تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من حصاد التحليل العقدي



مقاوم
01-16-2007, 08:16 AM
من حصاد التحليل العقدي

د. محمد الأحمري

الشخص العقدي الوله بالمذهب يصدق عليه قول أبي حيان التوحيدي في أحدهم: "الرجل كلف بالمذهب، والكلف لا يُفهمك ما يقول، استكبارا عليك، ولا يفهم ما تقول استحقارا لك"، مثالب الوزيرين، تحقيق الطنجي، ص 140.

ولا شك أن عند العقدي ـ المتدين أو الليبرالي - أحيانا شيء من الكبر في مواجهة معلومة أو حقيقة مخالفة، تأتي من خارج مدرسته، لأنه في حال تدينه يرى الحق خادما لرأيه، وفي حال تغرّبه يرى الغرب ناصرا لفكرته بالقوة.

فالمندمج بقضية ما ينغرس فيها، ويصعب عليه الرؤية خارجها، وقد كرر موقفه على نفسه مرارا، حتى لم يعد يسمح لها بالتفكير خارج الصندوق الذي وضعها فيه، وهو أيضا -تسهيلا لموقفه على نفسه- يرتاح من التفكير والفهم بوضع الآخرين في صناديق أو مجموعات، وأحزاب ومواقف، وكلما قلّت الصناديق التي يتعامل معها كان أقدر على حسم المواقف، فهذا عقلاني، وذاك ليبرالي، والبسيط في هذه المواقف عنده ثلاثة أو أربعة صناديق، هي كل شيء في عالم ثقافته وفكره، وهذا أسهل المسالك في التعامل مع الأفكار والمواقف؛ فراحة العقل في الإعراض عن التفصيل.

وهذا الوله العقدي الواهم بعصمة فكرة قديمة دخلت رأسه كلما زاد جهله زاد تعصبه، وقل احتياطه وقصر نظره، وصعب عليه التعامل مع غيره، فهو معصوم مستكبر، وغيره أقل شأنا؛ لأنه لا يفهم ما سن أو سن له من حدود وقيود، أي ما صنف له من صناديق.

وأما أن المخالفين حصروا نقاشهم في "موضوع العقيدة"، وقسّموا العالم إلى سنة وشيعة، فتلك هي الرؤية السائدة في الدروس العقدية، ، وبجانب هذا التقسيم عقائد صغيرة أخرى، وهذه التقسيمات قد تكون صحيحة في مكانها من درس العقيدة، ولكنها تصيب مرة وتخطئ أخرى خارج ميدانها.

وللنظر السياسي يا إخواننا تقسيمات أخر، بعضها من بضاعتكم وبعضها تقع خارج ثقافتكم، وإلا لما صح وجود سياسي وعقدي، ووجود رجل دين ورجل دولة أو سياسة، وتختلف التقسيمات في التخصصات الأخرى تماما عن التقسيم العقدي، وتسألني: وهل انعزل العقدي وقل دوره وضعفت فكرته وقدرته؟ أقول: نعم، وتغطية هذه الحقيقة مغالطة كبرى، فقد قدرته ودوره بإرادته، وبتصميم خصومه. وتسأل وهل هذا هو الأصل عقلا وشرعا، والجواب: لا.

وهكذا تفرض عليك مسألة النقاش معرفة بقية العوامل، من تلك التخصصات أو خارجها، وهذه مسائل ليست مسألة دروس تخصص في الجامعة فقط، بل الأصل معاناة المعرفة الواسعة، والتجربة، ثم جزء منها الموهبة، وهذا لا نزعمه لأنفسنا ولا لأحد، إلا باستفاضة هذا الفهم خارج دائرة الحزب المؤيد أو المخاصم.

