تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الحسين رضي الله عنه كاملة



الحر بن الرياحي
02-02-2007, 01:49 PM
واقعة الطف


قصة ماجرى بين الأمام الحسين عليه السلام ويزيد بن معاوية في سنة 61 للهجرة


كان معاوية أول خلفاء بني أمية, و أورث الخلافة من بعده لأبنه يزيد المعروف بفسقه وفجوره, وقد حاول يزيد ابن معاوية أن يأخذ البيعة من الأمام الحسين عليه السلام الذي رفض أن يبايعه وبشده, وقال الأمام الحسين عليه السلام مخاطبا والي يزيد بالمدينة: إنا آل بيت النبوة, ومعدن الرسالة, ومختلف الملائكة, بنا فتح الله وبنا ختم, ويزيد فاسق فاجر, شارب الخمر, قاتل النفس المحترمة, معلن بالفسق والفجور, ومثلي لا يبايع مثله.


ترك الأمام علية السلام المدينة المنورة متجها إلا مكة وكان ذلك في موسم حج سنة 60 للهجرة, وقد أرسل الحسين عليه السلام ابن عمه مسلم بن عقيل الى الكوفه, وقد توافدت كتب أهل الكوفه الى الأمام الحسين عليه السلام يدعونه للنصرة ضد يزيد بن معاوية وبني أمية.. وقد كان لأهل الكوفة عهدا انهم خانوا الأمام علي وابنه الحسن(ع) من قبل, وكان والي الكوفة رجل ضعيف ولم يكن قادرا على مسك زمام الأمور.
خاف يزيد بن معاوية بعدما سمع عن الأوضاع بالكوفة و ما ورد من كتبهم تنادي الأمام الحسين عليه السلام للحضور والنصرة, فطلب يزيد مستشاره سرجون الرومي وأمره بتغيير النعمان والي الكوفه بعد ان علم ان الحسين عليه السلام متجه إليها, وتم ترشيح عبيد الله بن زياد لتولي امور الكوفة, وقد توعد يزيد بقتل الحسين عليه السلام ان لم يبايعه.


أرسل الأمام الحسين عليه السلام ابن عمه مسلم بن عقيل الى الكوفه, فلتف الناس حوله مقدمين عونه وولائهم للأمام الحسين عليه السلام, وكانوا يرددون نفسنا دونك يا ابن رسول الله وإنا لك جندُ مجنده, وكادت الأمور أن تنجح في الكوفة وتقوم ثورة معادية على بني أمية الى أن وصل الى الكوفة واليها الجديد عبيد الله بن زياد, وقد هدد بالسيف والصوت لى من يعصي أوامره, اعتقل هاني ابن عروة واعتقل الكثير من الموالين لأهل البيت عليهم السلام, فضاقت الأمور على مسلم ابن عقيل في الكوفة, وبين ما كان مسلم ابن عقيل يصلي وخلفه الآلاف من الرجال أخذوا ينسحبون من خلفه واحدا تلو الآخر الى ان فرغ من الصلاة فلتفت فلم يجد خلفه أحدا, و أصبح مسلم وحيدا في الكوفة حتى تم اعتقاله من بني أمية ورمي من أعلى القصر وتم سحبه بالطرقات مع هاني بن عروة.


وخرج الأمام الحسين عليه السلام من مكة قاصدا الكوفة مصطحبا معه أهل بيته ونسائه وأصحابه, وبالرغم عن محاولات البعض ثنيه عن عزمه إلى انه أصر على الخروج, وكان يعلم انه سيقتل مظلوما عطشانا شهيدا فكان يقول بشأنه وشأن أهل بيته ونسائه: شاء الله أن يراني قتيلا شاء الله أن يراهن سبايا , وقد أراد الأمام الحسين عليه السلام أن يعود الناس إلى الإسلام الأصيل الذي جاء به جده رسول الله صلى الله عليه وآله وكان من ما قاله عليه السلام : ( إني لم اخرج أشرا ولا بطرا, ولا ظالما ومفسدا, إنما خرجت لطلب الإسلام في امة جدي, أريد أن أمر بالمعروف و أنهى عن المنكر, و أن أسير في سيرة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) ؛ و في الطريق كان هناك قافلة أخرى قاصدة الكوفة بزعامة زهير ابن القين البجلي وقد كان زهير يتجنب قافلة الأمام الحسين عليه السلام إلى أن وصلوا إلى موضع لم يستطع فيه زهير تجنب النزول فيه بجانب قافلة الأمام الحسين عليه السلام, و أمر أن تنصب الخيام بقدر الأستطاعة عن مخيم الأمام الحسين, وبينما كان زهير يأكل الطعام أقبل عليه رسول من الأمام الحسين عليه السلام, وقال له: أن ابا عبدالله الحسين(ع) يريد اللقاء بك, تردد زهير بن القين في أجابة الأمام الحسين فهو الذي كان يتجنبه طوال الطريق, فذهب إلى الأمام الحسين عليه السلام وما لبث ان رجع من عنده مستبشرا فقرر ان يلتحق به, ونقل متاعه إلى قافلة الأمام الحسين والتحق زهير بن القين بركب الأمام الحسين عليه السلام, ثم وصل خبر استشهاد مسلم ابن عقيل وهاني بن عروة إلى الأمام الحسين عليه السلام,بان الأسى والحزن على وجه الأمام الحسين عليه السلام, واخذ الأمام يردد إنا لله وإنا إليه راجعون, رحمة الله عليهما.


