تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ساعة لعلها خير ساعات عمرك



بشرى
02-28-2003, 05:31 PM
ساعة لعلها خير ساعات عمرك
هذه القصة منقولة عن أحد الأشخاص.. لم يحب أن يذكر اسمه:

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..... أحب أن أشكركم على جهودكم المبذولة وجزاكم الله خيرا..... وبعد، هذه قصة مفيدة أرجو نشرها إن كانت صالحة فقد أسالت مدامع الكثيرين

** ساعة لعلها خير ساعات عمرك.. جرّب وستدعو لي**

كنت أتابع محاضرة قيّمة للأستاذ عمرو خالد في التلفاز.. كنت مشدوداً مع حديثه الشيق عن التوبة والتائبين، غير أن قضية محددة وردت في خاتمة الكلام كانت أشبه بمسك الختام بالنسبة لي، هذه القضية استوقفتني طويلا بعد أن هزتني كثيراً

طرح الأستاذ عمرو خالد القيام بتجربة وأخذ يؤكد أن لها ما بعدها في استجاشة الرغبة الشديدة في التوبة والإقبال على الله؛ وقررت أن أقدم على هذه الخطوة، وانفردت بنفسي في حجرتي، وأحضرت ورقتين وقلماً، وكتبت في رأس الورقة الأولى: قائمة بنعم الله عليّ

وكتبت في رأس الورقة الثانية: قائمة بما فعلت من معاصي وزلات وذنوب
وبدأت أكتب ما أتذكره من نعم الله عليّ في ذات نفسي، وفيما حولي مما تتعلق به حياتي، وشرعت أكتب وأكتب، وأنا أرى نِعم الله تتوالد أمام عيني، كلما كتبت نعمة تولدت عنها نعمة تتعلق بها أو تقوم عليها، ومما كتبته: نعمة العقل.. والذاكرة.. والقدرة على التحليل واستخلاص النتائج.. والبراعة في عرض الأفكار.. وحسن الكلام والبيان الجيد المؤثر في كثير من الأحيان.. ومجرد اللسان نعمة كبرى.. ونعمة البصر.. وعدم الحاجة لاستخدام نظارة نعمة أخرى.. ونعمة القراءة والكتابة.. وهكذا
واكتملت الورقة الأولى ولم يكتمل شريط العرض لاستعراض نعم الله عليّ.. وسحبت ورقة أخرى وواصلت تدوين النعم.. نعمة الوجود أصلاً.. نعمة الصحة والسلامة البدنية وكمال الأعضاء.. نعمة العلم والقدرة على التعلم.. نعمة الشم والسمع والحركة.. إلخ إلخ

وإذا بي أقف عاجزاً بعد أن أكملت الورقة الثانية مما أتذكره من نعم الله، ولقد رأيت نفسي أشبه بالغريق في خِضَم بحر عظيم.. واكتفيت بما كتبت وأنا أردد: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ

وانتقلتُ إلى القائمة الثانية وقلبي لحظتها بدأ يهتز وهو مملوء بشعور الحياء من الله، وشرعت أكتب ما أتذكره مما عملت من ذنوب ومعاصي وزلات، التي اغترفتها ولا أزال متلطخاً بكثير منها، وكذلك لم أنسَ أن أكتب ما ابتليت به من التقصير في الإقبال على الفرائض والتكاسل عنها
ومما كتبته: خطايا باللسان كثيرة، من غيبة وسخرية بالناس وكذب وهذر قول في سفاسف الأمور.. وخطايا بالعين من نظر لا يحل لي، إلى أمور لا يرضى عنها الله.. ومتابعة لساعات لما ضره أكثر من نفعه، وخطايا بالأذن من سماع من كرهه الله ولا يحبه كالاستماع إلى الأغاني
ومنها كذلك: صور كثيرة من عقوق الوالدين ونحو هذا كثير .. وكتبت وكتبت وكتبت، وإذا بهذه الأخرى تتوالد كأنها الدود، وهالني أني رأيت هذا الزَحَم من الهفوات والزلات والمخالفات.. وشرعت اسحب ورقة أخرى لأواصل رحلة البحث.. وإذا بي أمام قائمتين على طرفي نقيض تماماً

