تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال محيّر حقاً



علي عقيل الحمروني
02-05-2007, 09:52 PM
ما هو السبب الحقيقي الكامن وراء عدم تسليم (( الفرقة المجانبة للحق )) لأدلة ، وبراهين (( الفرقة صاحبة الحق)) واستمرار تركها للعمل بمقتضى تلك الأدلة ؟

ونحن هنا لسنا بصدد الانتصار لهذه الفرقة ، أو تلك، إنما نحن بصدد البيان ، والتوضيح لهذه الإشكالية المركبة التي تحتاج منا إلى مجهود أكبر من المجهود الذي نبذله، ونصر بعد ذلك على اعتباره كافياً ومجزياً ، ومبرئاً للذمة...وسيكون مدخلنا في ذلك هو طرح الاحتمالات التي ربما تساعدنا في تفهم صعوبة هذه المسألة ، وإدراك مدى خطورتها كما سيتبين .

بداية نقول :
إنه مادام السؤال متعلق بالبراهين ، والأدلة، والتسليم بها من عدمه، فإنه من السهل علينا أن نفترض بأنه قد يكون للأسباب علاقة بالأدلة ، والبراهين ، وقد لا يكون، وبالتالي يمكننا أن ننطلق من هذا الموطن بالذات لبسط هذه المسألة ، فنقرر بأن عدم تسليم الفرقة ((المجانبة للحق)) بالبراهين ، والأدلة إما:
(*) أن يكون عدم تسليمهم "مع غياب" الدلائل القاطعات ، والبراهين الواضحات الملزمات.
(**) وإما أن يكون عدم تسليمهم "مع وجود" الدلائل القاطعات ، والبراهين الواضحات الملزمات...، وليس وراء ذلك حبة خردل.
ولنفترض أن القسم الثاني هو الصواب...ومادام أن الأمر كذلك، فلا بد لنا أن نفترض أسباباً معينة لعدم تسليم المخالفين مع وجود الدلائل ، والقواطع، وهذه الأسباب يمكن حصرها في خمس وهي:
(1) إما أنهم لم يتسنَّ لهم سماع أدلة أهل الحق ، ولا الاطلاع عليها وهي بالتالي كالمعدوم حكماً في حقهم.
(2) وإما أنهم تسنى لهم سماعها ، ولكنهم أعرضوا عنها ،ولم يتموا معناها، وبالتالي فليس لهم أن يفهموها ، ولا أن يحيطوا بها.
(3) وإما أنهم اطلعوا عليها ، وأتموا معناها ، ولكنهم مروا عليها سريعاً ولم يتأملوا فيها ، وبالتالي لم يفقهوها ولم يعوها.
(4) وإما أنهم تأملوا، ونظروا فيها، ولكنهم لم يفهموا حجتها ، ولامرادها ، ولامكمن الحق فيها لضعف تحصيلهم ، وقلة علمهم ، و قصورهم عن إدراك الخطاب.
(5) وإما أنهم تأملوا ، ونظروا ، وفهموا ، واقتنعوا ، ولكنهم أنكروا، وجحدوا ، وتمالأوا ، وتواطأوا.
وقبل مناقشة هذه الفروض فإنه يتعين هنا علينا ، أن نسوق جملة من المسلمات التي لابد لنا من التذكير بها ، ولأهميتها في هذا المقام، وهي كالتالي :
المسلمة الأولى :
إنه تمشياً مع ما هو معلوم من رأي علماء الفرقتين بعضهما مع بعض فإنه ليس منهم من هو أقل من مستوى الخطاب ، إذ لا يعقل أن يقال عن البخاري ، ومسلم ، وهما من ( السلف) أنهما أقل من مستوى الخطاب، وهل يقال ذلك ، وهما صاحبا أكبر مصنفات الحديث، وأكثرها شهرة ، واحتراماً عند أهل السنة ؟؟
أم هل يقال ذلك عن النووي ، وابن حجر، وهما أكبر شراح الصحيحين وأجلهم شأناً وهما (أشعريان) ..كما لا يقال ذلك عن ابن تيمية ، وابن القيم ، أوالآمدي ، وأبو بكر الباقلاني..