إن الأستاذ الذي يستهلك عمره في درس العقيدة والمذهب عشرات السنين لا يستطيع أن يخرج بتفسير خارج منظومته المعرفية بسهولة، ولو لاح الحق له خارجها لصعب عليه إتباعه، وقد ذكر أستاذ خفيف الظل عن مدير مدرسته القصة التالية؛ قال مدير مدرستنا درّس في هذه المدرسة سنين، ثم تعين فيها مديرا، وبقي كذلك خمسة وعشرين عاما، ثم بنى بيتا وذهبت معه لأراه، فلما دخلت البيت فإذا هو تماما على نظام المدرسة، الفصل الأول "أ" على اليمين، والأول "ب" على اليسار، ثم الصف الثاني والثالث وهكذا. قد يكون هذا مثالا متطرفا، ولكن البنية الفكرية الواحدة المكرورة تصنع نظاما قارا في الذهن يصعب تجاوزه، فمن كان يرى العالم لعشرات السنين من خلال فكر واحد ومدرسة واحدة وتقسيم واحد، يصعب عليه تجاوز ذلك.

ولهذا، فإن من الأمانة التي يجب أن يراعيها الشيخ أن يوسع دائرة معرفته فيما يريد أن يفتي فيه؛ لأن الإصرار على الفتوى، والإصرار على التوجيه فيما ليس من فنه يضر بضحاياه، وهناك علة أخرى قد تمنع الوصول للحقيقة -وهي غير مقصودة-، وهي أن من دوائر الوعي ما ليس متعودا عليه لدى من يتصدر للتحليل أو الفتوى السياسة الإسلامية، لأسباب منها: أنه يقتحم دوائر مجهولة وغير آمنة فكريا له، ولم يعتد أجواءها، فيلزم مقلديه بأن يعيشوا ويذهبوا للحلول الفكرية التي يعرفها ويأمن فيها.

ومنها أن الأتباع تعودوا أن يروه في دائرة البيان في كل شيء، فيعز عليه أن يروه خارجها، والشيخ إذا بلغ مرحلة أن يكون متبوعا، فإن ضغط الأتباع عليه قد يتقدم على الحق؛ لأنهم سيخالفونه، وقد يشهّرون به، فيلزم غرزهم، ويقدم مصلحة الاجتماع على مصلحة الحق.

وللتعود المعرفي في اللغة المتبعة في التخصص وطريقة تقديم الحجة أثر حاسم على الناس، وعواطف المسلمين وثقافتهم مع دينهم ونصوصهم، ولو قدم متحدث لحديثه بتاريخ وأسنده إلى ابن كثير وابن تيمية وابن القيم وساقها باللغة الشرعية السلفية المعتادة لكسب تأثيرا كبيرا، ولو ساق الموقف نفسه لمن تعود لغة السياسة والفكر البعيدة عن الدين لربما انصرفوا عن قبول الحق بحجة اللغة الدينية، ولو ساق الحق -وللأسف- لبعض المتدينين لرفضوه، لأنه لم يلبس قوله لغة الشرع.

وقد رأيت كتابا مبطلا مضلا، مكتوب على هوامشه وبين أفكاره الخبيثة تخريجات حديثية، وسوء استخدام للنصوص الشرعية قرآنا وسنة، فلما رآه أحد المشايخ المحترمين أبدى إعجابه بالديكور والتخريج وما ادعاه بـ"العلمية في الكتاب"، أظهرت أسفي للشيخ، وكيف يغزى الفطن من مأمنه، فالباطل باطل، مهما تظاهروا بالاستدلال عليه، والحق حق، وإن قل ناصره. وتذكروا حجج الخوارج.

وتلك عقدة لم يفهما بعض المعترضين أو تجاهلوها، وهي عندي لا شك فوق استيعاب من نسميه المثقف العادي، متدينا كان أو غير متدين. فهذا الذي يكدح في أول طريق المعرفة، إن أخلص وصدق فالله يأجره، وصدقه سيهديه، "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"، ولكن مرحلة تلقيط المعلومات، والسن أحيانا لا تسمح بتكوين فكرة شمولية كلية، ولا تتحمل طبقات المعرفة وطبقيتها، ولا تحتمل تنوع العقول واختلاف طباعها ولا طبقيتها، ولا تباعد آفاقها، وفي هذا الجانب حقائق واقعية وتاريخية إسلامية وغير إسلامية لا تقبل عند مدركها النقاش، ولن تختفي يوما، لأن الناس يختلفون في استعداداتهم، فقليلا ما نجد المحدّث مدركا للمقاصد، وقليلا ما نجد المقاصديّ مستوعبا لتفاصيل النصوص. وارجع لبدايات كتاب: "الموافقات"، ولما كتب عن فقه مؤلفها.

