليقف أحدهم زهيربن القين(قائد ميمنة الإمام في صبيحة العاشر من المحرم) مخاطبا الإمام بقوله:

(سيدي لوكانت الدنيالنا!! وكنا مخلدين فيها!! لآثرنا البقاء معك على الدنيا!!!!!)

أي إيمان هذا!!!!!!! أي إيمان هذا!!!!! ولايوجد مانعبر به أكثر من هذاالتساؤل!!!!

وفي صباح العاشر من المحرم وبعد أن بدأت معركة كربلاء تحصد الرؤوس بالعشرات من جند يزيد ليسقط الواحد والأثنين من جند الحسين!! طلب الإمام الهدنة ليقيموا صلاة الخوف، في يوم عاشوراء، فأنبرى واحد من الصحب الموافي، خالد بن سعيد الحنفي جاعلا من جسده الشريف الطاهر، سدا يترس به من تبقى من المصلين صلاة الخوف وسط المعركة!!.

وبدأ يتلقى السهام القادمة من جند يزيد اللئام، حتى صار جسده كالقنفذ من كثرة ماأصابه منها!! وظل صامتا صامدا، متشبثا بالحياة، لحين الفراغ من الصلاة ليخاطب الإمام وهو بآخر رمق:

أوفيت ياأباعبد الله؟؟!!

فيجئ الجواب:

نعم وأنت أمامي في الجنة!!

فداء للمخاطِب والمخاطًب!! وإجلال للسائل والمجيب!! وجل الفدائي والمفتدى!!

وبطل آخر عابس بن شبيب الشاكري، ينزل لحومة الميدان، فيحجم رجال عمربن سعد عن نزاله تهيبا لشجاعته وإقدامه، فيرمي درعه، ويقاتل حاسرا!!! ليلتحق بركب الشهداء!! وعندما خوطب أجننت ياعابس تقاتل حاسرا؟؟؟ فيقول:

إي والله إن حب الحسين قد جنني.

وشيخ آخر، الصحابي الجليل مسلم بن عوسجة، ممن صحب الرسول(ص) وسمع حديثه، وممن سجلت له ساحات الجهاد، في آذربيجان، الملاحم والأساطير!! برز وقد عصب رأسه الشريف بعصابة رافعا شعرحواجبه عن عينيه، وكان قد جاوز السبعين!!!

وآخر مثل الزنوج في معركة الإسلام!! وكان إسمه جون. كان مولى للصحابي الجليل أبي ذرالغفاري، وبعد وفاة أبي ذر إنتقل إلى بيت النبوة ليخدم في بيت الطهر والإيمان!! وفي صباح العاشر من المحرم عفاه الإمام من الجهاد قائلا:

إنما تبعتنا للعافية، فلا تبتلي بما إبتلينا فيه!!!

فوقع جون على قدمي الإمام يقبلها ويقول:

سيدي أنا في الرخاء ألحس قصاعكم، وفي الشدة أتخلى عنكم!!! إن لوني لأسود!! وإن حسبي للئيم!! أفنتفس علي بالجنة ليبيض لوني ويطيب ريحي، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود بدمائكم!!!

وبعد إستشهاده، مشى إليه الإمام ليضع خده على خده إكراما لوفائه وصموده.

ويطول الحديث ويطول، لتختلط الدموع بالخطوب والفصول.

هؤلاء هم الصحب الموافي للمبدأ والعقيدة، والصامد في وجه الأعاصير والأهاويل الشديدة!! إجلالا لذكرهم الخالد، وفداء لنهجهم النير الوضاء الموقد، مشاعل النور، في دنياالوجود، وظلام الديجور!!

فداء لتلك البقعة المباركة، وفداء لمن حل بها من نجوم زواهر ولوامع براقة في دنيا الوجود، وعالم الخلود.

وفداء لمن خاطبه سيد الرسل، وأشرف مخلوق عرفته البشرية بقوله:

حسين مني وأنا من حسين!!

وحبيب ينتحب وامسلماه.................فلتوصيني أخي ياعوسجاه
مات يوصيه به لا تسلماه................إنه القائد إن حل وقام
......
فلنحي حرهم ثم برير.....................قارئ القرآن يتبعه زهير
ضيغم ياليته نازل شمير..................فسقاه ضربة فيها الحمام
......
ثم نذكرعابسا ليثاهصور................يرمي درعا حافظا وهويدور
بين أوباش فقد صارت تخور...........خوفها من عابس وهي طغام
......
أجننت عابسا قالوا له....................ترمي درعا حافظا تلبسه
أنا من حب الحسين أجنه.................قالهاعابس في أحلى هيام
........
بعده جون يحاوره الحسين............أنت حر فإمضي مطلوق اليدين
أنا من لي غيركم في العالمين........قلها جون وقد كف الكلام
........
ثم نذكرسهلهاالساعدي...............يرتج ز شعرا أميري واحدي
إعني حسيناهل له من شاهد.........ليتنا عشنا بذياك المقام
.........
ثم نذكرنافعابن هلال.................جاثياعندالحسين يرمي نبال
قاتلا أكثر من عشررجال............ذاك ليثا راميا سم السهام
.........
ثم نذكرخالدبن سعيد.................ذاك ترساللمصلين شديد
جاعلا من جسمه سداحديد.........يسأل القائد هل وفى الذمام
........
هكذاكانوا فأصحاب الإمام..........نورهم يسري فيعلوهم وسام
تشهد الأيام دوما للعظام............ثم تحنوالهام دوما في ختام