إذن فكلا الطرفين ليسا أقل من مستوى الخطاب.
المسلمة الثانية :
إنه تمشياً مع الواقع الملموس فإنه لا يمكننا القول بأن أحد الطرفين لم يسمع عن حجة الآخر، وكتابات الطرفين ، ومصنفاتهم تشهد بذلك.
المسلمة الثالثة :
إنه تمشياً مع الواقع الملموس أيضاً، فإنه لا يمكننا القول بأن أحد الطرفين قد أعرض عن حجة الآخر، ولم يستمع إليها ، وكتابات الطرفين تضج بأقاويل بعضهما البعض في هذا الخصوص.
المسلمة الرابعة :
إن تمشياً مع الواقع الملموس كذلك، فإنه لايمكننا القول بأن أحد الطرفين قد مر بعجالة ، على أدلة الآخر، وحججه ولم يقم بتأملها ، أو النظر فيها...لأن كتب الطرفين ، ومصنفاتهم مليئة بالردود ، والمساجلات ، وطرح الأدلة ، وتفنيد البراهين.
المسلمة الخامسة :
تمشياً مع شهادة بعضهم لبعض بظاهر التقوى ، والعدالة ، والورع فإنه يستحيل أن يكون من هذا حاله منكراً ، وجاحداً لحق الله تعالى واصفاً إياه بما لا يجوز في حقه تعالى ، غير مبال أين سيضع أقدامه أفي حق واضح ، أم في باطل مدلهم، غير متورع في جر هذه الجماهير الغفيرة وراءه إلى هاوية الشرك ، والكفران.
وبعد أن تم لنا سوق هذه المسلمات فلم يبق لنا إلا أن نوازن بينها وبين ما أوردناه سالفاً من فروض واحتمالات...وقد ترشح لنا من هذه الموازنة ثلاث أمور قاطعة وهي :
"أ" إما أن نقرر صحة هذه المسلمات جميعاً ...وبالتالي لامناص لنا من القول بِ ( أن أدلة أصحاب الحق ضعيفة ، وغير واضحة، وغير ملزمة بمقتضاها ).
"ب" وإما أن نشكك في المسلمات بعضها ، أو جميعها، وهذا يترتب عليه التشكيك في الواقع الملموس المعاين ، وشهادة أهل العلم من الطرفين .
"ج" أو أن نرد الأمر إلى الغيب، وحسب، فنقول: " إن الله يهدي من يشاء " وهذه حجة مشتركة الإلزام لأنها صالحة لأن يحتج بها كل طرف، لأنه يرى في نفسه أنه على الهداية ، والمحجة البيضاء.
إذن فالقضية مشكل بالفعل ولن يفيدنا شيئاً هذا التبسيط المخل الذي نتحصن به منها !!

ولنا أن نسأل هنا سؤالاً خطيراً ، وكبيراً ينبغي لنا تدبر الإجابة عليه وهو :

