تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تظاهرات ومعارك لبنان، ثورة اجتماعية أم حرب طائفية مقيتة قادمة ؟



ابو شجاع
01-28-2007, 02:31 PM
تظاهرات ومعارك لبنان، ثورة اجتماعية أم حرب طائفية مقيتة قادمة ؟

Jan 24, 2007 at 01:46 PM ترجمان أجدابيا/ خاص/ أخـبار ليـبـيا:

نرى أمامنا أبشع كوابيس السنوات الماضية وقد عاودت من جديد! الآلاف من المسيحيين يقاتلون مسيحي شمال بيروت، السنّة ضد الشيعة في العاصمة، أمطار من الحجارة، صراخ الكراهية يتردد وأحيانا يصاحبه طلقات الرصاص، لبنان تحولت إلى ساحة معارك طائفية بالأمس. عند زاوية شارع لكورنيش المزرعة شاهدت ما قد يسميه المؤرخين يوما ما، اليوم الأول للحرب الأهلية الجديدة، جماهير ضخمة من مؤيدي ومعارضي فؤاد السنيورة، صغار السن يوجهون الشتائم وآلاف قطع الحجارة على بعضهم البعض... كان بجانبي جندي لبنان جريح جلس ينتحب.
الجيش يجلس الآن في هذه البلاد على خيط أحمر رفيع! بعض من جنوده كانوا يرتدون فعلا قبعات حمراء، إنه يقف ما بين المستقبل اللبناني وجنون النزاع المدني.
بعد واحد وثلاثين سنة قضيتها في هذه البلاد، لم أصدق أبدا بأنني سوف أري من جديد ما شهدت عليه في شوارع بيروت بالأمس، الآلاف من الشيعة والسنة المسلمين، الأولون من مؤيدي حزب الله والأخرون من مؤيدي الحكومة التي كان يقودها ذات يوم رئيس الوزراء المقتول رفيق الحريري، كانوا يتقاذفون بالأحجار وقطع الحديد.. كانت هذه تسقط حوالينا عند أحد المصارف الذي تحطمت نوافذه، حيث كنت أحتمي و معي سبعة من الجنود اللبنانيين.
مرة بعد أخرى، الجنود كانوا يهبون مهرولين بخطوات يائسة، فكلهم كانوا يعلمون وكانوا كلهم في منتهى الشجاعة محاولين تفريق الشباب من بعضهم البعض، بعضهم كان من الشيعة من حركة (أمل) أتباع رئيس البرلمان نبيه برّي (فليحفظنا الله) مرتدين القلنسوات والأقنعة السوداء على وجوههم، غالبيتهم يقبضون على عصي خشبية غليظة.
الذين سبقوهم، ربما آبائهم، كانوا يرتدون نفس اللباس واحد وثلاثون سنة مضت عندما كانوا يقاتلون في نفس هذه الشوارع... جّلادين... قريبا ؟... تحدوهم الثقة المطلقة في قضيتهم، ربما كان هذا هو السبب في ارتدائهم القلنسوات نفسها!... بعض الجنود أخذوا في إطلاق النار في الهواء ويصرخون :.. بحق الله توقفوا.. توقفوا وجندي شاب آخر يصرخ بدوره أرجوكم أرجوكم!
ولكن الحشود لم تكن تسمع، كانوا بدورهم يصرخون... حيوانات حيوانات ، كل على الآخر ثم يتبعون بالألفاظ الفاحشة، عند أحد جوانب الشارع أخرجوا صور قائد حزب الله حسن نصر الله وميشيل عون القائد المسيحي الجنرال السابق الذي يريد أن يصبح رئيسا! حليف حسن نصر الله، في الجانب الآخر أبرزت حشود السنّة صور صدام حسين... وهكذا انتشر سرطان العراق إلى لبنان بالأمس... لقد كان يوما مجللا بالعار.
من أرجاء لبنان الأخرى تواردت تقارير عن رجال يموتون ، اثنان وفق لأحد المصادر وستة من مصدر آخر، وعلى الأقل ستون جرحى... أما قادة البلاد فلقد جلسوا الليلة الماضية يكتبون تاريخ لبنان الحديث وبسرعة متوقعة!.. حسن نصر الله بطل حرب الصيف مع إسرائيل – كما يحب أن يعتقد – يطالب باستقالة الحكومة، بينما السنيورة وزملائه المحشورين في قلعة السراي التركية بوسط المدينة يطلق على ما يجري "محاولة انقلاب من قبل قوات سوريا وإيران"!
الأمور ليست بهذه البساطة. الشيعة يقعون تحت توصيف "المهمشين" أي الفقراء والذين لا يملكون شيئا والذين تم تجاهلهم دوما من قبل زعماء ومشايخ الحكومة اللبنانية، فمن ناحية ما يجري يشابه إلى حد ما "الثورة الاجتماعية"... ومن ناحية أخرى هنالك السنّة المحبوبين من قبل الحريري وكذلك الدروز والمسيحيين من الموالين للقوات اللبنانية التي كانت متحالفة مع إسرائيل بسنة 1982 وهم الذين ذبحوا الفلسطينيين في معسكرات صبرا وشاتيلا، وأخيرا أغلبية من اللبنانيين الأبرياء من الذين صوتوا للسنيورة وأجلسوه على مقعد السلطة.
