fakher
02-06-2007, 04:14 PM
لطالما كانت التكنولوجيا وزيادة التوغل فيها إحدى أهم أسباب تواصل وتقارب الناس والمجتمعات والحضارات، فمن التواصل السلكي الى اللاسلكي، ومن أجهزة كانت محصورة بين مؤسسات وفئات معينة من المجتمع الى ظاهرة يتنافس عليها عامة الناس ويبدعون في استخدامها..من هذه التقنيات الحديثة كان "البلوتوث"..
وإذا كان الهدف من "البلوتوث" هو سهولة تبادل المعلومات "المفيدة" بين الأجهزة كافة بدون أسلاك، فإن استخدام هذه التقنية في لبنان أصبح له أبعاد واستخدامات أخرى، فالمعلومات المتبادَلة عبر الهواتف النقالة أصبحت في جلها نكات وأغاني ورسوم ساخرة، وأفلام مركبة وغير مركبة، تلخص مدى الاحتقان السياسي والحشد الطائفي الذي يعيشه الشارع اللبناني منذ سنتين مضت، وقد يكون المثل الشعبي القائل "مِتْل الديوك صاليِّن على بعض" هو الأقرب لوصف حال هذا الشارع.
صور ساخرة
أحد هذه الأفلام الساخرة يدور حول مقتطفات من خطابات حماسية لزعيم المعارضة أمين عام حزب الله "حسن نصر الله"، ليرد عليها بتعليقات ساخرة مقتطعة من برنامج يعرض على شاشة المستقبل يعرف باسم "مغامرات أبو رياض"، لكن إذا كانت السخرية من الزعيم فلان أو تركيب الأفلام على الزعيم السياسي فلان قد تدخل في باب السخرية من السياسيين وما يتبنونه من طروحات سياسية، فإن أخطر ما في هذه الظاهرة التي أصبحت شغل الناس الشاغل هو دخول العنصر الطائفي عليها، وبخاصة "السنة والشيعة".
وقد تكمن الخطورة أيضاً في الفئات المتَبادِلة لهذه المعلومات، فهم ليسوا من عامة الناس أو من فئة الطلاب فقط، بل وصل الأمر الى طبقة المثقفين ووجهاء القوم، وكم كانت الصدمة تلفني عندما عرض علي أحد الأطباء المعروفين في العاصمة بيروت مشاهدة فيلم ساخر عن الشيعة وطقوسهم في اللطم من خلال شاشة هاتفه المحمول، ليس هذا فقط بل إن أحد مرافقي نائب سابق في البرلمان كان قد أخبرني أن النكات التي يحملها في هاتفه والتي تسخر من أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه مصدرها هاتف "معلمه" أي النائب السابق.
إلا أن الصورة البشعة حقا فقد شاهدتها في إحدى شركات الانتاج التلفزيوني..مجموعات متفرقة من الموظفين يتبادلون آخر صيحات الأفلام الساخرة المنتجة، عبر بلوتوث هواتفهم النقالة، وجميع هذه الأفلام تدور في إطار الخلافات العقائدية ما بين السنة والشيعة، وهو فيما يبدو بداية انعكاس لما تشهده اليوم الساحة الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي من مواجهات وصدامات فكرية ودموية بين الطائفتين، ولعل السياسة اللبنانية وخلافات قياداتها ساهمت بشكل كبير من نقل هذه الصورة الى الشارع اللبناني، كيف لا والمعارضة المدعومة من إيران "الشيعية" تشكل غالبيتها وتتزعمها الطائفة الشيعية، وهي تقف في مواجهة حكومة وموالاة تتزعمهما الطائفة السنية.
مجرد نكتة
عيسى، مصور يعمل في قناة فضائية وهو سني من بيروت، يقول: إنني لا أخجل من إظهار هذه الأفلام أمام زميلي الشيعي، رغم انزعاجه من عرضها المتكرر، لكني احتفظ بها لمجرد النكتة والدعابة فقط، فهم أيضاً يسخرون منا ومن أبو بكر وعمر في أفلامهم"!!