كيف توصل الواحد منا إلى (الحق المبين ) الذي نزعم أنه ضل فيه كثير من العلماء النحارير ممن لا يعوزهم علماً ، ولا ورعاً ، ولا استقامة ، ولا زهداً ولا حرصاً على أمور الديانة ؟؟
هل نحن نساويهم في ذلك أو نضاهيهم أو نقاربهم أو ندانيهم ؟؟
فبأي شيء توصلنا ؟؟
أبالعلم وزادنا منه القليل...أم بالورع وحالنا حال العليل ؟؟؟‍‍‍
فإن كنا قد فهمنا اللغة فهم أهلها ، ومستقرها ، ومستودعها ...وإن كنا قد وعينا الأصول فهم من نظَّره ، وحرره ، وسطره..وإن كنا قد احتوينا الفقه، والتفسير..... فعلى علمهم يدور، وهم فيه السادة العظام ، والأئمة الأعلام وهم في علمها كركبتي بعير ينزلان معاً ، ويقومان معا ... أم لعله بالعبادة والاتباع ، أم بالزهد ، والتقشف ، والهروب من زخارف الدنيا ، وحالنا شاهد علينا ؟؟
والحق...إن الاتهام بالجهل ، أو الإعراض ، أو الإنكار، والجحود...الخ من النعوت التي قد تصدق على واحد ، أو اثنين، أو ثلاث...أو عشرة...أو مائة...ولكنها لايمكن أن تصدق على ألوف مؤلفة من العلماء في كل العصور، مع اختلاف أعمارهم ، وأمصارهم ، وأنسابهم ، وأعصارهم وعلومهم ، ومذاهبهم ، وألو انهم...الخ حتى كانوا في كل عصر ومصر...فكيف تسنى لهم أن يتفقوا على اتباع الهوى، وركوب متن الضلالات ، والإضراب عن الحجة ، وغش الأمة، والخوض بها في لجة الغواية، مع وضوح البرهان القاطع ، الأحد من السنان، زيادة على ما عرف منهم من ظاهر الورع والزهد والحرص على أمور الديانة ؟؟

باطنوا مودتي ، وتحياتي

صقر الجنوب
02-05-2007, 10:46 PM
لم الحظ مقارنة بين رجال وكتب الفرقة صاحبة الحق مع الفرقة غير صاحبة الحق
كما ورد في المسلمة الاولى
فاين ما يقابلها عند الفرقة صاحبة الحق !!!

علي عقيل الحمروني
02-06-2007, 08:28 PM
النوووي ( شارح صحيح مسلم ) ، وابن حجر العسقلاني (شارح صحيح البخاري ) والآمدي ( صاحب الأحكام ) ، والسهرستاني ( صاحب الملل والنحل ) ، والبغدادي (صاحب مقالات الإسلاميين ) ، والماوردي ( صاحب الأحكام لسلطانية ) ، ابن الجوزي ، الباقلاني ، ، والسبكي ، والعزبن عبد السلام ، وابن رجب الحنبلي....... هولاء كلهم أشاعرة ياسيدي !!!

أتلمس الود

صقر الجنوب
02-06-2007, 10:12 PM
هناك ميزان في المقارنة دائما
و يفترض ان يكون له كفتان

كفة فيها اهل السنة وما يتبعها من المنتسبين لاهل السنة

والكفة الاخرى
الشيعة وما يتبعها من المنتسبين للتشيع

ولم ار في ميزانك الا كفة واحدة

فكيف سيكون الميزان عادلا عندك

وكيف تزن الامور !!!!

علي عقيل الحمروني
02-07-2007, 12:22 AM
نعم /
إن الأشاعرة ، الماتريدية ، والسلف، هم من طائفة ( أهل السنة ، والجماعة ) ، ولكن كل واحد منهم يضلل الآخر ، ويبدعه ، ويحكم على أقواله بإنها كفرية ، بدعية.
بل إن بعض علماء السلفية اليوم يذهبون إلى حد أعتبار أن الأشاعرة ، الماتريدية ليسوا من أهل السنة !!
إذاً ، فهي مناهج مختلفة تضلل بعضها بعضا ً، وتبدع بعضها بعضاً، بغض النظر عن طبيعة التقارب بينها.
وهذا يكفي ، لتوضيح الموضوع ، إضافة لو أنني سقت هنا طائفة أخرى من غير أهل السنة لسهل القول : إن هؤلاء معرضون عن الحق ، أو أن هؤلا لانثق في علمهم ، أو في ورعهم .
ولذا فقد تقصدت أن تكون النماذج المساقة ، نماذج محترمة ، لها ثقلها المرجعي عند الطائفة .