أكمل الأمام الحسين عليه السلام مسيرة قاصدا الكوفة, وفي طريقهم اعترضهم جيش بقيادة الحر ابن يزيد الرياحي, وكان قد بدا على الحر و جيشة التعب والعطش فسقاهم الأمام الحسين عليه السلام وسقى خيولهم وحين دخل وقت الصلاة أمر الأمام الحسين عليه السلام بالأذان, وقال للحر: أتريد أن تصلي بأصحابك فأجابه الحر لا بل تصلي أنت ونصلي بصلاتك؛ صلى الحر أاصحابه خلف الأمام الحسين عليه السلام, وبعدما فرغوا من الصلاة أمر الأمام أصحابه على الرحيل و أكمال المسير إلى الكوفة, فمنعهم الحر من ذلك وقال: أني لم أأمر بقتالك وإنما أمرت أن لا أفارقك حتى أقدمك الكوفة فأذا أبيت فخذ طريقاً لا تدخلك الكوفة ولا تردك إلى المدينة تكون بيني وبينك نصفة حتى أكتب إلى أبن زياد.
منع الحر بن يزيد الرياحي قافلة الأمام الحسين عليه السلام من التوجه إلى الكوفه أو العودة إلى المدينة المنورة, حتى وصل الأمام الحسين عليه السلام إلى ارض أبا حصانه التقدم فيها فلما سأل عنها قيل له كربلاء, فقال عليه السلام : اللهم أني أعوذ بك من الكرب والبلاء, وقال ها هنا مناخ ركابنا ومحط رحالنا وسفك دمائنا, وأمر الأمام عليه السلام أن تنصب خيامهم فيها وكان ذلك في الثاني من محرم سنة 61 للهجرة.
وعرف عبيد الله بن زياد أن الحسين عليه السلام في ارض كربلاء, فأقام جيش بقيادة عمر ابن سعد وشمر ابن ذي الجوشن.


أعطى الأمام الحسين الرايات لأصحابه و أبقى رايتن واحدة لم يعطها لأحد, فتمنوا أصحابه حملها, فقال لهم: يأتي لها صاحبها. ثم بعث الأمام الحسين عليه السلام كتاب لحبيب ابن مظاهر الأسدي وكان من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأمام علي عليه السلام ولازمة طيلة مدة خلافته ووقف مع الأمام الحسن, ومضى حبيب ابن مظاهر الأسدي وخادمه ومسلم ابن عوسجة إلى كربلاء, وعند وصولة أستقبله الأمام الحسين عليه السلام مرحبا به و اعطاه الراية التي حفظها له, علمت زينب عليها السلام بقدوم حبيب بن مظاهر فأرسلت لهو سلامها فبكى وقال: من أنا ومن أكون حتى تسلم علي بنت أمير المؤمنين.


وصلت جيوش يزيد بن معاوية بقيادة عمر بن سعد إلى أرض كربلاء, وقد حالت بين الماء وبين مخيم الأمام الحسين عليه السلام, إلى أن نفذ الماء من المخيم وأشتد العطش, وكان لم يبق مع الأمام عليه السلام إلى أهل بيته والصفوة من أصحابه. حلت ليلة العاشر من محرم فأجتمع الأمام الحسين بأصحابه وقال لهم بعد أن حمد الله وأثنى عليه: أما بعد فأني لا أعلم أصحابً أوفى ولا خيرن من أصحابي, فجزاكم الله جميعا عني خيرا ألا و اني لأظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا وإني قد أذنت لكم جميعا فنطلقوا في حلن ليس عليكم مني دمام, وهذا الليل قد غشيكم, جملا, وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي, فجزاكم الله جميعاً خيرا, ثم تفرقوا في سوادكم ثم تفرقوا في سوادكم, حتى يفرج الله فأن القوم إنما يطلبونني, ولو أصابوني لهو عن طلب غيري, ولم يفرغ الأمام عليه السلام من كلامه حتى تقدم أخوه العباس عليه السلام وقائلا: لم نفعل ذلك.. لنبقى بعدك.. لا أرانا الله ذلك أبدا.
قضى الأمام الحسين عليه السلام و أهل بيته وأصحابه ليلتهم مابين راكع وساجد و قارء للقرآن, وكان يسمع لهم دوي كدوي النحل, وكانت قلوبهم مطمأنة ساكنة, مسلمةً لربها, حتى أن حبيب بن مظاهر كان يضحك ويقول: ما هو إلا أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم فنعانق الحور العين.


