تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نعم.. وضع فلسطيني مخجل



ابو شجاع
01-29-2007, 06:26 PM
نعم.. وضع فلسطيني مخجل
عبد الباري عطوان
29/01/2007

سبعة وعشرون قتيلا سقطوا حتي الآن في الاشتباكات الدموية المندلعة منذ عشرة ايام في قطاع غزة بين ميليشيات حركتي حماس و فتح ، ولا يلوح اي امل في الأفق بان عمليات القتل والتخريب والدمار وقطع الطرق ستتوقف في المستقبل القريب.
لم يخطر في بالنا في اي يوم من الايام ان يلجأ هذا الفصيل او ذاك الي خطف مجموعة من الصبيان تحت تهديد السلاح، ولم نتصور مطلقا ان تتحول اسطح المباني والعمارات الي ثكنات عسكرية لتبادل اطلاق النار بين المتقاتلين، وبما يؤدي الي ارهاب الاطفال والمواطنين الابرياء.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس منشغل في عناقه لشمعون بيريس نائب رئيس الوزراء والسيدة تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية في دافوس، ويتحدث عن استعداده للانخراط فوريا في مفاوضات الحل النهائي، ولكنه لم يكلف نفسه بقطع مشاركته في منتدي دافوس الاقتصادي في سويسرا والعودة الي قطاع غزة فورا للتفاوض مع ابناء جلدته لحقن الدماء، وايجاد مخرج من هذا الوضع المأسوي الذي يعيشه الفلسطينيون حاليا.
لا نفهم هذا الصراع الدموي واسبابه غير انه صراع علي سلطة وهمية، وحقائب في وزارة فاقدة السيادة لا تستحق قطرة دم فلسطينية واحدة من اجل الاستحواذ بها. ولكن هناك من الفلسطينيين في المعسكرين المتصارعين لا يرون الاشياء مثلما يراها غالبية ابناء الشعب الفلسطيني.
يؤكدون ليل نهار علي الحوار الوطني، ويشددون علي ان الدم الفلسطيني محرم، ولكن ما نراه علي الارض هو عكس ذلك تماما، فالذين يتحدثون عن الوحدة الوطنية هم الذين ينسفون اسس قيامها، والذين يشددون علي حرمة الدم الفلسطيني هم اول من يسفكونه او يحرضون علي سفكه.
هذا الوضع الفلسطيني المخجل والمزري لم نر له مثيلا قبل الانتخابات التشريعية الاخيرة. فقد كانت الامور واضحة كليا، السلطة سلطة، والمعارضة معارضة، والاحتلال الاسرائيلي هو الهدف الذي يتحول الجميع الي جبهة واحدة لمقاومته. وجاء الصراع علي السلطة والحقائب الوزارية والامتيازات ليقلب الاوضاع رأسا علي عقب، ولتصبح مقاومة الاحتلال في ذيل اجندات الحيتان المتصارعة.

حركة حماس تتصرف كمعارضة وهي في الحكومة، وحركة فتح تتصرف كحكومة وهي في المعارضة، ويذهب الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية ضحية اساسية لهذا الخلل الاساسي وغير المسبوق.

نعترف ان هناك محاولة للانقلاب علي الديمقراطية من قبل حفنة فلسطينية، ترتبط بمخطط الهيمنة الامريكية علي المنطقة، وتخطط لضم فلسطين، او بالأحري ما يسمي بسلطتها الوطنية، الي محور المعتدلين الذي تعمل علي اقامته السيدة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية، ولكن هذا لا يعني ان تنجر حركة حماس الي المصيدة، وتتخلي عن سياسة ضبط النفس التي تمسكت بها طوال الاعوام الماضية رغم الاستفزازات الكبيرة وغير المسبوقة، وهي السياسة التي كانت من ابرز اسباب فوزها في الانتخابات التشريعية الاخيرة.
السيد سعيد صيام وزير الداخلية الفلسطيني كان صادقا عندما رد علي المدعي العام بقوله ان وزير الداخلية مسؤول لو كان يسيطر فعلا علي جميع الاجهزة الامنية، ولكنه ليس كذلك. فالحكومة الفلسطينية المنتخبة تسلمت خزينة فارغة، وعجزا يزيد عن مليار ونصف المليار دولار، واجهزة امنية تتبع رئيس السلطة مباشرة وتأتمر بأمره، ووزارة اعلام لا يستطيع وزيرها تعيين موظف في جهازي الاذاعة والتلفزيون ناهيك عن رسم السياسة الاعلامية، ومتابعة تنفيذها.

نعرف كل ذلك، مثلما نعرف ما هو اكثر منه، ولكن هذا لا يعني تصعيد الانفلات الأمني، والانجرار بحسن نية الي دوامة الحرب الاهلية التي يريدها بعض المرتبطين بالاجهزة الاستخباراتية الامريكية والاسرائيلية والاقليمية.

قلناها في الماضي، ونكررها هنا، بان حركة حماس اخطأت عندما دخلت الانتخابات الاخيرة، وانخدعت بتجربة ديمقراطية زائفة، واعتقدت انها تستطيع ممارسة الحكم تحت سنابك خيل الاحتلال. فالرئيس بوش اراد ديمقراطية تأتي بمن يؤيدون مشروع الهيمنة الامريكي، ويتعانقون مع المسؤولين الاسرائيليين، وينخرطون في الحرب الامريكية ضد الارهاب، الذي هو اسلامي ووطني حسب تعريفه وتوصيفه. يريدون سلطة فلسطينية تتعاون مع الاحتلال، وتتنازل عن الثوابت الفلسطينية، وتقبل ببيع القدس، والتنازل عن حق العودة، ولا تعارض بناء كنيس يهودي في باحة المسجد الاقصي المبارك.