وقد كتبت هذا (المقال) في الأساس منذ سنوات لظروف الخلاف الحاد ، والشرس بين الجماعات ( السلفية ، والأخوان ، والجماعة الإسلامية ...) التي كانت تدعي كل واحدة منها :
أنها وحدها على الحق المبين ، والصراط المستقيم، فيما تبدع الاخريات ، وتسفههن.

فهذا هو سبب كتابة الموضوع من حيث الأصل ، ولقد كتبته هناك حيث الطعام الذي لاتحبه !!

(الود متربص)

صقر الجنوب
02-07-2007, 02:38 AM
اها
شكرا على التوضيح
لقد فهمت الان
رغم اني كنت اتوقع ان المقارنة بين الشيعة والسنة
وليس بين السنة والسنة

وقبل الخوض في الموضوع
احب دائما فهم المغزى من الموضوع :?:
حتى استطيع ان اختصر الاجابات البعيدة عن الهدف

وهل هو لمساعدة المستضعفين !!! :)
ام لمجرد الطعن في المفترين اهل السنة !!

لكن وعلى اي حال
فانك تعلق اهمية كبيرة على الخلاف
رغم انه خلاف فقهي مقبول وصحي
ويحصل في كل الاديان وفي المذاهب المختلفة
ما هو اكبر واخطر منه
ولك في الانشقاقات داخل التشيع اسوة حسنة من الخلافات المدوية والصراعات الدموية
ما يشيب له الولدان

الود مترصد :twisted:

علي عقيل الحمروني
02-07-2007, 01:32 PM
لا ....... يا صقر الجنوب /

الخلاف بين ( السلفية ) ، والأشاعرة ليس خلافاً فقهياً ، إنما هو خلاف ( عقدي ) في الأساس .
لأن الأشاعرة منهم من هو على المذهب الشافعي ، ومنهم من هو على المذهب المالكي ، ومنهم من هو حنبلي ، أوحنفي .
كما أن السلفية قد توزعوا على ذات المذاهب كذلك ، إذاً فلا إشكال له علاقة بالفقه هنا .

أما عن الصراعات بين المذاهب عندنا ، فحدث ولاحرج ، لعلك تعرف ما حدث في التاريخ بين المالكية ، والظاهرية في الأندلس ، والمالكية ، والشافعية ، والأحناف ، والحنابة في العراق ، ومصر ، والشام ، من حرق للكتب ، إلى تشريد أصحاب المذهب المختلف ،أو حبسهم ، أو التضييق عليهم ، ومنع تدريس مذاهبهم ، إلى تهاوش رعاع المذاهب فيما بينهم ، إلى انفراد أتباع كل مذهب بمحراب خاص به في ذات المسجد كما حدث في الجامع الأموي في دمشق..الخ.

(الود يتلمس الطريق)

علي عقيل الحمروني
02-07-2007, 02:46 PM
دعونا نتصور هذا المشهد الطريف :

1-طاولة في مستطيلة في منتصف المسرح ، يجلس إلى أحد أطرافها ( ابن تيمية ، وابن كثير )
ويجلس ( ابن حجر العسقلاني ، والنووي ) في مواجهتهما تماماً .
2- تصور أنهم بدؤوا يتحاورون في أحد القضايا الخلافية بينهم ،ولتكن مسألة (صفات الأفعال ).
3- ثم تصور بأن ( ابن تيمية ، وابن كثير ) _ وهما يمثلان السلفية _ أنهم قد حاولا تقديم ما في جعبتهما من أدلة ، وبراهين من القرآن ، والسنة ، لأجل التأكيد على ضرورة ( إثبات ) هذه الصفات .
ثم جاء دور ( ابن حجر العسقلاني ، والنووي ) في الحديث ـ وهما يمثلان الأشاعرة- ، فحاولا استفراغ ـ واستحضار ما يمتلكانه من أدلة ، وبراهين من القرآن ، والسنة ، لأجل التأكيد على ضرورة ( تأويل ) هذه الصفات .
4- وفي النهاية ، وبعد ساعات طوال أنفض المجلس دون الوصول إلى قناعة مشتركة ..فتم الاتفاق بينهم على استئناف الحوار في ذات المكان بعد شهرين من الزمان .
5- ثم جاء موعد الحوار ، أو المناظرة ...... وتكرر المشهد نفسه ، ولم يتم الوصول إلى قناعة مشتركة ... فاتفقوا على أن يتبادلوا الكتب ، والمراجع ، والمخطوطات فيما بينهم على أن يعودوا إلى الحوار في ذات المكان بعد شهرين آخرين من الزمان .
6- ثم جاء موعد الحوار ، أو المناظرة ...... وتكرر ذات المشهد ، ولم يتم الوصول إلى قناعة مشتركة .