قام الأمام الحسين عليه السلام خطيبا في آهل بيته وأصحابه فقال: إن الله سبحانه قد أذن في قتلكم وقتلي فعليكم بالصبر والقتال ثم صفهم للحرب فكانوا نيفن وسبعين رجلا مابين فارس وراجل فجعل زهير بن القيم في الميمنة وحبيب ابن مظاهر في الميسرة, و أعطا رايته لأخيه العباس عليه السلام, وثبت هو أهل بيته في القلب. فقام الأمام الحسين عليه السلام, ينصح جيش أبن سعد فقال لهم بعد أن حمد الله وشكره: أما بعد فنسبوني و أنظروا من أنا ثم أرجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها, فنظروا هل يصلح يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي, الست أبن بنت نبيكم, وأبن وصيه وأبن عمه وأول مصدق برسول الله بما جاء به من عند ربه, أوليس حمرة سيد الشهداء عم أبي, أوليس جعفر الطيار في الجنة بجناحين عمي, أوما لم يبلغكم ماقاله رسول الله لي ولأخي, هذان سيدا شباب أهل الحنة, فأن صدقتموني بما أقول وهو الحق, والله ما تعمدت كذبا إذ علمت أن الله يمقت عليه أهله,
وأن كذبتموني فأن فيكم من أن سألتموه عن ذلك أخبركم, سألوا جابر بن عبدالله الأنصاري, وأبا سعيد الخدري, وأبا سعيد الخدري, وسهل بن سعد الساعدي, وزيد بن أرقم, وأنس بن مالك, يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله (ص) لي ولأخي أما في ذلك حاجز لكم عن سفك دمي، فأجاب شمر: هو يعبد الله على حرف, أن كان يدري ماتقول. فأجاب عليه حبيب بن مظاهر: والله أني لأراك تعبد الله على سبعين حرفا, ولا اشهد أنك صادق, لا تدري ما يقول, قد طبع الله على قلبك. ثم قال الأمام عليه السلام: فأن كنتم في شكن مما أقول أتشكون أني أبن بنت نبيكم فو الله مابين المشرق والمغرب أبن بنت نبين غيري منكم ولا من غيركم. فأخذ القوم لا يكلمونه, فقال عليه السلام, يا شبث أبن ربعي ويا حجار أبن أبجر ويا قيس أبن الأشعث ويا زيد أبن الحارث, ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار, وخضر الجناب, وإنما تقدم على جند لك مجندة. فقالوا: لم نفعل. فقال الأمام عليه السلام: سبحان الله, بلى والله لقد فعلتم, ثم قال عليه السلام: أيها الناس أذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمني من الأرض, فقال قيس بن الأشعث: أولا تنزل على حكم بني عمك, فأنهم لن يروك إلا ما تحب, ولن يصل إليك منهم مكروه, فقال الأمام عليه السلام: لا والله لا أعطيكم بيدي أعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد. واخذوا أصحاب الأمام ينصحون القوم لاكن دون جدوى, فقد كانوا مصممين على قتال الأمام الحسين عليه السلام.


أثر كلام الحسين عليه السلام في نفس الحر فأخذ يرتعد, فقال أحد جيش بني أمية للحر: أن أمرك لمريب والله مارأيت منك في موقفن مثل هذا, ولو قيل لي من أشجع أهل الكوفة ما عدوتك, فما هذا الذي أراه منك, أجابه الحر: إني والله أخير نفسي بين الجنة والنار, فأني والله لا أختار على الجنة شيئا, ولو قطعت وحرقت.
ثم ضرب الحره فرسه قاصد الأمام الحسين عليه السلام يطلب رضاه, فقال للأمام الحسين(ع) هل لي من توبه, قال الأمام: نعم يتوب الله عليك, فأصنع يرحمك الله مابدا لك. وطلب الحر أن يكون أول من يقاتل, فأذن له الأمام عليه السلام بالقتال, فقاتل الحر قتال الأبطال حتى تكاثروا عليه وقتلوه, فحمل رضوان الله عليه إلى الأمام الحسين(ع) وقد كان به رمق أخير, فقال له الأمام عليه السلام: أنت الحر كما سمتك أمك حراً في الدنيا والآخرة.


فبدأ عمر بن زياد بالقتال ورمي السهام على مخيم الأمام الحسين(ع), فقال الأمام عليه السلام لأصحابه: قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابد منه, فأن هذه السهام رسل القوم إليكم , فالتقى جيش الأمام عليه السلام مع جيش عمر بن سعد, وتقاتلوا ساعتً من النهار, فما انجلت الغبرة إلى عن خمسين قتيلاً من أصحاب الأمام(ع) وبعدها أخذ أصحابه يبرزون للقتال واحداً واحدا, وعندما خرج مسلم بن عوسجة أخذ يقاتل قتال الأبطال, حتى شد عليه القوم فسقط صريعا, فمشى إليه الأمام عليه السلام ومعه الحبيب ابن مظاهر , فقال الأمام عليه السلام لمسلم: رحمك الله يامسلم فمنهم من قضى نحبه, ومنهم من ينتظر, وما بدلوا تبديلا, وقال حبيب: عز علي مصرعك يا مسلم, أبشر بالجنة, فرد مسلم: بشرك الله بخير, فقال حبيب: لولا علمي أني في الأثر من ساعتي هذه, لأحببت أن توصيني بكل ما أهمك, فأشار مسلم إلى الأمام الحسين عليه السلام وقال: إني أوصيك بهذا فقاتل دونه حتى تموت... ثم فاضت روحة الشريفة.