فكما أنك قد تلهي طفلك بالحلوى لتغريه بمرادك، فإنك تستثير الكبار بما يناسبهم لينساقوا معك، وإن المستعمرين يوزعون حلويات على الزعامات وعلى الشعوب كل بما يجذبه ليصلوا إلى مصالحهم، فالحلوى التي تقدم لأحمد الشلبي ليست الحلوى التي تقدم للسيستاني، وتقدم للأحزاب غير ما قدم للقبائل، والذي يقدم للمشايخ السلفيين لا يقدم للطوائف الليبرالية، ولكن المراد أن يتعاون الجميع في الوصول لمصلحة المستعمر، ولكل دوافعه، وقد تكون الحلوى المقدمة للسلفيين في المستقبل القريب تفوق في تأثيرها وصيتها الكثير من سابقاتها. وهذا لا يعني استعداد الجميع للغرق في هذه الجواذب، فسيبقى الحق ظاهرا وله نصير.

وفي الموقف من قضية واحدة يكون الهدف واحدا والطرائق حتى للمتفقين مختلفة، فمثلا الموقف من البوسنة كانت الدول الأوروبية العلمانية الديمقراطية!! تود أن يستكمل الصرب جهدهم في إبادة المسلمين، وكانوا يرون أن الموقف لم يزل في مصلحة الصرب، وكان لكلينتون موقف آخر، فكان يخشى من استفادة المسلمين من الوقت، وحشد أنصارهم، وتنامي قوتهم لقيام دولة إسلامية في أوروبا، فاستمر في منع المسلمين من السلاح وتظاهر بمنع التطهير العرقي، وأجبر المسلمين على حل جائر، ولكن هذا الموقف لا يقدمه كاتب مثل فريدمان كما هو، بل يقول إن الجيش الأمريكي تدخل وضحى بنفسه حماية للمسلمين! فأي ديمقراطي ليبرالي -وهما يتظاهران بذلك- تصدقه من الشخصين كلينتون والآخر؟ لا شك أن فريدمان يكذب والكذب هوايته، والتزوير صنعته، أما القائد السياسي فقد أخفى هدفه، ولكنه لما كتب ما سيسأله قومه والتاريخ عنه، اضطر أن يقول بعض الحقيقة.

وبهذا ترى أن الذي أوقف الإبادة والذي رأى استمرارها ينطلقون من مصلحة واحدة، كما اعترفوا أو مارسوا، ويسلكون لها منهجين مختلفين.

لماذا كررت القول؟ لأسباب منها أن هناك من يعرض عن الحق الذي يقرأه ويراه بين عينيه، ويكذب علي بالقول بأنني أنفي التحليل العقدي، وهو يقرأ ويرى ورأى الناس المقطع الصريح في أوائل المقال: "وقد يكون العامل العقدي في لحظة ما صحيحا، بل وحاسما.."، والذي لم ير الحقيقة في مقال قرأه وكرره ورد عليه، أنى لي أن أريه خطأه، فليس مقصودا بقول هنا.

أما من يرى أن دوافع الإنسان كلها عقيدة، فليست هذه التقسيمات مما يهمه، ولا يصلح له، وكلامنا له غير ذي جدوى، ولكن حديثنا لمن يفرق بين الدوافع الإنسانية، وهذه حقيقة بل مسلمة، فليس الموقف من كاتب هذا المقال أو غيره خاليا من دوافع وتحيزات سابقة؛ فمن القراء من يبدأ وهو مندفع لما سيفيده من المقال، وآخر يتمنى أن يكون مستوى المقال وفائدته رائعة، وأن النقد عليه قليل أو معدوم، وآخر يقرأ ليبحث عن الخطأ، أو ما يمكن أن يفهم بطريقة خاطئة ليجد فرصة للتشنيع، والنيل من كاتبه، ومنهم من يقرأ بلا تحيز سابق فيفيد منه أو ينتقده، بلا نعرة تعميه، ولا يحمل فوق ظهره مسؤولية تزكية حزبه، وعصمة شيخه، مهما كان مخطئا، فتراه وقد استطاع أن ينعم على عقله ببرود، وطمأنينة الباحث عن الحق والفائدة.

