تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "اللقاء الإسلامي الموحد" هل نجح في توحيد مسلمي لبنان؟



fakher
01-20-2007, 11:28 AM
بيروت/محمد علوش 25/12/1427
15/01/2007



يبدو أن الاستقطاب السياسي والتوتر الطائفي بين السنة والشيعة؛ والذي وصل إلى مداه في المنطقة باعتراف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بدت تظهر ملامحه في لبنان حيث يترجم الصراع الدائر الآن بين الحكومة ذات الأغلبية السنية وبين المعارضة ذات الأغلبية الشيعة على أنه صراع طائفي يمتد من العراق لينتهي بلبنان. حتى أن مفكراً مثل الشيخ فتحي يكن الذي عُرف عنه التنظير للحركة الإسلامية السنية العالمية لم تغفر له سنوات خدمته بالدعوة الإسلامية ما أقدم عليه من دعم لحزب الله في صراعه مع الحكومة.

وفي ظل هذه الأجواء المشحونة بالتوتر قام رئيس «المؤتمر الشعبي اللبناني» السني كمال شاتيلا بدعوة كل المعنيين بالصراع الطائفي من السنة والشيعة وحتى الدروز إلى لقاء إسلامي موحد يكون صمام أمان دون أي انفجار مذهبي يحاكي سيناريو ما يحدث في العراق من تطهير طائفي.
إلا أن هذه الدعوة من رجل علماني سني ،عُرف عنه تعاطفه السياسي مع المعارضة الشيعية كان كافياً لكي تغيب عن المؤتمر شخصيات دينية رسمية كدار الفتوى التي لم يحضر منها أي أحد، حيث أنه بات من المعروف للقاصي والداني ولاءها المطلق للحكومة السنية حسب الموضة الدارجة اليوم في الشارع اللبناني مع العلم أن أحداً من السياسيين اللبنانيين لأي طائفة انتمى لم يعرف عنه زج الدين بالسياسة منذ نشوء لبنان وحتى اليوم.

و تغطية المؤتمر اختلفت من جهة إعلامية إلى أخرى بحسب ولاء كل جهة، فالجهة الموالية للمعارضة قامت بنقل وقائعه على الهواء مباشرة كتلفزيوني المنار وNBN ،في حين لم تلق له بالاً قنوات أخرى محسوبة على الحكومة كتلفزيون المستقبل وLBC.ولم تكن الجرائد اليومية بأحسن حالاً من القنوات فجريدة "الأخبار" الموالية للمعارضة جاء في افتتاحيتها حول الحدث ما يلي: "لم يكن الحضور المتنوّع الذي شهده فندق «السفير»، الخميس الماضي إلا تعبيراً متطابقاً مع عنوان «اللقاء الإسلامي الموحد» الذي نظمته «لجنة متابعة مؤتمر بيروت»، حيث اجتمعت شخصيات سياسية وإسلامية تحت الآية القرآنية: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا»".

المؤتمر استهل بآي من الذكر الحكيم، وبترحيب من صاحب الدعوة رئيس «المؤتمر الشعبي اللبناني» كمال شاتيلا الذي قال أن المؤتمر جاء استجابة لـ«نداءات أحرار المسلمين في لبنان، تحصيناً للوحدة من الانقسام»، مؤكداً أن كل محاولات إشعال الفتنة «فشلت وستفشل» لأن «القاعدة الإسلامية العامة واعية، والقيادات المعنية قادرة على امتصاص الإشكالات وضبط الأفعال المسيئة وردود الأفعال».
وكان أول المتكلمين بعده رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» من حزب الله النائب محمد رعد الذي أكد أن بث الفرقة والانقسام وإثارة الفتن من «أبرز الأساليب التي استخدمها أعداؤنا لإضعاف جبهتنا وتمزيق وحدتنا»، وأن اليد الأميركية تقف «وراء ما تتعرض له المقاومة من استهداف صهيوني أو طعن خلفي».

ثم تلاه رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» الوزير السابق طلال أرسلان الدرزي الذي حذر من أن مخطط «الفوضى الخلاقة» يقضي بـ«إشعال فتنة سنية / شيعية في لبنان»، وفق معادلة «تحريك العصبيات المذهبية وتسعيرها، وصولاً إلى التفجير».

وتحت عنوان «الطائفية والفساد» أكدت كلمة الرئيس سليم الحص(رئيس وزراء سني سابق) أن الطائفية «نقيض كثير من القيم الاجتماعية والحضارية والإنسانية، وهي ظاهرة تخلّف في أي مجتمع»، وأن المذهبية هي «سبيل الدولة العظمى لإشاعة الفوضى في الشرق الأوسط».
وباسم المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ألقى المفتي الشيخ أحمد قبلان كلمة، انتقد فيها عناوين وشعارات المؤتمرات والاجتماعات والمناسبات، ولا سيما منها ما له علاقة بالوحدة بين المسلمين، معتبراً أنها «أصبحت فارغة من كل مضمون»، حيث إن «الإسلام شيء، والمسلمين شيء آخر».
وتضمنت كلمة الرئيس عمر كرامي(رئيس وزراء سني سابق) أربعة عناوين: الفتنة، المشاركة، المحكمة الدولية، ومؤتمر «باريس 3».

من جهته، أشار الداعية الكبير الشيخ فتحي يكن إلى أن «السنيّة والشيعية ليستا صفتين توضعان على بطاقة الهوية، بل هما التزام بشرع الله»، والفتنة بينهما «سلاح أميركي»، مؤكداً أن مشروع المقاومة هو «فوق المذهبية».