وعندما حضر وقت الصلاة, قدم أحد أصحاب الأمام عليه السلام وقال: يا أبا عبدالله إني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك, ولا والله لا تقتل حتى أقتل دونك أنشـأ الله, وأحب أن ألقى ربي وقد صليت هذه الصلاة التي قد دنى وقتها, فرفع الأمام رأسه وقال: ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين, نعم هذا أول وقتها, ثم قال عليه السلام: سألوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي, فطلب أصحاب الأمام من الجيش أن يوقف القتال لأقامة الصلاة, فقالوا: أنها لا تقبل, فوقف زبير بن القين وسعيد بن عبدالله الحنفي أمام الأمام (ع) حتى يحمونه وهو يصلي , ورمي سعيد بن عبدالله بالسهام حتى سقط قتيلا...
ثم برز زهير بن القين يقاتلهم وهو يقول: أنا زهير وأنا ابن القينِ أدودكم بالسيف عن حسيني إن حسين أحد السبطينِ من عترتي البر التقي الزيني ...وقاتل زهير بن القين قتالا شديدا حتى أستشهد رضوان الله عليه.
ثم مضى عابس بن شبيب الشاكري بسيفه حاملا على جيش أبن سعد بعد أن أستأذن الأمام الحسين(ع) بالقتال, فقيل أيها الناس هذا اسد الأسود, هذا أبن شبيب, لا يخرجن له أحدُ منكم, فقال: بن زياد أرموه بالحجارة , فصاروا يرمونه بالحجارة حتى رمى درعه وعقبته وصرخ: ألا رجل لرجل , وأخذ يجري ورائهم وهم يهربون حتى التفوا حوله وقتلوه, وأخذ كلن يقول أنا قتلته, حتى قال بن زياد: لا تختصموا هذا لم يقتله إنسان واحد.
وبرز حبيب أبن مظاهر الأسدي للقتال وهو يقول: أنا حبيب وأبي مبهر فارس هيجاءً ونارُ تسعر انتم اعد عدتن وأكثر ونحن أعلى حجتً وأظهر وانتم عند الوفاء أغدر ونحن أوفى منكم واصبر حقا وأتقى منكم وأعذر, وقاتل حبيب حتى أستشهد, فقال الأمام الحسين(ع) إني والله أحتسب نفسي وحماة أصحابي.
فبرز برير ابن خضير الهمداني فحمل على القوم وقاتلهم حتى أستشهد, وخرج جون مولا أبي ذر الغفاري يستأذن الأمام عليه السلام للقتال وكان عبد اسودا, وقال له الأمام الحسين عليه السلام, أنت في أذن مني, قأنما تبعتنا للعافية, فلا تبتلي بطريقنا, فقال جون: يا أبن رسول الله(ص) أنا في الرخاء الحس فصاعكم وفي الشدة أخذلكم, والله أن ريحي لنتن, أن حسبي للئيم, وأن لوني لأسود, فتنفس علي بالجنة, فيطيب ريحي, ويشرف حسبي, ويبيض وجهي, لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم. فأذن الأمام عليه السلام لجون فبرز للقتال قائلا: كيف ترا الفجار ضرب الأسودي احمي الخيار من بني محمدي ارجوا بذاك الفوز عند الموردِ, فقاتل جون الأعداء حتى قتل, فوقف الأمام عليه السلام عنده وقال: اللهم بيض وجهه, وطيب ريحه, وحشره مع الأبرار, وعرف بينه وبين محمدٍ وآله الأطهار.


قتل جميع أصحاب الأمام الحسين عليه السلام ولم يبقى معه إلا أهل بيته والنساء والأطفال. أستأذن عليُ الأكبر أباه بالقتال فأذن له, وأخذ الأمام يدعو الله قائلا: اللهم كن أنت الشهيد عليهم, فقد برز عليهم غلامُ أشبه الناس خلقاً وخلقا ومنطقاً برسولك(ص), وكنا أذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إليه, اللهم امنعهم بركات الأرض, وفرقهم تفريقا, ومزقهم تمزيقا, طرائق غددا, ولا ترضي, الولاة عنهم أبدا, فأنهم دعونا لينصرونا, ثم عدوا علينا يقاتلوننا, فبرز علي الأكبر للقتال وهو يقول: أنا العلي أبن الحسين أبن علي نحن وبيت الله أونى بالنبي والله لا يحكم فيني أبن الدعي أضرب بالسيف أحامي عن أبي ضرب غلام هاشمي علوي, قاتل عليُ الأكبر الأعداء وشد عليهم ثم عاد إلى المخيم بعد أن أشتد عليه العطش, وقال لوالده الحسين(ع): يا أباه العطش قتلني وثقل الحديد أجهدني, فهل إلى شربت الماء سبيل, فبكى الأمام الحسين عليه السلام وقال: وا غوثاه يا بني من أين آتي لك بالماء, قاتل قليلاً فسرعان ما تلقى جدك محمد فيسقيك بكأسه الأوفى, شربتً لا تظمأ بعدها أبدا, ثم رجع علي الأكبر للقتال مرتً أخرى, فرموه برمح, وسقط عليُ الأكبر وهو ينادي: يا أبتاه عليك مني السلام, هذا جدي يقرئك السلام ويقول لك عجل القدوم إلينا, وبعدها أخذ القوم يقطعونه بالسيوف, إلى أن جائهم الأمام الحسين(ع) ففروا منه, فوقف على مصرع أبنه عليً الأكبر وقال: قتل الله أمتاً قتلتك يا بني, ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول(ص) على الدنيا بعدك العفاء.
وبعدها خرج أبناء عقيل, وأبناء جعفر, وقاتلوا حتى استشهدوا.
وبعد ذلك أتى دور القاسم ليمتثل أمام عمه.. ولكن العم لم يأذن له بالبراز، فحزن القاسم وأصبح مضطربا يذهب هنا وهناك، ولكن جاءت أمه لتكون واسطة بينه وبين العم، أعطته رسالة أبيه الحسن الذي أذن له بالبراز، أخذ الرسالة فرحا ومسرورا وأسرع نحو عمه كالبرق الخاطف، تمثل القاسم أمام عمه وقال: السلام عليك يا مولاي، يا أبتي ويا عمي، ثم أعطاه الرسالة وبقي صامتا..
حينما رأى الحسين خط أخيه الحسن، أخذت الدموع تتساقط من عينيه، وبعد ذلك وجه سؤالا إلى القاسم كشف من خلاله رمز الحق، وعرف بذلك بلاءا عظيما..