في شمال بيروت حاولت قوات ميشيل عون المسيحية أن تقفل الطرق فاعترضها قطاع الطرق من أتباع سمير جعجع، في طرابلس الشام مؤيدو ابن الحريري كانوا يقاتلون العلويين من مؤيدي سوريا، في الحازمية كان الشيعة ضد المسيحيين، وفي كورنيش المزرعة السنّة ضد الشيعة...
لا، كما سيقول حسن نصر الله، هذه ليست بالضرورة حربا أهلية، وهنا يجب أن نقرّ بأن مقاتلي حزب الله بعشرات الآلاف كانوا هم الأكثر انضباطا متفوقين كثيرا على غيرهم في شوارع بيروت، ولكن هو نفسه حسن نصر الله الذي دعا لإضراب شامل عشية انعقاد مؤتمر باريس الاقتصادي الذي يفترض بأنه سينقذ اقتصاد لبنان، وهو حسن نصر الله الذي أقفل الطرق الرئيسية في لبنان بحرق إطارات السيارات ووضع كتل الخرسانة والمواسير والنفايات المتبقية من حرب الصيف الماضية.
حاولت أنا وسائقي عبدو، الوصول إلى المطار ولكن سحابات سوداء رهيبة منبعثة من المطاط المحروق على كل مفارق الطرق جعلت من ذلك أمرا صعبا، مشيت ثلاثة أميال على قدمي حتى وصلت للمبنى الرئيسي فوجدت حزب الله يحرس كلا من المطار والجنود المكلفين بحراسته، عندما استدرنا عائدين، حاول عبدو أن يعبر بالسيارة على الإطارات المحترقة إلا أن إحداها علقت تحت السيارة وامتد لهبها على الجانبين، اضطر عبدو إلى التراجع بسرعة وسط صراخ رجال حزب الله.
السنيورة كان يدين ويدين طوال الليل ويطالب بجلسة استثنائية للبرلمان، ولايزال يخطط للذهاب إلى قمة باريس... ولكن كيف سيصل إلى المطار؟
حسن نصر الله كرر "إننا لن نخاف... لن ننسحب... لن يتم سحبنا لشوارع الحرب الأهلية " ولكن كان عليه أن يتواجد بشوارع كورنيش المزرعة!
في كل شوارع بيروت أنصار حزب الله كانوا يرتدون البناطيل والقمصان السوداء (أو ليس هذا الشهر شهر عاشوراء المقدس؟)... أقفلوا الطرق ووقف الجيش يراقب على جنب، المعروف أن الشيعة هم أكبر طائفة عددا في لبنان، ولكن في الشوارع كانوا مرغمين على القتال، فبينما كنت جالسا إلى جانب الجنود وسط الأحجار المتساقطة... الكثير منها كان يرمى من أسطح عمارات ثمانية أدوار لاحظت الجند وهم يتساقطون تحت الضغط، أحدهم ركع وأخذ يستفرغ وآخرون كانوا يعانون من الغاز المسيل للدموع الذي كانوا يطلقونه هم بدون جدوى على الحشود الكبيرة، هذه لم تكن بأحجام تظاهرات غزة أو إيرلندا الصغيرة نسبيا!
الحشود كانت بالآلاف، تصرخ كراهيتها للساكنين المترفين في الضفة الأخرى من الضاحية، كان هنالك عدد قليل من الضباط ولكن بعد ساعة حضر عقيد لبناني أنيق القيافة بدون سترة واقية وهرول مباشرة نحو الطريق الفاصلة ما بين الحشود الغاضبة، وسرعان ما أخذت الأحجار تتساقط على خوذته وأرجله وعموم جسمه، وعندها وقف الجنود الجالسين بجانبي وهرولوا بدورهم ليلحقوا به ما بين صفي القوات المحتشدة الضخمة.
أنا لا أحب الصحافيين الذين يقعون في غرام الجيوش، أنا لا أحب الجيوش أصلا، ولكن بالأمس كان هذا الضابط رمزا وحيدا لما يمكن أن يقف ما بين لبنان والفوضى!... أنا لا أعرف ديانته، ولكن بعد التحقق تبين لي أن الجنود السنّة والشيعة والمسيحيين ، كلهم يرتدون نفس الزي.
هل يستطيعون التماسك؟ هل يستمرون في الولاء لنفس القيادة عندما يكون إخوتهم وأبناء أعمامهم، أو بعضا منهم في متواجدين في نفس الحشود؟... نعم لقد تماسكوا... بل لقد رأيت بعضهم يبتسم وهو يلقى بنفسه على الرجال والفتيان مرتدي الأقنتعة... هؤلاء كانوا صغارا ولم يعرفوا ما عنته الحرب الأهلية الأخيرة، كانوا يتوسلون ويصرخون فيهم لإنهاء العنف.. لقد كسبوا الجولة هذه المرة... ولكن ماذا سيحدث اليوم؟

روبرت فيسك

نشرت المقالة في صحيفة الإنديبيندانت اللندنية بتاريخ اليوم 24/1/2007

http://www.akhbar-libya.com/index.php?option=com_content&task=view&id=4315&Itemid=55 (http://www.akhbar-libya.com/index.php?option=com_content&task=view&id=4315&Itemid=55)

ابو سياف
01-28-2007, 02:36 PM
والله شيئ مخجل ومحزن بنفس الوقت
خافواااااااااا الله
فضحتونا ادام خلق الله

ابو شجاع
01-29-2007, 05:37 PM
بل اخي ابا سياف الوضع تعدى ان يكون مخجلا

نسأل الله ان تنتهي الفتنة قريبا