تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقابلة جديدة مع أسير من سجون الأمريكية في أفغانستان ( 1)



القسام
02-28-2003, 02:52 PM
خاص - المرصد الإعلامي الإسلامي – إسلام آباد



ماذا قال ألاسرى لمراسل المرصد عن بعض ما يحدث داخل قاعدة باجرام الجوية؟

" ونحن في وضع منبطح أحضروا كلاباً بوليسية مدربة وضعت أرجلها الأمامية على أكتافنا . . "

" ما هو شعوركم نحو الأمريكان ؟ قالوا : البغض في الله "




إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تتورع بل تتفنن في استخدام أفتك أساليب التعذيب وأشرسها ضد الأسرى من المسلمين لديها، وكل هذا يحدث على مرأى ومسمع من رعاة القوانين، وحماة حقوق الإنسان!.

يا له من واقع مأساوي تشهده البشرية في قرنها الحادي والعشرين على أيدي من زعموا حماية البشرية والحضارة المعاصرة من الإرهاب والنازية ورفع شعار ما يسمى " مكافحة الإرهاب " ؟ وفي الحقيقة إنها حرب على الإسلام ، ومن يعلنون الحرب ضد أنظمة كنظام صدام – تحت زعم حماية العالم من أسحلة الدمار الشامل - وفتح ملفاته الغير حضارية كقتله الأبرياء في حلبجة وتغييبه لأسرى الكويت وعدم ديمقراطية هذا النظام ويعدون العدة لضرب العراق لأن نظامه يهدد بانهيار عصر التطور، ويضربون أفغانستان وينتهي الصراع حول كابول بالتدخل العسكري الأمريكي الذي استهدف الشيوخ والنساء والأطفال بدعوى القضاء على الإرهاب والمسئولين عنه والمؤيدين له ، فالولايات المتحدة الأمريكية التي تزعم العمل على حماية العالم من أسلحة الدمار الشامل هي التي تصنع هذه الاسلحة – نووية وكيماوية وجرثومية . . إلخ – وتحتفظ بها .

وبعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 م بدأت مرحلة الرد بقسوة على بنايات أفغانستان الطينية !! وجبالها الشامخة ليسقط من سمائها غرف وزن الواحدة منها 7000 كيلو جرام من طائرات عسكرية تشبه الإيرباص للنقل والتي كانت تزلزل الأرض مع انفجاراتها لتترك أثراً نفسياً سيئاً على حد قول أحد العسكريين الأمريكان الذي أكد أنها إن لم تقتل المختبئين تحت الجبال ستترك أثراً نفسياً سيئاً ، وكان من نتيجة ذلك والضغط المصاحب لهذه الانفجارات نزيف من الفراغات كالأذن والأنف والفم وحالات من الصرع والجنون خاصة النساء والأطفال مع موت الكثير منهم من الخوف والهلع أو تهدم منازلهم فوقهم وبعد سقوط طالبان – من المنظور العسكري - بدأ طور من أطوار انهيار حضارة القرن الحادي والعشرين بقضية الأسرى التي وصلت بأمريكا إلى درجة من الانحطاط الإنساني .