سئله: كيف ترى الموت يا بُني؟ فأجاب القاسم: في سبيلك أحلى من العسل, ثم تعانقا مع بعضهما، وتوجه ليلبس لامة حربه، ولكن هل كانت تلك اللامة تناسب جسم القاسم؟ بل كانت كبيرة جدا على بدنه، لأنه كان صغيرا وحينما ركب الفرس، كانت الفاصلة بين رجلاه وبين الأرض طويلة, حينما رأي الأعداء هذا المنظر أخذوا يشمتون ويتهللون ويضحكون..


ناجى ربه للحظات ثم توجه نحو الميدان.. مسك السيف بكل قوة ليدافع عن الحق الذي كان فوق العرش، ومن تلك الجهة كان قلب الإمام ينبض مرة أخرى حزنا عليه، إقتحم الجيش وأخذ يبارز, قال الجيش: هذا هو القاسم بن الحسن، جاء ليدافع عن عمه مرتديا كفنه, وقال القاسم: يا أهل الكوفة: أنا مستعد لمواجهتكم، لعن الله حيلكم ومكركم وخداعكم ونفاقكم, وأخذ يقول: أن تنكروني فأنا نجل الحسن سبط النبي المصطفى والمؤتمن هذا حسين كالأسير المرتهن بين أناس لا سقوا صوب المدن قال أحد من أفراد الجيش: إرموه بالحجارة، وقال الآخر: إرموه بالسهام ومزقوا جسمه كما مزق جسد أبيه بالأمس بالسهام, فشد عليه احدهم وضربه على رأسه أسقطه, فصاح القاسم يا عماه ادركني فذهب إليه الأمام الحسين وضرب قاتله, ثم قال: بعداً لقومٍ قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة, فيك جدك وأبوك, عز والله على عمك أن تدعوك فلا يجيبك, أو يجيبك فلا ينفعك, ثم حمل الأمام الحسين عليه السلام القاسم , ووضعه مع أبنه عليٍ الأكبر, وباقِ الشهداء من أهل بيته, وأخذ يبكي على نعش القاسم .
أشتد العطش في مخيم أبا عبدالله الحسين خصوصاً على الأطفال, ضاق صدر العباس ابن أمير المؤمنين من القوم, فستأذن أخاه الحسين في القتال, فقال له الحسين(ع): يا أخي أنت صاحب لوائي, فقال العباس: قد ضاق صدري, وأريد أن أخذ ثأري من هؤلاء المنافقين, فقال الأمام الحسين عليه السلام: إذاً فطلب لهؤلاء الأطفال القليل من الماء.
ركب العباس عليه السلام جواده وحمل قربه قصد بها نهر الفرات وكان العباس يتميز بشجاعته وجسده فلما كان يركب فرسه تلامس رجليه الأرض, فأخذوا يرمونه بالسهام, لاكنه لم يأبه بهم, حتى وصل النهر وأقترب قربتً من الماء ليشرب, فتذكر عطش أخاه الحسين, فرمى الماء من يده وأخذ يقول: يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده لا كنتِ أن تكوني هذا حسينُ شارب المنونٍ وتشربين بارد المعينٍ والله ما هذا فعال ديني ولا فعال صادق اليقينٍ, وملأ القربة وتوجه نحو المخيم, فكمن له رجلُ خلفه فضربه بالسيف على يمينه فقال العباس: والله أن قطعتم يميني إني أحامي أبداً عن ديني وعن إمامٍ صادق اليقينِ نجل النبي الصادق الأمينِ, فكمن له رجل آخر فضرب يده اليسرى فقطعها, فقال العباس: يا نفس لا تخشي من الكفارِ وابشري برحمة الجبارِ مع النبي السيد المختارِ قد قطعوا ببغيهم يساري فأصلهم يا ربي حر النارِ, فتكاثروا عليه وأتته السهام كالمطر, وأصاب القربة سهم وأريق مائها, وسهمُ أصاب صدره, وشهمُ أصاب عينه, وضربه رجلُ بعامودٍ على رأسه, فهوا إلى الأرض مناديا السلام عليك يا أبا عبدالله, فأتاه الحسين ورآه مقطوع اليمين واليسار, يصارع الموت, وقال الحسين عليه السلام: الآن أنكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي عدوي. أراد العباس من الحسين أن يوصل إعتذاره إلى الأطفال، لأنه قد أخلف وعده ولم يوصل لهم الماء، ثم فاضت روحه الشريفة إلى بارئها.
رجع الأمام الحسين عليه السلام إلى المخيم, ولم يبقى له أحد سوى أبنه زين العابدين عليه السلام, الذي منعه مرضه الشديد من القتال.
وإذا بعقيلة بني هاشم زينب الكبرى عليها السلام استقبلَتهُ بِعبدِ الله الرضيع عليه السلام قائلةً : أخي ، يا أبا عبد الله ، هذا الطفل قد جفَّ حليب أُمِّه ، فاذهب به إلى القوم ، عَلَّهُم يسقوه قليلاً من الماء, ولكن في هذه المَرَّة خرج راجلاً يحمل الطفل الرضيع، وكان يظلله من حرارة الشمس, فصاح : أيها الناس ، فَاشْرَأَبَّتْ الأعناق نحوه ، فقال عليه السلام : أيُّها الناس ، إن كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار, فاختلف القوم فيما بينهم ، فمنهم من قال : لا تسقوه ، ومنهم من قال : أُسقوه ، ومنهم من قال : لا تُبقُوا لأهل هذا البيت باقية, عندها التفت عُمَر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي وقال له : يا حرملة ، إقطع نزاع القوم, يقول حرملة : فهمت كلام الأمير ، فَسَدَّدتُ السهم في كبد القوس ، وصرت أنتظر أين أرميه ، فبينما أنا كذلك إذ لاحت مني التفاتة إلى رقبة الطفل ، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين عليه السلام كأنها إبريق فِضَّة, فعندها رميتُهُ بالسهم ، فلما وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد ، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدة الظمأ ، فلما أحس بحرارة السهم رفع يديه من تحت قِماطِهِ واعتنق أباه الحسين عليه السلام ، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح ، فَيَالَهَا من مصيبة عظيمة, وعندئذٍ وضع الحسين عليه السلام يده تحت نحرِ الرضيع حتى امتلأت دماً ، ورمى بها نحو السماء قائلاً : اللَّهم لا يَكُن عليك أَهْوَنُ مِن فَصِيلِ نَاقةِ صَالح ، فعندها لم تقع قطرة واحدة من تلك الدماء، ثم عاد به الحسين عليه السلام إلى المخيم, فاستقبلَتهُ سُكينة وقالت : أَبَة يا حسين ، لعلَّك سقيتَ عبدَ الله ماءً وأتيتنا بالبقية ؟ قال عليه السلام : أبنتي سكينة ، هذا أخوكِ مذبوحٌ من الوريد إلى الوريد, وأخذه ليضعه مع الشهداء.
فبقي الأمام الحسين وحيدا.
وبعد هذا التكبير، جاء فصل الركوع في الصلاة. لبس عمامة النبي، وتقلد بسيف ذو الفقار، وتذكر تلك الأيام المؤلمة، وكأنه هوالنبي أو قالع باب الخيبر علي أمير المؤمنين، ثم نادى أخته زينب وخرج من المخيم، قال يا أختاه إن هذا هو الوداع الأخير، فأخوكِ الآن قد أصبح من دون معين وصاحب.. إن هذه الرسالة قد وضعت على عاتقكي أيضا يا زينب، وستكوني بعد اليوم والدة لأطفالي وملجأ للضعفاء والمساكين..

