تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جعجع يُحذِّر المسيحيّين مِن تبنّي شعار "الموتُ لأمريكا"!



من هناك
01-24-2007, 04:53 PM
جعجع يُحذِّر المسيحيّين مِن تبنّي شعار "الموتُ لأمريكا"!


المصدر كارل كوسا- الاخبار 24 / 01 / 2007

حرَّض جعجع، أمس، "مسيحيّييه" "فينيقيّاً" قائلاً: "من إيمتن المسيحيّين كان شعارُن الموت لأمريكا؟"(!). ما زالت أحلامه التقسيميّة منتعشة، حتّى "إشعالٍ آخَر". ما زالت "السيادة" بالنسبة إليه تعني "معاداة سوريا و"إيران" ومحاربة فكرة "العروبة" و"العروبيّين غير المُتأمركين"، والتغاضي عن الوصايات والتدخّلات ومشاريع الاحتلالات الأُخرى كلّها.



كان خطاب سمير جعجع، أمس، الأكثر إضحاكاً وفتنويّة، في الآن عينه، من بعد إخراجه اللا شرعيّ من سجنه الذي لم يغيّر مثقال ذرَّة من أحلامه الفيدراليّة والكانتونيّة، آمِلاً بـ "إشعال آخَر"، وصولاً إلى دولته "المسيحيّة" الصافية والمرجوَّة.



ما زالت "السيادة" بالنسبة إليه تعني "معاداة سوريا و"إيران" ومحاربة فكرة "العروبة" و"العروبيّين غير المُتأمركين"، والتغاضي عن الوصايات والتدخّلات ومشاريع الاحتلالات الأُخرى كلّها.


والدليل على ذلك، ما اعترف به "القائد الوطني" (جعجع، كما لقبّه القومي العربي وليد عيدو) بأنّ "مشروع القوَّات "اللبنانيّة" لم يتغيّرمنذ ثلاثين عاماً" (..).



خطاب الاحتضار كان التوصيف الأصدق لخطاب "السفّاح القدِّيس". إذ بدا وكأنّه مرعوب، وليس قلقاً فحسب، من إنكشاف مشروع فريقه. ولكنه لم يكن موفّقاً في كلّ محاولات الإستغاثة التي أطلقها. لم تسعفْه مقاراناته التي جاءت في غير مكانها وزمانها (كأن يخيّر بين الالتحاق بفكر الخميني وتبعيّة رسالة البابا السابق، متناسياً أنّ كلّ من الشخصيّتين لهما مؤيّدون ومحبّون، يؤمنون بتعاليمهما ومبادئهما، كلًٌّ حسب قناعاته الدينية والإيمانيّة). يبدو أنّ عقارب الزمن لديه ما زالت متوقّفة عند العام 1994. حتّى أن أكثر من مواطن لبناني تساءل بعد خطابه لماذا لم يشمل نفسه في مجموعتًي أسماء شخصيّات خيّر اللبنانيين بينهما، ملمّحاً أن قوى الشرّ تتجسّد في إحداها (المعارضة)، أمّا قوى الخير فلا تتقمّص سوى قدّيسي "دولة 14 آذار" (ناكرو فضائل رستم غزالي عليهم، بعد انتقالهم إلى أحضان السفارات الغربية). كيف لسفّاح العصر ومخترع بدعة "النحر على الهوية" أن ينظِّر، ولو تمثيلاً، في حبّ الأوطان!. يخاف جعجع أن يصدّق "كابوس" "نصر 2000"، بعد إصراره على أن "لبنان هُزم في حرب تمّوز الأخيرة ولم ينتصر". فات "السجين البريء الطاهر" أن انتصارات المقاومة ومحق "أسطورة الجيش الذي لايُقهَر" أعادتا الكرامة إلى الشعوب العربية جمعاء وغيّرتا وجه لبنان، الذي مازال يراهن جعحع على أنّ "قوّته (لبنان) في ضعفه". قد يكون "لبنانه" قد خسر، ولكن الأكيد أن السواد الأعظم من اللبنانيين لا يريدون ولا ينتمون إلى "لبنان جعجع". 11 عاماً من السجن، وكأنّ مجرماً قد تضاعف فكره الميليشياوي 11 مرّة أو يزيد. جملة قالها، أمس، في معرض خطابه، فضحت مآربه المزمنة في إلغاء التنوّع الفكري والإيديولوجي والسياسي داخل الصف "المسيحيّ"، وأكّدت للمشكّكين في "وطنيته" حقيقة ولائه الأزلي والأبدي. وللتذكير فقط، ويمكن الرجوع للخطاب المقصود من أجل التثبّت، فإن تلك الجملة كانت: "مِن إيمتن المسيحيين كان شِعارُن الموت لأمريكا؟!"(!!!).



