تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفتن المتجوِّلة! ـ المكتب الإعلامي لحزب التحرير في لبنان



ابو شجاع
02-05-2007, 02:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



الفتن المتجوِّلة!

يتّضح في كلّ يوم، أنّ الاستقرار في هذا البلد ممنوع، وأنّ إرادة الدول "الكبرى" هي التي تتحكّم بتفاصيل السياسة، في دوائره ومؤسساته، برضا أقطاب الحكم والمعارضة، الذين يمثّلون، بأغلب أقطابهم، عن علم أو عن جهل، أدواراً وضيعة، وإنْ متفاوتة، في إذكاء نار الفتن المتنقّلة، غير عابئين بأشلاء القتلى، أو دماء الجرحى، أو أوجاع البائسين، أو صرخات الجائعين.

ها هو عناد المعارضة كما الموالاة، وقصر نظرهما، يؤدي إلى ما أدى إليه من مواجهات في أزقّة بيروت، وكثير من الأطراف في المناطق، دون حفظ حرمات الناس: تمّ الاعتداء على بعض علماء الدين، وتحطيم سيارات، والحيلولة بين الناس وأرزاقهم، وقُطعت الطرقات العامة، وعُطّلت الملاحة الجوّية، ويقف الجيش والقوى الأمنية في عجز، نتيجة ارتباك مؤسسات الدولة نفسها! وكلّ هذا ناجم عن الخطابات التوتيرية، والردود عليها، بتحريض مدروس، ومبرمج، من قوى المعارضة والموالاة على حد سواء، منذ أشهر، رغم أشهر العسل الطويلة، التي جمعتهم، وجعلتهم يمتنعون عن التفاضح والتنابذ، ويتعالون على مئات ملفات الفساد السوداء، التي ارتكبها هذا الفريق أو ذاك، حين كان في موقع القرار ! فلماذا يصبح "السلم الأهلي" مقدّساً عند الفريقين، ولو سُلِب المالُ العام، وخُرق (الدستور)، وهاجر الناس بحثاً عن لقمة العيش المختطفة؟ ولماذا تستيقظ فجأة، بعد أن نامت نوم أهل الكهف، الشعاراتُ البرّاقة، ويصبح تخريب البلد في سبيلها، شرفاً وكرامة؟

إنّ الجدل القائم في البلد، منذ أشـهر، حول مدى التمثيل الشعبي لهذه الفئة السياسية، أو تلك، لا يحلّه تعديل في آليات التوافق، أو تغيير في قانون الانتخاب. وإنّ الاحتكام إلى الشارع، لإدراك مَنْ له الكلمةُ الفصلُ، يعني أنّ مؤسسات الدولة غير مؤهّلة للتعبير عن إرادة الناس، ويعني أنّ صيغة هذا الكيان، صيغة هشّة، وهي كذلك منذ ولادته القيصرية، بدستوره المستوحى من مخلفات المستعمر الفرنسي، إبّان "الانتداب".

نحن ندعو المخلصين، إلى أيّ فئة انتموا، إلى أن يكفّوا عن استنـزاف الشارع، والتلاعب بمشاعر الناس، ندعوهم إلى أن يعيدوا النظر في أصول اللعبة التي أرغمهم الغربي أن يتحاكموا إليها، دون حيد، وأن ينـزعوا "القداسة" عما يسمونه "دستوراً"، وهو يربك كلّ محاولات الحلّ. كما ندعوهم إلى اتخاذ الموقف الجريء من السفارات الغربية التي تهدّد مصير البلد، في سبيل إنعاش مشروعهم المسمّى "الشرق الأوسط الكبير"، بل "الشرق الأوسط الأسير"، ندعوهم إلى إقفال سفارة الولايات المتحدة، تلك الدولة التي يشهد العالم اليوم الغزل القائم بينها وبين سوريا وبينها وبين رجال إيران في العراق، وفي الوقت الذي يُشتم من في سفارتها، نرى الحلفاء يستقبلون المشتومين. كما ندعوهم إلى إقفال السفارة الفرنسية، تلك السفارة التي لا يستحي أقطاب 14 آذار من التصريح أو التلميح، بالصداقة لطاقمها، آخذين بنصيحتهم، أو مستمعين إلى توجيهاتهم!

وإنّ الحل الشافي لأوجاع المنطقة كلّها، يتتوّج بإعادة قوّة الأمة، وتجسيد وحدتها، في كيان سياسي واحد، ينبع من عقيدتها، دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة، يحتكم فيه الجميع إلى عدل أحكام الله سبحانه ونورها، وفي ذلك عزّةُ الأمة في الدنيا، ورضوان الله في الآخرة.




4 من محرم 1428هـ 23 كانون الثاني 2007م


المكتب الإعلامي
لحزب التحرير
في لبنان