إن كنيتكي من هذا اليوم ستكون أم المصائب وستكوني وحيدة بعد هذا اليوم، ولكن توكلي على الله، وكوني قوية القلب, تمثل أمام جيش الشقاء ونادى بأعلى صوته: هل من ناصر ينصرني؟!، لم يجبه أحد إلا رب العزة والجلال، فنادى مخاطبا ذلك الجيش: أنا الحسين بن علي، أهكذا تستقبلون ضيفكم؟! هل تستهزئون وتلعبون مع حبيب الله؟! منذ متى كان إستقبال الضيف بالأسنة والسهام والحراب؟! أنتم من دعوتموني لآتي إليكم، والآن تقابلوني بالخنجر والسيف؟! لقد دعوتموني أن آتي إليكم، وها أنا قد أتيت هل هذا هورسم الوفاء عندكم؟!، إعلموا ان نسبي يعود إلى أحمد، وأن أبي هوعلي المرتضى خليفة المصطفى، أنا الحسين إبن الزهراء البتول، بضعة المصطفى ونور عين الرسول،

إنني عطشان لتقبيل سيوفكم، لقد أتيت ولكنني لم أجد رجلا بينكم.
لقد قال وقال وأتم الحجة عليهم، وهاهي الأسنة والسيوف تخرج من غمادها.
توجه الإمام نحو المعسكر وإذا بالكوفيين يفرون يمينا وشمالا، كلن يخاف أن يبتلي بدمه, فرق صفوفهم واقتحم جيوشهم، وكانت زينب تنظر إليه واقفة ومدهوشة ومضطربة بباب الخيمة، قدم أحدهم ورمى حجارة على جبينه وإذا بالدماء تغلي وتفور من أعلى وجهه، صوب حرملة سهمه إلى صدر الإمام ومزقه، ولكن الإمام أخرج ذلك السهم، ومن الخلف أيضا طعنه أحدهم بالرمح، سقط الإمام على وجهه على الأرض وإذا بدمائه تختلط بالتراب، فقال بشفتيه الملطخة بالدم والتراب بسم الله وبالله... جاءت ضربة على يده اليسرى، وضربه الآخر بالعمود على رقبته، ومع ذلك وقف على رجلاه وأخذ ينصح العدو مرة أخرى ويعظهم ويحذرهم، هنا جاء رمح آخر من الخلف وأسقطه على الأرض مرة أخرى وإذا بسهم قد أصاب حنجرته وأخذت الدماء تجري منها، وهكذا كان يقوم ويسقط عدة مرات،
جاء مالك بن نصر الكندي من أمامه ومن وراءه خولي والشمر.
رفع أحدهم العمامة من على رأس الإمام والآخر أراد أن يسرق لامته وثوبه، قطع الآخر إصبعه وأخرج خاتمه، جاء الشمر ليحرز الرأس من على الجسد وزينب واقفة تنظر إليه..
من هذه الجهة كان الشمر يقطع الرأس من الجسد، ومن تلك الجهة كانت زينب تقطع أملها من الحسين.
وزينب واقفة وكأن روحها قد فارق جسدها في تلك اللحظات، رأت الرأس مقطوعا والجيش مسرورا ومكبرا ومهللا, الكوفيين أخذوا يهللون ويصفقون من المعسكر حتى المصرع,
حينما رأت زينب منظر الجسد من دون رأس نادت وقالت: يا أخي هل هذا أنت؟ لماذا أنت ساقط على الأرض من دون رأس؟ ألم تخاطبني قبل لحظات وتقول أدركيني يا أختاه؟! ياأخي قم وانظر أنهم قد أحرقوا الخيام, وضعت زينب شفتيها على تلك العروق المقطعة وصرخت بأعلى صوتها بحيث وصل صوتها من ذلك المكان إلى اللامكان: قم يا أخي وأنظر ماذا يفعلون بنا، من دونك يا أخي أصبحت وسعة الدنيا ضيقة، حينما كنت كانت أبواب العزة والكرامة مفتوحة, فنظرت إلى السماء وقالت: ياربي أقبل مني هذا القربان, بعد ذلك سمعت زينب صراخ الأطفال وخرجت من حفرة المصرع إلى المخيم، حينما قامت من تلك الحفرة لم يعرفها أحد، فبلحظات صبغ البياض شعرها، لقد رأت أنهم يضربون الأطفال ويحرقون الخيام, لقد رأت أن طفلة إحترقت بالنيران، فركضت وراءها, ومن جهة أخرى رأت طفلا آخر قد أدمت الأشواك رجله، فجاءت زينب لتداوي جرحه, ومن جهة رأت الإمام السجاد سلام الله عليه، يحترق من شدة الحمى، فأخذت تركض هنا وهناك حائرة فيما تصنع.. وبعد ذلك إستعدت قافلة الأسرى لتزرع الآلام وتثير الأحزان في القلوب, حينما رأت زينب رأس الحسين عليه السلام معلقا على الرمح، ضربت رأسها على عمود المحمل .
وروي أن يزيد عندما أخذ ينكث ثنايا ابي عبد الله الحسين عليه السلام بقضيبخيزران قامت له زينب في ذلك المجلس وخطبت قائلة :
( الحمد لله رب العالمين وصلىالله على رسوله وآله أجمعين : أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض ، وآفاقالسماء ، فأصبحنا نُساق كما تُساق الإماء ، إن بنا هواناً على الله ، وبك عليهكرامة ، وإن ذلك لعظم خطرك عنده ، فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسروراً ، أمِنَالعدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول الله ( صلى الله عليهوآله ) سبايا ، قد هَتكتَ ستورهنّ ، وأبدَيتَ وجُوههُن ، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد.
وقال لها يزيد أما رأيتي ما فعلت بأخاكِ الحسين, فقالت ما رأيت إلا جميلا.


قد يتصور البعض أن الأمام الحسين عليه السلام هزم أمام جيش يزيد بن معاوية.. ولاكننا عندما ندقق في صفحات التاريخ سنرى عكس ذلك.. فالإمام الحسين عليه السلام قد انتصر بمبادئه التي استشهد لأجلها فقد حفظ لنا بدمه الطاهر دين جده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد ان ضحي بكل ماعنده في سبيله.. وها قد انطمس ذكر اعدائه.. أما هو أما هو فقد أصبح رمزا للحق وعونا للمظلومين.. ومازال الناس يرددون.. وعلى مر العصور والأزمنة في كل يوم وفي كل أرض (( يا لثارات الحسين )).. فقد أراد الله عز وجل الخلود للأمام عليه السلام.. فأصبحت كربلاء رمزاللثورة والحرية.. ومثالا لأنتصار الدم على السيف.

الحر بن الرياحي
02-03-2007, 03:49 AM
لــلــــرفــــــع

FreeMuslim
02-03-2007, 06:21 AM
لما تجاهلت ذكر أنه وقبل أن يتم قتل مسلم بن عقيل طلب كتابة خطاب إلى الحسين رضي الله تعالى عليه وأرضاه وسمح له بذلك وكتب يحثه فيه على عدم الحضور وعلى كذب أهل الكوفة وأنه لا رأي لكاذب ..

أليس هذا هو التدليس بعينه وإلا ما معنى تجاهلك لما يثبت غش وخديعة وخيانة من ساهم بقتل الحسين رضى الله تعالى عليه ثم جلس يندب على مقتله ويحرض الناس ويلفق القصص حتى شق الأمة إلى ما نراه اليوم ..

الحر بن الرياحي
02-03-2007, 09:37 PM
اخي free muslim

حبيت اختصر القصه والقصه ظليت اكتبها 12 ساعه فشي طبيعي فيها نواقص او اخطاء املائيه او غيره

وما تقوله شيئ بسيط نسيت ذكره ولايؤثر في القصه مثل بعد الشغلات الي ماذكرتها مثل خطبة الامام الحسين في الكوفة وكيف تم القبض على مسلم واين ذهب بعد خذله من اهل الكوفة لاكن عشانك راح اذكر ماحصل مع مسلم بن عقيل من جديد

الحر بن الرياحي
02-03-2007, 11:03 PM
تكدست الكتب (الرسائل) إلى الحسين (ع), فلما رأى الحسين ذلك دعا مسلم بن عقيل وأمره بالرحيل إلى الكوفة وأوصاه بما يجب, وكتب معه إلى أهل الكوفة في جوابة إليهم: (( إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين, وأما بعد.. قد فهمت كل الذي إقتصصتم وذكرتم ومقالة جلكم أنه ليس عليه امام فأقبل لعل اللع يجمعنا بك على الهدى والحق, وقد بعثت إليكم أخي وأبن عمي وثقتي من أهل بيتي وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وأمركم ورأيكم, فأن كتب إلي أنه قد أجمع رأي ملئكم وذوي الفضل والحجى منكم على مثل ماقدمت علي به رسلكم وقرأت في كتبكم, أقدم عليكم وشيكاً إن شاء الله فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله, والسلام )).

فرحل مسلم بن عقيل من مكة ومر بالمدينة ثم خرج منها إلى العراق وقد عانى ومن معه من الضيق في الطريق ومن العطش, ولاكنه واصل المسير حتى دخل الكوفة, ونزل عند المختار بن أبي عبيدة والثقفي فهرع إليه أهل الكوفة واستمعوا منه إلى كتاب الحسين (ع) وهم يبكون, وقد بايعة 18عشر ألفا, وفي روايات أخرى مابين خمسة وعشرون ألفاً, وأربعين ألفاً.
فكتب مسلم بن عقيل إلى الأمام الحسين عليه السلام: (( أما بعد فإن الرائد لايكذب أهله, وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر الفاً. فعجل الإقبال حين يأتيك كتابي فإن الناس كلهم معك, ليس لهم في آل معاوية رأي ولاهوى. والسلام ))

وفي الكوفة علم يزيد ان عاملة النعمان بن بشير الأنصاري لايحب الشدة ويتحرج من أمر مسلم بن عقيل فأصدر أمراً بعزله عن ولاية الكوفة وعين بدلاً منه عامله على البصرة عبيدالله بن زياد فأصبح والياً على البصرة والكوفة معاً, وطلب منه يزيد أن يذهب إلى الكوفة ليتصدى للأمر هناك ويقتل مسلم بن عقيل.
وهكذا ارتحل عبدالله بن زياد إلى الكوفة بعد أن توعد وهدد أهل البصرة أن هم أحدثوا حدثاً في غيابه أو سعوا لنصرة الحسين (ع) وجعل أخاه عثمان عليها.

وعندما وصل عبيدالله بن زياد إلى الكوفة بدأ يتتبع الموالين لمسلم بن عقيل محاولاً القضاء على أية بادرة لنصرة مسلم, وأتت هذه الحركة ثمارها, فتخاذل الناس عن نصرة مسلم, فبقي وحيداً, مما اضطره لاتخاذ القرار بالعودة سراً إلى مكة لمنع الحسين (ع) السلام من القدوم إلى الكوفة, إلا أنه سرعان ما إكتشف أمر محاولته الخروج, فحوصر وقوتل حتى قبض عليه مثخناً بجراحه وانتهى به الأمر إلى أن يقتل ويرمى به من أعلى قصرة الأمارة قم تسحب جثته في طرقات الأسواق هو والمناصر له هاني بن عروة(انظر سيرته).

أما الحسين (ع) فقد وصل إليه كتاب مسلم بن عقيل الذي يطلب فيه أن يقدم إلى الكوفه (فإن الرائد لائكذب أهله ..الخ)
ثم عزم الحسين (ع) على الخروج إلى العراق, وقد حاول كثيرون ثنيه عن عزمه هذا ومنهم عبدالله بن الزبير وابن عباس ولكن الحسين (ع) أصر على الخروج وقد روى عنه إنه قال في ذلك: (( لئن أقتل بمكان كذا وكذا, أحب إلي أن تستحل بي(يعني مكة)

وفي الطريق نحو الكوفة أرسل الحسين (ع) أحد أصحابه (قيس بن مسهر) بكتاب إلى مسلم يخبر به أهل الكوفة عن قدومهم إليهم. ثم واصل الحسين (ع) المسير حتى وصل إلى مكان يسمى الثعلبية , فبلغة هناك خبر مقتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وقدر جرا بالأسواق بأرجلهما (( فقال الحسين (ع): إنا لله وإنا إليه راجعون, رحمة الله عليهما )), وورد ذلك مراراً.
تمت


ومن يملك أي سؤال فلامانع في طرحه ( لمن يشك في الحقائق )

فالمقصود من ذكر واقعة الطف هو التعلم واخذ العبرة والدروس من الامام الحسين عليه السلام وكيف يكون حب المسلم لدينه بداية بالصلاة وانتهاء بالدم فمن الدروس التي نتعلمها :-

= سلامة ونقاء خط الأمام الحسين (ع) يسير وفق ضمان الرسول (ص) الذي قال ((حسين مني وأنا من حسين)) ((أحب الله من أحب حسيناً)).
= قضية (( كربلاء تتجدد دائماً في رموز الحق ضد رموز الباطل في كل مكان وكل زمان.
=يسقط بعضنا في منتصف الطريق عند بريق المنصب والكرسي والثورة, بينما قدم أنصار الحسين (ع) رجالاً ونساءً وصبياناً نمائج رائعة من الفداء والتضحية والبطولات.

الهدف من الثورة الحسينية هو نصرة الاسلام ففي ذكر الأمام الحسين عليه السلام نتذكر دين جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم وليس الهدف خل الفتنه والطائفية كما يظن البعض فنحن الشيعة اعرف بمذهبنا ولايفسرنا احد على هواه كعبادة الأمام الحسين (ع) او الأمام علي (ع) وغيرها من الاباطيل... اخي السني اذا اردت ان تعرف شيئ عن الشيعه فخذه من الشيعه انفسهم واعرف الأسباب واذا قرأت شيئ في كتاب ليس من الصحيح تفسيره كما تشاء وبدون ذكر الاسباب
وشكرا