وبعيداً عما كان يشاع من شائعات عما يدور في معسكرات اعتقال باجرام شمال كابول وقندهار أُخذت من مصادر!! كان من أخطرها وتبين عدم صحته- إشاعة أمريكية في إطار الحملة النفسية والتضليلية الأمريكية - أن القوات الأمريكية أتت معها بقرود مدربة على الاغتصاب الجنسي للأسرى حيث لم تدم هذه الشائعة طويلاً بعد الإفراج عن بعض الأسرى الأفغان مؤخراً كان قد تم اعتقالهم في باكستان وتم تسليمهم للأمريكان ونقلوا إلى قاعدة باجرام وقندهار ، وبعد أن تم الإفراج عن بعضهم مؤخراً ووصولهم باكستان للعلاج تكلموا لصحفيين أفغان ومندوبي بعض الصحف الباكستانية بميران شاه ولم يتم نشر هذه اللقاءات لأنها تعتبر من وجهة نظر هذه الصحف مخالفة لسياسة النظام الباكستاني ، ولقد قال أحد هؤلاء وهو من منطقة غازني - لأحد مراسلينا في المنطقة – عندما سألناه عن حقيقة هل يوجد قرود أحضرها الأمريكان لتشارك في الانتهاكات وبصفة خاصة تعذيب المعتقلين ؟ نفى ذلك تماماً وصرح بالتالي : تم اعتقالنا في باكستان ونقلونا من باكستان بالطائرات مقيدي الأيدي والأرجل ووضعوا على أعيننا غطاء غليظاً أسود ، وعند وصولنا ألقونا بقوة على وجوهنا حتى تصطدم بالأرض ولتسيل الدماء ، ونحن في وضع منبطح أحضروا كلاباً بوليسية مدربة وضعت أرجلها الأمامية على أكتافنا وقامت بشم وجوهنا وأجسادنا ، وبعد دقائق دفعوها عنا بعد أن أخذنا الرعب . ما المقصود من ذلك هل إهانتنا أم تعذيبنا أو غير ذلك مما ذهب إليه البعض ؟ ، لم يسمحوا لنا بالنوم وتركونا بالعراء عراة ، كانوا يعطوننا ثلاث دقائق فقط للاغتسال ، غير مسموح لنا بأكثر من ذلك وهي لا تكفي !! فكان يقوم جنود الحراسة بصب الماء البارد دفعة واحدة على أجسادنا فكان البعض منا يسقط صريعاً نتيجة البرد القارس ، وكنا نحن الأفغان يجمعوننا في مكان واحد غير مسموح لأي منا الكلام مع الآخر، وإذا حدث ذلك أي تكلم أحدنا مع الآخر يكون العقاب أن المخالف يقف 18 ساعة متواصلة ، قاموا بتعليقنا وحرماننا من النوم نهائياً أخذوا الساعات من أيدينا ولم نعد نعرف الليل من النهار نظراً لتسليط الضوء القوي على معسكر الاعتقال ، ومنعونا من الصلاة خاصة أوقات التحقيقات ، وكانوا يطعموننا بسكويت – لا يأكله الأفغان إلا ترفهاً أحياناً لأنه ليس من طعامهم الأساسي أو الضروري – وكانوا يحضرون لنا لحماً ذا رائحة كريهة ولون لم نألفه فكنا نرفضه ويرفضون هم تغييره لنا فلم نأكله لنتن ريحه ولونه . أما عن أغرب ما تعرض له وزملاؤه الأسرى الأفغان الآخرون أنهم أتوا لهم بنساء أمريكيات ليحلقوا رؤوسهم وكذلك شعر اللحية والشارب فرفضوا ذلك لما اعتبروه إهانة لهم ومخالفة لعاداتهم وتقاليدهم فضلاً عن شعائر دينهم كمسلمين ، وقاموا بضجة كبيرة لكنهم فجأة لم يشعروا بشيء ، وبعد فترة من الوقت مرت عليهم لم يعرفوا ماذا حل بهم ؟! فقد غطوا في نوم وكأنهم في حلم لا يستطيعون فعل شيء ، وعندما استيقظوا وجدوا أنهم محلوقو الرؤوس واللحى والشوارب ، لا يعرفون ما حدث لهم ! لا يعرفون إلا أن ريحاً أصابهم بحال تخدير .

وعندما سألناه عن الأسرى العرب قال : يحتجزونهم في زنازين انفرادية من الأسلاك الشائكة يعذبونهم أكثر منا ، لكن العرب دائماً يوجهون لهم الشتائم واللعنات وكذلك لبوش ويعلنون لهم أن الثأر منهم قادم وسيكون انتقاماً أشد من أحداث سبتمبر ، ويؤكد أن الحراس الأمريكان لا يأخذون أسلحتهم معهم أثناء فتح زنازين العرب أو سحبهم للتعذيب خشية أن يتم اختطافها منهم ، بينما يتجولون بها في معتقل الأفغان !! ويحكي أنه ذات مرة قام أحد الأسرى العرب بضرب الحارس وألقاه على الأرض ليتمكن آخر من فتح زنزانته لينهالوا ضرباً على الحارس الأمريكي ففر الحراس الأمريكان الآخرون من قسم اعتقال العرب ليجد العرب جميعاً أنفسهم في حالة تخدير تام من خلال " ضربهم " على حد قوله بهواء - هذا حسب فهمه حيث أن هذا نوع جديد من الغازات المخدرة يتم استخدامها ضد الأسرى في حال التمرد للسيطرة عليهم – ليتمكنوا بعد ذلك من فتح الزنازين وتفتيشها وإلقاء الأسرى العرب فيها مرة أخرى . وعما يتعرض له العرب الذين هم أكثر شجاعة في مقاومة أعدائهم أحياناً يلبسونهم خوذاً حديدية ثقيلة الوزن لساعات طويلة ، وأما عن النساء وهل يوجد نساء عربيات معتقلات في المعسكر أو نساء أفغانيات ؟ قال : لم ير ذلك ولم يسمع به. وفي سؤال عن كيف أطلق سراحه ؟ أكد أنهم ابلغوهم بإطلاق السراح على أن يقولوا لذويهم ومن يلتقون بهم أنهم كانوا تحت رعاية كاملة من الامريكان وخدمة طبية ، وأنهم لم يتعرضوا لأي من التعذيب النفسي أو الجسدي .