هنا تسدل الستارة ،ويأتي تعليق المشاهدين :
أ- يبدأ أول المشاهدين بطرح السؤال الجوهري التالي :
لماذا لم يتمكن الطرفان من الوصول إلى قناعة مشتركة ؟؟
ب- يبدأ الحاضرون بطرح الاحتمالات :
· هل هو لجهل عند أحد الأطراف؟
· أم هو ، لجهل عند الطرفين ؟
· أم أن أحدهما لم ينصت لحجة الآخر، أو لم يستبن دلالتها ، ولم يعرف مقصدها؟.
· أم أن الطرفين كانا كذلك في عدم الإنصات ، وعدم إدراك القصد؟
· أم أن حجج الطرفين (مفهومة ) ، و( معروفة الدلالة ) بيد أنها (غير ملزمة) ، و( لاكافية) ، و( لا مقنعة ) ؟
· أم أن أحد الأطراف قد (فهم حجة ) الآخر ، و( أدرك معانيها) ، و( أقتنع بها ) ،و ( اعتقدها ) ، ولكنه ( أنكرها ) ، و( سترها ) ، و( جحدها ) ؟


ج – الآن جاء دورنا نحن .... فدعونا من المسرح ، ولنقفز سريعاً من عالم الخيال إلى العالم الحقيقي ، ولنقل ( بالعقل) العريض :

يا جماعة ....نحن هنا في مواجهة إشكالات أربع ، هاكم تأملوها :

· أما أن نضطر إلى وصف هؤلاء العلماء الأعلام بـ ( الجهل ) ، وانعدام العلم أصلاً .
· أو نضطر إلى الحكم عليهم بعدم القدرة على ( إدراك الخطاب ) ، و فهم ( مغازيه ) ، و( دلالاته ) .
· أو أن نصفهم بـ ( الجهالة ) ، المؤدية إلى ( الإنكار) و(الجحود ) .
· أونصفهم بـ ( الجهالة ) ، المؤدية إلى (الأعراض ) ، و(اللامبالاة ) بسماع الحجة ، الذي سيقود إلى ( الجهل بها ) أصلاً ، أو ( الجهل ) بدلالاتها ، ومعانيها ، وأوجه الإلزام فيها .


د عونا نتصور أننا نقول الآتي :
إن ( ابن تيمية ، وابن كثير ) أو ( ابن حجر العسقلاني ، والنووي ) قد اتصفوا جميعاً ، أو بعضهم بالآتي :
· القصور عن امتلاك ( الأدوات ) المساعدة في فهم الخطاب الشرعي كـ( أصول الفقه ، وعلم الحديث ، وعلم البيان ، علم البديع ، علم النحو ، والصرف ، علم الفقه ، علم التفسير..الخ ) وأضف إن شئت علم الكلام .
· القصور عن أداء أمانة العلم ، و( تبليغ الحق ) ، والتلبس بالجحود، والإنكار ( كتمان العلم الشرعي ) ، و( التواطؤ على تضليل الأمة ) .
· الاتصاف بـ ( الأعراض ) عن تحري الحق ، و( البحث عنه ) أو( الإهمال )، و ( اللا مبالاة ) بأمور الديانة.

