عبد الله بوراي
02-06-2007, 03:04 AM
ماذا في الاسم؟
في مسرحية روميو وجوليت، تتساءل جوليت فتقول، ماذا في الاسم؟ الوردة ستكون وردة بأي اسم سميتها.
عفا الله عنها. ففي عالمنا الاسلامي أصبحت حياة الإنسان تتوقف على اسمه. فالوردة مثلا يذبحونها ويقطعون رأسها في العراق لأن اسمها ليس من اسماء آل البيت. وهو ما كانوا يفعلونه في لبنان أيام الحرب الأهلية بالقتل حسب الهوية. وكذا اخذوا يفعلون في العراق. ذهب كثير من الناس ضحية للتظاهر باسم علوي ضنا منه بأن خاطفيه شيعة ثم اكتشف عند الذبح انهم سنة، وراح آخر ضحية تظاهره باسم سني، ثم وجد بعد فوات الأوان ان خاطفيه من الشيعة.
والآن وطالما تطورنا فدخلنا هذه المرحلة، فقد أصبح موضوع التسمية أمرا جليل الخطر. والمشكلة أن الانسان لم يعد يعرف ماذا يسمي اولاده. ارثي لهؤلاء الذين سموا ابناءهم باسم صدام والآخرين الذين سموا اولادهم ابان الحرب العالمية الثانية باسم هتلر. هذا شيء لا قبل للناس على التفكير به ومعرفة اتجاه الرياح في أي ناحية ستهب، ومن سينتصر ويسود ومن يخسر ويرتقي المشنقة. الحل الوحيد هو أن يطلقوا على اولادهم اسماء محايدة. ولكن هذا ليس بالأمر اليسير. فكل الاسماء العربية لها انتماءات. قد تفكر كما فكر والدي رحمه الله بأن «خالد» اسم بعيد عن الطائفية، ولكنك سرعان ما تجد ان خالد بن الوليد هو الذي حطم الامبراطورية الايرانية. ربما تفكر باسم «طارق» ثم تتذكر انه لا يوجد بين آل البيت من تسمى بهذا الاسم.
هذه مشكلة استطاع زميلنا عماد الجاك ان يتخطاها بالرجوع الى عهود ما قبل الاسلام، فسمى ولده باسم «زوسر» وهو اسم الملك الفرعوني الذي استطاع ان يمد امبراطوريته من السودان جنوبا الى سورية شمالا. بالطبع لم يفعل ذلك املا في أن يعيد زوسر الصغير ذلك المجد الآن. فعندما اقام زوسر الملك تلك الامبراطورية، لم تكن هناك دولة اسرائيل والآن عندنا اسرائيل.
بيد ان الحل الذي اتبعه الأخ أبو زوسر حل عملي. فالخاطفون في العراق سيواجهون مشكلة عسيرة عندما يجدون هوية المخطوف تحمل اسم سنحاريب بن حمورابي، او سرجون بن بانيبال او سميراميس بنت بختنصر. بالطبع هذه أسماء تتطلب معرفة وافية بالتاريخ القديم، وهو ما لا يتيسر لمعظم شعوبنا. لهذا اتقدم بحل آخر. وهو ان يسمي الأب ابنه باسم اوربي. واذا صعب عليه ذلك، فما عليه غير أن يسأل أقرب جندي أمريكي عن اسمه ويسمي ولده به. وهكذا سيكون الجيل الجديد من ابنائنا يحملون اسماء جورج وجون وجاك. ومع ذلك، فالأخبار تقول إن نجم امريكا سيؤول للزوال ويحل محله نجم الصين. ولهذا سيكون من الحكمة لمن يفكر بالمستقبل البعيد أن يسمي أولاده بأسماء صينية، مثلا جونغ، ومونغ ، وموتسيتنغ. وكلها اسماء ظريفة وايقاعية صالحة للموسيقى.
* منقول
في مسرحية روميو وجوليت، تتساءل جوليت فتقول، ماذا في الاسم؟ الوردة ستكون وردة بأي اسم سميتها.
عفا الله عنها. ففي عالمنا الاسلامي أصبحت حياة الإنسان تتوقف على اسمه. فالوردة مثلا يذبحونها ويقطعون رأسها في العراق لأن اسمها ليس من اسماء آل البيت. وهو ما كانوا يفعلونه في لبنان أيام الحرب الأهلية بالقتل حسب الهوية. وكذا اخذوا يفعلون في العراق. ذهب كثير من الناس ضحية للتظاهر باسم علوي ضنا منه بأن خاطفيه شيعة ثم اكتشف عند الذبح انهم سنة، وراح آخر ضحية تظاهره باسم سني، ثم وجد بعد فوات الأوان ان خاطفيه من الشيعة.
والآن وطالما تطورنا فدخلنا هذه المرحلة، فقد أصبح موضوع التسمية أمرا جليل الخطر. والمشكلة أن الانسان لم يعد يعرف ماذا يسمي اولاده. ارثي لهؤلاء الذين سموا ابناءهم باسم صدام والآخرين الذين سموا اولادهم ابان الحرب العالمية الثانية باسم هتلر. هذا شيء لا قبل للناس على التفكير به ومعرفة اتجاه الرياح في أي ناحية ستهب، ومن سينتصر ويسود ومن يخسر ويرتقي المشنقة. الحل الوحيد هو أن يطلقوا على اولادهم اسماء محايدة. ولكن هذا ليس بالأمر اليسير. فكل الاسماء العربية لها انتماءات. قد تفكر كما فكر والدي رحمه الله بأن «خالد» اسم بعيد عن الطائفية، ولكنك سرعان ما تجد ان خالد بن الوليد هو الذي حطم الامبراطورية الايرانية. ربما تفكر باسم «طارق» ثم تتذكر انه لا يوجد بين آل البيت من تسمى بهذا الاسم.
هذه مشكلة استطاع زميلنا عماد الجاك ان يتخطاها بالرجوع الى عهود ما قبل الاسلام، فسمى ولده باسم «زوسر» وهو اسم الملك الفرعوني الذي استطاع ان يمد امبراطوريته من السودان جنوبا الى سورية شمالا. بالطبع لم يفعل ذلك املا في أن يعيد زوسر الصغير ذلك المجد الآن. فعندما اقام زوسر الملك تلك الامبراطورية، لم تكن هناك دولة اسرائيل والآن عندنا اسرائيل.
بيد ان الحل الذي اتبعه الأخ أبو زوسر حل عملي. فالخاطفون في العراق سيواجهون مشكلة عسيرة عندما يجدون هوية المخطوف تحمل اسم سنحاريب بن حمورابي، او سرجون بن بانيبال او سميراميس بنت بختنصر. بالطبع هذه أسماء تتطلب معرفة وافية بالتاريخ القديم، وهو ما لا يتيسر لمعظم شعوبنا. لهذا اتقدم بحل آخر. وهو ان يسمي الأب ابنه باسم اوربي. واذا صعب عليه ذلك، فما عليه غير أن يسأل أقرب جندي أمريكي عن اسمه ويسمي ولده به. وهكذا سيكون الجيل الجديد من ابنائنا يحملون اسماء جورج وجون وجاك. ومع ذلك، فالأخبار تقول إن نجم امريكا سيؤول للزوال ويحل محله نجم الصين. ولهذا سيكون من الحكمة لمن يفكر بالمستقبل البعيد أن يسمي أولاده بأسماء صينية، مثلا جونغ، ومونغ ، وموتسيتنغ. وكلها اسماء ظريفة وايقاعية صالحة للموسيقى.
* منقول