*أما الأولى فنِعَم منهمرة متدفقة تقوم عليها حياتي كلها.. نِعَم تغمرني من مفرق رأسي إلى أخمص قدمي، ومن فوقي ومن تحتي، وفيمن حولي مما يتعلق به أمري، ومن لحظة ولادتي إلى يوم الناس هذا.. منحني الله كل ذلك بلا سؤال مني، لعلمه هو بما ينفعني

*وأما الثانية: فقائمة يطأطيء لها الرأس حياءً.. قائمة سوداء حالكة كلها خطايا وذنوب وآثام وزلات وهفوات وتقصير وجرأة على الله تعالى.. ولم أشعر إلا بدمعات تنساب على خدي وأنا أعيد النظر متأملاً هذه تارة وهذه تارة، وتذكرت الحديث القدسي الذي يقول فيه الله سبحانه
إني والأنس والجن في نبأ عجيب.. أخلق ويُعبد غيري، وأرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلىَّ صاعد، أتحبب إليهم بالنعم وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إليَّ بالمعاصي وهم أحوج ما يكونون إليَّ
عندها شعرت بموجة غامرة من الحياء تغمرني من الله سبحانه.. بل شعرت بهيجان مشاعر حب جارف لله جل جلاله.. وكيف لا يحبه قلبي وهو يتعامل معي على هذه الشاكلة العجيبة.. وأنا أتعامل معه على هذه الشاكلة الغريبة.. ودخلت مع نفسي في سلسلة عتاب، ثم كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ! قفزت إلى ذهني خاطرة جعلتني أجهش بالبكاء.. تذكرت كيف أتعامل مع أبنائي.. كيف أرى بأني قائم بأمرهم كله، ومن ثم فعليهم طاعتي وعدم مخالفتي، وأني لا أتحمل ما يفرط منهم من مخالفات، فأنزل بأحدهم عقاباً يناسبه! بل أحيانا بما لا يناسبه، وإنما هي فورة غضب عارمة، وقلت لنفسي: فكيف لو عاملني الله بما أعامل به أبنائي.. كيف لو عاقبني على كل مخالفة أقع فيها؟ إذن لأهلكني منذ زمن وأيقنت أن الله يحب عباده أشد من حب الوالدين لأبنائهما: فكيف لا يحبه العباد أشد الحب وأعلاه وأعظمه حقاً ساعة خلوت فيها مع الله لأقوم بهذه التجربة، لكنها كانت خير ساعات عمري.. لقد خرجت منها وقلبي يمور بمشاعر متباينة.. الخوف والرجاء والحياء والحب

الخوف من سوء الخاتمة بسبب هذه الأوزار والآثام والهفوات والزلات
والرجاء لأن مَن أنعم ابتداءً سينعم انتهاءً.. ومن أعطى بلا سؤال لن يبخل على السؤال والإلحاح فيه
والحياء من رؤية هذا الحشد من المعاصي والذنوب في مقابل تلك النعم التي لا تزال تتوالى
والحب لأنه يستحق أن يمتليء القلب بحبه جل جلاله

يا لها من ثمرات رائعة وجليلة أثمرتها تلك الجلسة مع الله.. فلله الحمد رب العالمين ثم قلت وأنا ابتسم: وهذه وحدها من أعظم نعم الله عليَّ.. وعندها خررت ساجداً لله وأنا أبكي وأردد: املأ قلبي بحبك.. املأ قلبي بحبك.. املأ قلبي بحبك.. واجعلني محافظاً على صلواتي.. ومطيعاً لك.. يا رب

ZAHRAA
02-28-2003, 05:34 PM
up قصة فعلاا مؤثرة

شكرا جزيلا

Saowt
02-09-2006, 09:12 AM
سأعود لاحقا إن شاء الله لقراءة ما كتب...
السلام عليكم