................................... .......................




الناس الذين تربوا عندنا على مذهب سد الذرائع ما يشوفوا شيء له علاقة بالأبراج إلاّ ويحطوا لنا ترويسة ( حرام ) التي تعودوا عليها مع كل شيء يجهلوه .. طبعا أنا ما أقدر ألومهم بالمرررررة ، ليش ..؟؟ . لأن المثل يقول : الإنسان عدو مايجهله ..

وعلشان كدة ودي في هذا الموضوع أقولها وأجري - حسب كلام المصريين - على الله ، فليس كل ما يمت للأبراج هو حرام .. بالعكس فعلم الكواكب والفلك والأبراج له فوائد عظيمة إستفادوا الناس منها على مدى آلاف السنين ، وقد أقسم العلي القدير بالنجوم ومواقعها لأهميتها في القرآن الكريم بقوله عزوجل : ( .. فلا أقسم بمواقع النجوم ، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم )

و موضوع الأبراج والتعامل معها ينقسم من الناحية الشرعية والعقلية إلى قسمين رئيسين :

أ - القسم الأول : ( التنجيم ومعرفة الغيب )

وهو اللجوء لعلم الأبراج لمعرفة الطالع والسعد ، والذي يعني حظك من برجك زي مايقولوها في الجرايد والمجلات ألتي تملأ المكتبات اليوم ... وهذا القسم لا يصح التعامل معه لأنه من التنجيم المنهي عنه .. وقد فصّل العلماء كثيرا فيه ولا داعي لبسط ماذكروه عنه هنا ..

والقصد أنني أتفق مع كل من تكلم عن هذا القسم من الأبراج وحرّمه وبالتالي لا داعي للتفصيل فيها هنا .

ب - القسم الثاني : ( معرفة طبائع المخلوقات بموقعها من الأبراج )

وهوالجائز شرعا الإستفادة منه وذلك للتعرف على طبائع الأشياء والمخلوقات عن طريق الأبراج .. وهو أمر يستند على حقيقة كونية لم ينكرها الشرع بل قررها : ألا وهي أن للكواكب والأبراج تأثير سببي - بعد الله عزوجل - على المخلوقات وطبيعتها ..

والناس يتعرفون على هذه الطبائع من إستقراء قديم من مئات بل ألآف السنين على هذه الطبائع وعلاقتها بمولد هذا المخلوق في هذه الفترة أو في هذا البرج ..

ولذلك نجد مثلا المزارعين في كل أنحاء العالم يتعاملون مع كل برج في السنة لعلاقته بوقت الإنتاج والغرس والتلقيح ... ، أما علماء الحيوان مثلا فيعترفون بالمقولة الشامية المعروفة عن شهر شباط أنه شهر القطاط .. وذلك لتهيّجها ( هي وغيرها من الثدييات ) في هذا الشهر للتلاقح .. ولو تأملنا الأصوات الشهر الماضي لسمعنا القطط في الشوارع والبيوت وهي تصدر صوتها المعروف بطلب التزاوج فيما بينها ..!!

ولو فتحنا أي تقويم لأم القرى ( التقويم الرسمي السعودي ) لوجدنا فيه خانة مهمة في كل صفحة تنبئنا عن البرج الذي نحن فيه الآن حتى يعرف كل مختص مايفيده في هذا الجانب ..

وقد ورد في الشرع ما يفيد ويقرر دور الكواكب وتأثيرها السببي - بعد الله كونها من مخلوقاته عزوجل - مثل الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في توجيهه التحذيري لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من القمر في وقت إكتماله أو محاقه بقوله : تعوذي من هذا الغاسق إذا وقب ...

وقد تكلم بعض العلماء عن علّة التوجيه الشرعي بصيام الأيام البيض ( 13و 14 و 15 ) من الشهر القمري لتأثير القمر على العنصر المائي في الإنسان ممايجعله متحفزا لكل شيء .. والصيام جاء ليكون وقاية من هذا التحفز المحتمل للشر ..

وقد تكلم شيخ الإسلام بن تيمية مفصلا في الموضوع .. لكن من يدعون إتباعه وإتباع نهجه مروا على أقواله هذه مرور الكرام .. وسدوا بابا مهما على الناس بسبب الجهل بالشيء والتشدد الذي وقعوا وأوقعوا المجتمعات فيه ..

ولو تأمل أحدنا أخوة وأخوات في بيت واحد ، وتربوا في مجتمع واحد لوجد أن كل واحد منهم له أطباع وسلوكيات مختلفة عن غيره ... ولاشك - عندي - أن هناك عوامل متعددة للتأثير على طبائع الإنسان منها إسمه ووقت مولده .. فالإنسان المولود في برج الحمل مثلا ستجده مختلفا في طبائعه بوضوح عن المولود مثلا في برج الثور .. رغم كونهما تربيا في بيت واحد ومن أب واحد وأم واحدة ...!!

والله وحده هو الأعلم .