نحن الآن امام معضلة جديدة، تتعمق اسبابها، وتزداد تعقيداتها. فكل نقطة دم تسفك تعني زيادة الاحقاد والثارات، وتصعيب العودة الي الحكمة والتعقل، وتعقيد مهمة الوسطاء والوساطات، واتساع الشرخ بين ابناء القضية الواحدة والهدف المشترك.
حذرنا دائما من الانجرار خلف الثارات والاستفزازات المتبادلة، وطالبنا دائما بالتحلي بأعلي درجات ضبط النفس، وضربنا مثلا بحزب الله ورجاله في جنوب لبنان اثناء الصمود الكبير في وجه العدوان الاسرائيلي، لاننا نعرف، وبحكم الخبرة، ان الاجواء الحالية المفعمة بالتوتر والحقن الفصائلي، هي البيئة الاخصب للعملاء والمندسين، لكي يفجروا هنا وهناك، ويقتلوا من هذه الجهة او تلك، لإغراق الجميع في اتون الحرب الاهلية.

ومن المؤسف انه لا توجد قوة ثالثة يلتف حولها الشعب، وتشكل البديل، وتضع حدا لهذا النزيف، او تتوسط لوقفه، لان الشعب الفلسطيني، مثل كل الشعوب العربية، يعاني، وللأسف الشديد من حالة استقطاب غير مسبوقة بين فصيلين كبيرين مدججين بالاسلحة، ومدعومين بآلاف الانصار والمجندين.

الحروب الاهلية باتت هي الآفة التي زرعها الامريكان في المنطقة، تحت ذريعة الديمقراطية، فنحن نعيش واحدة في العراق، واخري في لبنان، وثالثة في فلسطين، ورابعة في دارفور، وخامسة في الصومال، ويعلم الله اين تكون السادسة والسابعة والثامنة والعاشرة.
الشعب الفلسطيني يجب ان يتحرك، وان ينزل الي الشارع، ليسمع صوته ضد هؤلاء المتحاربين الذين تغافلوا عن العدو الحقيقي، وهو الاحتلال الذي ما زال جاثما علي صدره، يبني المستوطنات ويقتل الشرفاء، ويعتقل عشرات الآلاف من الأسري في سجونه.
بقي ان اقول انني اعتز بفلسطينيتي وأفتخر، اعتز بكل بطولات الشهداء، والأسري، اعتز بصمود الملايين تحت الاحتلال وتحملهم الجوع والارهاب والاضطهاد وممارسات سلطة فاشلة عاجزة، وما اخجل منه هو ما يجري حاليا علي الارض، ويشاركني في خجلي الملايين من ابناء هذا الشعب.

النقد الذاتي ليس جريمة، ويجب ان نمارسه نحن كفلسطينيين قبل الجميع، فلسنا من نسل الملائكة، ونرتكب اخطاء وخطايا، والعيب هو الصمت والتستر عليها ودفن الرؤوس في الرمال.

لا نري عيبا في تجديد المطالبة في حل هذه السلطة التي اوقعنا الصراع عليها في كل هذه الموبقات، ولا نبالغ اذا قلنا ان هذه الخطوة، وفي هذا الوقت بالذات هي اروع فصول المقاومة، ولتعد الأوضاع الي المربع الاول، اي احتلال ومقاومة، وساعتئذ لن تكون تلك المواجهات المخجلة والمخزية التي نراها حاليا في شوارع الوطن المحتل، وتنسف الكثير من انجازات هذا الشعب المشرفة.

الحسني
01-30-2007, 06:47 AM
اللهم ألف بين قلوبهم
واجمع كلمتهم
ووحد صفهم

وجزاك الله خيراً أخي أبا شجاع

من هناك
01-30-2007, 12:21 PM
آمين

إن الوضع في فلسطين اسوأ من لبنان بكثير. لقد التهوا عن الإحتلال وهو في ابشع مواقفه السياسية وبدأوا بإخوانهم وكل هذا من بركات كوندي كي تطيل عمر الحكومة الحالية امام ضغط المعارضة

ابو شجاع
01-30-2007, 12:43 PM
اللهم آمين

فيهود هم المستفيد الوحيد من جريان دم المسلمين من فتح وحماس

وعلى هامش الموضوع اخي الحسني

مرة نقلت وسائل الاعلام صورا واحصائات عن عدد المسلحين الفلسطينيين المجهزين بالسلاح والمدربين حوالي 140 الف مقاتل يتوزعون بين فتح وحماس

اضافة الى حوالي 20 الفا من جهاد وفصائل يسارية

لقد صعقت للرقم فهو ثلاثة اضعاف عدد الجيوش العربية في هزيمة 67

فلم لا نرى هؤلاء المقاتلين يعملون ضد يهود

اللهم الا اذا استثنينا عملية تفجير هنا او هناك تتم على استحياء وتستغل لمأأأأأأأأأأأرب سياسية تخدم اللاعبين الكبار ؟؟

الحسني
01-30-2007, 01:06 PM
أرقام مذهلة أخي أبا شجاع

ولكن نتذكر قول الحبيب صلى الله عليه وسلم:

"ولكنكم غثاء كغثاء السيل" (من حديث طويل)

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم