تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقابلة جديدة مع أسير من السجون الأمريكية في أفغانستان ( 2 )



القسام
02-28-2003, 02:54 PM
الحلقة الثانية والأخيرة

وكما كشفت تقارير أمريكية أنه في بعض الحالات يجري عملية

الاستجواب ضباط في الـ"سي. آي. ايه" من خلال مترجمين، وفي حالات اخرى تجري الوكالة عمليات استجواب باستخدام ديكور وتمويه الغرض منه ايهام المعتقل المراد استجوابه بأنه في دول معروفة بممارساتها الوحشية، في حين ان المعتقل لا يزال في أيدي وكالة الاستخبارات المركزية. وفي بعض الحالات تجري الاستجواب ضابطات، إذ تعتبر هذه العملية بمثابة تجربة تسبب ضيقاً للرجال الذين نشأوا في ثقافة محافظة. وفي حالات اخرى، تسلم وكالة الاستخبارات المركزية المعتقلين من الكوادر العادية الى اجهزة استخبارات اجنبية، خصوصا في المغرب والاردن ومصر، مع قائمة من الاسئلة التي تريد الوكالة اجابات عليها.

وطبقا لمسئول شارك مباشرة في تسليم الاسرى الى أياد اجنبية، فانه جرى التفاهم معهم اننا "لا ننزع المعلومات منهم، وإنما نرسلهم الى دول اخرى يمكن فيها انتزاع المعلومات منهم". وبعض الدول معروف عنها استخدامها لعقاقير طبية، مثل بنتاثول الصوديوم، بهدف التأثير على المستجوبين، حسبما ذكر مسؤولون شاركوا في مثل هذه العمليات.

وخلال شهر ديسمبر الماضي اعلنت السلطات العسكرية الاميركية انها بدأت في تحقيق جنائي في معاملة سجينين ماتا في مركز الاعتقال بقاعدة باجرام. وذكر متحدث باسم القاعدة الجوية ان تشريح الجثتين كشف ان واحداً منهما مات بانسداد في القصبات والثاني بأزمة قلبية.

إن حجم الخروقات التي قامت بها أمريكا - وما زالت - للقانون الدولي والإنساني خاصة ما ورد في الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان وفي مقدمتها اتفاقيات جنيف الأربع لسنة 1949م، وقد نصت اتفاقية جنيف الثالثة المتعلقة بأسرى الحرب على عدة حقوق معنوية ومادية للأسير يمكن إجمال بعضها في عدة نقاط من بينها : أن أسرى الحرب يعتبرون تحت سلطة الدولة المعادية لا تحت سلطة الأفراد أو الوحدات العسكرية التي أسرتهم والدولة الحاجزة مسئولة عن المعاملة التي يلقاها الأسير .

وتنص الاتفاقية على أنه يجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الأوقات ويحظر أن تقترف الدولة الحاجزة أي فعل أو إهمال غير مشروع يسبب موت أسير في عهدتها ، ويعتبر انتهاكاً جسيماً لهذه الاتفاقية .

فللأسرى في جميع الأحوال الحق في الاحترام لشخصهم وشرفهم والاحتفاظ بكامل أهليتهم المدنية ، ولا يجوز ممارسة أي تعذيب بدني أو معنوي أو إكراه على أسرى الحرب لاستخلاص معلومات منهم من أي نوع ولا يجوز تهديد أسرى الحرب الذين يرفضون الإجابة أو سبهم أو تعريضهم لأي إزعاج أو إجحاف . كما تحتم اتفاقية جنيف الثالثة السماح للأسير بمجرد وقوعه في الأسر أو خلال مدة لا تتجاوز أسبوعاً واحداً أن يرسل مباشرة إلى عائلته من جهة وإلى الوكالة المركزية لأسرى الحرب من جهة أخرى لإبلاغها بوقوعه في الأسر وبعنوانه وحالته الصحية كما يسمح للأسير بإرسال وتسلم الرسائل والبطاقات وكذلك تلقي الطرود البريدية أو التحويلات النقدية، ويخضع ذلك للمراقبة العادية دون المساس بحقوق الأسرى .

من كان يصدق أن الولايات المتحدة الأمريكية ستنتهك كل هذا ؟! ها هي قد أسفرت عن وجهها الحقيقي القبيح ، وهل يوجد في هذه الدنيا من ذوي الضمائر الحية، من يقر هذا التعذيب الذي يتعرض له الإنسان، مهما كانت الدوافع والأسباب؟.

وفي الأخير : يدين المرصد الإعلامي الإسلامي ويستنكر الصمت الدولي الرهيب تجاه الانتهاكات والخروقات الأمريكية للقوانين والمواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان والغطرسة والهيمنة الأمريكية ، ويناشد المرصد الإعلامي الإسلامي الشرفاء والاحرار وكافة المنظمات والهيئات المعنية بحقوق الإنسان أن يعمل كل منهم جهده من أجل فكاك الأسرى في السجون والمعتقلات الأمريكية الموجودة في عدة بقاع من العالم بجانب المعتقلين والأسرى في سجون بعض الدول العربية والأوربية لحساب الولايات المتحدة الأمريكية .

المرصد الإعلامي الإسلامي

الأحد 1 ذو الحجة 1423 هـ الموافق 2 فبراير 2003 م



--------------------------------------------------------------------------------