تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع الشيخ أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله



محب الأمة
02-01-2007, 08:05 AM
مفتي سلطنة عُمان الشيخ أحمد الخليلي لـ«العالم الإسلامي»

الحفاظ على السلام في المجتمعات من أهم ركائز الوحدة الإسلامية

نصرة الأقليات المسلمة من الحقوق الواجبة على الأمة

مؤثرات المدافعين عن الإسلام مازالت ضعيفة لدى الرأي العام العالمي

على المسلمين طرح النظريات الإسلامية لحل جميع المشكلات العالميةحوار أجراه- محمود بيومي

● أكد الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي سلطنة عمان أن الأمة الإسلامية تملك العديد من الامكانيات التي تؤهلها لشغل مقعد الريادة والمسؤولية في الحفاظ على أمن المجتمعات البشرية.. لما يمتاز به الدين الإسلامي الحنيف من مرونة ومصداقية في ظل المشكلات الدولية.. وان على المسلمين اجادة تقديم تعاليم دينهم إلى الرأي العام العالمي.. لأن الإعلام المعادي قد أسهم في تشويه معاني الإسلام وتشويه صورة المسلمين لدى دوائر الرأي العام العالمي.

وأوضح الخليلي في حواره مع «العالم الإسلامي» ـ خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة ـ ان الأحقاد التاريخية الموروثة ضد الإسلام والمسلمين.. قد شكلت العديد من السلبيات في مواجهة المشكلات التي يتعرض لها المسلمون في بعض مناطق العالم.. وان العالم الإسلامي قد قصر في مواجهة هذه السلبيات، وان الدبلوماسية الإسلامية قد نشطت في الآونة الأخيرة في مجال العلاقات العامة الدولية، حتى أصبحت قضية الأحقاد التاريخية ضد المسلمين من القضايا الهامشية لدى الغالبية التي تشكل اتجاهات الرأي العام العالمي المعاصر.

وأشار إلى أن الروابط التي تربط شعوب الأمة الإسلامية روابط لا مثيل لها في تاريخ العلاقات بين الشعوب وأمم العالم.. لأن الروابط الإسلامية ترتكز على القيم الفاضلة.. بينما تستند روابط الغرب وحلفائه على الماديات التي نسجت العلاقات والمصالح المشتركة بين هذه الدول.. كما تناول الحوار العديد من القضايا التي تهم الأمة الإسلامية.

ثراء الامكانيات

حول أهم ركائز الوحدة الإسلامية وموقف المسلمين من صياغة وحدتهم ومدى تقبل المجتمع الدولي لهذه الوحدة، يقول الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي سلطنة عمان:

لاشك أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يضمان أكبر مجموعة من ركائز الوحدة الإسلامية المرجوة فيقول تعالى {إنما المؤمنون أخوة}، وهذه الأخوة الإيمانية هي ركيزة الوحدة الإسلامية التي تؤكد الروابط الاجتماعية والانسانية بين المسلمين فيتلاشى الظلم ويعيش المسلمون في مجتمعاتهم أخوة متضامنين لا شحناء ولا بغضاء بينهم.. وهذا ما عناه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: «لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله أخوانا.. المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله.. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه»، فهذه الأخوة الإسلامية تعم جميع المجتمعات الإسلامية ويراد بها الأخوة العقائدية وأخوة العمل وأخوة الإقامة يقول تعالى: {ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} وهنا يتأصل المعنى العام للأخوة.

وأضاف مفتي سلطنة عمان: ومن أهم ركائز الوحدة الإسلامية الحفاظ على السلام في المجتمعات.. يقول صلى الله عليه وسلم: «أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام» كما حث الإسلام على مشروعية إجابة الدعوة لتوطيد العلاقات الطيبة بين المسلمين وعون الضعيف ونصرة المظلوم.. حيث اعتبر الاسلام نصرة المظلوم حقاً من الحقوق الواجبة على المسلمين حتى يعيش المسلمون في حماية من ظلم الناس وبطشهم يقول تعالى: {ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً}ولعل أولى الناس بنصرتنا في هذه الأيام أخوة الاسلام حيث يوجد في مواقع متعددة من العالم أخوة لنا يعانون من الظلم والعدوان.