وفي الختام، أذاع شاتيلا مشروع وثيقة الثوابت الإسلامية والوطنية الصادرة عن المؤتمر، وفيها:
أولاً: المسلمون في لبنان والوطن العربي، وعلى امتداد العالم الإسلامي، أبناء دين واحد، ومهماتهم هي: الدفاع عن العقيدة والوجود والهوية، حماية الوحدة الوطنية، والتمسك بكل ما يوحّد ونبذ كل ما يفرّق.

ثانياً: الصهيوني هو عدو المسلمين، يستهدف وجودهم وهويتهم وأرضهم، ما يستدعي «وحدة الصف والكلمة، في أطر وآليات تغلّب روح الأخوة على عقلية العداء وتتجنب الانجرار إلى ما يستهدفه أعداء الأمة».

ثالثاً: مسلمو لبنان هم ركيزة وحدة لبنان الوطنية والكيانية، وقدرتهم على أداء هذا الدور التوحيدي «مرهونة بوحدة كلمتهم القائمة على التزام الثوابت الوطنية»، مع رفض «سيادة أي مذهب أو طائفة أو فئة على الآخرين».

رابعاً: التزام تحصين الساحة الإسلامية من كل المؤثرات السلبية الخارجية التي تمسّ وحدة المسلمين اللبنانيين، بعيداً عن منطق العصبيات الفئوية وصراعاتها.

خامساً: الحرص على إبراز الوجه الحضاري للإسلام، جوهراً ومسلكاً، بالتمسك بجوهر الدين من دون إفراط أو تفريط، وإدانة مناهج التكفير العشوائي والغلو والتعصب الأعمى والتطرف، مع تأكيد نهج الوسطية والاعتدال.

سادساً: مناشدة العلماء السنّة والشيعة «أن يشرعوا في التصدي لواقع دخول الوضع المذهبي خطوط المحرمات الكبرى»، قولاً وممارسة.

سابعاً: دعوة علماء الدين وخطباء المساجد والقوى السياسية والفعاليات المجتمعية إلى مواجهة دعاة الفتنة والانقسام والتمزق، ونبذ أي شعار يستهدف إيذاء أي فئة.

ثامناً: الدعوة إلى تأليف «لجنة تقريب بين المذاهب الإسلامية في لبنان»، على أن تتفاعل وتتكامل مع اللجان المماثلة في الأقطار العربية والإسلامية.

تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر تسلم برقيات تأييد من كل من: رئيس هيئة العلماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري، الأمين العام للمؤتمر التأسيسي العراقي الشيخ جواد الخالصي، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ عبد الرحمن شيبان، رئيس منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين في الرباط طه عبد الرحمن، والمدير العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة في القاهرة توفيق الشريف.

وللدلالة على أهمية المؤتمر قال نائب رئيس المجلس السياسي لـ"حزب الله" محمود قماطي: "يأتي هذا المؤتمر الإسلامي الموحد في ظرف عصيب تمر به الأمة الإسلامية والعربية من محاولات إثارة الفتن، ومنها محاولات تشتيت اللبنانيين والمسلمين منهم بشكل خاص، واستخدام التجييش المذهبي كوسيلة لتنفيذ المآرب الأمريكية الصهيونية في لبنان والمنطقة"، وشاطره الرأي أمين سر منبر الوحدة الوطنية الدكتور أمير حموي الذي قال :"إن الاحتقان المذهبي بلغ درجات عالية جدا خلال المدة الأخيرة، وبالتالي كان من الضروري جدا الدعوة إلى مثل هذا المؤتمر بين مختلف المذاهب الإسلامية"، معتبرا أن ما لا يقل أهمية عن انعقاده هو "متابعة ما طرح فيه وما صدر عنه من بيان وتوصيات تؤكد على أن المشكلة في لبنان سياسية محض، وان الخلاف المذهبي هو خلاف يثيره البعض لتحقيق أغراض وأهداف ليست في مصلحة لبنان ولا اللبنانيين ولا المسلمين.. ولذلك فإن هذا المؤتمر هو خطوة وطنية إسلامية جامعة، نرجو أن تصبح مدار تفعيل على المستويات الاجتماعية والسياسية والدينية".

يبقى السؤال:هل حقق المؤتمر رغم ما جاء فيه من توصيات ورغم كثرة من أثنوا عليه الحد الأدنى من الهدف الذي أقيم من أجله..إذا علمنا أنه كان سياسياً بامتياز وأن جميع الحاضرين فيه كانوا من وجوه المعارضة المعروفين حتى يُخيل إليك أنك في مؤتمر سياسي للمعارضة...
قد لا نستطيع الجزم بفشل المؤتمر أو نجاحه، ولكن ما نستطيع الجزم به أن غياب الرموز الدينية الرسمية من دار الفتوى عنه ساهم في شل المؤتمر وإخراجه وليداً مشوهاً، كما أن ما نستطيع الجزم به أن المؤتمر نجح وبشكل صريح في كشف التحزب لدى الرموز الدينية حيث بلغ التحزب لديها مقاماً لم يصل إليه أعتى السياسيين والحزبيين في التحزب لأحزابهم.

منقول من موقع الإسلام اليوم ...
http://www.islamtoday.net/albasheer/show_articles_content.cfm?id=72&catid=76&artid=8527