وهنا ينبغي أن نعلم : إن أية نقطة من هذه النقاط الآنفة سنقررها هنا ، سوف تحق على الالآف من ( علماء ) الفريقين ( السلف ) ، ( الأشاعرة ) على تتابع السنيين ، التي دارت فيها رحى السجال إلى اليوم.

وإلا كان المخرج الوحيد هو أن نقول :

أن حجج الطرفين (مفهومة ) ، و( معروفة الدلالة ) بيد أنها (غير ملزمة) ، و ( لا كافية) ، و ( لا مقنعة ) ، و( لا واضحة الاقتضاء ) لكليهما ؟

وهذا يضعنا في مأزق آخر هو :
إن كان هؤلاء العلماء (الأعلام ) ، و( السادة الكرام ) الذين عن طريقهم عرفنا هذه العلوم ، وبجهودهم تذللت لنا نواصيها ، واستأنس لنا قيادها لم ( تلزمهم الحجة ) ، ولم ( تضطرهم الدلالة ) ، ولم ( تدمغهم موجباتها ) ...فكيف تلزمنا ( نحن ) الجهلاء المقلين المقلدين إلزاماً علمياً على وجه ( اليقين ) ، و( الحقيقة ) لاعلى وجه الظن ، و الجهل ، والشبهة ، والاشتباه ، والتوهم ؟؟؟؟

إذا فالمسألة شائكة ، ( معقدة التركيب ) ، ولن يجدينا نفعاً تلك الحلول ( المبسطة )،و(التلفيقية ) المريحة التي لا تقيم وزناً للعلم ، ولا للدين ، ولا للحقيقة .
فالمخارج المريحة ، السهلة ليس من الصعوبة أن تعثر عليها ، فقط أوقف أول كسلان يمر بك على ناصية الطريق ثم أسأله، دون أن تتعب نبضك ، أو خلاياك .
ولكن حل هذه المعضلة ستبقى من أهم الخطوات ( العلمية ) التي يلزمك أن تخطوها في رحلتك الطويلة من طنجة إلى بيروت حافياً على الأقدام تحت شمس الصحراء الكبرى .

(ودي المعتق )

من هناك
02-07-2007, 03:27 PM
اخي علي عقيل،
مشكلتك انك دوماً تحاول ان تصور المسألة وكأنه ربح او خسارة. في كل العلوم هناك اكثر من رأي واستمرت الآراء رغم تقادم الزمان. مثلاً في العلوم الطبيعية، لا زالت الآراء تتضارب رغم وجود الدليل الحسي الملموس والذي لا يحتاج إلى منطق معين لتفسيره.

بالنسبة لي، موضوعك فيه الكثير من الكلمات والعبارات المنمقة ولكنه يدور حول فكرة واحدة ولكن الحل ابسط بكثير من السير من طنجة إلى بيروت حافياً.

لو اردت حلاً شافياً فعلاً فعليك بقراءة علم هؤلاء الأربعة الذين لا زالوا يتقابلون كل شهرين بدون ان يدعي اياً منهم ان له وحياً يأتيه من إمامه او من السماء.

علي عقيل الحمروني
02-07-2007, 03:55 PM
رائع ،، ، حل بسيط ، وجميل ، لعلي أفكر فيه مستقبلاً !!




( تصبح على زهرة نابضة )

حسين
02-07-2007, 06:33 PM
أخواني
نظرا للأنقسامات التي تطرأ على الأمة الأسلامية بين سنة وشيعة والمزيد من داخل تلك القسمين
فالوضع مؤدي الى المزيد من التخبط وان كان بالماضي متخبط قليلا
فالواضح ان كل من الأقسام وبوضوح اعتقادهم بأنهم مع الحق المسلم ودينه هو دين الرسول صلى الله عليه وسلم الى درجة البعض واعتقاد بأن من مايعتقد من غيرهم باطل مؤدي الى الكفر
ففي الأوضاع الحالية