وأضاف: هذه بعض من ركائز الوحدة الاسلامية التي تتجلى فيها القيم الفاضلة.. وهناك ركائز اقتصادية تحقق الاكتفاء الذاتي للمسلمين لأن تجسد الوحدة الاقتصادية وتقي العالم الاسلامي من مفاسد التبعية.. كما أن هناك في القرآن الكريم والسنة النبوية ما يؤكد أصالة الهوية الاسلامية في المجال السياسي والتربوي والتعليمي والاعلامي وكثير من المجالات التي يشملها قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} فإذا قامت الوحدة الاسلامية فلن تستطيع أمة من الأمم أن تلحق الأذى بالمسلمين.. لأننا بهذه الوحدة ننصر دين الله فينصرنا في جميع قضايانا.. يقول الله تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.

ايجابيات إسلامية

وحول موقف المسلمين من التصدي لمحاولات خصوم الاسلام المستمرة لتشويه صورة الاسلام وتشويه صورة المسلمين.. يقول الشيخ احمد بن حمد الخليلي:

لقد تعرضت الأمة الإسلامية بعد انكسار وحدتها لحملة معادية شرسة استهدفت طعن الإسلام وتشويه صورة المسلمين لدى الرأي العام العالمي.. فقامت المؤسسات المعادية بالتأثير على الرأي العام العالمي بكل المؤثرات ليتخذ مواقف سلبية ضد القضايا التي تهم المسلمين.. وهذا ما نراه واضحا في هذه الأيام.. حين تقوم وسائل الإعلام المعادية بعرض قضايا الأمة بطريقة مناقضة للواقع ومشوهة للأحداث.. وبالرغم من أن للإسلام من يذود عنه ويحميه من هذه الحملات المعادية إلا أن مؤثراتها لدى الرأي العام العالمي مازالت ضعيفة إذا ما قارنا وسائل الإعلام الغربية ـ مثلا ـ بوسائل إعلام المسلمين.. ومن هنا نشأ المفهوم الخاطىء عن الإسلام والمسلمين.. والمطلوب أن يحذو الإعلام حذو الدبلوماسية الإسلامية في تصحيح الأخطاء.. حيث حققت الدبلوماسية الإسلامية كثيرا من الانتصارات لصالح قضايا الإسلام والمسلمين.. والتي نتج عنها تقليل نسبة الزج بالإسلام في المشكلات.. حتى أصبحت الأحقاد الدولية التاريخية ضد الإسلام والمسلمين من القضايا الهامشية في المناخ الدبلوماسي الدولي.. وكل اتهام بلا دليل محكوم عليه بالبطلان.. والمطلوب أن تنهض الأمة بواجب تصحيح ما علق في عقول الناس من آثار سلبية ضد الإسلام والمسلمين.

المعيار التكنولوجي

وعن الوضع الاقتصادي للأمة الإسلامية وما يراه مناسباً لتأصيل اقتصاديات المسلمين يقول مفتي سلطنة عمان:

لاشك أن أغلب دول العالم الإسلامي مازالت في دائرة الاقتصاد التابع أو الاقتصاد المتخلف.. وليس السبب في ذلك عدم وفرة الامكانيات وانما عدم إجادة استغلالها وتوزيعها بين سائر القطاعات الاسلامية.. ومع ذلك فاننا نجد غالبية الدول الإسلامية تسعى لإيجاد وتوسيع القاعدة الانتاجية وتنويع مصادر الدخل كحل أساسي للأوضاع الاقتصادية المختلفة في ديار المسلمين.

وأضاف: ولـكن الرؤية الصحيحة لاقتصاد إسلامي قوي يجب أن تراعي الحفاظ على أمن الأمة الإسلامية.. إلى جانب تحديد الاستثمارات الاقتصادية بشكل يتحقق معه التوازن بين حجم السكان في كل دولة ومساحتها الجغرافية ومواردها الطبيعية.. ومراعاة التناسق بين الاستثمارات المحلية والاستثمارات في الإطار الإسلامي العام.. بدرجة تمكن من زيادة الترابط الاقتصادي والتشابك التجاري بين الدول الإسلامية.. ومراعاة التنوع الاقتصادي ووفرة أو قلة الطاقة البشرية الإسلامية.. ومع ترجيح كفة المشروعات التي تستثمر التكنولوجيا المحلية في ديار الإسلام.. على أن يتم ذلك كله من خلال نظرتنا إلى حجم المكاسب الاجتماعية لا المادية فحسب.. لأن تطويع الاقتصاد لقيم الدين الإسلامي الحنيف أمر ضروري في هذا المجال.. فإن أهم ما يميز الأمة الاسلامية هو ارتكازها على القيم الفاضلة.. في حين أن الغرب يخضع جميع اقتصاده للقيم المادية قبل أي شيء آخر.

القرض والربا

وعن موقف الإسلام من القرض والربا.. يقول الشيخ أحمد بن حمد الخليلي:

إن الإسلام لم يحرّم القرض أو الإقراض.. ولـكن الإسلام له موقف واضح إذا ارتبط القرض بشبهة الربا.. فالقرض بدون فائدة حلال.. أما إذا نتج عنه فائدة فهو حرام.. وقد قال صلى الله عليه وسلم: «نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه» رواه البخاري ـ وذلك لمساوئه ومشاكله وآثاره السلبية إذا كان القرض لغير حاجة.. لذا يحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «من فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة» ـ عن ابن عمر.

وأضاف: فالربا حرمه الله تحريماً قاطعاً في قوله تعالى: {وأحلّ الله البيع وحرّم الربا} وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله جعل الربا من السبع الموبقات» رواه مسلم فالشرع لا يحل إلا الطيبات ولا يحرم إلا الخبائث».. والمعروف ان الربا عمل غير انتاجي ولا يزيد من ثروة المجتمع كما يؤدي الربا إلى ظهور طبقة تعيش على الربا وتفسد المجتمع لأنها تعيش عالة عليه.. لذا فقد حرمت جميع الديانات السماوية الربا وحاربته.

وأضاف مفتي عُمان: وبالرغم من ذلك وجدنا من يحاول تبرير التعامل بالربا وإقناع الناس بقبوله.. حيث يحرمون الربا الفاحش بحجة أن فيه ظلماً.. وقد قال تعالى: {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين}، كما يحرمون القرض الاستهلاكي ويحللون القرض الإنتاجي.. وهم لم يفهموا معنى كلمة «الربا» التي تعني الزيادة على أصل القرض بصرف النظر عما إذا كان استهلاكياً أو انتاجياً.. سواء كان تغيير اسم الربا إلى فائدة أو ربح أو تأمين أو غيرها.. فإن ذلك لن يحلل الربا أو معناه. فالربا حرام واضح لا لبس ولا غموض فيه.

وعاء الخيرات

وأضاف الشيخ أحمد بن حمد الخليلي: فالأمة الإسلامية هي الأمة التي اختارها الله تعالى لنشر معاني الخير في الأسرة الانسانية كلها.. ومهما حاول خصوم الدين الحنيف إلصاق التهم الباطلة إليه.. فهو الدين الذي اختاره الله سبحانه وتعالى ليكون دين البشر.. حيث يكتمل النضج الإنساني.. وكما حافظت الأمة على ذاتيتها العقائدية.. فإنها قادرة على تحقيق وحدتها في كل مجالات الحياة لتصبح خير أمة أخرجت للناس.. يقول تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس} وعلى المسلمين طرح النظريات الإسلامية لحل جميع المشكلات العالمية.

المصدر:العالم الاسلامي(حوارات):http://www.muslimworldleague.org/paper/1794/articles/page3.htm