وقد تتحيز للشخص بسبب قرابته، أو بسبب حزبه، أو بسبب بلده، أذكر مرة أنني شاركت في ندوة وكان لباسي يخالف لباس بقية المشاركين، ولما انتهت الندوة جاء أحدهم وقال لي: لقد كرهت مشاركتك قبل أن تتكلم!! ولا أعلم سببا لموقفه إلا ما لا علاقة له بالفكرة كاللباس والجغرافيا.

وإنك في الشارع لتتعاطف مع من يملك سيارة كسيارتك ـ وبخاصة إن كانت نادرة - إن هذا يصنع تقاربا وتجانسا فكيف بغيرها. من المواقف الأكثر أهمية أن الضعف صار فيك يهمس ولا تسمعه، ويقدم ويؤخر ويصوب ويخطئ، حيث علمت وحيث لم تعلم، والترفع عن الضعف في الوقوع في هذه المهاوي الفكرية يحتاج منك إلى صدق وجهد، وإلا غلب عليك ضعفك وتحيزك، وأحرمك من خير عظيم في هذا العالم.

وكان هناك حسنو النية ممن عز عليهم أن يكون خلاف، وهؤلاء أشكر لهم صدق نياتهم، وأرجو أن لا يحملوا المسألة أكثر مما تحتمل، ولكن ماذا نقول عندما تتنوع الفهوم أو تتنافر المصالح.

ويجدر بي أن أعترف بأن الأسلوب كان شديدا في بعض مقاطعه، ولو أعدت النظر فيه بطريقة أهدأ لكانت أصوب. وهذا الموقف هو عن الأسلوب، أما الأفكار فلم يزدها نقدها إلا قوة وصفاء، لأن المخالفين وللأسف لم ينقضوا القول، وأرجو أن أكون ممن يحب أن يرى خطأه، لأنني سأستفيد.

ونحن ناس من الناس نزعم لمواقفنا الصدق، ولآرائنا الصواب، ولا نطل على دواخلنا، فلسنا من نعرف أغوار النفوس حتى نفوسنا، ولكن علينا أن نصدق في شرح ما نراه حقا، وندافع عنه بأقصى ما نراه، لأننا نرى أن الحق خير للنفس وللناس، وهو حق القارئ والسامع والقريب والبعيد،

ولأذكر بعض الاعتراضات على من أنكر قولي، وهو قول الله تعالى: "منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة"، وحديث البخاري في أول الصحيح: "إنما الأعمال بالنيات" ثم يأتي في شرح قصة الحديث: "أن صحابيا هاجر ليتزوج لا للهجرة أصلا، بل ليتزوج أم قيس" فسمي مهاجر أم قيس. فمتى كانت دوافع الناس دائما حتى الصحابة وقت تنزل القرآن واحدة للجميع، العقيدة لا غيرها!! لا إنه الدافع الغالب على ذلك المجتمع وجاءت النصوص صريحة كما سبق في ذكر دوافع أخر، فكيف بزماننا؟!

إنه أمر يحزن، وأشفق على مجتمع ثقافي يعاني من هذا القصور الكبير في وعيه بفطرته وبسنن المجتمعات، وبقضاياه، حيث يساق إلى حتفه برغبته، وبإثارة عاطفته، والعبث بعقيدته، فالعقدي المتزمت فاقد لكثير من عناصر الوعي، وينساق لخدع خصومه بيسر وسهولة، صرامته وصلابته وربما قوته -كما يتوقع- هي سر تبعيته وضعفه.