إذاً، هاهوجعجع يشهد لأميركا، يعلن الولاء والانتماء إليها، من حيث يدري أو لا يدري. لن تنفعه، بعد اليوم، خزعبلاته في إنكار الإرتهان، أو تبريره، بشكل غير مباشر، عبر تبنّيه نظرية "المحاور" المختلقة، جملة وتفصيلاً، من أجل تغطية المشروع الأميركي – الصهيوني، الذي لا ينكر نيّاته في إعادة تقسيم بلادنا وتركيبها "شرقاً أوسطاً جديداً". محور فقط لا غير، من يجول العالم، تمهيداً لاحتلاله، بعد نشر الفتن المذهبية والطائفية فيه، من أفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان. وليأتوا لنا بمخططات "شمولية" وليستشهدوا بدول يغزوها "المحور السوري-الإيراني".


عن أي محور تتكلّمون يا سادة؟. أم أن مَن لا محور له، يتطوّع المحوريّون الوحيدون والمرتهنون لبلدان العالم كلّه (ما عدا سوريا وإيران!) باختلاق محور مضادّ، لتورية عوراتهم، وشنّ غزوات وحروب سياسية إستباقيّة. إلى درجة، أمست فيها السلطة تُسكِت أصوات المطالبين بحقوقهم المعيشيّة والاجتماعية والاقتصاديّة البديهيّة، بطلقات طائشة من عيار "إنت محور سوري-إيراني". كلّ جائع بات "محوريّاً"، وكلّ عاطل من العمل "بعثيّاً"، وكلّ منهوب ومُستَغَلّ ومحروم عميلاً لـ "ثقافة الموت"(!). فقط، كي لا تبقى (السلطة) وحدها معتليةً محوراًعاجيّاً، وتمهيداً وطمعاً في أن يصبح محورها "العولميّ" محور الذين لا محور لهم (سوى محور الشرّ) من هنا، انبثقت فرضية "المحور والمحور الآخَر" ولعبة "المحاور" الجهنميّة.



ممنوع على "مواطن دولة 14 آذار" أن يشعر بالجوع. فالشباطيّون متخمون. ولديهم ما يكفي من "إغاثات" لدرىء "التواطؤ" والإنغماس في تشارك المطالب الواحدة مع فريق المعارضة.



لماذا حُقق، سابقاً، مع كلٍّ من المتنبّئَين ميشال حايك وسمير زعيتر، بناءً على توقعاتهما لاغتيالات سياسية سوف تحصل، ولم يُطلب المُتنبِّىء الأشهر سمير جعجع، إثر توقعاته بحصول حرب، وقدوم قوّات دوليّة، إضافة إلى تنبؤاته الأخطر "باغتيال وزراء أو نوّاب، قبيل اغتيال الشهيد الوزير بيار الجميّل بأيّام قلائل، والتي أتت قبل ساعات فقط من موعد بدء المرحلة الأولى من تحرّك المعارضة فأرجأتها عشرة أيّام، وأخيراً، توقّع الحدث عينه، وفي التوقيت نفسه، أيّ قبل بدء المرحلة الثانية من تصعيد المعارضة. فهل مكشوف عنه الحجاب أم أنّه يُستعمَل كوسيلة تحريضية مستبقة لاتهامات معلّبة وجاهزة للإستخدام والإطلاق من كلّ حدب وصوب، أو تُراه يملك من المعلومات ما بإمكانه حسم التحقيق الدوليّ وكشف المخطّطين والمنفّذين والمتواطئين، ابتداءً من جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مروراً بجرائم الاغتيالات ومحاولات الاغتيال كافّة (بما فيها جريمة اغتيال الأخوين مجذوب في صيدا "كي لا ننسى" فقط)، وانتهاءً بحقائق مخيفة في تورّط لبنانيين في عدوان تموز الصهيونيّ واغتيال وزير الصناعة الشهيد بيار الجميّل. أيّها اللبنانيّون المعتنقون الدين المسيحيّ (وأسف لهكذا تعبيرات يُضطرّنا بعض المذهبيين والطائفيين للجوء إليها ردّاً عليهم باللغة عينها ضماناً لوصول الرسالة) لا تصدِّقوا أن الغرب حامٍ لكم أكثر من إخوانكم وأشقّائكم وجيرانكم في المواطنية والتقاليد واللغة والأوجاع الواحدة، ولا تظنّوا، ولو للحظة واحدة، أنّ "حزب الله" ماضٍ في تنفيذ مشاريع "إيرانية" على أراضيكم،. فمن قدّم الدماء والشهداء، وطُعِن من أبناء وطنه ولم ينتقم، لن يسعى إلى شرذمة وطن لم يؤمن، يوماً، إلّا بوحدته، لأنّه مصرّ على اعتناق مذهب "الوحدة الوطنية" ووأد مشاريع الفتن في مهودها. بالله عليكم تحقّقوا،عملاً بالآية الكريمة "يا أيُّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".

الحسني
01-25-2007, 08:31 AM
مقال قوي جداً
وجعجع واهم في إرجاع لبنان إلى كانتوناته وحواجزه ومجازره

فلبنان السبعينات ليس لبنان اليوم
فليحاذر من اللعب من النار
لأنها ستكون برداً وسلاماً إذا أحرقت أصابعه فقط هذه المرة