وعندما سألته عن الجهة المنتجة لهذه الأفلام؟ أجاب: "لا أعرف ولا أعتقد أن أحداً يستطيع أن يعرف".
روح التفرقة
لكن السؤال يبقى قائماً، من يقف وراء هذه الانتاجات من الأفلام الساخرة والتي تتلاعب بعقول وعواطف الشباب؟ وما الهدف من وراء كل ذلك؟
هذه الأسئلة طرحتها على الدكتور "الياس مطران"، عضو الأمانة العامة للمنتدى القومي العربي، فأجاب: "هذه الظاهرة تتفشى بسرعة رهيبة عبر الانترنيت والهواتف النقالة، والخطورة أنها تفشت بين الطلاب والنخب التي تقول عن نفسها "مثقفة"، وللأسف فالجهل والانحطاط الفكري والتوغل في روح التفرقة هي العوامل التي ساعدت على انتشار ظاهرة الأفلام الساخرة من العقائد والانتماءات بشكل كبير في أوساط الطبقة التي تقول عن نفسها أنها "مثقفة"، لا شك أن من يقف وراء هذه الثقافة البغيضة جهاز مخابرات دولي كبير والأدلة على ذلك كثيرة، فكل ما يثير العواطف الدينية ويستفز طرفاً ضد طرف في عالمنا العربي، هو من اختصاص أجهزة المخابرات الأمريكية وهي ترصد لهذا الأمر ملايين الدولارات لتحقق هدفها الشرق الأوسط الجديد الذي يقوم على دويلات طائفية وعرقية ومذهبية".
...
المفارقة المضحكة المبكية، هي أن تكنولوجيا البلوتوث سميت "بلوتوثاً" نسبة لملك الدينمارك هارولد بلوتوث الذي وحد بين الدنمارك والنرويج وباقي الدول الاسكندنافية ومات هو وابنه لأجل ذلك، فيما البلوتوث عندنا نحن في الوطن العربي وفي لبنان تحديداً، أصبح لعنة تفرق بين أبناء الوطن الواحد، وقد نموت لأجل ذلك أيضاً!!
وإذا كان الهدف من "البلوتوث" هو سهولة تبادل المعلومات "المفيدة" بين الأجهزة كافة بدون أسلاك، فإن استخدام هذه التقنية في لبنان أصبح له أبعاد واستخدامات أخرى، فالمعلومات المتبادَلة عبر الهواتف النقالة أصبحت في جلها نكات وأغاني ورسوم ساخرة، وأفلام مركبة وغير مركبة، تلخص مدى الاحتقان السياسي والحشد الطائفي الذي يعيشه الشارع اللبناني منذ سنتين مضت، وقد يكون المثل الشعبي القائل "مِتْل الديوك صاليِّن على بعض" هو الأقرب لوصف حال هذا الشارع.
صور ساخرة
أحد هذه الأفلام الساخرة يدور حول مقتطفات من خطابات حماسية لزعيم المعارضة أمين عام حزب الله "حسن نصر الله"، ليرد عليها بتعليقات ساخرة مقتطعة من برنامج يعرض على شاشة المستقبل يعرف باسم "مغامرات أبو رياض"، لكن إذا كانت السخرية من الزعيم فلان أو تركيب الأفلام على الزعيم السياسي فلان قد تدخل في باب السخرية من السياسيين وما يتبنونه من طروحات سياسية، فإن أخطر ما في هذه الظاهرة التي أصبحت شغل الناس الشاغل هو دخول العنصر الطائفي عليها، وبخاصة "السنة والشيعة".