الخلاف السني الشيعي موجود، والخلاف الفتحاوي والحماسي موجود، ولكنه ليس لب القضايا، بل هو أفتك أسلحة الاحتلال الآن، هو القماش الأحمر الذي يحركه اللاعب في وجه الثور الهائج، لإنهاكه وتدميره، الاحتلال المكشوف والمقنع هو السر الأعظم في مآسينا، وهو يقتات على عقائدنا وتنوعها، وعلى ألواننا وجغرافيتنا وخلافاتنا، وهو قادر على تمزيق وحدة كل عقيدة، وكل بلد، وكل مذهب، ما دام هؤلاء لا يستطيعون تحقيق استقلالهم ولا حريتهم ولا وعيهم.

إننا ونحن نذهب في الكلام لهذه التشعبات المختلفة، إنما نحاول إغناء العقول بإثارة روافد للوعي من قضايا وأشخاص ومواقف متعددة، فتتسع بذلك رؤيتنا، وقد لا نقدم جديدا على أسس ثقافة القارئ، ولا على بدهيات العقل أو التفكير العادي من خلال حادثة عابرة، ونرجو ألا تستولي علينا أوهام الوعي، فهي قريبة الضرر من الغفلة.

* نقلاً عن مجلة العصر الإلكترونية

من هناك
01-16-2007, 03:53 PM
السلام عليكم،
يؤسفني ان اقرأ هذا الكلام في صوت.



عفواً قصدي انه يؤسفني ان اقرأ هذا الكلام الخطير ولا ارى من يعقب او يشكر الناقل على هذه المقالة التي وصلت للب المشكلة بكلمات بسيطة. نحن نعاني من اساليبنا المعرفية ومن اسلوبنا التوصيلي ومن فهمنا للواقع. فهذا السلفي الذي يأكل الحلوى من نفس اليد التي يأكل منها السستاني لا يحق له ان يتكلم عن اي حق لا هنا ولا هنا.

الأمر سيان بالنسبة لطرحنا الدعوي ولعملنا حيث لا ندري انبتغي وجه الله او نبتغي وجه بوش او وجه الملك او الامير.


كلام يكتب بماء الذهب

وللتعود المعرفي في اللغة المتبعة في التخصص وطريقة تقديم الحجة أثر حاسم على الناس، وعواطف المسلمين وثقافتهم مع دينهم ونصوصهم، ولو قدم متحدث لحديثه بتاريخ وأسنده إلى ابن كثير وابن تيمية وابن القيم وساقها باللغة الشرعية السلفية المعتادة لكسب تأثيرا كبيرا، ولو ساق الموقف نفسه لمن تعود لغة السياسة والفكر البعيدة عن الدين لربما انصرفوا عن قبول الحق بحجة اللغة الدينية، ولو ساق الحق -وللأسف- لبعض المتدينين لرفضوه، لأنه لم يلبس قوله لغة الشرع.


وإن المستعمرين يوزعون حلويات على الزعامات وعلى الشعوب كل بما يجذبه ليصلوا إلى مصالحهم، فالحلوى التي تقدم لأحمد الشلبي ليست الحلوى التي تقدم للسيستاني، وتقدم للأحزاب غير ما قدم للقبائل، والذي يقدم للمشايخ السلفيين لا يقدم للطوائف الليبرالية، ولكن المراد أن يتعاون الجميع في الوصول لمصلحة المستعمر، ولكل دوافعه، وقد تكون الحلوى المقدمة للسلفيين في المستقبل القريب تفوق في تأثيرها وصيتها الكثير من سابقاتها. وهذا لا يعني استعداد الجميع للغرق في هذه الجواذب، فسيبقى الحق ظاهرا وله نصير.



الاحتلال المكشوف والمقنع هو السر الأعظم في مآسينا، وهو يقتات على عقائدنا وتنوعها، وعلى ألواننا وجغرافيتنا وخلافاتنا، وهو قادر على تمزيق وحدة كل عقيدة، وكل بلد، وكل مذهب، ما دام هؤلاء لا يستطيعون تحقيق استقلالهم ولا حريتهم ولا وعيهم.

مقاوم
01-16-2007, 04:07 PM
أخي بلال جزاك الله خيرا
المقالة من الوزن الثقيل فعلا وقد لا يصبر على قراءتها حتى النهاية إلا القليل من الإخوة والأخوات وهي تكملة أو توضيح لمقالة أخرى وضعتها قبل فترة في الصوت الحر وفيها شيء من الحدة وهي بعنوان "خدعة التحليل العقدي" سأبحث عنها وأضع رابطها إن شاء المولى.