وسألهم مراسلنا : بعد الخروج وإطلاق سراحكم من معتقل باجرام أو قندهار ما الذي تعانون منه ؟ أكدوا عدم النوم والشعور الدائم بفقد القوة والتركيز ، بينما أكد أحدهم أنه لا يستطيع السيطرة على أعصابه وأنه تصيبه حالة صرع أصابته أثناء اعتقاله ولا زالت ملازمة له .

ورداً عن سؤال أخير : ما هو شعوركم نحو الأمريكان ؟ قالوا : البغض في الله .

وطبقا لتعليق العديد من مسئولي الأمن القومي الاميركيين والأوروبيين، فإن المنطقة المحظور دخولها في قاعدة باجرام الجوية شمال كابول والخاضعة للقوات الأمريكية، تعد واحدة من بين عدد من مراكز الاعتقال السرية خارج الولايات المتحدة التي لا ينطبق عليها مبدأ التعامل بالاجراءات القانونية المتبعة في اميركا. ومن المناطق الاخرى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي التي تستأجرها الولايات المتحدة من بريطانيا.

وجدير بالذكر ان المسئولين الاميركيين هم الذين يشرفون على غالبية عمليات الاستجواب، وخصوصا مع اولئك المعتقلين البارزين.

وطبقاً لتقارير عن وضع الأسرى في داخل عمق المنطقة المحظورة ، وعلى بعد مسافة قصيرة من مركز الاعتقال وبعيداً عن الوحدات العسكرية السرية المعزولة، توجد مجموعة من حاويات الشحن المعدنية المحاطة بثلاث طبقات من السلك الشائك يقبع فيها الأسرى من العرب والأفغان وغيرهم .

وطبقا لخبراء استخبارات يعرفون الأساليب التي تتبعها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية( سي. آي. ايه)، فان الذين يرفضون التعاون داخل مركز الاستجواب التابع للوكالة يجبرون على الوقوف أو الجثو على الركبتين لساعات طويلة مع وضع غطاء أسود على رؤوسهم او نظارات تطلى بلون داكن بغرض حجب الرؤية عنهم. وفي بعض الاحيان يجبر هؤلاء على البقاء في اوضاع غير مريحة ومؤلمة ويحرمون من النوم مع تسليط اضاءة قوية في المكان على مدار الاربع وعشرين ساعة، وهي أساليب تعرف بتقنيات "الضغط والإكراه" وهذا تصديقاً لما قاله الأسير الغزناوي الذي التقاه مراسلنا . ويشكل اعتقال واستجواب المشتبه فيهم – في انتهاك صارخ لأبسط قواعد حقوق الإنسان - جزءاً من الحرب التي تشنها إدارة بوش المتعددة الجوانب ضد الارهاب ، وفيما تدين الحكومة الاميركية علناً استخدام التعذيب، يدافع مسئولو مجلس الامن القومي عن استخدام العنف ضد الأسرى كوسيلة صحيحة وضرورية. كما أعربوا عن ثقتهم بأن الرأي العام الاميركي سيؤيد وجهة نظرهم .

وكان مسئول في الامن القومي ممن أشرفوا على عملية اعتقال ونقل اشخاص مشتبه في تورطهم في الارهاب قال " إذا لم تنتهك حقوق شخص لبعض الوقت، ربما لا يتم أداء المهمة بالصورة المطلوبة" .

يتبع في الحلقة الثانية