ببداية توحيد الدولة السعودية وفرض الملك عبدالعزيز صلاة الحنابلة على الصلاة في الحرم المكي لم يصلوا اهل مكة الأغلبية الممالكة وراء ذاك الأمام السلفي الحاظر من نجد حيث ادت بالكثير من الحزازت بين القسمين فصاروا يقيمون الصلاة بأمام اخر بجانب اخر من الحرم واما الأن فلزمت الحكومة بأن توحد الصلاة فمنهم من يصلي ورائهم ومنهم الى الأن لايعتقد بتلك بجواز تلك الصلاة

وايضا الأن مايحدث من اوساط الشيعة من اختلاف الحوزات بقم الأيرانية والنجف العراقية على بعضهم فهم ايضا بعضهم لايصلي وراء امام مرجعه يختلف عن المرجع الشخصي بالتقليد بأعتقاد فقد ذاك الأمام الأمانة او مايشترط لأمام بأن يكون فالأن بعضهم يعتقد ايضا بأن الصلاة جماعة حتى لو وراء أئمة السنة واقسامهم الشيعية
وايضا فالسيد الخوئي لم يشارك بالثورة الأسلامية بالعراق كما هوالحال مع السيد الخميني باايران
مع العلم بأنهم تلاقوا بنفس الأسباب التي توجب لديهم تلك الثورة

فالأنقسامات والأختلافات والنقاش فيها مؤدية الى طرق مسدودة وللأسف بعض تلك المذاهب لكل الطوائف تكفر مذهب أخرى
فالتكفير يوجب العداوة لكل مذهب من المذاهب وبعد التكفير يوجب القتل وقتال الكفار عند البعض جهاد في سبيل الله
فيتوجب علينا نحن المسلمين الأن بأن لانأخذ كلام علمائنا كحقيقة مسلم بها من دون التفكر والتعمق لكل الأدلة وثباتها للعلماء الأخرين للمذاهب الأخرى فيجب ان نخرج خارج نطاق المذاهب والتفكر في ألأدلة وما يدخل منهم العقل قبل ان نجازيهم بكفرهم وطردهم من الأسلام فقد نرى من الشيعة مايدخل عقلنا بعكس ذلك عندنا والعكس ايضا صحيح فلا نأخذ السلبيات دون الأيجابيات لأي مذهب كان

علي عقيل الحمروني
02-07-2007, 07:43 PM
قلت أخي حسين :

((... لانأخذ كلام علمائنا كحقيقة مسلم بها من دون التفكر والتعمق لكل الأدلة وثباتها للعلماء الأخرين للمذاهب الأخرى فيجب ان نخرج خارج نطاق المذاهب والتفكر في ألأدلة وما يدخل منهم العقل قبل ان نجازيهم بكفرهم وطردهم من الأسلام فقد نرى من الشيعة مايدخل عقلنا بعكس ذلك عندنا والعكس ايضا صحيح فلا نأخذ السلبيات دون الأيجابيات لأي مذهب كان )) أ.هـ

وأنا أقول :

إن ماكتبته ( أنت ) آنفاً ، يعد من أروع الكلام، وأحكمه ...، في هذا المنتدى !!

( ودي أيقونة )

صقر الجنوب
02-07-2007, 08:03 PM
لا ....... يا صقر الجنوب /

الخلاف بين ( السلفية ) ، والأشاعرة ليس خلافاً فقهياً ، إنما هو خلاف ( عقدي ) في الأساس .
لأن الأشاعرة منهم من هو على المذهب الشافعي ، ومنهم من هو على المذهب المالكي ، ومنهم من هو حنبلي ، أوحنفي .
كما أن السلفية قد توزعوا على ذات المذاهب كذلك ، إذاً فلا إشكال له علاقة بالفقه هنا .