لكن هذا النفس التجديدي الجريء جدير بالوقوف عنده والتفكر فيه ليحدث ثورة في الفكر الإسلامي ومفاهيم السياسة الشرعية

هذا هو الرابط:
http://saowt.com/forum/showthread.php?t=17185&highlight=%CE%CF%DA%C9+%C7%E1%CA%CD %E1%ED%E1+%C7%E1%DA%DE%CF%ED

من هناك
01-16-2007, 04:15 PM
لقد قرأت المقالة الأخرى ايضاً وتذكرتها لما وصلت لمنتصف هذه المقالة.

إن شاء الله يكون هذا النفس فاتحة خير على هذه الامة التي عانت ولا تزال تعاني من انفصام الفكر والضياع بين الشرق والغرب.

على فكرة، إن كاتب المقالة وقع في مطب في اول المقالة لما قال ان العقدي غير المؤمن متعلق بالغرب ويظن ان الغرب يؤيده ولكن الواقع العملي يفيد بأن اكثر العقديين غير الدينيين هم من اليساريين والذين يملكون دوافع اخرى لكراهية الغرب ولا يدعمهم الغرب بشكل فكري. لكن السفارات الغربية في بلادنا تدعمهم كرهاً بالدينيين (الإسلاميين بشكل ادق).

مقاوم
01-16-2007, 04:20 PM
على فكرة، إن كاتب المقالة وقع في مطب في اول المقالة لما قال ان العقدي غير المؤمن متعلق بالغرب ويظن ان الغرب يؤيده


هو قال الليبرالي وليس غير المؤمن ... لكنك أصبت فمعظم اليساريين ليبراليون

من هناك
01-16-2007, 04:21 PM
معك حق يا اخي ولكن معروف من هم الليبيراليون سواء في الشرق او في الغرب.

في الدول العربية، معظم الليبيراليين من التقدميين الإشتراكيين وفي اوروبا والدول الغربية هم من اليساريين لأن اهل اليمين محافظون وبشدة :)

مقاوم
01-16-2007, 04:23 PM
تشتهي تقول أنهم متزمتون؟؟ :)

فـاروق
01-16-2007, 04:38 PM
لا شك ان المقال يثير فيك اسئلة كثيرة...تبدأها من نفسك ومن مواقفك السابقة لتصل بك الى تحليل مواقف الاخرين.

ولكن اريد توضيح امر ما...لعل الكاتب ذكره ولم انتبه انا له:

وهو انه لا شك عندي ان العقيدة..او التفكير العقدي يسهل على الامر طريقة الاستنتاج خاصة وانه مبني على قواعد منبضبطة ورؤية معينة للاحداث....وتزداد صوابية التحليل العقدي كلما ازدادت العقيدة صوابية

ونحن اذ نرى اخطاء العقديين من الاسلاميين فربما يمكننا ان نعزو الامر الى صعف فهم العقيدة الجامعة لديهم واقتصارهم على جانب دون آخر...

واعتقد ايضا انه من المهم ان نفرق بين التحليل المستند على عقيدة وقواعدها وبين ربط كل خلاف بانه بسبب العقيدة ...

فانا لا ارى مشكلة في الحالة الاولى....وارى سوء قراءة لسنن الحياة في الثانية....

وكما علقت على المقالة الاولى اعود واكرر...مشكلة قريش الاولى مع النبي الكريم كانت مصلحية لا عقدية...بل اني لاجد ان مشكلة معظم الناس مع انبيائهم كانت مصلحية...بحيث تملكهم حب الدفاع عن سطوتهم وجاههم...

واقر بان هذا الامر اخذ من تفكيري الكثير ولا يزال....لان هواي يتمنى ان تكون المشاكل دائما صراع بين فكر وآخر...فيهون الامر...الا ان الواقع يابى الا ان يكذب هواي.... :)

ما زالت هناك اسئلة كثيرة واستفهامات...لعلي اعيد صياغتها في وقت قريب

بورك بك يا مقاوم وبكاتب المقال