وقد تكمن الخطورة أيضاً في الفئات المتَبادِلة لهذه المعلومات، فهم ليسوا من عامة الناس أو من فئة الطلاب فقط، بل وصل الأمر الى طبقة المثقفين ووجهاء القوم، وكم كانت الصدمة تلفني عندما عرض علي أحد الأطباء المعروفين في العاصمة بيروت مشاهدة فيلم ساخر عن الشيعة وطقوسهم في اللطم من خلال شاشة هاتفه المحمول، ليس هذا فقط بل إن أحد مرافقي نائب سابق في البرلمان كان قد أخبرني أن النكات التي يحملها في هاتفه والتي تسخر من أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه مصدرها هاتف "معلمه" أي النائب السابق.
إلا أن الصورة البشعة حقا فقد شاهدتها في إحدى شركات الانتاج التلفزيوني..مجموعات متفرقة من الموظفين يتبادلون آخر صيحات الأفلام الساخرة المنتجة، عبر بلوتوث هواتفهم النقالة، وجميع هذه الأفلام تدور في إطار الخلافات العقائدية ما بين السنة والشيعة، وهو فيما يبدو بداية انعكاس لما تشهده اليوم الساحة الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي من مواجهات وصدامات فكرية ودموية بين الطائفتين، ولعل السياسة اللبنانية وخلافات قياداتها ساهمت بشكل كبير من نقل هذه الصورة الى الشارع اللبناني، كيف لا والمعارضة المدعومة من إيران "الشيعية" تشكل غالبيتها وتتزعمها الطائفة الشيعية، وهي تقف في مواجهة حكومة وموالاة تتزعمهما الطائفة السنية.
مجرد نكتة
عيسى، مصور يعمل في قناة فضائية وهو سني من بيروت، يقول: إنني لا أخجل من إظهار هذه الأفلام أمام زميلي الشيعي، رغم انزعاجه من عرضها المتكرر، لكني احتفظ بها لمجرد النكتة والدعابة فقط، فهم أيضاً يسخرون منا ومن أبو بكر وعمر في أفلامهم"!!
وعندما سألته عن الجهة المنتجة لهذه الأفلام؟ أجاب: "لا أعرف ولا أعتقد أن أحداً يستطيع أن يعرف".
روح التفرقة
لكن السؤال يبقى قائماً، من يقف وراء هذه الانتاجات من الأفلام الساخرة والتي تتلاعب بعقول وعواطف الشباب؟ وما الهدف من وراء كل ذلك؟
هذه الأسئلة طرحتها على الدكتور "الياس مطران"، عضو الأمانة العامة للمنتدى القومي العربي، فأجاب: "هذه الظاهرة تتفشى بسرعة رهيبة عبر الانترنيت والهواتف النقالة، والخطورة أنها تفشت بين الطلاب والنخب التي تقول عن نفسها "مثقفة"، وللأسف فالجهل والانحطاط الفكري والتوغل في روح التفرقة هي العوامل التي ساعدت على انتشار ظاهرة الأفلام الساخرة من العقائد والانتماءات بشكل كبير في أوساط الطبقة التي تقول عن نفسها أنها "مثقفة"، لا شك أن من يقف وراء هذه الثقافة البغيضة جهاز مخابرات دولي كبير والأدلة على ذلك كثيرة، فكل ما يثير العواطف الدينية ويستفز طرفاً ضد طرف في عالمنا العربي، هو من اختصاص أجهزة المخابرات الأمريكية وهي ترصد لهذا الأمر ملايين الدولارات لتحقق هدفها الشرق الأوسط الجديد الذي يقوم على دويلات طائفية وعرقية ومذهبية".
...
المفارقة المضحكة المبكية، هي أن تكنولوجيا البلوتوث سميت "بلوتوثاً" نسبة لملك الدينمارك هارولد بلوتوث الذي وحد بين الدنمارك والنرويج وباقي الدول الاسكندنافية ومات هو وابنه لأجل ذلك، فيما البلوتوث عندنا نحن في الوطن العربي وفي لبنان تحديداً، أصبح لعنة تفرق بين أبناء الوطن الواحد، وقد نموت لأجل ذلك أيضاً!!