أما عن الصراعات بين المذاهب عندنا ، فحدث ولاحرج ، لعلك تعرف ما حدث في التاريخ بين المالكية ، والظاهرية في الأندلس ، والمالكية ، والشافعية ، والأحناف ، والحنابة في العراق ، ومصر ، والشام ، من حرق للكتب ، إلى تشريد أصحاب المذهب المختلف ،أو حبسهم ، أو التضييق عليهم ، ومنع تدريس مذاهبهم ، إلى تهاوش رعاع المذاهب فيما بينهم ، إلى انفراد أتباع كل مذهب بمحراب خاص به في ذات المسجد كما حدث في الجامع الأموي في دمشق..الخ.

(الود يتلمس الطريق)

يا زميلي الفاضل علي

هل تعرف الفرق بين الخلاف الفقهي والخلاف العقدي !!!

وكيف اعتبرت ان الخلاف عقدي
رغم ان اهل السنة بعمومها تعتبر ان ابن حزم امام من ائمة المسلمين
رغم انه اعتمد على ظاهر النصوص والغى القياس المعمول به عند باقي المدارس الفقهية الاسلامية
وهذا لا يعتبر خلاف عقدي بل هو خلاف اجتهادي فقهي

ارجو ان توضح لنا ما يدور في خاطرك بشكل اوضح لو تكرمت

علي عقيل الحمروني
02-07-2007, 08:45 PM
صقر الجنوب /

أما مسألة القياس الذي نفاه الظاهرية ، فأنا على هذا المذهب في هذه المسألة بالذات ، ولدي بحث مطول فيه ، وقد أنشره هنا قريباً .

لأنني توصلت إلى إن أدلة القياس متهالكة ، وتلفيقية ، ويمكنك مراجعة كتاب ( الأحكام في أصول الأحكام ) لابن حزم الظاهري ، لفهم المسألة ، وأدلتها .
الخلاف هنا( ياصقر الجنوب ) ، في مصدر من مصادر ( الفقه ) ، وقد أختلف الكثير من علماء السنة في تيك المصادر عدا (القرآن ، والسنة ) وهي :
القياس ، الاستحسان ، شرع من قبلنا ، مذهب الصحابي ، والعرف ، الاستصحاب )وزاد مالك ( مذهب أهل المدينة ) ، ولا علاقة لهذا كله بالعقيدة ، فأهل السنة كما تعلم ( يحرمون القياس في العقائد ).

أما مسألة الأشعرية ، فالموضوع يختلف ، هاك مثلاً :

لقد أثبت أهل السلف ( صفات الذات ، وصفات الأفعال )
ولكن الأشاعرة قد أثبتوا صفات الذات فقط ،مثل ( الحياة ، والعلم ، والقدرة ، والسمع ..) دون صفات الأفعال .
ولذا فهم لم يثبتوا لله صفات ( الرضا ، والسخط ، والغضب ، النزول ، الضحك ، التبسم ، الهرولة ، والنزول الاستواء ، والنقمة ، والعجب ، والمكر....)
كما لم يثبتوا إن لله ( يدان ، وقدم ، وأصابع ، وساق ، وعينان باصرتان ...) .

وهذه بعض الأختلافات العقدية بين أهل السلف ، والأشاعرة.

( ودي المتسول )

صقر الجنوب
02-07-2007, 09:33 PM
الخلاصة
هل الخلاف عقدي ام فقهي !!

وان كان عقدي كما تفضلت فارنا كيف

علي عقيل الحمروني
02-07-2007, 11:06 PM
هو خلاف ( عقدي ) طبعاً ...كما هو واضح .

والخلاف هنا واقع في ( توحيد الأسماء ، والصفات ).

وهذا مثال فقط . فهناك المزيد !!


( مودتي المبطنة )

صقر الجنوب
02-07-2007, 11:26 PM
وطالما انك مصر على ذلك
فاني اطلب منك التفضل بتعريفنا بالخلاف العقدي
وتعريف الخلاف الفقهي

حتى لا تكون احكامنا مبنية على الامزجة
وشكر مقدما